أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علا الشربجي - على حافة الانفجار: محادثات ترامب وإيران في عُمان تحت مجهر العالم














المزيد.....

على حافة الانفجار: محادثات ترامب وإيران في عُمان تحت مجهر العالم


علا الشربجي
كاتبة و محلله سياسية و اقتصادية ، اعلامية مقدمة أخبار و برامج سياسية

(Ola Alsharbaji)


الحوار المتمدن-العدد: 8311 - 2025 / 4 / 13 - 17:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين طهران وواشنطن، لا شيء بسيط. التاريخ مثقل بالعقوبات، والتهديدات، والانقلابات، والرهائن. لكن رغم كل ذلك، كان اللقاء غير المباشر في مسقط بمثابة صدمة إيجابية للمراقبين.

في مسقط، العاصمة العمانية الهادئة، تجري أعنف المحادثات في المنطقة دون أن يُسمع صوتٌ واحد. بين واشنطن وطهران، لا مصافحات، لا صور تذكارية، ولا مؤتمرات صحفية مشتركة. فقط رسائل تمر عبر وسطاء، وأعصاب مشدودة تنتظر 19 نيسان علّه يكون اليوم الذي يُجنَّب فيه الشرق الأوسط اشتعالاً جديداً.

فبعد شهور من التصعيد الإقليمي والتخصيب النووي الجامح، تعود لغة التفاهم لتتسلل بهدوء بين السطور.

عودة المحادثات.. ولكن إلى أين؟
لا أحد يتحدث عن “اتفاق نووي شامل”. فالمزاج السياسي في واشنطن مقسوم، وطهران لا تثق بالبيت الأبيض. ومع ذلك، تدور المفاوضات في عُمان وكأن الجميع يتصرفون وكأن هناك اتفاقاً ما سيولد – اتفاق بلا توقيع، بلا صورة، وربما بلا اسم.

الهدف واضح: إيقاف الانزلاق نحو المواجهة. فمن جهة، تخصب إيران اليورانيوم بنسبة تقترب من حدود السلاح النووي. ومن جهة أخرى، لا تريد واشنطن (ولا إسرائيل) خوض حرب إقليمية شاملة. والنتيجة؟ “صفقة مؤقتة”، تخفف بعض العقوبات مقابل خطوات تقنية من إيران، مثل خفض التخصيب، أو وقف بعض أجهزة الطرد المركزي.

الشرق الأوسط في خلفية المفاوضات
هذه ليست محادثات نووية فحسب. في الخلفية، تتراقص ملفات غزة، والبحر الأحمر، والجولان، وبغداد. إيران تفاوض بأذرعها. والولايات المتحدة تفاوض بـ”رسائلها الجوية الدقيقة” عبر إسرائيل. كل طرف يعرف أن الملف النووي هو الباب، لكن المفاتيح كلها موزعة على خارطة الشرق الأوسط.

اللافت أن طهران لم تعد تخجل من توظيف ميليشياتها كورقة ضغط، كما أن واشنطن لم تعد تحاول نفي ضلوعها في بعض الضربات الجوية. التفاهم الإقليمي صار مشروطاً بالتهدئة النووية، والعكس صحيح.

هل نحن أمام استراحة محارب؟
نعم. هذه المحادثات ليست نهاية الطريق، بل مجرد هدنة سياسية. الإدارة الأمريكية تبحث عن عودة القطبية الواحدة وإيران عن تنفس اقتصادي. لكن أي اختلال في التوازن – كضربة إسرائيلية كبيرة أو هجوم إيراني نوعي – كفيل بإفشال كل شيء.

ختاماً: مسقط، مرة أخرىب
تعود عُمان للعب دور الوسيط العاقل. بلد صغير، لكنه يمتلك موهبة الإصغاء والاحتفاظ بالأسرار. وفي عالم غارق في الضجيج، تكون السرية أحياناً أثمن من الحقيقة.
إذا كُتب لهذه المحادثات النجاح، فلن يكون بفضل اتفاق، بل بفضل تفاهم: “دعونا نؤجل الكارثة، حتى إشعار آخر”

جولة 19 أبريل 2025 في مسقط تشكل نقطة تحول حاسمة في صراع مستمر منذ عقود بين إيران والولايات المتحدة.
هو ليس بموعدٍ لانفراج تاريخي، لكنه ربما يكون بداية لفترة من “إدارة الأزمة” بدل صُنع الحل. والمفارقة أن نجاح هذه المحادثات لا يقاس بالأوراق، بل بالهدوء الذي قد يسود المشهد بعدها.

هذه المحادثات قد تكون المفترق بين التهدئة التاريخية أو الانزلاق نحو تصعيد كارثي. في ظل الضغوط السياسية الهائلة في كلا البلدين، أي نجاح سيسجل انتصارًا دبلوماسيًا غير مسبوق، بينما الفشل سيغرق المنطقة في دوامة من الاضطرابات واللااستقرار. هذه الجولة هي اختبار الإرادات الكبرى، حيث يُكتب مستقبل الشرق الأوسط بيد قلة من الزعماء.



#علا_الشربجي (هاشتاغ)       Ola_Alsharbaji#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل للإخوان المسلمين علاقة بتخوّف السعودية من الأردن؟
- الرسوم الجمركية الأمريكية: ضربة قاتلة للاقتصاد الأردني أو فر ...
- بعد كل ما عاشه الأردنيون من ضغوطات… لهم الحق في عفو عام
- قراءة تحليليه مفصله في لقاء الملك مع ترامب التهجير ليس بكُرة ...
- طبول الحرب اختارت غزه لتكون فريسةً لتوحش العولمة المالية
- جس النبض .. الحكومة تذبح و الشعب يصفق و مبروك على الشعب الحد ...
- سباق دول المنطقة لانتزاع مدللة العرب من الحاضنة الايرانية ال ...
- سلام لجراحك ايها الوطن العربي
- لماذا اعتدنا على اعلام السلطة و تستفزنا سلطة الاعلام ؟
- و ان كنت عدوي لكنك ابن وطني
- المراقبون الأردنيون لجائحة كورونا يعيشون في قرية على سطح الم ...
- هل نجح كورونا في صيد ترمب ام نجحت مافيا شركات الاودية في ادخ ...
- #هنري_ووستر ..العراب الجديد في السفارة الامريكية في عمان ، م ...
- ما الذي يثيركم اليوم في اسرائيلية البتراء
- عندما تخون الذئاب
- اسرائيل تفتح فوهة النار على حكم الملك عبد الثاني
- يسقط النظام و الدوار الرابع
- القاتل الاقتصادي ترامب يعلن حربا تبدأ من ورشة البحرين ..أدوا ...
- تخبطات و ارهاصات سياسية تعيشها الحكومة الاردنية تشعل نار الغ ...
- متى ستفهم الحكومة الاردنيه اننا شعب منهك


المزيد.....




- أمريكا.. القبض على طالب فلسطيني في جامعة كولومبيا قبل حصوله ...
- تركن أحلامهن ونسجْن السجاد، أفغانيات يتحدّين قيود طالبان رغم ...
- بمشاعل مضيئة... قرية في كشمير تحيي مهرجانًا صوفيًّا يعود إلى ...
- البيت الأبيض يجمد 2.2 مليار دولار من دعم جامعة هارفارد بعد ر ...
- ترامب عن إيران: اعتادت التعامل مع أغبياء في أمريكا خلال المف ...
- لقاء مناقشة حول موضوع “مستجدات الحياة السياسية الوطنية وإصلا ...
- إيقاف الدروس بتونس بعد وفاة 3 تلاميذ في انهيار سور مدرسة
- عرائض الاحتجاج في إسرائيل تمتد إلى لواء غولاني
- يائير نتنياهو متطرف أكثر من أبيه هاجم أميركا وسب ماكرون
- الجزائر تطرد 12 دبلوماسيا فرنسيا وتشن هجوما لاذعا على ريتايو ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علا الشربجي - على حافة الانفجار: محادثات ترامب وإيران في عُمان تحت مجهر العالم