أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الأسطل - تأثير دانينغ-كروجر.. ترامب مثالا














المزيد.....

تأثير دانينغ-كروجر.. ترامب مثالا


وليد الأسطل

الحوار المتمدن-العدد: 8311 - 2025 / 4 / 13 - 10:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما هو مدهش حقا بشأن دونالد ترامب هو قدرته على دفع حدود غبائه إلى ما لا نهاية. ويجب أن يقال إنه في هذا المجال ليس له منافس. ورغم أنني أتوقع منه أي شيء، إلا أنه ينجح دائما في التفوق على نفسه والوصول إلى مستوى من التدني والانحطاط يجعلني أنتهي إلى التساؤل عما إذا كان الله قد اختاره لتوضيح أسوأ ما في الطبيعة البشرية عندما تستسلم لميولها الشريرة.

وبخصوص مسألة التعريفات الجمركية والحرب التجارية التي أعلنها على العالم أجمع، أثبت مرة أخرى مدى إتقانه لفن الظهور بمظهر أكثر غباء مما هو عليه في الواقع.

من التباهي إلى التهديد، ومن التصريحات العرجاء إلى التغريدات المبالغ فيها، كان يعتقد أنه قد خدع الجميع، قبل أن يدرك أن لا أحد، على الإطلاق، رأى أدنى أمارة للمنطق السليم في ما يصدر عنه.

لفترة طويلة، مثل الأحمق الذي كان مشغولا بقطع غصن الشجرة الذي يقف عليه، أراد أن يؤمن بجرأة عبقريته، وبعظمة ذكائه، قبل أن تجبره الأسواق المالية على النزول من "الأوليمب" الخاص به.

الأحمق مثل العبقري كلاهما يعتقدان أنهما على حق وأن الجميع على خطأ. الفرق الوحيد بينهما هو أن أحدهما، من خلال رؤيته، يُحدث ثورة في طريقة التفكير، بينما يغرق الآخر بسعادة في مستنقعات غبائه، ولكن لأنه يتكلم بحماس كبير قد تشعر للحظة بإغراء تصديق هرائه. وعندما يأتي الوقت لمراجعة الحسابات، عندما تسيطر الحقيقة، تدرك أنه لم يكن وراء كل هذا سوى الخداع والثرثرة والادعاء، وتكثيف لتفاهة يمكن مقارنتها بانفجارات الهذيان التي يطلقها مجنون محبوس في مصحة للأمراض العقلية، في وجه أي شخص يستمع إليه، قائلا أنا المسيح الجديد المرسل لإنقاذ العالم.

ومن الواضح أن ما يحمي دونالد ترامب هو منصبه كرئيس للولايات المتحدة. بالنسبة للإنسان العادي، إن أي شخص يشغل مثل هذا المنصب المرموق لا يمكن أن يكون غبيا. لا بد أن يكون ذكيا، وإلا فلن يكون رئيسا. إن هذه المغالطة المنتشرة تسمح لأشد البشر غباء بالوصول إلى قمة الدولة، متوجا بذكاء لا يملكه.

إن هذا الإعتقاد متجذر بعمق في غالبية البشر لدرجة أنه عندما يعلن دونالد ترامب عن قرار بدء إحدى حملاته الصليبية المجنونة -وعلى الرغم من عدم كفاءة تفكيره الواضح- يجعل الناس الذين يحاصرون حملته بشتى الافتراضات يتساءلون عما إذا كان وراء تناقض الأفكار المطروحة، هدفا عظيما مختبئا، يفلت منطقه منهم. ولكن سرعان ما يظهر لهم عوار قراره واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار، عندما يتم وضعه موضع التنفيذ.

لدى دونالد ترامب ميل لا نهائي إلى الإيمان بعبقريته وبحدسه الرائع. إن تصديقه التام بهذا الوهم جعله ينجح في إقناع ملايين الناخبين بأن هذا "الإيمان" مبني على حقائق ملموسة وليس على أوهام. ولكن الآن، أي شخص يستمع إلى دونالد ترامب يتحدث في مؤتمر صحفي أو مناظرة تلفزيونية يقتنع بشيء واحد: ترامب تجسيد مثالي للغباء.

غباء وحشي، غباء متغطرس، غباء أكثر من صارخ لأنه مبني على قناعة بالجلوس على عرش ذكاء لا مثيل له. إن هذه الفجوة الهائلة بين ما يراه دونالد ترامب في نفسه ــ العبقرية ــ وبين ما هو عليه ــ الحمق ــ هي التي تمنح شخصيته كل جاذبيتها، مثل بدايات الانبهار. عندما يتخفى الغباء في صورة الذكاء فإنه يمتلك شيئا مبهرا يثير مزيجا من الدهشة والإعجاب، وهو نوع من الدوار الذي يصعب فهم طبيعته الحقيقية.

لقد وضع هذا الأسبوع بكل تقلباته ومنعطفاته المتتالية الصعبة للغاية، العالم على حافة الفوضى. ومع هذا فإن له فضيلة كبرى: لقد أثبت للعالم أن الرجل الذي يشغل المكتب البيضاوي ليس لديه أي فكرة عن كيفية عمل الاقتصاد، وأنه لا يفهم الجغرافيا السياسية ولا كيفية عمل العلاقات الدولية. رجل جاهل بأتم معنى الكلمة.

إن طريقة تفكير ترامب تفتقر إلى كل شكل من أشكال العقلانية. إنها مخيفة، تثير الفضيحة، وتدفع صاحبها إلى الجنون. تجعله كائنا متوحشا، يؤمن بممارسة القوة فقط. الترامبية فاشية تقوم على الغباء بشكل مطلق، ولا بد من مقاومتها.



#وليد_الأسطل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جاك لندن.. تصحيح حُكْم
- رواية كرنفال أشباح.. روجر جون إلوري
- رواية الطوفان.. ستيفن ماركلي
- اكتشافات الكلية.. فريدريك جيمسون
- دول البلطيق والخطر الروسي
- رواية ستالينغراد.. فاسيلي غروسمان
- رواية نلتقي في أغسطس.. غابرييل غارسيا ماركيز
- دونالد ترامب وتقليده السيء لنيكسون
- أحلى من التفاؤل مفيش
- عن الكتابة والكُتّاب
- مستقبل الحرب في أوكرانيا
- لكي نفهم جيدا الحرب الروسية الأوكرانية
- مستقبل علاقة الرياض مع واشنطن وتل أبيب
- هل سيصمد النظام الكوبي في وجه ترامب؟
- أوربا وقيمها.. التحديات والحلول
- هل سيفي ترامب بوعده ووعيده؟
- تعليق عدم التصديق
- رواية الخوف من النور.. دوجلاس كينيدي
- ثلاثة كتاب كبار أدركهم الموت قبل نوبل
- وعاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض


المزيد.....




- الدفاع الروسية: قوات كييف استهدفت بنى الطاقة 8 مرات في 24 سا ...
- نواف سلام يبحث مع أبو الغيط الوضع في لبنان والمنطقة
- ليبيا.. حرائق غامضة تلتهم 40 منزلا في مدينة الأصابعة خلال 3 ...
- رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام يصل إلى دمشق حيث سيلتقي بال ...
- -يجب علينا تخيُّل العالم ما بعد الولايات المتحدة- - الغارديا ...
- الجزائر تمهل 12 موظفا في سفارة فرنسا 48 ساعة لمغادرة أراضيها ...
- -ديب سيك - ذكيّ ولكن بحدود... روبوت الدردشة الصيني مقيّد بضو ...
- انخفاض تعداد سكان اليابان إلى أدنى مستوى منذ عام 1950
- جدل في الكنيست حول مصر.. وخبير يعلق: كوهين أحد أدوات الهجوم ...
- وزير خارجية فرنسا يدعو لفرض -أشد العقوبات- على روسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الأسطل - تأثير دانينغ-كروجر.. ترامب مثالا