رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 8313 - 2025 / 4 / 15 - 15:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مواردنا المائية تواجه تحديات معقدة، الحلول السطحية أو الحلول التي تعتمد فقط على إصلاح جزئي قد تقودنا إلى فشل أكبر. هنا يأتي دور التفكير الاستراتيجي، الذي يتيح لنا فهم الأبعاد الأوسع للمشكلات المائية ولدى خبراء العراق افكار وحلول تساهم في إحداث تغيير جذري في معالجة ازمات البلاد المائية. وهنا تبرز أهمية المشاريع التي لها بعد استراتيجي وتعدُ حلول شاملة تنبع من فهم عميق لماضي وحاضر ومستقبل مواردنا المائية ومعالجة تلك الازمات. وان يتم التعامل مع كل ازمة مائية ومناخية على أنها جزء من ازمة ومشكلة أكبر فالموارد المائية تخص كل مكونات البيئة. لذا لا يجب ان يتم التركيز فقط على حل واحد من خلال نقطة معينة وتخدم فئة معينة، كما يحدث الان ، حيث يتم التركيز على زيادة الاطلاقات من السدود رغم الحالة شبه الجافة هذا العام والسعي الى تصفير الخزين الاستراتيجي للسدود، بل من الاجدر ان يتم تحليل كل العوامل التي تؤثر في تفاقم الازمات المائية، مثل سياسات دول التشارك المائي، الاقتصاد المعتمد على الاستيراد، الثقافة المجتمعية وكيفية الحد من الاستهلاك الكبير للمياه، والبنية التحتية المتهالكة والمتقادمة لمشاريع الري والسدود، حتى نتمكن من بناء حلول مستدامة وفعالة.
التحديات الحقيقية التي تواجه العراق كدولة مصب هي التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتي تتطلب اليوم وليس غداً حلولًا شاملة مستدامة تتعامل مع الأسباب الجذرية للملف المائي العراقي. هنا يأتي دور الأفكار الريادية لتنفيذ مشاريع مائية ومنشآت هيدروليكية تستخدم منهجيات وسياسات لرؤية ثاقبة وعلى الأقل الى العام 2050 من خلال الحلول التي تركز على جميع جوانب الازمات المائية، بما في ذلك التنمية البشرية والموارد الطبيعية والبيئة المحيطة والاقليمية.
لذا فان المطلوب وعلى وجه السرعة من الحكومة العراقية ان لا تقتصر فقط على البحث عن حلول عن الحلول السطحية الترقيعية، بل يجب السعي أيضًا إلى تعزيز ثقافة التعاون الاقليمي والابتكار والبحوث، فبدلاً من معالجة المشكلات بشكل جزئي أو باستخدام حلول منعزلة عن الواقع الحالي والمستقبلي، يتطلب إشراك مختلف الأطراف في عملية التفكير والابداع، بما في ذلك أصحاب المصلحة من المجتمعات المحلية، والمنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص. هذا التعاون يؤدي إلى تبادل المعرفة والخبرات، ويساهم في إيجاد حلول أكثر شمولية وابتكارًا من خلال مشاريع تطوير واستخدام أدوات تحليلية لتمكين المجتمع على بناء أنظمة تهدف إلى الحفاظ على المياه وحسن استخدامها.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟