أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - اقتحامات تدوس على كرامة الأمة وأقصى لا يحرره غير السلاح














المزيد.....

اقتحامات تدوس على كرامة الأمة وأقصى لا يحرره غير السلاح


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8313 - 2025 / 4 / 15 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بينما تنشغل الأمة الإسلامية بالصراعات الداخلية وملاحقة لقمة العيش ، يأتي اقتحام عضو "الكنيست الصهيوني عميت هاليفي" للمسجد الأقصى المبارك صباح "عيد الفصح" ١٣/ابريل/٢٠٢٥، برفقة رئيس إدارة ما يسمى بـ "جبل الهيكل" الحاخام "شمشون إلباوم"، ليعيد تسليط الضوء على ما يجري في قلب القدس من تغييب متعمد للحق الإسلامي والتاريخي في واحدة من أقدس بقاع الأرض.

ما جرى لم يكن حدثا عاديا، بل هو فعل سياسي مغلف بثوب ديني، يُقصد منه فرض واقع جديد في الحرم الشريف، ضمن مشروع الاحتلال طويل الأمد لتغيير الهوية الدينية والتاريخية للقدس.

الصور التي التُقطت صباح عيد الفصح العبري داخل باحات المسجد الأقصى وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي ظهر فيها "هاليفي" إلى جانب حاخامات يرتدون الزي التوراتي التقليدي، ليست مجرد توثيق لزيارة عابرة، بل هي رسالة وقحة للعالم بأسره، مفادها أن الاحتلال بات يتصرف في الأقصى كما لو كان تابعا لسيادته المطلقة.
دخولهم بهذه الطريقة لم يكن عبثيا أو فرديا، بل كان ضمن حماية أمنية كاملة، في وقت يُمنع فيه آلاف الفلسطينيين من الوصول إلى مسجدهم للصلاة، بحجج أمنية وذرائع واهية.

واللافت في هذه الاقتحامات المتكررة أنها لا تثير سوى القليل من ردود الفعل الرسمية الخجولة في العالم الإسلامي.

أما الصورة الثانية والتي انتشرت أيضا على المواقع فتنقل مشهدا استفزازيا لمجموعة من المستوطنين يرقصون ويغنون أمام باب الأسباط، أحد أبواب المسجد، في تحد وقح لكل ما هو مقدس، وهذا المشهد لم يحرك الحكومات، ولم تُسمع سوى أصوات فردية غاضبة من الشعوب التي أُنهكت وتآكلت إرادتها في ظل أنظمة تقايض القضايا الكبرى بالهدوء السياسي والتطبيع.

ما يجري اليوم ليس جديدا، بل هو امتداد طبيعي لمشروع صهيوني بدأ منذ اللحظة الأولى لاحتلال القدس عام 1967. ففي ذلك اليوم المشؤوم، رُفع علم الاحتلال فوق قبة الصخرة لساعات، ومنذ ذلك الوقت والاحتلال يعمل على تحويل الأقصى من مكان مقدس للمسلمين إلى ساحة نزاع ديني مفتعل، هدفه تحويل الصراع من سياسي إلى ديني، تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الشريف. وما مشاركة سياسيين في هذه الاقتحامات إلا خطوة إضافية في مسار يهدف إلى شرعنة السيطرة التدريجية على المكان، تحت غطاء ديني وتحالفات داخلية في الكنيست بين الأحزاب اليمينية والمتطرفين الدينيين.

والمؤلم أكثر من الاقتحام ذاته، هو الصمت المحيط به. فلا غضب حقيقي في الشارع العربي، ولا موقف دولي يُجبر الاحتلال على التراجع. بل العكس، هناك تطبيع متزايد، وزيارات رسمية متبادلة، وشراكات اقتصادية تزداد في وقت تُداس فيه كرامة الأمة عند أبواب القدس.
لقد بات الأقصى، بما يمثله من رمزية دينية وتاريخية، خطا مستباحا في ظل عالم لا يعترف إلا بمنطق القوة، ودول كانت لا تتقن سوى بيانات الإدانة التي لا تتجاوز الورق. ولكن اليوم بعد السابع من أكتوبر حتى بيانات الإدانة لم نعد نسمع لها صوتا، وكأنها باتت مرتبطة باستقرار الكراسي والعروش.

القدس لا تحررها جعجعة الأصوات وهي بالغنى عنها، اليوم السلاح هو الحل، المقاومة فقط الحل الوحيد سيعيد لها كرامتها.

والأقصى ليس حجرا أو معلما أثريا، بل هو شريان في وجدان كل مسلم، وخط الدفاع الأول عن الهوية والانتماء. وما لم يتم التعامل مع ما يجري بجدية توازي خطورته، ولا جدية سوى السلاح، فإن القادم سيكون أعظم، ولن يبقى في الأقصى متسع لصلاة، ولا في القدس أثر لنبض عربي أو إسلامي.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معتقل الموت..مجدو وحادثة تسمم الأسرى ابريل/٢٠ ...
- ليلة حرق المعمداني 13/أبريل/2025 وسياسة التدجين
- الضفة الغربية...إلى أين؟؟؟
- الشجاعية لم ولن تسقط...مجزرة ٩/إبريل/٢٠٢ ...
- بيت دراس...ذاكرة لا تنسى
- رأس حمزة شاهد في محكمة الآخرة
- البوابات الحديدية..ما قصتها؟؟
- ماذا بقي من الإنسانية؟ مجزرة رجال الدفاع المدني
- ليلة حرق الكلمة السادس من إبريل/٢٠٢٥
- هل ستكون رمال موراغ مقبرة أخرى؟؟
- متى نكسر الأقفال ونخرج من الأقفاص؟؟
- مجازر الثالث من نيسان/٢٠٢٥ في مدارس غزة
- لماذا رفح؟؟
- لو كانت جثة فرعون تنطق لأخبرته بذلك.
- حين ألبسته الكفن بدل ثياب العيد
- امرأة من رفح.. وجع يمشي على الأرض
- ستفشل كما فشلت كل مرة...
- الحرب الفاشية تعود إلى غزة ١٨/آذار
- القوانين الدولية والاتفاقيات تسقط في وحل حصار غزة
- ما بين قرط ساندي بيل وقرط روح الروح يتقزم الخيال وتتضخم الحق ...


المزيد.....




- انفجار ضخم يهز ميناء الشهيد رجائي في إيران: 5 قتلى وأكثر من ...
- ترامب وفون دير لاين يتفقان على لقاء مرتقب وسط توتر تجاري بين ...
- بروكسل تعتبر تونس من -دول المنشأ الآمنة-- هل هي كذلك بالفعل؟ ...
- إلقاء القبض على منفذ تفجير سيارة أدى إلى مقتل مسؤول رفيع في ...
- تعيين حسين الشيخ نائبا لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ...
- وكالة إيرانية: نقل اليورانيوم المخصب إلى خارج إيران لم يناقش ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا انفجار ميناء -الشهيد رجائي- جنوبي إيران
- تركيا توقف 47 شخصا في إطار التحقيق مع إمام أوغلو
- خبير عسكري: عمليات المقاومة تتصاعد وتصبح أكثر نوعية
- هل زرع ترامب -الرعب- في قلوب الأميركيين في أقل من 100 يوم؟


المزيد.....

- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - اقتحامات تدوس على كرامة الأمة وأقصى لا يحرره غير السلاح