أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - الصراع على سوريا، وخفايا الانضمام إلى التحالف الدولي!















المزيد.....

الصراع على سوريا، وخفايا الانضمام إلى التحالف الدولي!


نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 8313 - 2025 / 4 / 15 - 14:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتحدّث منشور "النهار" "اللبنانية" عن فشل انضمام السلطة إلى ما يسمى "التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب"، بعد رفض الولايات المتحدة، دون أن يقدّم مدبّج التقرير أو مروّجه أي دليل على تقديم طلب الانضمام، أو بيان الرفض... وليس هذا بغريب على الجريدة العريقة التي أصبحت بعد اغتيال صاحبها التاريخي الشهيد جبران تويني أحد أبرز وسائل التضليل التابعة ل "محور المقاومة "! (١).
يسوّقون لدعايات أنّ الهدف من سعي واشنطن وباريس لضم السلطة الجديدة إلى "التحالف الدولي" هو الحرص على بناء مؤسسة عسكرية وطنية، خالية من الغرباء الغير مؤهلين لمحاربة "داعش"، لأنّ "التحالف الدولي ضد داعش، بقيادة الولايات المتحدة، ليس مجرد تكتل عسكري، بل هو معيار دولي لقياس التماهي مع منظومة القيم التي تتبناها القوى الغربية الكبرى، وعلى رأسها شرط الاحتراف المؤسساتي العسكري، والقطيعة مع منطق "الميليشيا العابر للحدود"( وفق ما قال ل "النهار" مالك الحافظ، وهو باحث سوري في القضايا الدولية !!)، والسلطة تقول أنّها ترفض الانضمام إلى التحالف الدولي لأنّها ستكون بجانب قسد" و هي تعتبر نفسها الممثل الوحيد للدولة السورية ، ولانّ نجاح العملية السياسية الوطنية الجارية يوجّب ويتطلّب توحيد الجغرافيا، وحصر السلاح بيد الدولة !!
على أيّة حال، لماذا تحرص واشنطن وباريس على "انضمام السلطة" إلى "التحالف الدولي"، وتمارس واشنطن وباريس كلّ الضغوط على السلطة الجديدة لجرّها، خاصة "شرط رفع العقوبات" القاتلة؟
لماذا يحرصون على وجود السلطة في تحالفهم؟ هل هو حرص على أن تلبّي السلطة الجديدة "المعيار الدولي" لقياس التماهي مع منظومة القيم التي تتبناها القوى الغربية الكبرى كما يدّعي "الباحث الحيادي" مالك الحافظ؟ هل هو خشية من وجود "الأجانب" داخل الجيش السوري الجديد، الذين يريدون له أن يكون "مؤسسة وطنية" وفقا لمعايير مصالحهم ؟
ألا يدرك السادة الأفاضل في قيادة التحالف، والسيد الباحث الدولي "مالك الحافظ " أنّ مَن يقود جيش " قسد "، حليفهم السوري، ويشكّل عموده الفقري ، العسكري والامني، هم جزء لايتجزأ من قيادة حزب العمال الكردستاني التركي العسكرية (الإرهابية، وفقا للمعايير الأمريكية ذاتها!) الذين يتخذون من قنديل ملاذا تحت مظلّة حماية "الحرس الثوري الإيراني، (الإرهابي، وفقا للنفس المعايير!!)، وقد رفضت تلك القيادة الإيرانية في قسد، وشركاؤها في تحالف "المعيار الدولي" حتى وجود "البيشمركة الكردية" التي ينتمي افرادها إلى الأكراد السوريين؟
الحقيقة التي يكذبون من أجل طمسها هي أنّ مشكلتهم ليست مع "الأجانب" طالما يكون هؤلاء تحت سيطرتهم، وينفذون تعليماتهم، بل ما يسعون إليه هو هدف آخر، يغطّون عليه، بتواطؤ مع "النهار" والبحاث "الحافظ"، و يرتبط مباشرة بالحرص على تثبيت مرتكزات التقسيم التي عمل عليها "التحالف الدولي لمحاربة داعش" نفسه وشريكه قسد، بعد تدخّل جيوشه المباشر خلال صيف ٢٠١٤، وكان كانتون " قسد" ( الديمقراطي )الذي تقوده "عناصر أجنبية – إيرانية وتركية" أبرز إنجازاتها!
أن تكون السلطة في التحالف الدولي الذي يضمّ قسد يعني أن تصبح السلطة الطرف السوري الثاني في التحالف... بما يشرعن وجود سلطتين، ويثبت عوامل تقسيم سوريا، وهو الهدف المركزي الذي تسعى إلية واشنطن، وطابورها في التحالف الدولي، منذ ربيع ٢٠١١!
ليس خارج السياق، يقول تقرير السفيرة "دوروثي شيا" في إيجاز لمجلس الأمن بشأن الوضع في الشرق الأوسط:
"ان استقرار سوريا وسيادتها أمران حاسمان لأمننا الجماعي"(٢)
إذا كان من حق الولايات المتّحدة أن تسعى لتحقيق ما يضمن أمنها وأمن شركاءها في مآلات العملية السياسية السورية الجارية، أليس أولى بالسوريين ، أصحاب المصلحة، أن يعرفوا أين تكمن عوامل بناء "استقرار سوريا وسيادتها" من منظور مصالحهم الوطنية المشتركة؟
لنتفق على المعايير الوطنية!
من نافل القول أنّ في مصلحة سوريا، الدولة السورية الوطنية الموحّدة، وفي مصلحة السوريين، الذين يتوقون إلى توفير شروط استقرار دائمة، بناء مؤسسات دولة القانون والعدالة، على جميع المستويات، خاصة على مستوى المؤسسات السيادية، العسكرية والامنية، وما يوجّبه في ممارسات السلطة الجديدة من ضرورة استبعاد الأجانب، والاعتماد على العنصر الوطني السوري، الغير مؤدلج، الذي يؤمن بموجّبات قيام سوريا الجديدة، دولة المواطنة المتساوية، وهذه حقيقة لا تستطيع، ولا يجب، على السلطة الجديدة تجاهلها إذا كانت تسعى فعلا لأن تكون سلطة وطنية، وتعبّر عن مصالح السوريين الوطنية المشتركة.
لكن، ماذا عن "المقلب الآخر"؟!
إذا كانت ترى واشنطن، وشركاؤها في "التحالف الدولي" أنّ ما يضمن "استقرار سوريا وسيادتها" هو تثبيت الوقائع القائمة التي تعزز شروط بقاء "سلطتين" و "جيشين" وتقسيم سوريا، فكيف يمكن التوفيق بين مصلحة سوريا، والسوريين، وبين رؤية واشنطن التي ترى، كما ترى قسد، أنّ ضمان شروط استقرار سوريا ووحدتها هو في الحفاظ على وجود سلطتين؟
لماذا تتجاهل ما تسمى "القوى الديمقراطية" هذه الحقائق، وترفض سياسات السلطة الإقصائية، وهو واجب وحق، لكنها تفعل على أرضية المواقف الداعمة لقسد، ورؤية تحالفها الدولي، اللاوطنية!!
سوريا غير قابلة للتقسيم ، وكلّ مَن يسعى إلى ذلك، أو يعمل على توفير شروطه، سواء داخل السلطة أو في "المعارضات الديمقراطية" يقف من منظور مصالح السوريين المشتركة وموجّبات الأمن القومي السوري، في الخندق اللاوطني، وعلى جميع الوطنيين السوريين إدراك مخاطر مشروع التقسيم، وهويّة القوى التي تعمل عليه، والعمل على مواجهتها بجميع السبل الوطنية المشروعة!!
ملاحظة أخيرة ، في قلب السياق :
على جميع النخب الوطنية السورية أنّ تدرك طبيعة الدور الذي يمارسه هذا الطيف الواسع من نخب " المعارضات المتجددة – الديمقراطية " التي تترزّق على تسويق دماء " العلوين " على عتبات واشنطن وباريس على أرضية مشروع التقسيم، متجاهلة ابرز حقائق الصراع على سوريا:
لم تكن لتصل سلطة حافظ الأسد إلى مرتبة الشراكة الاستراجية مع واشنطن( وتل أبيب ) إلا "بفضل " المجازر التي ارتكبتها ضد الشعب السوري منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي، خاصة مجازر حماه وحلب وجسر الشعور...والأزبكية ، وقد حصل الأهبل الفار وسلطته اللاوطنية على درجة شراكة واشنطن في مشروع تقسيم سوريا ومحاربة الإرهاب عندما وافقت في ربيع ٢٠١١ على الذهاب على مسارات الخَيار الأمني العسكري الميليشياوي في مواجهة السوريين، ومطالبهم المشروعة ، وقد حصل الأهبل على حصّته، وكانت تعمل خطوات وإجراءات إعادة تأهيله الأمريكية على تثبيت سلطته ، وكانت ستؤدّي إلى " توريث جديد " لولا تعارض شبكة السيطرة الأمريكية مع مصالح وسياسات " إسرائيل " و" تركيا " التي شكّلت العامل الرئيسي في إسقاط الأهبل، وفتح صيروة أمريكية جديدة ، بنفس الأدوات الأمريكية المتجددة، وبالتالي فإنّ " دماء السوريين " لا تدخل أبدا في حسابات السيطرة الأمريكية إلّا بقدر ما تشكله من أوراق ضغط لتحقيق أهداف واشنطن ، وليست" عقوبات قيصر " إلّا دليلا واضحا على موضوعية هذا الاستنتاج !!

(١)-
https://www.annahar.com/arab-world/arabian-levant/208639/%D8%A7%D9%86%D8%B6%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%84%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A-%D9%8A%D8%AA%D8%B9%D8%AB%D8%B1-%D8%A8%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%84%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AC%D8%A7%D9%86%D8%A8?fbclid=IwY2xjawJqzNhleHRuA2FlbQIxMQABHn5-e4uywmJfia_jnCYf40DO7Rm2tJMULI7IJ31HsmyPVHVkPmuIDqFhWR7A_aem_tSkPWF4XFtY2o3UwSpCDDQ
(٢)-
"A stable and sovereign Syria is critical for our collective security."
- Ambassador Dorothy Shea at a UNSC Briefing on the Situation in the Middle East



#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع على سوريا والساحل السوري- المشروع الفرنسي .
- دراسة نقدية في برنامج وسلوك القيادة السورية الجديدة. الجزء ا ...
- دراسة نقدية في برنامج وسلوك القيادة السورية الجديدة. الجزء ا ...
- دراسة في برنامج الرئيس السوري المكلّف في المرحلة الانتقالية- ...
- الصراع على الساحل السوري- الجزء الأوّل .
- في الذكرى السنوية للثورة المغدورة!
- في اتفاق الشرع / عبدي!
- في الخطوط العامة لمشروع التقسيم ومخاطره!
- في طبيعة مفاتيح الدكتور حازم نهار .
- قراءة سوريّة في دعوة الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني ...
- دراسة في برنامج الرئيس السوري المكلّف في المرحلة الانتقالية- ...
- محطّة مؤتمر الحوار، في عوامل الصراع على سوريا، وموجّبات النض ...
- في بعض هموم الحوار الوطني السوري!
- المثقّف النخبوي، وإشكاليات الدور السياسي!
- دروس ومقترحات حول آليات النشاط المدني السلمي .
- معا، نحو مستقبل أفضل لسوريا !
- في طبيعة المرحلة، تحدّيات ومهام.
- السوريون، وأوهام الحماية الدولية !
- خاتمة ٢٠٢٤، واهم تساؤلات المشهد السو ...
- السوريون ، وخيَارات ما بعد الأسد!


المزيد.....




- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة
- روبوت -شبحي-بشري- يعرض قدراته العضلية في فيديو مذهل!
- دراسة حديثة تعيد إحياء نظرية -دُحضت سابقا- عن سبب التوحد
- المخاطر الخفية للاعتماد العاطفي على الروبوتات
- ماذا يعني أن ترفض الصين تزويد أمريكا بالمعادن الأرضية النادر ...
- حلف شمال الأطلسي يختار اتجاهًا جديدًا للمواجهة العسكرية مع ر ...
- عقب زيارته الأولى للدوحة.. الرئيس السوري يوجه رسالة محبة وتق ...
- الإدارة الأمريكية توافق على صفقة صواريخ -ستينغر- للمغرب بقيم ...
- عشرات الغارات الأميركية على مناطق عدة من اليمن


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - الصراع على سوريا، وخفايا الانضمام إلى التحالف الدولي!