أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - عقلية الضحية














المزيد.....

عقلية الضحية


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 8311 - 2025 / 4 / 13 - 15:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يتلذذ البعض بممارسة دور الضحية ويستمتع بتصيد الاقتباسات على وسائل التواصل الإجتماعي التي تتحدث عن الإنسان المظلوم الذي لم يُقدّره أحد، ويستعذب هؤلاء مشاركة صور وفيديوهات الغدر والخيانة وأذى البشر، دون أن يدركوا أنهم هم أنفسهم ضحية أنفسهم وقراراتهم الخاطئة وأنهم قد لا يكونوا بريئين من أذية غيرهم عن قصد أو غير قصد!
يعيش معنا هؤلاء بعقلية الضحية التي تستنزفنا وتشعرنا بأننا مسؤولين عن سعادتهم وتعويضهم، هي شخصية يميل فيها المرء إلى النظر لنفسه أو نفسها كضحية ظروف وأشخاص، والتفكير والتحدث والتعامل كما لو كان الوضع كذلك بلا جدال.
لكن لماذا يصر البعض على العيش في هذا الثوب؟
الحقيقة أن هناك أسباب يتحدث عنها علم النفس، أولها الغضب المكبوت الذي يصعب التعامل معه فيفضلون القاء اللوم على الظروف أو المحيطين بدلا من تحديد الأسباب التي قد يكونوا أحدها، إضافة إلى أنها طريقة مثالية لكسب تعاطف الآخرين والحصول على الاهتمام وهي تلاعب يهدف لكسب التعاطف وإثارة دور المنقذ عند الطرف الآخر..
عادة ما يشترك من يميلون لتبني دور الضحية بعدة سمات أهمها السعي المستمر من أجل نيل الاعتراف بكونهم ضحايا وعلى الآخرين تحمل مسؤوليتهم والشعور بالذنب، كما يرى هؤلاء أنفسهم متفوقين أخلاقيا على سواهم من الأشخاص، هذا الحس بالنقاء الأخلاقي هو نوعٍ من آليات الدفاع النفسي في سبيل حفاظ المرء على صورته عن ذاته.
أما الأهم والأكثر إيذاء لمن يتعامل مع هذه الشخصية هي قلة التعاطف تجاه الآخرين، حيث يشعر من يمتلكون عقلية الضحية بأنهم ليسوا ملزمين بالتعاطف مع غيرهم، فهم منشغلون إلى حدّ بعيد بمعاناتهم الشخصية إلى درجة تجعلهم يُغفلون ألم ومعاناة الآخرين، حيث تشير الدراسات إلى أن من يمتلكون عقلية الضحية يرون أنهم قد عانوا بما فيه الكفاية بما يعفيهم من مسؤولية الإهتمام والتعاطف مع معاناة غيرهم.
كما أشارت الدراسة أيضا، إلى تفرع هذه الشخصية إلى نوعين يشتركان في السمات نفسها، فالنوع الأول واضح ويسهل اكتشافه ويمثله الشخص النرجسي التقليدي الذي يتفنن في حبك المكائد، ولفت الانتباه والإعجاب لكن المشكلة تكمن في كيفية اكتشاف النوع الثاني، وهم النرجسيون السريون، الذين يظهرون على أنهم مكتئبون نوعا ما، أو ضحية، أو حتى محتاجون. لكنهم يجيدون التسلل والتسبب بشعور الآخرين بالذنب والتعاطف. وتكمن الخطورة في امتلاك الإنسان النرجسي صاحب الشخصية الضحية قوة فعالة وقدرة على التلاعب بالآخرين حين يصر على إخفاء تركيزه على تلبية احتياجاته فقط، وشعوره بالاستحقاق، وافتقاره إلى التعاطف، فيتسلل بأساليب صامتة ويلبس ثوب الضحية المحتاجة والانطوائية، مما يدفع من حوله للعب دور المنقذ الداعم لشخص يبدو ضعيفا وهادئا وجميلا جداً!
وجود هذا الشخص السام يسبب أضرارا نفسية وعاطفية كبيرة، بل ويسحب من داخلك شحنة الطاقة، يجعلك متوترا، ويفسد عليك لحظات الراحةوالسعادة. لكننا غالبا ما نحاول التأقلم مع هذه النوعية من الشخصيات رغم كل ما تجلبه لنا من إرهاق وإحباط وتوتر دون أن نعي أين يكمن الخلل.



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغرب الوصايا
- إبداعنا وإبداع الذكاء الإصطناعي
- المتاجرة بالحزن
- الفاشية الإجتماعية
- هل خسرت المرأة بخروجها للعمل؟
- مذكرات مذنبة!
- تجربة (الكون 25)
- هل أنت شخص شرير؟
- الصحة النفسية ضرورة أم ترف
- السيف والرمح والروبوت القاتل
- الحياد ،ضعف في الشخصية
- الذكاء الاصطناعي والندم العظيم
- الماضي جميل، لماذا؟
- مذكرات مذيعة
- وقت الفراغ
- الثقة
- هل للضحك فلسفة؟
- فك رموز المشاعر السلبية
- عصر الطبشورة
- لاجئة (قصة قصيرة)


المزيد.....




- خبراء من روسيا والإمارات يبحثون تطبيق الحلول الابتكارية للتن ...
- لافروف: الحق في النزاع الأوكراني إلى جانب روسيا
- -نيوزويك- تخمن المبلغ الذي قد تعرضه واشنطن لشراء غرينلاند
- لافروف: أوروبا تعمد إلى إسكات من يقول الحقيقة بشأن أوكرانيا ...
- الخارجية الإيرانية: الجولة الثانية من المفاوضات مع واشنطن ست ...
- الطيران المدني الإماراتي يعلن استئناف رحلاته الجوية إلى سوري ...
- مستشار أوربان: انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي سيكلف 2. ...
- إسرائيل.. مطالب داخلية بوقف الحرب نهائيا
- ترامب: بايدن وزيلينسكي يفتقران للكفاءة
- RT Arabic تنظم دورة تدريبية لطلاب الجامعات الروسية ضمن برنام ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - عقلية الضحية