أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مهابادي - لماذا يهم العام الإيراني الجديد؟














المزيد.....

لماذا يهم العام الإيراني الجديد؟


عبدالرحمن مهابادي

الحوار المتمدن-العدد: 8311 - 2025 / 4 / 13 - 13:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على الرغم من أن الشعب الإيراني يعيش تحت حكم نظام ولاية الفقيه أحلك فتراته، إلا أنه قد عزز من يقظته ووعيه في مواجهة التحديات.
في العام الماضي، ومن جهة، نفّذ النظام أحكام الإعدام بحق أكبر عدد من الأشخاص، حيث أفادت الإحصاءات بإعدام ما يقرب من 1200 فرد من الشعب الإيراني على يد هذا النظام. فقد بلغت سياسات القمع والتمييز وكراهية النساء التي يمارسها نظام الملالي في إيران ذروتها، وكان تعيين ”بزشكيان“ رئيسًا للجمهورية دليلاً على ضعف النظام المتزايد أمام الأزمات، وخاصة أزمة الإطاحة به.
ومن جهة أخرى، ظلّت مختلف شرائح الشعب الإيراني في حالة احتجاج مستمر ضد القمع وانتهاكات الحقوق التي يمارسها النظام وأجهزته القمعية ضدهم.

تجديد بيوت الشعب الإيراني

هناك تقليد عريق يتمثل في قيام الناس بتنظيف بيوتهم وتجديدها قبيل العام الجديد. هذا التقليد يتماشى مع جوهر "تجدد الطبيعة"، وروحه تكمن في السعي نحو المستقبل.
هذا العام، يأتي "نوروز" في وقت يترك فيه الشعب الإيراني خلفه عامًا مليئًا بالمعاناة والمقاومة واليقظة. كان العام الماضي عامًا اتسم، رغم كل الضغوط والتهديدات والقمع المنهجي، بصمود الشعب وتألق شعلة المقاومة في جميع أنحاء البلاد بشكل أكثر وضوحًا من أي وقت مضى. بينما يزداد نظام ولاية الفقيه ضعفًا وفقدانًا للمصداقية يومًا بعد يوم، تظهر بوادر واضحة لنضوج الظروف لتحقيق تغيير جذري في إيران.

حكومة متزعزعة وضعيفة!

في العام الماضي، وأكثر من أي وقت مضى، غرق النظام في أزمات داخلية وإقليمية. فالفشل الاقتصادي، والفساد الهيكلي، والاحتجاجات المتتالية من مختلف شرائح المجتمع، وزيادة الانقسامات الداخلية، جعلت أسس هذا النظام أكثر هشاشة من ذي قبل. وفي الوقت نفسه، تقدمت مقاومة الشعب الإيراني، وخاصة من خلال مراكز المقاومة الثورية، بانسجام وإرادة وتخطيط موجه نحو المستقبل، ما أبقى آمال الحرية حية في قلوب المجتمع.

فشل سياسة المهادنة مع الديكتاتورية!

من بين الإنجازات المهمة في العام الماضي، كان أبرزها فشل سياسة المهادنة مع النظام الإيراني. فقد كان الغرب يعيش لسنوات طويلة على أمل "تغيير سلوك" النظام بدلاً من تغييره، متمسكًا بالحوار والتفاوض مع حكومة ولاية الفقيه. لكن اليوم، أدرك الغرب أن هذا النظام غير قابل للإصلاح. أثبتت تجربة الاتفاق النووي، ودعم القوات الوكيلة في المنطقة، والقمع الداخلي، أن هذا النظام لا يفهم سوى لغة الحزم والمقاومة.

دور المرأة في المقاومة الإيرانية

إن دور النساء في هذه المقاومة لا يُضاهى. في الانتفاضات التي شهدتها السنوات الأخيرة، وخاصة في عام 2022 لم تكتفِ النساء الإيرانيات بالوقوف في الصفوف الأولى للنضال، بل تولّين قيادة العديد من الحركات الاحتجاجية. شعار "المرأة، المقاومة، الحرية" ليس مجرد شعار، بل هو إعلان يجسد عزم النساء الإيرانيات على استعادة حقوقهن وكرامتهن الإنسانية. لقد وقفت هؤلاء النساء بشجاعة في وجه قوات القمع التابعة للنظام الإيراني، وأثبتن أنهن العمود الفقري للثورة المستقبلية في إيران.

فشل النظام في منطقة الشرق الأوسط!

على الصعيد الإقليمي، واجه النظام تراجعًا في نفوذه وتأثيره. فقد أُطيح بحكومة بشار الأسد في سوريا، وتلقت القوات الوكيلة للنظام ضربات استراتيجية أضعفتها يومًا بعد يوم. في لبنان وفلسطين، إما أُبيدت هذه القوات أو فقدت قوتها السابقة. وفي العراق واليمن، تتهاوى قوات النظام وتنهار. هذه الانتكاسات الاستراتيجية تُظهر أن إمبراطورية الإرهاب التي يقودها نظام ولاية الفقيه في حالة انهيار، وأن تكاليف تصدير الأزمات أصبحت لا تُطاق بالنسبة له.

سواء توصل النظام الإيراني إلى تسوية مع الغرب أو اختار طريق الحرب، فإن الآفاق الداخلية تتجه نحو "تغيير النظام" في كلتا الحالتين. فقد فقد النظام شرعيته الداخلية، وأصبحت الهوة بين الحكومة والمجتمع لا يمكن رأبها، بينما تحولت مقاومة الشعب الإيراني إلى بديل حقيقي ومنظم.

لقد دفع الشعب الإيراني ثمنًا باهظًا على مدار السنوات الماضية، من شهداء الانتفاضات إلى السجناء السياسيين، ومن الأمهات الثكالى إلى الشباب الذين سُحقت آمالهم في الشوارع. وفي مقابل هذه التضحيات الهائلة، بلغ النظام ذروة الظلم والجريمة بوقاحة. تدخلاته في دول الجوار، مثل سوريا والعراق ولبنان واليمن، لم تُسبب عدم الاستقرار في المنطقة فحسب، بل أهدرت أيضًا موارد إيران الوطنية ودمرتها.

الكلمة الأخيرة

لذلك، تقف إيران اليوم عند نقطة حاسمة في تاريخها. النظام في أضعف حالاته، بينما المقاومة في أقوى مواقعها خلال العقود الأربعة الماضية. يجب على العالم أن يدرك أن دعم الشعب الإيراني والتسليم بحقه المشروع في المقاومة ليس واجبًا أخلاقيًا فحسب، بل هو خطوة ضرورية لتحقيق السلام والأمن المستدام في هذه المنطقة من العالم.
عام 2025 سيكون عام الثورة والتمرد والانتفاضة ضد أحد أكثر الأنظمة رجعية في التاريخ المعاصر. عام ستُعاد فيه كتابة مصير إيران بأيدي شعبها، لتُطهَّر أرض هذا الوطن من دنس الديكتاتورية الدينية. ستتحرر إيران، ليس بفضل القوى الخارجية، بل بجهود شعبها وبقيادة المقاومة المنظمة التي ظلت لسنوات، بدمائها وتضحياتها، ترفع راية الحرية عاليًا...



#عبدالرحمن_مهابادي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النضال ضد احتجاز الرهائن من قِبل الديكتاتورية الدينية!
- ما سبب ذعر خامنئي من التفاوض؟
- فلنهب لدعم النساء الإيرانيات!
- ما هو البديل الذي يرحب به الشعب الإيراني؟
- -الحزم-، شرطٌ لازمٌ لإسقاط الديكتاتورية في إيران
- نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية والاستقلال!
- إيران... الاستقلال والحرية هما العمودان الحقيقيان للمقاومة ا ...
- دكتاتورية إيران على وشك الانهيار!
- ضرورة وجود تبني سياسة غربية جديدة تجاه إيران
- إيران.. لاعب أساسي في معادلات الشرق الأوسط المعقدة!
- أجمل ربيع في إیران!
- إيران .. أصداء تحطم عظام الطغيان تُسمَع بوضوح!
- نظرة تحليلية على قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذ ...
- خطوات ما بعد إسقاط الدكتاتورية السورية!
- إيران.. الشعب الإيراني يقترب من النصر على الدكتاتورية!
- إيران.. تستعد للإطاحة بالديكتاتورية!
- إيران.. دكتاتورية على وشك الانهيار!
- نظرة عامة على أساسيات -التقييمات والنتائج- فيما يخص إيران!
- الشعب الإيراني سينتصر على ولاية الفقيه!
- إيران.. تحصد ما زرعت بالأمس!


المزيد.....




- اتفاق جديد أم تكرار لاتفاق 2015؟ .. شاهد كيف وصف ولي نصر محا ...
- سواريز يثير الجدل بـ-محاولة عض- جديدة
- المجر تحظر فعاليات مجتمع الميم العامة بتعديل دستوري
- رائد فضاء روسي يكشف عن توقعاته حول مشروع المحطة القمرية
- مفاجأة مسقط: لدى طهران 7 قنابل نووية!
- أم فلسطينية تودع ستة من أبنائها قتلتهم غارة إسرائيلية في غزة ...
- تقرير إعلامي: ندوة تقديم إصدار أطاك المغرب “الصيد البحري في ...
- مقتل 3 أشخاص في احتجاجات شرق الهند رفضا لإقرار قانون يتعلق ب ...
- الهجمات -الإرهابية- تفاقم الأوضاع الإنسانية شمال بوركينا فاس ...
- معارك في البر والبحر.. هكذا تصعّد بريطانيا المواجهة مع روسيا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مهابادي - لماذا يهم العام الإيراني الجديد؟