أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ















المزيد.....



أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ


حمودة المعناوي

الحوار المتمدن-العدد: 8312 - 2025 / 4 / 14 - 22:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


_ مَفْهُومُ أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ

أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ "Scientific research ethics" هِيَ مَجْمُوعَةٌ مِنَ الْقَوَاعِدِ وَالْمَعَايِير الْأَخْلَاقِيَّةِ الَّتِي تُنَظِّمُ الْعَلَاقَةَ بَيْنَ أَفْرَادِ الْعَمَلِيَّة الْبَحْثَيْة وَ جَمِيعُ مَرَاحِل إعْدَاد الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ، وَ تَضْمَن الْقِيَام بِإِعْدَاد الْبَحْث وَفْقًا لِلْأُصُولِ الْعِلْمِيَّةِ الصَّحِيحَةِ وَبِالشَّكِّل وَالصُّورَةُ الْمَطْلُوبَة. أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ تُعَبِّرُ عَنْ تَطْبِيقِ الْقَوَاعِد الْأَخْلَاقِيَّة وَمُدَوَّنًات السُّلُوكِ الْمِهَنِّي أَثْنَاء عَمَلِيَّة جَمْع الْمَعْلُومَات وَتَحْلِيلُهَا وَإِعْدَاد التَّقَارِير عَنْهَا وَنَشْرِهَا، وَخَاصَّة فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِحُقُوقِ الْأَشْخَاص الْمُشَارِكِينَ فِي الْبَحْثِ بِمَا يَضْمَن إحْتِرَام خُصُوصِيَّتِهِمْ وَ سِرِّيَّتِهِم وَالْحُصُولُ عَلَى مُوَافَقَتِهِمْ. وَهَذَا أَمْرٌ بَات ضَرُورِيًّا فِي ظِلِّ إنْتِشَار بَعْض السُّلُوكِيات الْمُتَجَاوَزَة بَيْن الْبَاحِثِين بِدَافِع الْبَحْثِ عَنْ الْحَقِيقَةِ. وُضَعَتْ أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ لِتَحْقِيق عِدَّة أَهْدَاف أَسَاسِيَّة أَبْرَزَهَا حِمَايَة الْمُشَارِكِينَ فِي الْبَحْثِ وَ كَرَامَتِهِمْ وَحُقُوقِهِمْ وَمَا هُوَ لِصَالِحِهِمْ. و التَّأَكُّدِ مِنْ تَوْجِيهِ الْبَحْث بِالطَّرِيقَة الصَّحِيحَةِ الَّتِي تُسَاعِدُ فِي تَحْقِيقِ الْخَيْر لِصَالِح جَمِيعِ الْأَشْخَاصِ أَوْ الْجَمَاعَاتِ أَوْ الْحَضَارَة كَكُلّ. ثُمَّ ضُبِطَ سَيْر خُطَط الْبَحْث وَأحْدَاثِه لِلتَّحَقُّق مِنْ مَوْثُوقِيَّتِه الْأَخْلَاقِيَّةِ، مَعَ مُرَاعَاةِ قَضَايَا مَفَصَّلِيَّة مِثْلُ التَّحَكُّمِ فِي الْمَخَاطِر وَحِمَايَة الْخُصُوصِيَّة.وَ تُشَكِلُ هَذِهِ الْأَهْدَاف الرَّكَائِز الْأَسَاسِيَّة لِأَخْلَاقِيَّات الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ وَاَلَّتِي تُوَجِّهُ سُلُوك الْبَاحِثِينَ فِي جَمِيعِ مَرَاحِل الْبَحْث، بَدْءًا مِنَ تَحْدِيد الْمُشْكِلَة وَ صِيَاغَة الفَرْضِيَّات وَتَصْمِيم الدِّرَاسَة وَجَمَع الْبَيَانَات وَتَحْلِيلُهَا وُصُولًا إِلَى عَرْضِ النَّتَائِج وَنَشْرِهَا. وَمِنْ أَبْرَزِ الْمَسَائِل الْأَخْلَاقِيَّة فِي الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ، النَّزَاهَة وَالْمَوْضُوعِيَّة مِنْ الْبَاحِث، وَإحْتِرَام حُقُوق الْمُشَارِكِين وَالْمُحَافَظَةُ عَلَى سَرِيَّةٍ الْمَعْلُومَات الشَّخْصِيَّة، وَتَجَنُّب الِإنْتِحَال أَوْ التَّلَاعُبِ بِالْبَيَانَات أَوْ النَّتَائِج. كَمَا تَشْمَلُ أَيْضًا الِإهْتِمَامُ بِمَصَالِح الْمُجْتَمَع وَعَدَم إلْحَاقُ الضَّرَرِ بِهِ، وَإحْتِرَام الْمِلْكِيَّةِ الْفِكْرِيَّةِ لِلْآخَرِين. وَتَتَطَلَّب هَذِهِ الْمَسَائِلِ الْأَخْلَاقِيَّة أَنْ يَكُونَ الْبَاحِث مُلِمًّا بِقَوَاعِد السُّلُوك الْمِهَنِّي، وَمُدْرَكًا لِأَهَمِّيَّة إحْتِرَامُ حُقُوقِ الْآخَرِينَ، وَمَتَحُلِيًّا بِالصِّدْقِ وَالْأَمَانَةِ وَالْمَوْضُوعِيَّة. كَمَا يَجِبُ أَنْ تَكُونَ هُنَاكَ إجْرَاءَات رِقَّابِيَّة تَنْظِيمِيَّة وَ مِنْ خِلَالِ لِجَان أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ لِضَمَان إلْتِزَام الْبَاحِثِين بِالْمَعَايِير الْأَخْلَاقِيَّة. بِشَكْلٍ عَامٍّ، تَعَدّ أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ أَمْرًا بَالِغَ الْأَهَمِّيَّةِ لِضَمَان نَزَاهَة الْبَحْثِ وَتَحْقِيقِ مَصْدَاقِيتِه، وَتُعْتَبَرُ جُزْءًا لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ السُّلُوكِ الْمِهَنِّي لِلْبَاحِث وَالْمَنْظُومَة الْبَحْثَيْة كَكُلِّ. وَهِيَ تُمَثِّلُ الضَّمَانِة الْأَسَاسِيَّةِ لِصِيَانَة كَرَامَة الْأَفْرَاد الْمُشَارِكِينَ فِي الْبَحْثِ وَ حِمَايَة الْمُجْتَمِعِ مِنْ أَيِّ مُمَارَسَات أَخْلَاقِيَّة سَيِّئَة.

_ أَهَمِّيَّة الْأَخْلَاقِ فِي مَجَالِ الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ

الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ هُوَ أَدَاةٌ رَئِيسِيَّة لِلتَّقَدُّم وَالتَّنْمِيَة فِي جَمِيعِ الْمَجَالَاتِ، فَمَنْ خِلَالِه يَتِمّ إكْتِشَاف مَعْلُومَات جَدِيدَة وَ حُلُول لِلْمُشْكِلَات الْقَائِمَة. لِذَلِك، تُوَلِّي الدُّوَل الْمُتَقَدِّمَة إهْتِمَامًا كَبِيرًا بِالْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ وَ تَشْجِيعِه، وَ تَسْعَى لِلْحُصُولِ عَلَى الْمَزِيدِ مِنْ الْمَعْرِفَةِ وَالِإكْتِشَافَات الْعِلْمِيَّةِ. فِي الْمُقَابِلِ، تَحْتَاج الدُّوَل النَّامِيَة إِلَى تَشْجِيعِ الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ وَ إِيجَاد الْبِيئَةِ الْمُنَاسِبَةِ لَهُ، حَيْثُ يُعَدُّ الْمَنْفَذ الرَّئِيسِيِّ لَهَا لِتَحْقِيق التَّنْمِيَة وَ التَّقَدُّم. وَ لِكَيْ يُحَقِّق الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ الْهَدَفُ مِنْهُ وَيَكُونُ بِمُسْتَوَى جَوْدَة عَال، يَجِبُ عَلَى الْبَاحِثِ الَّذِي يَقُومُ بِهِ الِإلْتِزَامُ بِمَا يُسَمَّى "أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ". أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ هِيَ مَجْمُوعَةٌ مِنَ الْمَبَادِئِ وَ الْقَوَاعِد الْأَخْلَاقِيَّةِ الَّتِي تَوَجَّهَ سُلُوك الْبَاحِثِين أَثْنَاء قِيَامِهِمْ بِإِجْرَاء الْأَبْحَاث الْعِلْمِيَّة. تَعَدّ أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ عَامِلًا حَاسِمًا فِي نَجَاحِ الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ وَجَوْدَتِه، لِذَا مِنَ الْأَهَمِّيَّةِ بِمَكَانٍ أَنْ يَأْخُذَهَا الْبَاحِثُ فِي الْحُسْبَانِ عِنْدَ قِيَامِهِ بِالْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ. وَهُنَاك الْعَدِيدِ مِنَ الْأَسْبَابِ الَّتِي تُوضِحُ أَهَمِّيَّة أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ، أَهَمِّهَا ضَمَان نَزَاهَة الْبَحْث وَ مُوثوقيته، إذْ أَنَّ إلْتِزَامُ الْبَاحِث بِالْمَبَادِئ الْأَخْلَاقِيَّة يَضْمَنُ سَلَامَةَ إجْرَاءَات الْبَحْث وَ صِدّْق نَتَائِجِه، مِمَّا يُعَزِّز ثِقَة الْمُجْتَمَع الْعِلْمِيّ وَالْجُمْهُور بِالْبَحْث. إلَى جَانِبِ ذَلِكَ هُنَاكَ حِمَايَة حُقُوق الْمُشَارِكِين، إذْ أَنَّ أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ تَلْزَم الْبَاحِث بِإحْتِرَام حُقُوقَ الْأَفْرَادِ الْمُشَارِكِينَ فِي الْبَحْثِ، سَوَاءٌ مِنْ حَيْثُ الْمُوَافَقَةِ الْمُسْتَنِيرَة، أَوْ الْحُفَّاظُ عَلَى خُصُوصِيَّتِهِمْ وَ سِرِّيَّة مَعْلُومًاتُهُمْ. ثُمَّ أَيْضًا هُنَاكَ مَبْدَأُ تَجَنُّبُ الْإِضْرَار بِالْمُجْتَمَع إذْ يُعْتَبَرُ إلْتِزَام الْبَاحِث بِالْقَوَاعِد الْأَخْلَاقِيَّة يَضْمَنُ عَدَمَ إلْحَاقُ الضَّرَرِ بِالْمُجْتَمَع أَوْ الْأفْرَادِ نَتِيجَة إجْرَاء الْبَحْثِ، مِثْلُ الإنْتِهَاكَات الْأَخْلَاقِيَّةِ أَوِ الْإِسَاءَة لِلْمُشَارِكِين. أَضَافَة إلَى بِنَاء سُمْعَة قَوِيَّة لِلْجَامِعِات وَمُؤَسَّسَاتِ الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ، أَنْ إلْتِزَام الْبَاحِثِين بِالْإِخْلَاقِيَّات يُعَزِّزُ سُمْعَة الْمُؤَسَّسَات الْبَحْثَيْة وَ يُنَمِّي ثِقَة الْمُجْتَمَع فِيهَا. كَمَا أَنَّ الِإمْتِثَال لِلْقَوَانِين وَ اللِّوَائِح وَ أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ تَلْزَم الْبَاحِثِين بِالِإلْتِزَام بِالْقَوَانِين وَاللِّوَائِح الْمُنَظَّمَة لِلْبَحْث الْعِلْمِيِّ فِي الدَّوْلَةِ أَوْ الْمُؤَسَّسَة الْبَحْثَيْة. كَمَا أَنَّ ضَمَانُ النُّمُوّ وَالتَّطَوُّر الْأَخْلَاقِيّ لِلْبَحْث الْعِلْمِيّ لاَ يَتِّمُ إلَّا مِنْ خِلَالِ إلْتِزَام الْبَاحِثِين بِالْأخْلَاقِيَّات وَ يُسَاهِمُ فِي تَحْقِيقِ النُّمُوّ وَالتَّطَوُّر الْأَخْلَاقِيّ لِلْبَحْث الْعِلْمِيِّ عَلَى الْمَدَى الطَّوِيلِ. تُعَدُّ أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ رَكِيزَةً أَسَاسِيَّةً لِضَمَان جَوْدَة البُحُوثِ العِلْمِيَّةِ وَنَزَاهَتِهَا، وَحِمَايَة حُقُوق الْمُشَارِكِين فِيهَا، وَ تَجَنُّب الْأضْرَار بِالْمُجْتَمَع. كَمَا أَنَّهَا تَعَزُّز سُمْعَة الْمُؤَسَّسَات الْبَحْثَيْة وَتُسَاعِد عَلَى تَحْقِيقِ النُّمُوّ وَالتَّطَوُّر الْأَخْلَاقِيّ لِلْبَحْث الْعِلْمِيِّ عَلَى الْمَدَى الطَّوِيلِ. لِذَا، يَجِبُ عَلَى الْبَاحِثِين وَ المُؤَسَّسَات الْبَحْثِيَّة الِإلْتِزَامُ الْكَامِل بِأَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ

_ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْبَاحِثَيْن ضَمَانُ الِإلْتِزَامِ بِأَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ

إنْ إلْتِزَام الْبَاحِثِين بِأَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ هُوَ أَمْرٌ بَالِغَ الْأَهَمِّيَّةِ لِضَمَان سَلَامَة وَ نَزَاهَة الْعَمَلِيَّة الْبَحْثَيْة. هُنَاكَ عِدَّةِ طُرُقٍ يُمْكِن لِلْبَاحِثَيْن إتِّبَاعُهَا لِضَمَان الِإلْتِزَام بِأَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ. مِنْهَا الْحُصُولِ عَلَى الْمُوَافَقَةِ الْأَخْلَاقِيَّة، قَبْلَ الْبَدْءِ فِي أَيِّ مَشْرُوع بَحْثِي، يَجِبُ عَلَى الْبَاحِثِين الْحُصُولِ عَلَى الْمُوَافَقَةِ الْأَخْلَاقِيَّة مِنْ لَجْنَةٍ أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْمُخْتَصَّة. هَذِه اللَّجْنَة سَتُقَيِّمُ الْمَشْرُوعِ لِلتَّأَكُّد مِنْ أَنَّهُ يَتَوَافَقُ مَعَ الْمَبَادِئِ الْأَخْلَاقِيَّةِ وَيَحْمِي حُقُوق الْمُشَارِكِين. ثُمّ الِإلْتِزَامُ بِقَوَاعِد السَّرِيَّة وَالْخُصُوصِيَّة، مِنْ الْمُهِمِّ أَنْ يَلْتَزِمَ الْبَاحِثُون بِالحِفَاظِ عَلَى سِرِيَّةٍ الْبَيَانَات وَ الْمَعْلُومَات الشَّخْصِيَّة لِلْمُشَارِكِين فِي الْبَحْثِ. وَ يَجِب الْحُصُولِ عَلَى مُوَافَقَةِ الْمُشَارِكِين قَبْلَ جَمْعِ أَوْ إسْتِخْدَامِ أَيْ بَيَانَات خَاصَّة بِهِمْ. كَمَا أَنَّ تَجَنُّب التَّحَيُّز وَ الِإنْحِيَاز مُهِمٌّ جِدًّا إذْ، عَلَى البَاحِثِينَ أَنَّ يَكُونُوا مَوْضُوعَيْين وَغَيْرُ مُتَحَيِّزِين فِي جَمْعِ الْبَيَانَات وَ تَحْلِيلُهَا وَ تَفْسِيرُهَا. وَ يَجِبُ عَلَيْهِمْ تَجَنُّب أَيْ أشْكَالُ مِنْ التَّحَيُّزِ أَوْ التَّلَاعُبِ بِالنَّتَائِج. إضَافَةُ إِلَى ضَرُورَةِ إلْتِزَام الْبَاحِثِين بِمَبَادِئ النَّزَاهَة الْعِلْمِيَّة، بِمَا فِي ذَلِكَ تَجَنُّب الِإنْتِحَال وَالتَّزْوِيرُ وَالتَّلَاعُب بِالْبَيَانَات. كَمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ الِإعْتِرَاف بِمُسَاهِمَات الْآخَرَيْنِ وَ إحْتِرَام حُقُوق الْمِلْكِيَّةِ الْفِكْرِيَّةِ ثُمّ الْمَسْؤُولِيَّة تُجَاه الْمُجْتَمَعِ، عَلَى البَاحِثِينَ أَنَّ يَأْخُذُوا فِي الِإعْتِبَارِ الْأثَارُ الْمُتَرَتِّبَةُ عَلَى بُحُوثَهُمْ عَلَى الْمُجْتَمَعِ كَكُلٍّ، وَأنْ يَتَصَرَّفُوا بِمَسْؤُولِيَّة إجْتِمَاعِيَّة وَبِيئِيَّة. إنَّ إلْتِزَامَ الْبَاحِثِين بِهَذِهِ الْمَبَادِئِ الْأَخْلَاقِيَّةِ سَيُسَاعِد عَلَى ضَمَانِ سَلَامَةُ وَ مَوْثُوقِيَّة البُحُوثِ العِلْمِيَّةِ وَ تَعْزِيز الثِّقَةُ فِي الْمُجْتَمَعِ البَحْثِيّ. أَمَّا فِي مَجَالِ التَّجَارِب الطِّبِّيَّة وَالْبُحُوث الْبَيُولُوجِيَّة فَإِنَّ ضَمَانَ الِإلْتِزَام بِأَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ، يَسْتَوْجِبُ عَلَى الْبَاحِثِين الْقِيَام بِوَضْع خُطِّة أَخْلَاقِيَّة لِلْبَحْثِ مِنْ خِلَالِ ضَبْط الْمَعَايِير الْمُنَاسَبَة لِتَحْدِيد الْمَخَاطِر الْمُحْتَمَلَة وَ التَّحْدِيَات الْأَخْلَاقِيَّة الْمُرْتَبِطَة بِالْبَحْث. ثُمَّ وَضَعَ إجْرَاءَات لِلْحَدِّ مِنْ الْمَخَاطِرِ وَ حِمَايَة الْمُشَارِكِين. أَضَافَة إلَى الْحُصُولِ عَلَى مُوَافَقَةِ لَجْنَة أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ قَبْلَ الْبَدْءِ فِي الْبَحْثِ. ثُمَّ الِإنْضِبَاط عَلَى مُسْتَوَى الِإلْتِزَام بِمَبَادِئ الْبَحْث الْأَخْلَاقِيّ بِمَا يَتَضَمَّنُ مِنْ إحْتِرَامِ كَرَامَةً وَخُصُوصِيَّةً الْمُشَارِكِين. وَضَمَان السَّرِيَّة وَ الْحِفَاظِ عَلَى سَرِيَّةٍ الْمَعْلُومَاتِ الشَّخْصِيَّةِ. وَعَدَم الْإِضْرَار بِالْمُشَارِكِين وَتَجَنُّبُ الْمَخَاطِر غَيْرِ الضَّرُورِيَّةِ. ثُمَّ الْحُصُولُ عَلَى مُوَافَقَةِ مُسْتَنِيرَة مِنْ الْمُشَارِكِينَ. وَتَقْدِيم نَتَائِجِ الْبَحْثِ بِصِدْق وَشَفِافِيَة. مِنْ جِهَةِ أُخْرَى يُعَدُّ التَّدْرِيب وَ الْإشْرَاف الْمُنَاسِب ضَرُورَةً مِنْ أَجْلِ ضَمَانِ تَدْرِيب الْبَاحِثِين عَلىَ المَبَادِئِ الأَخْلَاقِيَّةِ لِلْبَحْث. الْأَمْرُ الَّذِي يَفْرِضُ وُجُود إشْرَاف مُنَاسِب عَلَى جَمِيعِ مَرَاحِل الْبَحْثِ. إلَى جَانِبِ إسْتِخْدَام آلِيَّات لِلْمُرَاقَبَة وَالمُسَاءَلَة الْأَخْلَاقِيَّة. إنَّ إتِّبَاعَ هَذِهِ الْإِجْرَاءَاتِ يُسَاعِد الْبَاحِثِين عَلَى ضَمَانِ الِإلْتِزَام بِأَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ وَ حِمَايَة الْمُشَارِكِين.

__ تَطْبِيقُ أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيِّ فِي الدِّرَاسَاتِ الْمُخْتَلِفَة

أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ هِيَ مَجْمُوعَةٌ مِنَ الْمَبَادِئِ وَالْمَعَايِير الَّتِي يَجِبُ أَنْ يَلْتَزِمَ بِهَا الْبَاحِثُون أَثْنَاء إجْرَاء دِرَاسَاتِهِمْ الْعِلْمِيَّة. تَهْدِفُ هَذِهِ الْأَخْلَاقَيَّات إلَى ضَمَانِ نَزَاهَة وَ مُوثُوقِيَّة الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ، وَحِمَايَة حُقُوق الْمُشَارِكِين فِيه، وَالْمُسَاهَمَةِ فِي تَقَدُّمِ الْمَعْرِفَة الْإِنْسَانِيَّة. يُمْكِنُ تَطْبِيقُ أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيِّ فِي الدِّرَاسَاتِ الْمُخْتَلِفَةُ عَلَى النَّحْوِ التَّالِي:
. الْبُحُوث الطِّبِّيَّة وَالْبُيُولُوجِيَّة: فِي هَذَا النَّوْعِ مِنْ الْبُحُوث، يَجِب الْحُصُولِ عَلَى مُوَافَقَةِ مُسْتَنِيرَة مِنْ الْمُشَارِكِينَ، وَ إحْتِرَام كَرَامَتَهُمْ وَحُقُوقِهِمْ، وَضَمَان سَرِيَّة الْمَعْلُومَاتِ الشَّخْصِيَّةِ، وَالتَّأَكُّد مِنْ عَدَمِ تَعْرِيضُهُمْ لِأَيّ إضْرَار جَسَدِيَّة أَوْ نَفْسِيَّة. كَمَا يَجِبُ الْحُصُولِ عَلَى مُوَافَقَةِ لِجَان أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ قَبْلَ إجْرَاءِ الدِّرَاسَة.
. الْبُحُوث الِإجْتِمَاعِيَّةِ وَالْإِنْسَانِيَّةِ: فِي هَذِهِ الْبُحُوث، يَجِب إحْتِرَام خُصُوصِيَّة الْمُشَارِكِين وَعَدَم إسَاءَة إسْتِخْدَام الْمَعْلُومَاتِ الَّتِي يُقَدِّمُونَهَا، كَمَا يَجِبُ تَجَنُّبُ الْإِسَاءَة اللَّفْظِيَّةِ أَوْ النَّفْسِيَّة، وَالْحِرْصِ عَلَى عَدَمِ إلْحَاقِ أَيُّ ضَرَرٍ بِالْمُشَارِكِين. وَ يَنْبَغِي الْحُصُولِ عَلَى مُوَافَقَةِ مُسْتَنِيرَة مِنْهُمْ قَبْلَ الْبَدْءِ فِي الدِّرَاسَة.
. الْبُحُوث التَّرْبَوِيَّة: فِي هَذَا الْمَجَالِ، يَجِب الْحُصُولِ عَلَى مُوَافَقَةِ الْمُؤَسَّسَات التَّعْلِيمِيَّة وَالْمُشَارِكِين (الطُّلاَّبُ أَوْ الْمُعَلِّمِينَ) قَبْلَ إجْرَاءِ الدِّرَاسَةَ. كَمَا يَجِبُ ضَمَانُ عَدَم تَعْرِيض الْمُشَارِكِين لِأَيّ مَخَاطِر، وَإحْتِرَام خُصُوصِيَّتِهِمْ، وَتَجَنُّب التَّحَيُّزِ أَوْ التَّمْيِيزِ فِي الْمُعَامَلَة.
. الْبُحُوث الِإقْتِصَادِيَّة وَالإِدَارِيَّة: فِي هَذِهِ الْبُحُوث، يَجِب إحْتِرَام سَرِيَّة الْمَعْلُومَات الْخَاصَّة بِالْمُؤَسَّسَات وَالْأفْرَاد الْمُشَارِكِين. كَمَا يَجِبُ تَجَنُّبُ التَّلَاعُب بِالْبَيَانَات أَوْ التَّحْرِيفِ فِي النَّتَائِجِ لِتَحْقِيقِ مَصَالِحِ خَاصَّة. وَيَجِب الْحُصُولِ عَلَى مُوَافَقَةِ الْمُشَارِكِين قَبْلَ جَمْعِ الْبَيَانَات مِنْهُمْ.
. الْبُحُوث التِّقْنِيَّة وَالْهَنْدَسِيَّة: فِي هَذَا الْمَجَالِ، يَجِبُ ضَمَانُ عَدَمُ إلْحَاقِ أَيْ إضْرَارٍ بِالبِيئَةِ أَوِ الْمُجْتَمَعِ نَتِيجَة لِلْبَحْثِ. كَمَا يَجِبُ التَّأَكُّدِ مِنْ سَلَامَةِ التَّجَارِب وَالِإخْتِبَارِات، وَتَجَنُّبُ أَيْ مُمَارَسَات تَنْطَوِي عَلَى إِهْمَال أَوْ إسَاءَةُ إسْتِخْدَامُ التِّقْنِيَّاتِ.
. الْبُحُوث الْقَانُونِيَّة وَالسِّيَاسِيَّةِ: فِي هَذِهِ الْبُحُوث، يَجِب الْحِرْصُ عَلَى الْحِيَاد وَالْمَوْضُوعِيَّة، وَعَدَم إسْتِغْلَال نَتَائِجَ الْبَحْثِ لِأَغْرَاض سِيَاسِيَّة أَوْ شَخْصِيَّةٌ. كَمَا يَجِبُ إحْتِرَام الْقَوَانِين وَالتَّشْرِيعَات الْمُنَظَّمَة لِلْبَحْث الْعِلْمِيِّ فِي هَذِهِ الْمَجَالَات.
بِشَكْلٍ عَامٍّ، يَجِبُ عَلَى البَاحِثِينَ فِي جَمِيعِ التَّخَصُّصَاتِ الِإلْتِزَام بِمَبَادِئ الْأَمَانَةَ الْعِلْمِيَّةَ، وَالْمَوْضُوعِيَّة، وَالنَّزَاهَة، وَ إحْتِرَام حُقُوق الْمُشَارِكِين، وَتَجَنُّب أَيْ مُمَارَسَات تَنْطَوِي عَلَى تَضَارَب الْمَصَالِحِ أَوْ إسَاءَةُ إسْتِخْدَام السُّلْطَةِ. كَمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ الْحُصُولِ عَلَى الْمُوَافَقَات اللَّازِمَةِ مِنْ الْجِهَاتِ الْمُخْتَصَّة قَبْلَ إجْرَاءِ الدِّرَاسَات. إِنَّ التَّطْبِيقَ الصَّارِم لِأَخْلَاقِيَّات الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ فِي جَمِيعِ الْمَجَالَاتِ يُسَاهِمُ فِي تَعْزِيزِ ثِقَة الْمُجْتَمَعِ فِي نَتَائِجِ الْبُحُوث، وَضَمَان إسْتِخْدَامُهَا لِخِدْمَةِ الإِنْسَانِيَّةِ وَ التَّنْمِيَة الْمُسْتَدَامَة. وَهُوَ أَمْرٌ بَالِغَ الْأَهَمِّيَّةِ لِتَطْوِير الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ وَتَحْقِيقُ التَّقَدُّمِ الْمَنْشُود فِي مُخْتَلَفٍ الْمَجَالَات.

_ النَّشْأَة التَّارِيخِيَّة لِأَخْلَاقِيَّات الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ

تَعُودُ جُذُور أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيِّ إلَى الْقَرْنِ السَّادِسِ عَشَرَ، عِنْدَمَا بَدَأ الْعُلَمَاءُ فِي تَطْوِيرِ مَنَاهِج مُنَظَّمَة لِلْبَحْث وَ الِإسْتِقْصَاءِ. فِي هَذَا الْوَقْتِ، أَصْبَحَ مِنْ الْمُهِمِّ وَضَع مَبَادِئَ أَخْلَاقِيَّةٍ لِتَوْجِيه عَمَلُ الْعُلَمَاءِ وَضَمَان نَزَاهَة الْبُحُوث. مِنْ أَبْرَزِ الْمَعَايِير الْأَخْلَاقِيَّةِ الَّتِي تَمَّ تَطْوِيرِهِا فِي هَذِهِ الْفَتْرَةِ. الْأَمَانَة وَ النَّزَاهَة الْعِلْمِيَّة، إحْتِرَام الْمُشَارِكِينَ فِي الْبَحْثِ. الْحُفَّاظُ عَلَى السَّرِيَّةِ، تَجَنُّب التَّحَيُّز وَالِإنْحِيَاز. فِي الْقَرْنِ الْعِشْرِينَ، تَطَوَّرَتْ أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ بِشَكْلٍ كَبِيرٍ مَع ظُهُورُ مَجَالَات جَدِيدَة مِثْلُ عُلُومِ الحَيَاةِ وَالتِّكْنُولُوجْيَا الْحَيَوِيَّة. تَمّ وَضَع مَزِيدٍ مِنَ الإِرْشَادَات وَالْقَوَاعِد الْأَخْلَاقِيَّة لِتَنْظِيم الْبُحُوث فِي هَذِهِ الْمَجَالَاتِ الْحَسَّاسَة. الْيَوْم، تُعْتَبَر أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ جُزْءًا لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ عَمَلِ الْعُلَمَاءِ فِي جَمِيعِ التَّخَصُّصَاتِ. لَقَدْ نَشَأ مَفْهُوم أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ وَتَطَوَّر عَلَى مَدَى عُقُود طَوِيلَةً مِنْ الزَّمَنِ. مُنْذُ بِدَايَةِ الْقَرْنِ الْعِشْرِينَ، بَدَأ الِإهْتِمَام بِتَنْظِيم الْمُمَارَسَات الْبَحْثَيْة وَالْأَخْلَاقِيَّة الْمُتَعَلِّقَةِ بِهَا. فِي الْخَمْسِينِيَّاتِ مِنْ الْقَرْنِ الْمَاضِي، تَمّ إنْشَاء الْعَدِيدِ مِنَ الْمَبَادِئِ وَالْإِرْشَادَات الْأَخْلَاقِيَّة لِتَوْجِيه البُحُوثِ العِلْمِيَّةِ. عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ، أَصْدَر الطَّبِيب الْأَمْرِيكِيّ هِيلِّسِينْكِي إعْلَانًا عَامّ 1964 حَوْل الْمَبَادِئِ الْأَخْلَاقِيَّةِ لِتِجَارب الْأَدْوِيَةُ عَلَى الْبَشَرِ. فِي السِّتِّينَيات وَالسَّبْعِينِيَّات، أَنْشَأْت مُعْظَم الدُّوَل مُؤَسَّسَات وَ تَشْرِيعَات لِتَنْظِيم الْبُحُوث الطِّبِّيَّة وَالْعِلْمِيَّة. مُنْذُ ذَلِكَ الْحِينِ، تَطَوَّرَتْ أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ لِتَشْمَل قَضَايَا مُتَنَوِّعَةٍ مِثْلَ السَّرِقَةِ الْأَدَبِيَّة وَالتَّلَاعُب بِالْبَيَانَات وَالتَّأْثِيرُ الْمُحْتَمَلُ عَلَى الْمُجْتَمَعِ وَالْبِيئَة. لَقَدْ ظَهَرَتْ أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ نَتِيجَة لِأَهَمِّيَّة الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ وَتَزَايُد مُسَاهِمًاتِه فِي تَطْوِيرِ الْمُجْتَمَعَاتِ وَتَقَدُّمُهَا عَلَى كَافَّةِ الْأَصْعِدَة. فَالْبَحْث الْعِلْمِيّ يُعَدُّ الرَّكِيزَة الْأَسَاسِيَّةِ لِلتَّقَدُّم وَالتَّنْمِيَة، إذْ يُسَاهِمُ فِي تَقْدِيمِ إضَافَات جَدِيدَة لِلْمَعْرِفَة الْبَشَرِيَّة، وَطَرَح حُلُول لِلْمُشْكِلَات الَّتِي تُوَاجِهُ الْمُجْتَمَعَات. وَلِذَا، كَانَ لَا بُدَّ مِنْ وُجُودِ مَجْمُوعَةٌ مِنَ الْقَوَاعِدِ وَالْمَبَادِئ الْأَخْلَاقِيَّةِ الَّتِي تَضْبِطُ مُمَارَسَات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ وَتَوَجُّهُه نَحْوَ تَحْقِيقِ أَهْدَافِهِ بِشَكْلٍ سَلِيمٍ وَمَسْؤُول. أَنْ ظُهُور أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ مُرْتَبِطٌ إرْتِبَاطًا وَثِيقًا بِتَطْور الْعُلُومُ وَالتِّقْنِيَّات، وَالْأثَار الْإِيجَابِيَّة وَالسَّلْبِيَّة الْمُتَرَتِّبَةِ عَلَى تِلْكَ التَّطَوُّرَات. فَقَدْ كَشَفَتْ التَّجَارِب وَالْمَمَارَسَات الْعِلْمِيَّةِ خِلَالَ الْقَرْنَيْنِ الْمَاضِيَيْنِ عَنْ بَعْضِ الِإنْحِرَافَات الْأَخْلَاقِيَّة كَالْغِشّ وَالتَّزْوِير وَالِإسْتِغْلَال وَإنْتِهَاك حُقُوقَ الْأَفْرَادِ. عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ، كَانَتْ تَجَارِب الْأَبْحَاث النَّازِيَة عَلَى السَّجِنَاء خِلَالَ الْحَرْبِ الْعَالَمِيَّةِ الثَّانِيَةِ مِنْ أَبْرَزِ الإنْتِهَاكَات الْأَخْلَاقِيَّة فِي تَارِيخِ الْبَحْث الْعِلْمِيّ. وَقَدْ أَدَّى ذَلِكَ إلَى ظُهُورِ الْحَاجَةِ إلَى وَضْعِ ضَوَابِط أَخْلَاقِيَّة تَحَكُّم الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ، وَ تَضْمَن سَلَامَة الْمُمَارَسَات الْبَحْثَيْة وَحِمَايَةِ حُقُوق الْمُشَارِكِين وَ الْمُجْتَمَع كَكُلّ. وَظَهَرَتْ الْعَدِيدِ مِنَ الْمُؤَسَّسَات وَالْهَيْئَات الدَّوْلِيَّةِ الَّتِي إهْتَمَّتْ بِوَضْع مَبَادِئ وَ آلِيَّات لِأَخْلَاقِيَّات الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ، مِثْل لِجَان أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ التَّابِعَة لِلْمُؤَسَّسَات الْبَحْثَيْة وَالْجَامِعَات، وَالْمُنَظَّمَات الْمِهَنِيَّة الدَّوْلِيَّة كَالْجَمُعَيَّة الأَمْرِيكِيَّة لِعِلْم النَّفْس وَالْجَمْعِيَّة الأَمْرِيكِيَّة لِلطِّبّ، وَالْأَعْلَانًات وَالْمَوَاثِيق الدَّوْلِيَّة كَإِعْلَان هِلْسِنْكِي بِشَأْنِ الْبُحُوث الطِّبِّيَّة. وَ بِشَكْل عَامٌّ، فَقَدْ ظَهَرَتْ أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ كَإسْتَجَابَة لِحَاجَةِ مُلِحَّة لِتَنْظِيم وَضَبَط مُمَارَسَات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ، وَذَلِكَ نَتِيجَةُ لِتَزَايُد تَأْثِيرُهُ عَلَى الْمُجْتَمَعَات، وَظُهُورُ بَعْضِ الِإنْحِرَافَات الْأَخْلَاقِيَّة فِي هَذَا الْمَجَالِ. وَأَصْبَحَتْ هَذِه الْأَخْلَاقَيَّات ضَرُورَةً مُلِحَّةً لِضَمَان سَلَامَة الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ وَ حِمَايَة حُقُوقَ الْأَفْرَادِ وَالْمُجْتَمَعِ، وَتَعْزِيز الثِّقَةُ فِي نَتَائِجِ الْأَبْحَاث وَتَطْبِيقِاتِهَا.

_ الْعَوَاقِب الْمُحْتَمَلَة لِإنْتِهَاك أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ

إنْتِهَاك أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ إلَى مَجْمُوعَة مِنْ الْعَوَاقِبِ السَّلْبِيَّةِ الَّتِي تُؤَثِّرُ عَلَى الْبَاحِثِين وَالمُؤَسَّسَات وَ الْمُجْتَمَع كَكُلّ. هُنَاكَ بَعْضُ الْعَوَاقِب الْمُحْتَمَلَة نَذْكُرُ مِنْهَا الْآتِي
1. فِقْدَان الْمَصْدَاقِيَّة وَالسُّمْعَةِ
. تَأْثِيرٍ عَلَى الْبَاحِثِين : يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ إنْتِهَاك الْأَخْلَاقَيَّات إلَى فِقْدَان الْمَصْدَاقِيَّة وَالسُّمْعَةِ الْعِلْمِيَّة، مِمَّا يَجْعَلُ مِنَ الصَّعْبِ عَلَى الْبَاحِثِين الْحُصُولِ عَلَى تَمْوِيل أَوْ نَشْرٍ أَعْمَالُهُمْ فِي الْمُسْتَقْبَل.
. تَأْثِيرٍ عَلَى الْمُؤَسَّسَات : الْمُؤَسَّسَات الَّتِي تَتَوَرَّط فِي فَضَائِح أَخْلَاقِيَّة قَدْ تُعَانِي مِنْ فِقْدَانِ الثِّقَةُ مِنْ قِبَلِ الْجُمْهُورِ وَ الْمُمَوَّلين.
2. عَوَاقِب قَانُونِيَّة
. الْمُلَاحَقات الْقَانُونِيَّة : فِي بَعْضِ الْحَالَاتِ، يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ الِإنْتِهَاك إلَى مُلَاحَقَّات قَانُونِيَّة ضِدُّ الْأَفْرَادِ أَوْ الْمُؤَسَّسَات، خَاصَّةً إذَا كَانَ هُنَاكَ تَزْوِير أَوْ سَرِقَةٍ فِكّرِيَّة
. الْغَرَامَات وَالْعُقُوبَات : قَدْ تَفْرِضُ الْجِهَات التَّنْظِيمِيَّة غَرَامَاتِ وَعُقُوبَات عَلَى الْمُؤَسَّسَات أَوْ الْأفْرَادِ الْمُتَوَرِّطين فِي الإنْتِهَاكَات.
3. تَأْثِير سَلْبِيٌّ عَلَى الْمُجْتَمَعِ
. خَسَارَة الثِّقَةُ فِي الْعِلْمِ : يُمَكَّنُ أَنْ يُؤَدِّيَ إنْتِشَار الإنْتِهَاكَات إلَى فِقْدَان الثِّقَةُ فِي الْمُجْتَمَعِ الْعِلْمِيّ بِشَكْلٍ عَامٍّ، مِمَّا يُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى تَقَدُّمِ الْبَحْث وَالِإبْتِكَار.
. تَأْثِيرٍ عَلَى الصِّحَّةِ وَالسَّلَامَةِ: فِي الْأَبْحَاث الطِّبِّيَّة أَوْ البِيئِيَّة، قَدْ يُؤَدِّي إنْتِهَاك الْأَخْلَاقَيَّات إلَى نَتَائِج قَدْ تَضُرُّ بِصِحَّة أَوْ سَلَامَة الْأَفْرَادِ أَوْ الْبِيئَة.
4. تَأْثِيرٍ عَلَى الزَّمْلَاء وَالطُّلاَّب
. الْإِحْبَاطُ وَالِإنْخِفَاضُ فِي الرُّوحِ الْمَعْنَوِيَّة: زَمِّلُاء الْبَاحِثِينَ الْمُنْتَهِكِين قَدْ يَشْعُرُون بِالْإِحْبَاط أَوْ الِإنْخِفَاضُ فِي الرُّوحِ الْمَعْنَوِيَّة، مِمَّا يُؤَثِّرُ عَلَى بِيئَة الْعَمَل الْجَمَاعِيّ.
. تَأْثِيرٍ عَلَى الطُّلَّابِ: قَدْ يَتَأَثَّر الطُّلَّاب سَلْبًا إذَا كَانُوا يَتْبَعُونَ أَوْ يَعْمَلُون مَعْ بَاحِثَيْنِ لَا يَلْتَزِمُونَ بِالْإِخْلَاقِيَّات.
5. تَرَاجُعُ فِي التَّقَدُّمِ الْعِلْمِيِّ
. تَأْخِيرٍ أَوْ إلْغَاءُ الْأَبْحَاث: الإنْتِهَاكَات قَدْ تُؤَدِّي إلَى تَأْخِيرِ أَوْ إلْغَاءُ الْأَبْحَاثِ الَّتِي تَعْتَمِدُ عَلَى نَتَائِجَ غَيْرَ مَوْثُوقَة أَوْ مُزَوَّرَة.
. إهْدَار الْمَوَارِد: إسْتِثْمَار الْوَقْتَ وَالْمَالَ فِي أَبْحَاثِ غَيْر أَخْلَاقِيَّة يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ إلَى إهْدَارِ الْمَوَارِد الَّتِي كَانَ يُمْكِنُ إسْتِخْدَامِهَا فِي أَبْحَاثِ مُفِيدَة وَمُوثُوقَة.
فِي الْخِتَامِ، الْحُفَّاظُ عَلَى أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ يُعَدُّ أَمْرًا ضَرُورِيًّا لِضَمَان تَقَدُّمِ الْعِلْمِ وَالْمُجْتَمَع بِشَكْلٍ سَلِيمٍ وَمُسْتَدَام.

_ تَأْثِيرِ أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيِّ عَلَى نَتَائِجَ الْبَحْثِ

تَلْعَب أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ دُورًا حَيَوِيًّا فِي ضَمَانِ نَزَاهَة وَ مُوثُوقِيَّة الْأَبْحَاثِ، وَهِيَ مَجْمُوعَةٌ مِنَ الْمَبَادِئِ التَّوْجِيهِيَّة الَّتِي تَهْدِفُ إِلَى حِمَايَة حُقُوق وَرَفَاهِيَة الْمُشَارِكِينَ فِي الْبَحْثِ، وَضَمَان دِقِّة النَّتَائِج الْعَلَمِيَّةَ. فِيمَا يَلِي تَوْضِيحُ لِكَيْفِيَّة تَأْثِير أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ عَلَى نَتَائِجَ الْبَحْث
. الْحُفَّاظُ عَلَى النَّزَاهَة الْعِلْمِيَّة: تَفْرِضُ أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيِّ عَلَى الْبَاحِثِين الِإلْتِزَام بِالنَّزَاهَة فِي تَصْمِيمِ الدِّرَاسَات، وَجَمَع الْبَيَانَات، وَتَحْلِيلُهَا، وَتَفْسِير النَّتَائِج. الِإلْتِزَامِ بِهَذِهِ الْمَبَادِئُ يُعَزِّز مِنْ مَصْدَاقِيَة النَّتَائِجِ وَيُقَلِّلَ مِنْ إحْتِمَالِيَّة التَّلَاعُب أَوْ الِإحْتِيَال.
. حِمَايَة الْمُشَارِكِين: أَحَد الْأَهْدَاف الرَّئِيسِيَّة لِأَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ هُوَ حِمَايَةٌ حُقُوق وَرَفَاهِيَة الْمُشَارِكِين. يَتَطَلَّبُ ذَلِكَ الْحُصُولِ عَلَى الْمُوَافَقَةِ الْمُسْتَنِيرَة مِنْ الْمُشَارِكِينَ، وَالْحِفَاظِ عَلَى سَرِيَّة مَعْلُومًاتُهُمْ، وَتَجَنُّبُ الْأَذَى النَّفْسِيَّ أَوْ الْجَسَدِيّ. هَذَا يَحْسُنُ مِنْ ثِقَةٍ الْمُشَارِكِينَ فِي عَمَلِيَّةِ الْبَحْثِ وَيَضْمَن جَمْع بَيَانَات ذَاتَ جَوْدَةٍ عَالِيَة.
. الشَّفَّافِيَّة وَالمُسَاءَلَة: تُشَجِّع الْأَخْلَاقَيَّات عَلَى الشَّفَّافِيَّة فِي الْإِبْلَاغ عَنْ الْمَنْهَجِيات وَالنَّتَائِج، مِمَّا يَسْهُلُ عَلَى الْبَاحِثِين الْآخَرِينَ مُرَاجَعَةُ وَتَكْرَار الدِّرَاسَات. هَذِه الشَّفَّافِيَّة تُسَاهِمُ فِي بِنَاءِ الْمَعْرِفَة الْعِلْمِيَّة وَتُسَاعِدُ فِي إكْتِشَافِ الْأَخْطَاء أَوْ التَّحَيُّزِات الْمُحْتَمَلَة.
. مَنَع التَّحَيُّز وَالصَّرَّاعَات: تُسَاعِدُ أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ فِي التَّعَرُّفِ عَلَى الصِّرَاعَات الْمُحْتَمَلَةِ فِي الْمَصَالِحِ وَاَلَّتِي قَدْ تُؤَثِّرُ عَلَى نَتَائِجَ الْبَحْثِ. مِنْ خِلَالِ مُعَالَجَةِ هَذِهِ الْقَضَايَا، يُمْكِن لِلْبَاحِثَيْن تَقْدِيم نَتَائِج مَوْضُوعِيَّة وَمُسْتَقِلّة، مِمَّا يَزِيدُ مِنْ مَوْثُوقِية الْبَحْث.
. تَعْزِيز الثِّقَةُ فِي الْمُجْتَمَعِ الْعِلْمِيّ: عِنْدَمَا يَتِمُّ الِإلْتِزَام بِأَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ، يَتِمُّ تَعْزِيز الثِّقَة بَيْنَ الْمُجْتَمِعِ الْعِلْمِيّ وَ الْجُمْهُورُ. هَذِهِ الثِّقَة ضَرُورِيَّة لِتَشْجِيع التَّعَاوُن وَالْمُشَارَكَةِ فِي الْبُحُوث المُسْتَقْبَلِيَّة، وَتَعْزِيز تَأْثِير الْأَبْحَاث عَلَى السِّيَاسَات الْعَامَّة وَالْمَمَارَسَات الْمُجْتَمَعِيَّة.
بِإخْتِصَار، تَعَدّ أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ الْعَمُود الْفِقْرِيّ الَّذِي يُدَعِّم جَوْدَة وَ مُوثُوقِيَّة الْبُحُوث، وَيُسْهَم فِي تَطْوِيرِ الْمَعْرِفَة الْعِلْمِيَّة بِشَكْل مُسْتَدَام وَأَخْلَاقِيّ.

_ تَوْزِيعُ الْمَنَافِع وَالأَعْبَاء النَّاتِجَةُ عَن الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ

تَوْزِيعُ الْمَنَافِع وَالأَعْبَاء النَّاتِجَةُ عَن الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ بِشَكْل عَادِل هُوَ أَمْرٌ بَالِغَ الْأَهَمِّيَّةِ لِضَمَان الِإسْتِفَادَة الْعَادِلَةِ مِنْ نَتَائِجِ البُحُوثِ العِلْمِيَّةِ. هُنَاك عِدَّة آلِيَّات يُمْكِن إتِّبَاعُهَا لِتَحْقِيق ذَلِكَ.
. ضَمَانٌ حُقُوق الْمُلْكِيَّةِ الْفِكْرِيَّةِ: يَجِبُ عَلَى الْبَاحِثِين وَ المُؤَسَّسَات الْبَحْثَيْة الِإلْتِزَامُ بِحُقُوق الْمِلْكِيَّةِ الْفِكْرِيَّةِ، وَضَمَانٍ أَنْ جَمِيعَ الْأَطْرَافِ الْمُسَاهَمَةِ فِي الْبَحْثِ تَحْصُلُ عَلَى حِصَّتِهَا الْعَادِلَةِ مِنْ الْمَنَافِعِ. هَذَا يَشْمَلُ حِمَايَة بَرَاءَات الِإخْتِرَاع وَ الْمِلْكِيَّة الْفِكْرِيَّة لِلْأَبْحَاث الْمُبْتَكَرَة.
. تَوْزِيع الْإِيرَادَات بِشَكْل عَادِل: يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ هُنَاكَ آلِيَّات شَفَّافَة وَعَادِلَة لِتَوْزِيع الْإِيرَادَات الْمُتَأَتِّيَّةِ مِنْ تَسْوِيق نَتَائِجِ الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ، بِحَيْث تَعُود الْمَنَافِعِ عَلَى جَمِيعِ الْأَطْرَافِ الْمُسَاهَمَة، بِمَا فِي ذَلِكَ الْبَاحِثِين وَالْجَامِعَات وَالْجِهَات الْمُمَوَّلِة.
. تَشْجِيعِ الشِّرَاكات وَالتَّعَاوُنِ: تَشْجِيع الشِّرَاكِات وَالتَّعَاوُنِ بَيْنَ مُخْتَلِفِ الْجِهَات الْمُعْنِيَة بِالْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ، كَالْجَامِعَات وَالْقطَّاعِ الْخَاصّ وَالمُؤَسَّسَات الحُكُومِيَّة، سَيُسْهِمُ فِي تَوْزِيعِ الْمَنَافِع بِشَكْلٍ أَكْثَرَ إنْصَافًا. هَذَا سَيَضَمن مُشَارَكَةُ جَمِيعِ الْأَطْرَافِ فِي تَحَمُّلِ التَّكَالِيف وَالِإسْتِفَادَةِ مِنْ النَّتَائِج.
. دَعْم الْبُحُوث ذَات الْأَثَر الِإجْتِمَاعِيّ: يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ تَرْكِيز عَلَى دَعْم البُحُوثِ الَّتِي تَهْدِفُ إِلَى مُعَالَجَةِ الْقَضَايَا الِإجْتِمَاعِيَّةُ وَالبِيئِيَّة الْمُهِمَّة، وَاَلَّتِي قَدْ تَكُونُ أَقَلَّ جَاذِبِيَّة لِلتَّمْوِيل الْخَاصِّ. هَذَا سَيَضَمن إنْ الْمَنَافِع النَّاتِجَةِ عَنِ هَذِه الْبُحُوث تَعُودُ عَلَى الْفِئَات الْأَكْثَر ضَعْفًا فِي الْمُجْتَمَع.
. تَطْوِير أَطِرْ تَنْظُيمِيَّة وَأَخْلَاقِيَّة: وَضَع أَطِرْ تَنْظُيمِيَّة وَأَخْلَاقِيَّة صَارِمَة لِتَنْظِيم عَمَلِيَّةِ الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ، بِمَا فِي ذَلِكَ مَعَايِير لِتَقْيِيم الْأَثَر الِاجْتِمَاعِيّ وَالْبِيئَي لِلْمُشَارَيع الْبَحْثَيْة. هَذَا سَيُسَاعِد فِي ضَمَانِ عَدَمِ إسْتِغْلَالِ الْفِئَات الضَّعِيفَةِ أَوْ الْمُهَمَشَة
. ضَمَانُ عَدَمِ التَّمْيِيزِ أَوْ إسْتِغْلَالٍ الْفِئَات الضَّعِيفَةِ أَوْ الْمُهَمَشَة: لِضَمَانِ عَدَمِ التَّمْيِيزِ أَوْ إسْتِغْلَالٍ الْفِئَات الضَّعِيفَةِ أَوْ الْمُهَمَشَة فِي الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ، يَنْبَغِي إتِّخَاذُ الْإِجْرَاءَات التَّالِيَة:
. تَطْبِيق مَعَايِير أَخْلَاقِيَّة صَارِمَة: وَضَع وَتَطْبِيق مَعَايِير أَخْلَاقِيَّة صَارِمَة فِي جَمِيعِ مَرَاحِل الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ، بِمَا فِي ذَلِكَ التَّخْطِيط وَالتَّنْفِيذ وَالنَّشْر. هَذِهِ الْمَعَايِيرَ يَجِبُ أَنْ تَّحْظَرْ أَيِّ شَكْلٍ مِنَ أشْكَال التَّمْيِيزِ أَوْ إسْتِغْلَالٍ الْمُشَارِكِينَ فِي الْبَحْثِ، وَخَاصَّة الْفِئَات الضَّعِيفَة.
.ضَمَان الْمُشَارَكَة وَالْمُوَافَقَة الْمُسْتَنِيرَة: التَّأَكُّدِ مِنْ أَنَّ جَمِيعَ الْمُشَارِكِينَ فِي الْبَحْثِ، وَخَاصَّة الْفِئَات الضَّعِيفَةِ أَوْ الْمُهَمَشَة، يُتِمُّ إشْرَاكُهُمْ بِشَكْل كَامِلٌ فِي جَمِيعِ مَرَاحِل الْبَحْث، وَيُعْطُون مُوَافَقَتِهِمْ الْمُسْتَنِيرَة عَلَى الْمُشَارَكَةِ. يَجِبُ أَنْ يَكُونَ لَدَيْهِمْ الْحَقِّ فِي الِإنْسِحَاب فِي أَيِّ وَقْت.
. تَعْزِيزِ التَّنَوُّعِ وَالشُّمُولِيَّة: تَشْجِيع تَنَوُّع الْفَرْق الْبَحْثَيْة وَ ضَمَانُ تَمْثِيل الْفِئَات الْمُخْتَلِفَةِ، بِمَا فِي ذَلِكَ الْفِئَات الضَّعِيفَةِ أَوْ الْمُهَمَشَة. هَذَا سَيُسَاعِد فِي ضَمَانِ أَنْ تُؤْخَذَ فِي الِإعْتِبَارِ إحْتِيَاجَات وَمَصَالِح هَذِه الْفِئَات.
.الشَّفَّافِيَّة وَالمُسَاءَلَة: ضَمَان الشَّفَّافِيَّة وَالمُسَاءَلَة فِي جَمِيعِ مَرَاحِل الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ، بِمَا فِي ذَلِكَ التَّمْوِيل وَالِإسْتِخْدَام وَ التَّوْزِيع لِلنَّتَائِج. هَذَا سَيُسْهِمُ فِي الْحَدِّ مِنْ أَيِّ سُوءِ إسْتِخْدَامِ أَوْ إسْتِغْلَالٍ لِلْمُشَارِكِين.
يَتَطَلَّبُ تَوْزِيع الْمَنَافِع وَالأَعْبَاء النَّاتِجَةُ عَن الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ بِشَكْل عَادِل، وَضَمَان عَدَمِ التَّمْيِيزِ أَوْ إسْتِغْلَالٍ الْفِئَات الضَّعِيفَةِ أَوْ الْمُهَمَشَة، جُهُودًا مُتَضَافِرَةٌ عَلَى مُسْتَوَى السِّيَاسَات وَالتَّنْظِيم وَالْمَمَارَسَات الْبَحْثَيْة. وَيَتَطَلَّبُ ذَلِكَ إلْتِزَامًا قَوِيًّا مِنْ قِبَلِ جَمِيعِ الْجِهَاتِ الْمُعْنِيَة بِالْبَحْث الْعِلْمِيّ.

_ كَيْفَ يَجِبُ التَّعَامُلِ مَعَ الْأَبْحَاثُ الْعِلْمِيَّةُ ذَات الْأثَار الْمُحْتَمَلَة الضَّارَّة

تَتَطَلَّبُ البُحُوثِ العِلْمِيَّةِ ذَات الْأثَار الْمُحْتَمَلَة الضَّارَّة حَذَرًا خَاصًّا وَتَقَييما دَقِيقًا لِلْمَخَاطِر وَالْمَنَافِعَ. مِنْ الْمُهِمِّ أَوَّلًا تَحْدِيد الْمَخَاطِر الْمُحْتَمَلَة بِشَكْل وَاضِحٌ، مِثْلُ الْأثَار السَّلْبِيَّةِ عَلَى الصِّحَّةِ أَوْ الْبِيئَة. بَعْدَ ذَلِكَ، يَجِبُ إجْرَاءُ تَحْلِيل شَامِل لِلْمَخَاطِر وَالْمَنَافِع الْمُحْتَمَلَة، مَع إيلَاء إهْتِمَام خَاصّ لِلسَّلَامَة وَ الْأَخْلَاقِيَّات. إذَا كَانَتْ الْمَخَاطِر تَفُوق الْمَنَافِع بِشَكْلٍ كَبِيرٍ، فَقَدْ لَا يَكُونُ إجْرَاء الْبَحْث مُسَمًّوحا بِهِ. وَمَعَ ذَلِكَ، إذَا تَمَّ تَقْيِيمِ الْمَخَاطِرِ بِعِنَايَة وتَمَّ وَضْعُ خُطَط لِلتَّخْفِيف مِنْهَا. فَقَدْ يَكُونُ الْبَحْثُ مُبَرِّرًا إذَا كَانَ لَهُ فَوَائِدَ عِلْمِيَّةٍ أَوْ إجْتِمَاعِيَّةً كَبِيرَةً. فِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ، يَجِبُ إشْرَاك لِجَان أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ وَالْجِهَات التَّنْظِيمِيَّة الْمُنَاسَبَةُ لِلإِشْرَافِ عَلَى هَذِهِ الْأَبْحَاث.
. إجْرَاءَات التَّعَامُلِ مَعَ الْبُحُوث ذَات الْأثَار الْمُحْتَمَلَة الضَّارَّة
.تَحْدِيد الْمَخَاطِر الْمُحْتَمَلَة
يَجِبُ أَوَّلًا تَحْدِيد الْمَخَاطِر الْمُحْتَمَلَة لِلْبَحْث بِشَكْل وَاضِح، مِثْل:
- الْأثَار السَّلْبِيَّةِ عَلَى صِحَّةِ الْإِنْسَان
- الْأثَار السَّلْبِيَّةِ عَلَى الْبِيئَةِ
- الْمَخَاطِر الْأَخْلَاقِيَّةِ أَوِ الْقَانُونِيَّة
. تَحْلِيلُ الْمَخَاطِر وَالْمَنَافِعُ: بَعْدَ تَحْدِيدِ الْمَخَاطِر، يَجِبُ إجْرَاءُ تَحْلِيل شَامِل لِلْمَخَاطِر وَالْمَنَافِع الْمُحْتَمَلَة لِلْبَحْث. وَيَجِب إيلَاء إهْتِمَام خَاصّ لِلسَّلَامَة وَالْقَضَايَا الْأَخْلَاقِيَّة. يَجِبُ عَلَى الْبَاحِثِين وَالمُؤَسَّسَات الْبَحْثَيْة إجْرَاءُ تَقْيِيم شَامِل لِلْمَخَاطِر الْمُحْتَمَلَة الْمُرْتَبِطَة بِالْبَحْث. يَتَضَمَّنُ ذَلِكَ النَّظَرِ فِي التَّأْثِيرَات البِيئِيَّة وَالِإجْتِمَاعِيَّة وَالْأَخْلَاقِيَّة.يُوَازِن الْبَاحِثُون بَيْنَ الْفَوَائِدِ الْمُحْتَمَلَة لِلْبَحْث وَالْمَخَاطِر الْمُحْتَمَلَة، مَع التَّرْكِيزِ عَلَى النَّفْعِ الْعَامِّ وَالتَّقَدُّم الْعِلْمِيّ.
. تَقْيِيم المُبَرِّر الْعِلْمِيّ وَالِإجْتِمَاعِيّ: إذَا كَانَتْ الْمَخَاطِر تَفُوق الْمَنَافِع بِشَكْلٍ كَبِيرٍ، فَقَدْ لَا يَكُونُ إجْرَاء الْبَحْث مُسَمًّوحا بِهِ. وَ مَعَ ذَلِكَ، إذَا تَمَّ تَقْيِيمِ الْمَخَاطِرِ بِعِنَايَة وتَمَّ وَضْعُ خُطَط لِلتَّخْفِيفِ مِنْهَا، فَقَدْ يَكُونُ الْبَحْثُ مُبَرِّرًا إذَا كَانَ لَهُ فَوَائِدَ عِلْمِيَّةٍ أَوْ إجْتِمَاعِيَّة كَبِيرَة.
. الْأَشْرَاف وَالْمُوَافَقَة الرِّقَابِيَة: فِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ، يَجِبُ إشْرَاك لِجَان أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ وَالْجِهَات التَّنْظِيمِيَّة الْمُنَاسَبَةُ لِلإِشْرَافِ عَلَى هَذِهِ الْأَبْحَاثِ وَالْمُوَافَقَةُ عَلَيْهَا.
إنْ التَّعَامُلُ مَعَ الْأَبْحَاثُ الْعِلْمِيَّةُ الَّتِي قَدْ تَكُونُ لَهَا أثَارٌ ضَارَّة هُوَ مَوْضُوعٌ حَسَّاس وَ يَتَطَلَّب عِنَايَةً خَاصَّةً لِضَمَان التَّوَازُنِ بَيْنَ التَّقَدُّمِ الْعِلْمِيِّ وَحِمَايَة الْمُجْتَمَع. فِيمَا يَلِي بَعْضُ الْخُطُوَات وَالِإسْتِرَاتِيجِيَّات الَّتِي يُمْكِنُ إتِّبَاعُهَا لِضَمَان التَّعَامُل الْمَسْؤُول مَعَ مِثْلِ هَذِهِ الْأَبْحَاثِ يَجِبُ عَلَى الْعُلَمَاءِ الِإلْتِزَام بِالْمَعَايِير الْأَخْلَاقِيَّة فِي جَمِيعِ مَرَاحِل الْبَحْثِ، بِمَا فِي ذَلِكَ إحْتِرَامٌ حُقُوقِ الْإِنْسَانِ وَالْحِفَاظِ عَلَى سَلَامَةِ الْبِيئَة. كَمَا يَجِبُ نَشْرُ جَمِيع نَتَائِج الْأَبْحَاث بِشَفَافِيَّة، سَوَاءٌ كَانَتْ النَّتَائِج إيجَابِيَّةٌ أَوْ سَلْبِيَّةٌ، وَذَلِك لِتَعْزِيزِ الثِّقَةُ فِي الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ. مِنْ جِهَةِ يَجِبُ أَنْ يَتَحَمَّلَ الْعُلَمَاء وَالمُؤَسَّسَات الْبَحْثَيْة الْمَسْؤُولِيَّةِ عَنْ الْأثَارِ الْمُحْتَمَلَة لِبُحُوثِهِمْ، وَالِإسْتِعْدَاد لِتَحَمُّل الْعَوَاقِب فِي حَالِ حُدُوثِ أضْرَارٌ غَيْرُ مَقْصُودَةٍ. مِنْ جِهَةِ أُخْرَى مِنْ الْمُهِمِّ أَنْ يَتَوَاصَلْ الْبَاحِثُون مَعَ الْجُمْهُورِ وَالْجِهَات الْمُعْنِيَة الْأُخْرَى حَوْل طَبِيعَة الْأَبْحَاث وَأَهْدَافَهَا وَنَتَائِجِهَا الْمُحْتَمَلَة. فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِضَرُورَة إشْرَاك الْمُجْتَمَعَات الْمَحَلِّيَّةِ فِي عَمَلِيَّةِ صُنْعِ القَرَارِ الْمُتَعَلِّقَة بِالأَبْحَاث الَّتِي قَدْ تُؤَثِّرُ عَلَيْهِمْ يُمْكِنُ أَنْ يُسَاعِدَ فِي بِنَاءِ الثِّقَة وَتَقْدِيم رُؤَى قَيِّمَة، كَذَلِكَ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ هُنَاكَ ضَوَابِط قَانُونِيَّة صَارِمَةً تَحَكُّم الْأَبْحَاث ذَات الْأثَار الضَّارَّة الْمُحْتَمَلَة، لِضَمَان إسْتِخْدَامُهَا بِطُرُق أَمِّنَة وَمَسْؤُولَة. أَمَّا فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالتَّعَاوُن الدَّوْلِيُّ فِي مَجَالِ الْبُحُوث فَبِإِمْكَانَه إنْ يُسَاعِدُ فِي وَضْعِ مَعَايِير عَالَمِيَّة وَتَعْزِيز تَبَادُل الْمَعْرِفَة حَوْل كَيفِيةِ التَعَامُل مَع الْأَبْحَاث ذَات الْأثَار الْمُحْتَمَلَة الضَّارَّة. بِإتِّبَاع هَذِهِ الْخُطُوَاتِ وَالْإِجْرَاءَات، يُمْكِن لِلْمُجْتَمَع الْعِلْمِيّ ضَمَانَ أنْ الْأَبْحَاثُ الَّتِي قَدْ تَكُونُ لَهَا أثَارٌ ضَارَّة تَجْرِي بِطَرِيقَة مَسْؤُولَة وَ أَمَّنَة، مِمَّا يُسْهَمُ فِي تَحْقِيقِ التَّوَازُنِ بَيْنَ الِإبْتِكَار وَحِمَايَة الْمُجْتَمَع.



#حمودة_المعناوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أَخْلَاقِيَّات الْإِعْلَام
- الْأَخْلَاقِ البِيئِيَّة: -الْجُزْءِ الثَّانِي-
- الْأَخْلَاقِ البِيئِيَّة :-الْجُزْءِ الْأَوَّلِ-
- الْأَخْلَاقِ الطِّبِّيَّة
- الْأَخْلَاقِ التَّطْبِيقِيَّة
- البْيُّوإِثِيقَا : -الْجُزْءُ الثَّالِثُ-
- البْيُّوإِثِيقَا : -الْجُزْءِ الثَّانِي-
- البْيُّوإِثِيقَا : -الْجُزْءِ الْأَوَّلِ-
- الْعِلْم وَالْأَخْلَاق فِي فَلْسَفَةِ الِإخْتِلَاف
- الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق : رِهَان الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِ ...
- الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق : تَحَدِّيَات الْعَوْلَمَة
- الْعِلْم وَالْأَخْلَاق : أَسَاسِيًّات التَّقَدُّمُ
- الْعِلْم وَالْأَخْلَاق : إنْتِقَادَات مَا بَعْدَ الْحَدَاثَة ...
- الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق : تَسَاؤُلَات الْحَدَاثَةِ
- الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق : تَشْكِيلَات الْحَضَارَةُ
- الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق: الْمَنْظُور الْفَلْسَفِيّ التَّارِي ...
- الْعِلْم وَالْأَخْلَاق: رَمَزَيات الْمَيثولُوجْيَا
- الْعِلْم وَالْأَخْلَاق: جُذُور الْمُعْتَقَدَات السِّحْرِيَّة
- الْعِلْم وَالْأَخْلَاق : تَجَاوُزَات الْأَيْدُيُولُوجِيَّا
- الْعِلْم وَالْأَخْلَاق فِي الْحِكْمَةِ الْغَنُوصِيَّة


المزيد.....




- حلبجة: ماذا نعرف عن المحافظة العراقية رقم 19؟
- كلمة الرفيق حسن أومريبط، في مناقشة تقرير المهمة الاستطلاعية ...
- ترامب لإيران.. صفقة سياسية أو ضربة عسكرية
- كيف نفهم ماكرون الحائر؟
- إسرائيل تعلن إحباط محاولة -تهريب- أسلحة من مصر
- مبعوث ترامب يضع -خيارا واحدا- أمام إيران.. ما هو؟
- أول رد فعل -ميداني- على احتجاجات جنود إسرائيليين لوقف الحرب ...
- مقاتلة إسرائيلية تسقط قنبلة قرب -كيبوتس- على حدود غزة.. والج ...
- باريس تُعلن طرد 12 موظفًا من الطاقم الدبلوماسي والقنصلي الجز ...
- عامان من الحرب في السودان... تقلبات كثيرة والثابت الوحيد هو ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - أَخْلَاقِيَّات الْبَحْثُ الْعِلْمِيّ