أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - أوضاعنا ليست مطمئنة !














المزيد.....

أوضاعنا ليست مطمئنة !


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8313 - 2025 / 4 / 15 - 10:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجدل في الأردن يحتدم، والنقاش يستعر، والموضوع مشروع قانون ضريبة الأبنية والأراضي 2025.
تقول الحكومة إن مشروع القانون لا يرتب أي ضرائب جديدة على المواطن. لماذا وُضِعَ إذن، وقُدِّمَ إلى مجلس النواب لمناقشته وإقراره؟!
تجيب الحكومة: الهدف تنظيمي بحت، في القطاعين ذات العلاقة، أي العقارات والأراضي.
المواطن يأخذ نفسًا عميقًا وتخرج منه زفرة عدم ثقة بإجابة الحكومة هذه، وهو مُحق للأمانة. فقد اعتاد، خلال عقود مضت، على أن تبرير أي مشروع قانون بالهدف "التنظيمي" يخفي دائمًا رفع ضرائب مفروضة، أو فرض ضرائب جديدة، أو إضافة قيود على الحريات.
وهناك أسئلة وتساؤلات ليس بمقدور الحكومة الإجابة عليها، ولو من باب رفع العتب. فلماذا باغتت الحكومة الناس بمفاجأة من هذا النوع، وهي تعرف أكثر من غيرها أنها تُنغِّص عيش الأردنيين في ظروف أزمة اقتصادية خانقة يكابدونها ويَشقون بها؟!
ولماذا لم تؤخذ آراء جهات ذات اختصاص، مثل المجلس الاقتصادي والإجتماعي على سبيل المثال لا الحصر؟! ولماذا لم يسبق القانون توضيح لمواده ونقاشات وحوارات مجتمعية، من شأنها أن تضمن خروجه بصورة تراعي مصالح الجميع، وفي مقدمهم المواطن؟!
مقابل الباطل اللجلج لتبرير القانون، هناك الحق الأبلج الرافض لتمريره بأي حال من الأحوال، وذلك للتبعات الكارثية المتوقعة بعد تطبيقه. الباطل اللجلج كعادته، يفتقر إلى الحجة والدليل القابلين للتصديق. أما الحق الأبلج، فبطبيعي أمره أدلته قاطعة وحججه ساطعة، تنطلق من مواد القانون ذاته.
باختصار، هذا القانون في حال تطبيقه سيحول كثيرين منا إلى مستأجرين في بيوت يملكونها. حسب معنيين أهل اختصاص، إذا قُدِّر منزل ما بمئة ألف دينار، فقد يترتب على مالكه دفع ضريبة سنوية تصل إلى ألف دينار أردني، مع العلم أن المواطن يدفع ضريبة مسقفات وضريبة صرف صحي ربما غير متوفر أصلًا ورسوم نقل ملكية عند شراء عقار.
على صعيد الأراضي، لا ندري بأي حق تفرض الحكومة ضرائب على أرض لا تحقق دخلًا؟!
وقد يضطر كثيرون إلى بيع أراضيهم، لعجزهم عن دفع ما يرتبه القانون عليها من ضرائب.
القانون جبائي بصراحة، تتعدى انعكاساته السلبية المواطن إلى المستثمر أو الذي يفكر بالإستثمار في الأردن، وكذلك صغار التجار ومتوسطي الحال منهم.
لقد استمرأت الحكومات الأردنية المتعاقبة منذ نشأة الإمارة سنة 1921 الركون إلى المساعدات الخارجية، والاعتماد على جيب المواطن. وبذلك، فإنها تتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأمور، وبالذات على صعيد الإخفاق في تحقيق الحدود الدنيا من الاعتماد على الذات وخلق بنية اقتصادية انتاجية. ومع ذلك، يدعو إلى التساؤل تلكؤ "حلفاء" الأردن الرسمي و"أصدقائه" في مساعدته لتخطي أزمة اقتصادية بدأت تتدحرج منذ سنة 1989. ماذا يريد هؤلاء "الحلفاء" وأولئك "الأصدقاء" أن يفعل لهم الأردن الرسمي أكثر مما فعل ويفعل؟!
ففي ديرتنا الأردنية تقبع أربع عشرة قاعدة عسكرية أميركية، وبضع قواعد فرنسية وبريطانية وحتى ألمانية. ومع اسرائيلهم، وقَّع الأردن "اتفاقية سلام" فُرضت على الأردن بالذات تحت طائلة التهديد الوجودي(أن يكون أو لا يكون)، كما ورد اللفظ بالحرف على لسان رئيس الوزراء والعين ومدير المخابرات الأسبق، أحمد عبيدات باللغة الإنجليزية، في حديثه لتلفزيون العربي. وقد انعكس ذلك في نصوص الإتفاقية، لجهة تحكم اسرائيل بمياه الأردن، إذ بإمكانها تعطيشنا في الوقت الذي تشاء. وعالجت الإتفاقية في مادتها الثامنة قضية اللاجئين والنازحين الفلسطينيين في بُعدها الإنساني فقط، ولم تتطرق إلى حقهم المشروع بالعودة وتقرير المصير في أرض آبائهم وأجدادهم. وهكذا، تضمنت الإتفاقية نصًّا يناقض أحد ثوابت خطاب الأردن الرسمي الداعي إلى تطبيق حق العودة وتقرير المصير للاجئين الفلسطينيين.
الإعلام الأردني لم يُصارح الأردنيين ولم يقُل الحقيقة في حدودها الدنيا بخصوص الاتفاقية، بل أمطرهم بوعود الخير العميم، الذي سيغمر بلادنا بعد "السلام" مع الكيان اللقيط. لكن لجؤ الحكومات إلى سن تشريعات لزيادة الإيرادات من جيب المواطن، آخرها مشروع قانون الأبنية والأراضي، ينهض دليلًا على أن أوضاعنا في الأردن ليست مطمئنة !



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(1)
- يا حسرة علينا...!!!
- سؤال إلى كل عربي حُر ومحترم
- الإعلامي الفهلوي !
- القربان !!!
- ماذا ينتظرنا في عالم يتغير؟!
- الأقوياء يفرضون شروطهم
- من أين سرقوا أقنوم شعب الله المختار؟!!!
- السلطة الدينية !
- في نظريات السياسة الحَل أم في عِلم النفس؟!
- جُرح غزة النازف إلى أين؟!
- نحن نكذب...لماذا يا تُرى؟!
- بماذا يتفوق العدو علينا؟!
- وماذا بعد؟!
- وهتف بنو أمية بأن لله جنودًا من عسل !
- زيارة إلى مقام النبي شعيب أم ماذا ؟!
- متى نتخطى إشكالية السلطة السياسية؟!
- العنف المجتمعي
- هل نحن أمة ترفض أن تتقدم؟!
- وضع غير قابل للإستمرار !


المزيد.....




- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة
- روبوت -شبحي-بشري- يعرض قدراته العضلية في فيديو مذهل!
- دراسة حديثة تعيد إحياء نظرية -دُحضت سابقا- عن سبب التوحد
- المخاطر الخفية للاعتماد العاطفي على الروبوتات
- ماذا يعني أن ترفض الصين تزويد أمريكا بالمعادن الأرضية النادر ...
- حلف شمال الأطلسي يختار اتجاهًا جديدًا للمواجهة العسكرية مع ر ...
- عقب زيارته الأولى للدوحة.. الرئيس السوري يوجه رسالة محبة وتق ...
- الإدارة الأمريكية توافق على صفقة صواريخ -ستينغر- للمغرب بقيم ...
- عشرات الغارات الأميركية على مناطق عدة من اليمن


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - أوضاعنا ليست مطمئنة !