أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صالح سلوم - الشطرنج الروسي: استراتيجية القوة في عالم النهب النيوليبرالي..ملخص عن كتاب















المزيد.....

الشطرنج الروسي: استراتيجية القوة في عالم النهب النيوليبرالي..ملخص عن كتاب


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8311 - 2025 / 4 / 13 - 23:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة: من نابليون إلى الناتو - فخ السهل الأوراسي

في شتاء عام 1812، كانت رياح موسكو القارسة تُزمجر وهي تُطارد فلول جيش نابليون العظيم، الذي سُحب إلى قلب روسيا في مغامرة طائشة، ليُباد في طريق هروبه، تاركًا إمبراطورًا مهزومًا ينتحر ببطء في جزيرة سانت هيلينا المعزولة، بعد أن تخلت عنه نخبه. بعد قرن ونيف، في شتاء 1942، كرر هتلر الخطأ نفسه، حيث سُحبت جيوشه النازية إلى السهل الأوراسي الشاسع، حتى وصلت ستالينغراد—أو فولغوغراد—لتواجه إبادة مروعة، فاندفع الجيش الأحمر الشيوعي إلى برلين، حيث اختار هتلر الانتحار مع نخبته العسكرية تحت ضغط الهزيمة.
اليوم، في أوائل القرن الحادي والعشرين، نرى التاريخ يُعيد نفسه بأدوات جديدة. في دونباس وكورسك، حيث توجت الأخيرة انهيار قدرات جيوش هتلر الهجومية والدفاعية، تُسحب جيوش الناتو—ولا سيما المرتزقة الأوكرانيون—إلى مستنقع استنزاف مميت، مدفوعين بحماقة زيلينسكي وطمع أردوغان ونتنياهو، أدوات المجمع العسكري الصناعي الأمريكي الذي يُدير حروبه بمساندة سوروس وروتشيلد. لكن روسيا، كما فعلت دائمًا، تلعب الشطرنج بحرفية، تُشغل خصمها في ساحات ثانوية، بينما تُحقق "كش ملك" في القطب الشمالي بالتعاون مع الصين، حيث الموارد والمستقبل.
هذه المقدمة ليست مجرد سرد تاريخي، بل تحليل لاستراتيجية روسية تُدرك الطبيعة الهمجية للغرب وحاجته المحمومة لنهب 15% من الموارد العالمية المتبقية—معظمها في روسيا، ثم إيران وفنزويلا. سنستعرض كيف تُحول موسكو أوكرانيا إلى فخ للناتو، بينما تُعزز قبضتها على القطب الشمالي، وكيف أدرك ترامب هذا التحول، معلنًا نيته احتلال كندا وغرينلاند للسيطرة على هذه الساحة الحيوية.
الفصل الأول: الشطرنج الروسي - عبقرية الإشغال الاستراتيجي

في غرفة مضاءة بضوء خافت في الكرملين، كان فلاديمير بوتين ومستشاروه يُحركون القطع على رقعة الشطرنج الجيوسياسية بحرفية نادرة. لم تكن روسيا تُقاتل لمجرد الدفاع، بل لإعادة تشكيل العالم. الغرب، بطبيعته الهمجية، يطمع في نهب 15% من الموارد العالمية المتبقية خارج سيطرته، والتي تتركز في روسيا—النفط، الغاز، المعادن النادرة—ثم إيران وفنزويلا. لكن روسيا لا تُقاتل على هذه الموارد مباشرة، بل تُشغل خصمها في ساحات ثانوية، مُستغلة غباء أدواته.
أوكرانيا ليست سوى قطعة صغيرة على هذه الرقعة. منذ 2014، حولت روسيا هذا البلد إلى مستنقع استنزاف للناتو، مُدمرةً اقتصادات الغرب عبر العقوبات المرتدة، ومُرهقةً جيوشه عبر دعم المقاومة في دونباس. زيلينسكي، بطمعه وغبائه، أصبح أداة مثالية لهذا الفخ، يُرسل جنوده إلى الموت في معارك خاسرة، بينما يُغرق أوروبا في أزمة طاقة. سوريا، بدورها، كانت ساحة أخرى ثانوية، حيث أُشغل أردوغان ونتنياهو بحروب وكلاء، بينما عززت روسيا نفوذها في الشرق الأوسط.
لكن العبقرية الروسية تكمن في إخفاء الهدف الحقيقي: القطب الشمالي. هناك، حيث تذوب الأنهار الجليدية، تكمن ثروات هائلة—60% من احتياطيات النفط والغاز غير المستغلة عالميًا. بالتعاون مع الصين، تُسيطر روسيا على ممرات بحرية وموارد استراتيجية، مُحققة "كش ملك" بعيدًا عن أعين الناتو المشغول في أوكرانيا. هذا الفصل يُفكك هذه الاستراتيجية، مستندًا إلى تقارير الأمم المتحدة وتحليلات الطاقة العالمية، مُظهرًا كيف تُحول روسيا الطمع الغربي إلى نقطة ضعف.
الفصل الثاني: الغرب الهمجي - طمع البنتاغون وسوروس وروتشيلد

في قلب واشنطن، كان المجمع العسكري الصناعي الأمريكي يُدير حربه الأبدية للسيطرة على الموارد. منذ نهاية الحرب الباردة، وضع الغرب عينه على 15% من الموارد العالمية المتبقية، مُدركًا أن روسيا تملك القسم الأكبر—30% من الغاز الطبيعي العالمي، 20% من النفط، ومعادن نادرة تُشكل العمود الفقري للتكنولوجيا الحديثة. إيران وفنزويلا، باحتياطياتهما النفطية، تُكملان هذه الصورة.
لكن هذا الطمع ليس جديدًا. منذ حروب نابليون، كان الغرب يرى روسيا كجائزة نهائية، لكنه يصطدم دائمًا بحرفيتها الاستراتيجية. البنتاغون، بدعم من أباطرة المال كسوروس وروتشيلد، يُدير أدوات مثل زيلينسكي، الذي يُضحي بشعبه لأوهام النصر، وأردوغان، الذي يتقلب بين الناتو وموسكو، ونتنياهو، الذي يُغرق المنطقة في الفوضى لصالح المصالح الغربية. هؤلاء، بغبائهم وطمعهم، يُشبهون البنتاغون نفسه، الذي يُراهن على حروب لا يُمكن كسبها.
هذا الفصل يحلل هذا الطمع عبر دراسات اقتصادية وتقارير استخباراتية، مُظهرًا كيف يُحول الغرب أوكرانيا إلى ساحة انتحارية، بينما تُفقده روسيا الموارد الحقيقية في القطب الشمالي. سنستعرض كيف أدت العقوبات إلى انهيار اقتصادات أوروبية، بينما زادت روسيا صادراتها إلى آسيا بنسبة 40% منذ 2022.
الفصل الثالث: القطب الشمالي - كش ملك القرن الحادي والعشرين

في أقصى شمال الكرة الأرضية، حيث تتلاقى الجبال الجليدية مع الأفق، تُحقق روسيا انتصارها الحقيقي. القطب الشمالي ليس مجرد أرض متجمدة، بل كنز جيوسياسي يحتوي على 90 مليار برميل من النفط و1.7 تريليون قدم مكعب من الغاز، إضافة إلى المعادن النادرة. منذ 2008، بدأت روسيا، بالتعاون مع الصين، تعزيز وجودها هناك، مُسيطرة على ممر الملاحة الشمالي، الذي يُقلص زمن الشحن بين آسيا وأوروبا بنسبة 30%.
بينما يُقاتل الناتو في أوكرانيا، تبني روسيا قواعد عسكرية ومحطات أبحاث في القطب، مُعززةً تحالفها مع الصين، التي تُساهم بتمويل مشاريع بنية تحتية بقيمة 100 مليار دولار. هذا الفصل يستند إلى بيانات وكالة الطاقة الدولية وتحليلات جيوسياسية، مُفككًا كيف تُحول روسيا هذه الساحة إلى مركز قوتها، بينما يُدرك ترامب هذا التحول، معلنًا نيته احتلال كندا وغرينلاند للسيطرة على مداخل القطب.
الفصل الرابع: أوكرانيا - مستنقع الناتو القاتل

في سهول دونباس، حيث تُغطي الدماء الأرض، تُحقق روسيا انتصارًا غير مرئي. أوكرانيا، التي بدأت كساحة لمواجهة الناتو، أصبحت فخًا يستنزف الغرب اقتصاديًا وعسكريًا. منذ 2022، أنفق الناتو أكثر من 200 مليار دولار على دعم زيلينسكي، بينما خسرت أوكرانيا 30% من قوتها العسكرية و60% من بنيتها التحتية. العقوبات الغربية، التي كانت تستهدف روسيا، ارتدت على أوروبا، مُسببةً تضخمًا بنسبة 10% وأزمة طاقة غير مسبوقة.
روسيا، بدورها، لم تُقاتل للسيطرة على كييف، بل لإطالة الحرب، مُحولةً أوكرانيا إلى مقبرة للناتو وأدواته. هذا الفصل يستند إلى تقارير عسكرية وتحليلات اقتصادية، مُظهرًا كيف تُستخدم أوكرانيا كورقة إشغال، بينما تُركز روسيا على القطب الشمالي وتعزيز تحالفاتها مع الصين والهند.
الفصل الخامس: احتضار الرأسمالية - مرحلة انتقالية طويلة

النظام الرأسمالي، الذي هيمن على العالم منذ القرن التاسع عشر، يحتضر اليوم في مرحلة انتقالية قد تمتد عقودًا. الغرب، الذي اعتمد على الحروب والنهب للحفاظ على هيمنته، يواجه أزمة وجودية: تراجع الطبقة الوسطى، انهيار الثقة في المؤسسات، وصعود قوى مثل روسيا والصين. ترامب، بوعيه الفطري، أدرك هذا التحول، معلنًا خططًا طموحة لاحتلال كندا وغرينلاند، لكنه يواجه حقيقة أن الرأسمالية لم تعد قادرة على فرض إرادتها.
روسيا، في المقابل، تُمثل نموذجًا بديلًا، مُعتمدةً على الشطرنج الاستراتيجي بدلًا من العنف العشوائي. هذا الفصل يحلل هذا الاحتضار عبر نظريات اقتصادية وسياسية، مُظهرًا كيف تُشكل روسيا مستقبلًا متعدد الأقطاب، مُستغلةً أخطاء الغرب.
خاتمة: الشطرنج والمستقبل

في عالم يُمزقه الطمع الغربي، تُثبت روسيا أن القوة لا تكمن في العنف، بل في الحرفية الاستراتيجية. بإشغال الناتو في أوكرانيا، وتعزيز قبضتها على القطب الشمالي، تُعيد موسكو تشكيل قواعد اللعبة. الغرب، بأدواته الحمقاء وطمعه الأعمى، يُسرع سقوطه، بينما تُظهر روسيا أن الشطرنج—لا الحرب—هو طريق المستقبل. هذا الكتيب دعوة لفهم هذه اللعبة، والتأمل في عالم يُمكن أن يُبنى على التوازن بدلًا من النهب.



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصفية إسرائيل: من عبء أمريكي إلى نهوض المقاومة..كتاب
- كراهية الأقلية المالية الأوليغارشية للثقافة: تفكيك الهمجية ا ...
- سمير أمين ورفض المخطط الاستعماري الأمريكي-الصهيوني لاحتلال س ...
- سورية: من فتنة التريليونات إلى المقاومة الممكنة..كتيب
- اليمن: المقاومة التي أذلت الإمبراطوريات
- التنين الذي ايقظه ترامب
- تدارك ترامب: إيران ومحور المقاومة ، اجبار الأمريكي على التفا ...
- الفاشية المالية في بلجيكا ورموزها الحالية دي ويفر وبوشيز ومي ...
- الأيباك :القناع المالي للاحتكارات الغربية للسيطرة والإبادة ا ...
- تصريحات ترامب: استغلال العالم أم استغباء الأمريكي؟ - الدولار ...
- التكوين الطبقي للعصابات الحاكمة في أوروبا الشرقية: تعبير عن ...
- أوربان ونتنياهو: تواطؤ الإبادة من غزة إلى لبنان - جرائم البي ...
- صنعاء تقاوم الإبادة - القانون الدولي بين النظرية والفعل..كتي ...
- من بروكسل إلى نيويورك، تواطؤ في الإبادة الفلسطينية (أوهام ال ...
- حملة بايدن و ترامب الإرهابية ضد إنسانية الشعوب والهولوكوست ا ...
- خرافة الدفاعات الجوية الأمريكية-الإسرائيلية: إيران وسلاح الب ...
- الاسلام كماركة تجارية امبريالية في مسرح محميات الخليج
- رحيل فاضل الربيعي وأزمة العقل العربي المعاصر
- رحيل فاضل الربيعي ومساهماته الفكرية في مواجهة العقل العبودي. ...
- أردوغان ونتنياهو والجولاني: أنظمة على مشرحة التاريخ..حكومة ا ...


المزيد.....




- رد فعل غريزي مدهش.. فيلة تشكّل -دائرة تأهب- لحظة وقوع زلزال ...
- -يشمل نزع سلاح غزة-.. مسؤول في حماس يكشف تفاصيل المقترح الإس ...
- مؤتمر دولي حول السودان في غياب طرفي الصراع، وارتفاع الانتهاك ...
- الزائر الأحمر يربك سماء العراق وأكثر من 1800 حالة اختناق
- شركة يابانية تكشف عن ذئب آلي (فيديو)
- عريضة إلى نتنياهو من وحدة السايبر الهجومي والعمليات الخاصة ب ...
- مقتل 19 مدنيا وإصابة 85 آخرين بهجمات أوكرانية على مناطق روسي ...
- غوتيريش يعرب عن قلقه البالغ إثر استهداف مستشفى الأهلي في غزة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل قصف غزة.. قتلى وجرحى وتدهور غير مسبوق ...
- الخارجية اللبنانية: المحادثات مع الرئيس السوري كانت بناءة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صالح سلوم - الشطرنج الروسي: استراتيجية القوة في عالم النهب النيوليبرالي..ملخص عن كتاب