أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جابر احمد - رسالة السجين السياسي الأهوازي مختار آلبوشوكة تكشف الغطاء عن عمليات التعذيب التي تُمارَس ضد السجناء














المزيد.....

رسالة السجين السياسي الأهوازي مختار آلبوشوكة تكشف الغطاء عن عمليات التعذيب التي تُمارَس ضد السجناء


جابر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 8313 - 2025 / 4 / 15 - 00:43
المحور: حقوق الانسان
    


وكالة هرانا: كتب مختار آلبوشوكة، السجين السياسي العربي في سجن شيبان بالأهواز، رسالة روى فيها تفاصيل التعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرّض له في أحد مراكز الاحتجاز في الأهواز، وما لاقاه من مسبة وشتائم وجّهها عناصر الأمن ضده.
رسالة تروي مأساة أبطالها أشباه بشر، وهم رجال الأمن، الذين انهالوا عليه بالضرب المبرح مع علمهم بإصابته بفتق، وعلى بطنه أكثر من أي موضع.. مما أدى إلى تفاقم حالته الصحية واكتوائه بآلام مضاعفة.

رسالة تروي حياة محكوم بالسجن المؤبد في غياهب السجون الإيرانية، تروي حرمانه من العلاج اللازم رغم تأكيد الأطباء تدهور صحته، وما يعانيه من ألم مفجع نتج عن إهمال صحي متعمّد: رسالة مزدوجة طرفاها المرض والتعذيب، وهما قد اجتمعا في تناول مسكنات قوية وأدوية هي أفضل ما يحصل عليه في ذلك السجن.

وقد أفادت هرانا، الجناح الإعلامي لمجموعة ناشطي حقوق الإنسان في إيران، بأن رسالة مختار آلبوشوكة هي توثيق وصرخة من أعماق التعذيب اللاإنساني الذي يتعرّض له في مركز احتجاز تابع لأجهزة الأمن.

وكان مختار قد نُقل سابقًا، بأمر قضائي، إلى إحدى مشافي الأهواز برفقة عناصر جهاز الأمن، لكنه تعرّض في رحلته هذه للضرب في أحد مراكز الاحتجاز.

رسالة تنضح بالألم ورواية تتحدث عن أحوال السجناء الأهوازيين، وإليكم فيما يلي النص الكامل للرسالة:

“حين يُحكم عليك بالسجن المؤبد، وخمس سنوات إضافية… [لم] تقضِ [إلا] أربع عشرة سنة منها خلف القضبان؛ فإن مجرد رؤية الشوارع، والسيارات والمارّة، والأشجار المنتشرة على جانبي الطريق، ووجوه المارة وهم يسيرون على عجلة، يُعتبر بمثابة رحلة سياحية فريدة… كأنني أشاهد أجمل مناظر العالم. لذلك حين نادوني يوم 6 ديسمبر 2025، وأركبوني سيارة داخل ساحة السجن، شعرت في البداية بنوع من البهجة.. ولكن ما إن خرجنا من باب السجن برفقة أشخاص يرتدون زيًّا مدنيًّا لا أعرفهم، عندها التفت الرجل الذي كان أمامي ووجّه لي أول صفعة قوية على وجهي، وقال لزميله الذي كان جالسًا بجانبي: “ضع العصابة على عينيه وقيّد يدي هذا الحقير…!”

وبينما كنت أضع يدي فوق وجهي من شدة الألم، كان العنصران الآخران اللذان بجانبي يسحباني بعنف لتقييد يديّ خلف ظهري، وعندها كنت أرى آخر مشاهد من العالم خارج السجن، تمر من أمامي، وقبل أن تختفي تلك المشاهد بسبب إغلاق العين بعصابة سوداء… وغصت في ظلام دامس… عندها خاطبت نفسي قائلًا: يا مختار، لن تذهب في رحلة نزهة… ولم تعد ترى الشوارع، والأشجار، والسيارات، ووجوه المارة!

ولكن لم يخطر ببالي أبدًا أنني سأواجه هذا الكم من العذاب والتعذيب، لا سيما بعد 14 عامًا قضيتها خلف قضبان السجن.

حاولت أن أطمئن نفسي: أنا في السجن منذ أربع عشرة سنة، ومحكوم بالمؤبد… بتهمة لم أرتكبها! ماذا يريدون مني بعد؟ ولماذا يريدون إيذائي؟

وبينما كنت أفكر في ذلك، وجّه لي أحدهم لكمة قوية في أسفل البطن، فصرخت من الألم، وقلت دون وعي: عندي فتق شديد، أرجوكم لا تضربوني! فرد العنصر الأمني الذي بجانبي وكأنما كلماتي حرّكت فيه ساديّته فابتسم بسخرية وقال: “أفضل!” ثم أضاف بشتائم نابية: “عندك فتق؟ سأجعلك تنسى أنك كنت تعاني منه أصلًا!” ووجّه لي بكل قوته لكمة أخرى إلى أسفل بطني.

وطوال الطريق كانوا ينهالون عليّ بالشتائم البذيئة الفاحشة الموجّهة إلى أمي وأختي وعائلتي، حتى أن ألم تلك الكلمات النابية قد أفقدني الشعور بألم التعذيب الذي تعرّضت له… ولا تزال مرارة تلك الإهانات أشد إيلامًا من الضرب…

مكثت عدة أيام في مركز احتجاز، عرفت لاحقًا أنه تابع لأجهزة الأمن في الأحواز، وهناك تم تعذيبي بشدة. لا أعرف كم مضى من الوقت، كوني فقدت الوعي من شدة الضرب، خاصة على أسفل بطني، وأفقت لاحقًا لأجد نفسي على سرير المستشفى، مقيّدًا بالأصفاد والسلاسل، وكان هناك شخص إلى جانبي يبدو أنه طبيب، وهو يتوسل إلى رجال الأمن قائلًا: “إنه مصاب بفتق خطير، وهناك احتمال كبير بانفجاره، يجب أن يبقى هنا ويخضع لجراحة فورية”. ولكن عناصر الأمن وكأنهم لم يسمعوا شيئًا، أخذوني مقيّدًا بالأصفاد معصوب العينين، وسحبوني من على سرير المستشفى إلى مركز التعذيب مرة أخرى.

تكرّر التعذيب والإهانات… وعندما فقدت الوعي مرة أخرى، أعادوني إلى المستشفى، وأصرّ الطبيب مجددًا على ضرورة إجراء عملية جراحية عاجلة لي، لكنهم تجاهلوه مرة أخرى.

كل هذا حدث بينما كنت مضربًا عن الطعام، حتى أعادوني إلى سجن شيبان بالأهواز. وكان كل هذا العذاب فقط لأنهم وجدوا اسمي في قائمة جهات اتصال على هاتف شخص معتقل! وأنا الذي أمضيت أربع عشرة سنة في سجونهم!

عندما عدت إلى ردهة السجن، كنت أعتقد أنني غبت أكثر من شهرين، لكن زملائي أخبروني أنني غبت فقط 12 يومًا، من 15 إلى 27.

والآن، بعد مرور شهر على تلك الأيام، أشعر وكأن جراحًا عميقة بقيت في داخلي! ليس بسبب التعذيب الجسدي، بل بسبب الإهانة النفسية والشتائم النابية المتكررة التي وُجّهت إلى أحبتي، وهي جراح لم تندمل أبدًا.

السجين مختار آلبوشوكة
يناير 2025



#جابر_احمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعدام خمسة سجناء بتهم واهية ودون علم عائلاتهم
- صفحات منسية من تاريخ شعبنا العربي الأهوازي – “انتفاضة فلاحي ...
- الإفراج المؤقت عن الناشط الأهوازي ميلاد بحري بسبب تدهور حالت ...
- أدان تقرير الأمم المتحدة الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في ...
- تنفيذ حكم الجلد بحق الفنان الأهوازي مهدي يراحي: تصعيد للقمع ...
- بريطانيا تصدر بيانًا يحدد أنشطة المؤسسات التابعة للنظام الإي ...
- وفاة الفنان الكردي عازف السنطور الأستاذ محمد فاروق متين
- ذكرى الثورة الإيرانية والمواقف الراهنة لبعض رجال الدين العرب ...
- نظام ولاية الفقيه ودوافع الاعتقالات العشوائية
- استنكار دولي لانتهاكات حقوق الإنسان في إيران
- خوف النظام الإيراني يدفعه إلى القيام بحملة اعتقالات ضد النشط ...
- اعتقالات بالجملة ومرضى في السجون يواجهون الموت
- أربع عشرة منظمة تصدر بيانًا تضامنيًا مع معتقلي الشعب العربي ...
- المثقفون الأهوازيون تحت التعذيب والسجن
- أمن نظام ولاية الفقيه يُلقي القبض على أحد رموز الثقافة الأهو ...
- نهاية ديكتاتورية عائلة الأسد التي استمرت 50 عامًا
- ظاهرة ترك المذهب الرسمي للدولة والتحول إلى المذاهب الأخرى
- حضور فعّال لمنظمة حقوق الإنسان الأهوازية في جنيف
- دكتورة أهوازية تفوز بمهرجان علمي عالمي وتحصل على جائزتين
- عبدالنبي القيم يتحدى عبدالحسين زرين كوب وينتقد كتابه “قرنان ...


المزيد.....




- ترامب يقترح برنامجا للترحيل الطوعي مع إغراءات للمهاجرين -الط ...
- تزايد أعداد العرائض الإسرائيلية المطالبة بوقف الحرب وإعادة ا ...
- مع دخول حرب السودان عامها الثالث.. هجمات على أكبر مخيم لاجئي ...
- الاحتلال يواصل قصف خيام النازحين بغزة ويستهدف مستشفى ميدانيا ...
- تعليق الأمم المتحدة على احتجاز الناطقين بالروسية في كييف وني ...
- اعتقال ناشط فلسطيني في أمريكا أثناء مقابلة للحصول على الجنسي ...
- الأونروا: نفاد مخزونات الغذاء التي دخلت غزة بفترة وقف إطلاق ...
- السعودية.. الداخلية تصدر بيانا بشأن إعدام 3 أجانب وتكشف جنسي ...
- الأمم المتحدة: نزوح 125 ألف شخص منذ مارس بجنوب السودان بسبب ...
- السودان: مفوضية الأمم المتحدة للاجئين تحذر من -عواقب كارثية- ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جابر احمد - رسالة السجين السياسي الأهوازي مختار آلبوشوكة تكشف الغطاء عن عمليات التعذيب التي تُمارَس ضد السجناء