سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8313 - 2025 / 4 / 15 - 16:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يتمکن نظام الملالي من البقاء في الحکم کل هذه الفترة الطويلة بسهولة ومن دون عناء بل إنه واجه ويواجه مقاومة عنيفة من قبل الشعب الذي يرفض حکمه القمعي الانعزالي ولم يمر عام على هذا النظام الرجعي من دون أن يواجه فيه الاحتجاجات الشعبية المتداخلة مع الصراع الذي تخوضه منظمة مجاهدي خلق ضده في الداخل وفي الخارج، ومن شدة عملية الصراع والمواجهة ضد هذا النظام والسعي من أجل إزاحته عن الحکم فقد إضطر لأن يمارس الکثير من عمليات الخدع والتمويه من أجل بقائه ومن ضمنها مزاعم الاعتدال والاصلاح المخادعة.
بقدر ما کان نظام الملالي يبذل قصارى جهوده من أجل الإيحاء بأن کل شئ على ما يرام وإنه قد تمکن من حسم الامور لصالحه، فإنه وفي مقابل ذلك کانت هناك مساع وطنية مضادة تٶکد خلاف ذلك وإن النظام يقف على فوهة برکان قد ينفجر به في أي لحظة والملفت للنظر إن المعارضة الوطنية الايرانية المتمثلة في مجاهدي خلق، لم تقف عند حدود فضح دموية النظام وإستبداده ضد الشعب الايراني في داخل إيران بل وقامت أيضا بفضح دوره ونشاطاته المشبوهة في التدخلات وإثارة الحروب والازمات في المنطقة وتصدير التطرف والارهاب، وهذا ما تسبب في إرباك مخططات النظام ونواياه الشريرة والمساهمة في فتح المجال لصدها وإجهاضها.
ما شهدناه خلال العامين المنصرمين من هزائم نوعية لوکلاء النظام والذي تکلل بسقوط حليفه الاستراتيجي نظام الدکتاتور بشار الاسد، وما نشهده خلال العام الحالي من تشديد العقوبات الدولية وممارسة أقسى الضغوطات ضد هذا النظام، هو في الحقيقة ثمرة عملية الصراع والمواجهة ضد هذا النظام وکشف وفضح مخططاته ونواياه الشريرة، وإن نظام الملالي الذي نجده اليوم محاصرا من کل الجهات ويتم تشديد الخناق عليه، فإنه يأتي بعد أن تم توجيه ضربات نوعية لوکلائه بحيث باتت في النهاية أشبه بمجموعة من النمور الورقية وإن ما يحصل حاليا يمکن إعتباره المرحلة النهائية أي مرحلة الهزائم الکبرى ذلك إن الذي يبدو واضحا جدا هو إن هذا النظام لن يخرج من هذه المرحلة سالما لأنه سيشهد فيها فقدانه الکامل لبرنامجه النووي المشبوه ولبرامج صواريخه وقبل ذلك إنتهى إقليميا، ولذلك فإنه وبعد ذلك سيکون کالطائر الذي تم نتف ريشه کله ولم يعد بوسعه الطيران وهو ما يعني نهايته حتما إذ أن سلسلة الهزائم المتتالية في معظم المجالات التي تمنح القوة للنظام، ستتکلل بالضرورة الحتمية بالهزيمة الکبرى له وذلك بسقوطه وقيام الجمهورية الديمقراطية.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟