أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالله عطوي الطوالبة - المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(1)














المزيد.....

المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(1)


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8311 - 2025 / 4 / 13 - 10:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هذا الموضوع وثيق التعالق بإدراك دور الفلسفة في حياة الإنسان، لجهة الإرتقاء بأنماط تفكيره كشرط رئيس لتطوره. يتحدد هذا الدور على أرضية قاعدة رئيسة، مفادها أن الإنسان حيوان عاقل ليس بمستطاعه ألا أن يشغل عقله، ولكن بأي اتجاه يكون هذا التشغيل؟
لا بد من التقديم للإجابة باستحضار حقيقة أن الفلسفة تقوم على السؤال، وهو مفتاح المعرفة مُنْتَجُ العقل الرئيس، والقوة الدافعة للتجديد والتطور. وتتفاعل مكونات هذه المعادلة وتنضج داخل إطار الفكر، الفاعل الرئيس في توجيه حركة الإنسان في التاريخ وعلى مسرح الجغرافيا. حياة الإنسان إذن، نتاج فكره، وخياراته محصورة في اثنين رئيسين. الأول، فهم الذات والكون والواقع بأحداثه وتحولاته، من منظور تفسيري فلسفي عقلاني، والنتيجة المضمونة الإرتقاء بمستواه المعرفي والحياتي. والثاني، الإنقياد للعواطف وأنماط تفكير أنتجتها ثقافات العصور الغابرة، ولن تكون الحصيلة غير التخلف والضعف والوقوع في حبائل الإنحيازات التعصبية العمياء. وعليه، بمقدورنا القول بناء على تجارب الأمم المتقدمة إن الطريق إلى المستقبل يكون سلسًا ومُيَسَّرًا، عندما نسمع إلى الفلاسفة وأهل الفكر العصري أكثر من السياسيين ورجال الدين. بالمناسبة، الفلسفة في الغرب وفي الدول المتقدمة عمومًا، تلعب الدور الذي يلعبه الدين في واقعنا العربي. من هنا نبدأ عبور بوابة ما نحن بصدده، فنضئ في هذه السلسلة من مقالاتنا على المدارس الفكرية الفلسفية المعاصرة في الحضارة الغربية، وقد تبلورت بشكل رئيس في النصف الأول من القرن العشرين، وما يزال تأثيرها فاعلًا حتى اليوم. نعتمد في معلوماتنا على كتاب (الفلسفة المعاصرة في أوروبا)، تأليف إ.م. بوشينسكي، وترجمة د. عزت قرني. قبل الدخول في صلب موضوعنا، نرى من الضرورة بمكان بَسط ما تكاد تُجمع عليه المدارس الفلسفية في أوروبا بغض النظر عن منظومتها الفكرية، ونعني على وجه التحديد، تأكيد أهمية الفلسفة للإنسان وللمجتمع، وليس محاربتها ووصمها بالتكفير وإحاطتها بالتحريم. أضف إلى ذلك، التركيز على الإنسان وتعظيم دوره، والرفع من شأن العقل، وتقدير العلم حق قدره، ثم البحث عن مشاكل الواقع في الواقع ذاته وليس انتظار هبوط معجزات من السماء للتعامل معها. هنا، هنا بالذات، بمقدورنا وضع الإصبع على أحد أهم روافع نهضة الغرب وتقدمه. فلا نهوض ولا تقدم إلا بالفكر التنويري النقدي الحر، المعزَّز بأرضية فلسفية.
تشمل المدارس الفلسفية موضوعات إضاءاتنا، التجريبية والمثالية وفلسفة الحياة والفينومينولوجيا والفلسفة الوجودية والمدرسة الميتافيزيقية والمادية.
تجدر الإشارة إلى تميُّز الربع الأول من القرن العشرين بالنشاط الفلسفي المكثف في أوروبا والغرب بعامة. وعُرف أيضًا بكونه فترة انتقال، على أرضية الحوار التنازعي بين فكر القرن التاسع عشر والتيارات الفلسفية الجديدة.
لعل المدرسة التجريبية من أهم التيارات الفكرية الفلسفية آنذاك، وأهم ما يميزها رؤيتها القائمة على أن المعرفة الإنسانية تأتي عن طريق الحواس والخبرة. ومن أبرز رموزها إميل دوركايم(1858- 1917) ومن بعده ليفي بريل(1857- 1939)، مؤسسا المدرسة الإجتماعية الفرنسية. انطلقت هذه المدرسة من قاعدة أن المجتمع حقيقة موضوعية داخل الفرد، يمكن التأكد منها بمنهج موضوعي مقارن. وقد أفضى هذا المنهج إلى القول بنسبية القوانين المنطقية والأخلاقية، التي هي بحسب هذه المدرسة، تعبير عن حاجات مجتمع ينمو، وما الدين إلا عبادة ذلك المجتمع. هذا يعني، أن المدرسة الاجتماعية ترى الدين والمنطق والأخلاق ذات أسس ومنطلقات مجتمعية. وقد لاقت المدرسة الاجتماعية الفرنسية شيوعًا واسعًا عند الجماهير مثلها مثل نظريات علم النفس، الناشئة من المذهب التجريبي. وكان من أبرز رموز الثانية سيجموند فرويد (1856- 1939) مؤسس علم التحليل النفسي. ركز فرويد بشكل خاص، على دور اللاشعور في توجيه سلوك الفرد. وأكد أن القوة الفاعلة في الحياة النفسية للفرد، هي "الليبيدو"، وقد عدَّها نوعًا من القوة الجنسية بالمعنى العام. وفق مدرسة التحليل النفسي الفرويدي، الدين والفن ظواهر نفسية.
ومن رموز التجريبية في علم النفس، العالِم الأميركي واطسون (ولد عام 1878م). ويلفت النظر دعوته إلى إهمال دراسة الجوانب النفسانية الداخلية في الفرد، وكذلك الملاحظة الشخصية. فقد ركز على دراسة السلوك الخارجي وحده، بحسبانه موضوع علم النفس، وكأنه بذلك ينكر وجود النفس. وقد انتهى إلى النتيجة ذاتها العالِم الروسي بافلوف(1849- 1939)، الذي اهتم بتفسير الوظائف النفسية العليا واصفًا إياها بردود أفعال محدودة أو مكبوحة. ومن رموز المدرسة التجريبية أيضًا، لو دانتك، وزيهن، واستفالد. وقد رفضوا كلهم وجود قوانين مطلقة، قائلين بالنسبية. (يتبع).



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا حسرة علينا...!!!
- سؤال إلى كل عربي حُر ومحترم
- الإعلامي الفهلوي !
- القربان !!!
- ماذا ينتظرنا في عالم يتغير؟!
- الأقوياء يفرضون شروطهم
- من أين سرقوا أقنوم شعب الله المختار؟!!!
- السلطة الدينية !
- في نظريات السياسة الحَل أم في عِلم النفس؟!
- جُرح غزة النازف إلى أين؟!
- نحن نكذب...لماذا يا تُرى؟!
- بماذا يتفوق العدو علينا؟!
- وماذا بعد؟!
- وهتف بنو أمية بأن لله جنودًا من عسل !
- زيارة إلى مقام النبي شعيب أم ماذا ؟!
- متى نتخطى إشكالية السلطة السياسية؟!
- العنف المجتمعي
- هل نحن أمة ترفض أن تتقدم؟!
- وضع غير قابل للإستمرار !
- خطأ تاريخي في مسلسل معاوية !


المزيد.....




- معجزةٌ استغرقت قرابة 7 عقود.. لم شمل شقيقات بعد 67 عامًا من ...
- الأدنى بين الرؤساء الأمريكيين منذ 1945... لماذا تراجع تأييد ...
- مرسيدس تستعد لاستخدام نظام التوجيه السلكي في سيارات 2026
- ما هو البديل عن حماس في حال تخليها عن حكم غزة؟
- كوريا الشمالية تدين نشر قاذفات أمريكية في اليابان
- الولايات المتحدة.. سيدة تواجه خطر الترحيل بسبب تطبيق هاتفي
- ويتكوف سيشارك في مفاوضات إيران النووية
- زعماء العالم يتوافدون إلى روما لتوديع البابا فرنسيس (صورة)
- الاحتلال يعتقل أسرى محررين واقتحامات لمدن وقرى بالضفة
- البنتاغون يقرّ بتحسن قدرة الحوثيين على إسقاط المسيرات الأمير ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالله عطوي الطوالبة - المدارس الفلسفية والفكرية المعاصرة في الحضارة الغربية(1)