أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر عمران الموسوي - الاستراتيجيات الامريكيةومشروع الشرق الاوسط الكبير















المزيد.....

الاستراتيجيات الامريكيةومشروع الشرق الاوسط الكبير


ناصر عمران الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 1802 - 2007 / 1 / 21 - 12:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ما ان تشظت ناطحات السحاب الامريكية في 11/9/2001م حتى اذنت بمرحلة مهمة لدخول الترسانة العسكرية الامريكية كمعادل مهم -ـ من وجهة النظر التنفيذية على الاقل_ــ في رسم صورة العالم الجديد الذي ترتسم دائما ملامحه من منطقة الشرق الاوسط باعتبارها تحوي شريان الحياة الاقتصادية للعالم ، هذا الامر ادخل استراتيجية جديدة بعد ظهور تنظيم القاعدة كجزء من منظومة كل الضد الذي يشكل الجانب الاخر فوجد الامريكان ان العمائم البيضاء قد اينعت و حان قطفها ليس بالمشيئة الامريكية التي كانت تقدر لحظة الزمان و المكان في مثل هكذا حلول ، لقد اكتسحت حركة طالبان او ما يسمى بحركة العمائم البيضاء ، بلاد الافغان في غفلة نزاعات مسلحة داخلية و دولية حيث ايقنت كل الفصائل المتقاتلة تعذر السيطرة على هذه البلاد و ان السيطرة عليها هو ضرب اقرب للخيال ، الا ان الرياح جائت بحيث لا يشتهي السفن و غيرها ، و بعد ان تمكنت حركة طالبان من السيطرة على أفغانستان ، و كان الدور الامريكي له الريادة في ذلك ضمن معادلة دولية ، الا ان هذه الحركة السلفية الجهادية و ضمن فصيلها العسكري المتمثل بتنظيم القاعدة اثرت الدخول ضمن السياسة الدولية و بخاصة ان ظهور التيارات الاسلامية ذات الميول السلفية الجهادية برزت كبديل بعد انهيار المعسكر الاشتراكي هذا الامر ادى الى ان تشن الولايات المتحدة الامريكية حربها ضد الارهاب فارتجت اكواخ البسطاء في افغانستان و تساقط الكثير منه على طول النزاع الذي انجلى على سيطرة امريكية على بلاد الافغان في حين لاذت خلافة المسلمين -ــ حسب الفهم الجهادي لهذه التسمية -ــ في جبال تور وبورا ، لتنفتح شهية الترسانه العسكرية الامريكية على مادب اخرى اهمها في المرحلة الثانية من حربها ضد الارهاب فكانت بغداد التي تساقطت بسهولة بعد ان ولى نظامها الفاشستي مخلفا بلدا محطما 0
ان مرحلة ما بعد 11 ايلول رسمت بشكل مقحم صورة السياسة الامريكية التي حرقت مراحلا كثيرة من العمل التنظيري و وضعت السياسة التنظيرية موضع التنفيذ فكأنها احدثت و لادة قيصرية مستعجلة للروئية (الكيسنجرية) الذي و ان غادر صاحبها كيسنجر وزارة الخارجية منذ فترة طويلة الا انه الان يقف في رئاسة هيئة استشارية كبيرة في البيت الابيض ترسم بترقب كبير صورة الشرق الاوسط الجديد 0
ان كتاب (الدبلوماسية) الصادر عام 1996 لهنري كسنجر يوضح بشكل كبير جدا مدى النظرة الامريكية الى منطقةالشرق الاوسط و بخاصة بعد ان تهيا لامريكا قيادة العالم و بروز الليبرالية و العولمة و مفهوم القرية الصغيرة التي تختزل العالم و تنظر الى الانسان و من الانسان انطلاقاتها و تشريعاتها مشفوعة بحريته و حقوقة ، ان احداث ايلول ابرزت ظهور قوى عسكرية تناغم منظومة فكرية و اقتصادية و استراتيجية و تسويق مشروع جديد ديمقراطي كجزء من معادلة مهمه تدخل ضمن سياسة براجماتية لا تقف ضمن المشروع الديمقراطي فحسب و انما تنسجم كشيء لا مناص من الارتباط به لضمان الامن القومي الامريكي ،الا ان ذلك لا يتم بالكيفية التي ينظر لها دهاقنة الساسة الامريكان ، فوضع الحل العسكري الى جانب تصدير المشروع الديمقراطي هو امر اثار حفيضت حكومات شرق اوسطية تجد بان علاقتها بالولايات المتحدة الامريكية وصلت الى درجة التميز ،مما جعلها تنكفا على نفسها لترتيب اوضاعها و وجدت في خيار الانتخابات صورة ديمقراطية و اصلاحية جديدة مثالها انتخابات المجالس البلدية في المملكة السعودية و انتخابات المصرية و الفلسطينية ، في الوقت التي وجدت فيه الحكومات متنفسا يحسب لها ضمن المشروع الديمقراطي الجديد فأن التيارات الاسلامية اخرجت نفسها بعد ان تعرضت الى ضربات كثيرة عبر مسيرتها و بخاصة من التيارات القومية التي ما زالت تحتل مكان الصدارة في ادراة شؤون معظم دول الشرق الاوسط ان السياسة الامريكية جعلتنا نتسائل فهي التي تهيئ للتيارات الاسلامية و بخاصة الجهادية منها لمسك زمام السلطة في حين تشن حملتها في جربها ضد الارهاب و المتمثل بالتيارات الاسلامية ذات نفس التوجه ، و تحاول زعزعت الحكومات التي تدعمها ضد شعوبها حتى هذه اللحظة ، ان اخفاقات كثيرة رافقت السياسة الامريكية الجديد التي ظهرت بعد احداث 11 ايلول اولها ان السياسة الامريكية لم تهيء الارض الخصبة للمشروع الديمقراطي ، فكيف يمكن الايمان بمشروع ديمقرلطي محركه الرئيسي الحرية الشخصية و الليبرالية كمنهج ضروري للحياة ازاء مجتمعات ماتزال حتى هذه اللحظة تعاني عقد التقاليد الاجتماعية والطقوسية العقائدية وهو أمر لا ينسجم مع التوجه الليبرالي الجديد .
ثانياً : إن الحكومات التي تحمل توجهاتها القومية والتي لم ترى في المشروع الديمقراطي سوى تقويض لأعمدة حكمها الكونكريتي والمستند أصلاً في كثير منه إلى الدعم السياسي الأمريكي ، أدى بهذه الحكومات أن تحيط نفسها بشرنقة من سياج شعبي مستند إلى ذات التصورات السلفية التي تحملها التيارات الاسلامية مما أوجد تحالفاً مباشراً أو غير مباشر بين هذه الحكومات وتلك التيارات .
ثالثاً : الاعتماد على التيارات العلمانية ذات التوجهات الليبرالية التي تعاني البحث عن هويتها إزاء بروز التيارات المؤدلجة إسلاموياً . إضافة على أنها تتعكز على ذات التاريخ العلماني المرتبط بالحكومات المحسوبة بفعل الثقافة الاسلاموية دون أن يقابلها ثقافة للمشروع الديموقراطي ، حسابات امتداد هذه التيارات إلى الحكومات التي أفل نجمها بفعل السقوط كنظام صدام أو الانظمة الاخرى التي تحتضر أو تلك التي تحاول جاهدة لم نفسها والظهور من جديد كطرف معارض للمشروع الديمقراطي وقد تهيأت كثير من الظروف لاسترداد نفس هذه الحكومات مثالها الحكومة السورية التي استفادت كثيراً من فك حصارها على أثر المواجهات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل ، وكذلك الحكومة الإيرانية التي ربحت كثيراً من هذه المواجهة سواء أكان في النظر بشكل مختلف إلى ملفها النووي أو بإرسالها رسالة مهمة إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أن اللجوء إلى عمل عسكري ضدها هو ضرب من فشل واضح في ظل هذه المرحلة .
رابعاً : الاعتماد على سياسة ما يسمى بالفوضى الخلاقة التي لجأت لها السياسة الامريكية في العراق والتي كانت تعتقد بأن الفوضى ستنصهر عن حرية مدروسة على أثر دخولها مختبرات التجربة وهذه الحرية ستؤدي بالتالي إلى صياغة المشروع الديموقراطي واتضح بالاستناد إلى جملة العوامل المذكورة أعلاه أن المجتمع العراقي عاد إلى صياغة نفسه وبفعل تيارات سياسية أو عقائدية اضطرته إلى حالة التخندق الطائفي والقومي وغايتها الرئيسية تصب في مصالح استراتيجية خارجية أو داخلية باتت ترى بأن المشروع الديموقراطي يقوض مفاهيمها التي ما تنفك تذكر الجماهير بجدواها والامر الغريب أن السياسة الامريكية هيأت لها الأجواء المناسبة بل أن السياسة الأمريكية تثير شكوكاً مهمة عبر جدواها في صياغة المشروع الديمقراطي الذي ينظر إليه النخبة بعين التطلع والتقدم . إن أحداث أيلول في ذكراها الخامسة ربما وجدت عزاءً في اروقة البلدان الغربية الا انها مع ذلك كان ينظر لها باعتبارها حلم تحرر من ربقة حكومات وأفكار وعقائد ما تزال تلقي بظلالها على الفرد في منطقة الشرق الأوسط إن الكثيرين ينظرون إلى مشروع ديموقراطي في منطقة الشرق الأوسط منحاز أولاً وأخيراً إلى الانسان والانسان فقط دون النظر إلى مرام ايديولوجية أو استرتيجية أو غايات قومية أو طائفية أو دينية أو عقائدية ، وهذا ما نحب أن نراه في عراقنا الجديد الذي نصر على التمسك باعتباره قبلة للحرية و الديموقراطية .
المحامي
ناصر عمران الموسوي
كاتب وباحث سياسي
[email protected]



#ناصر_عمران_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آليات انتاج الهيمنةالفكرية


المزيد.....




- ??مباشر: مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار في غزة واستمرار المخ ...
- استقالة رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية على خلفية تعاملها مع ...
- شهيدان وعدة جرحى في قصف إسرائيلي على مخيم بلاطة شرقي نابلس
- -تحول استراتيجي- في علاقة روسيا والصين.. ماذا وراء التدريبات ...
- أكسيوس: ترامب تحدث مع نتانياهو عن الرهائن ووقف إطلاق النار
- قراصنة إيرانيون يستهدفون حملتي هاريس وترامب
- نعمت شفيق تعلن استقالتها من رئاسة جامعة كولومبيا بعد أشهر من ...
- استقالة نعمت شفيق من رئاسة جامعة كولومبيا على خلفية احتجاجات ...
- رئيسة جامعة كولومبيا تستقيل بعد أشهر من الاحتجاجات الطلابية ...
- بايدن مازحا خلال لقاء في البيت الأبيض: -أنا أبحث عن وظيفة-


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر عمران الموسوي - الاستراتيجيات الامريكيةومشروع الشرق الاوسط الكبير