محفوظ بجاوي
الحوار المتمدن-العدد: 8311 - 2025 / 4 / 13 - 03:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن المجتمع الذي يعجز عن إنتاج الأفكار ويتوقف عن تطوير مفاهيم جديدة يصبح مجرد مستهلك لما يُملى عليه من أفكار وافدة، ويخسر قدرته على التأثير في واقعه ومستقبله. هذا الواقع ينسحب على العديد من الدول، وفي مقدمتها الجزائر التي تُعد نموذجاً حياً لهذا التراجع الفكري. رغم ما تملكه الجزائر من طاقات بشرية وكفاءات علمية هائلة، إلا أن هناك ركوداً فكرياً يؤثر بشكل كبير على المجتمع ومؤسساته.
تعود أسباب هذا الركود إلى التهميش الممنهج للعقول الحرة والمبدعة، مما يؤدي إلى تقليص مساحة الفكر والإبداع، حيث يُخنق أي صوت يختلف عن السائد أو يقدم حلولاً جديدة. إن الخوف من التجديد والإبداع والانغلاق على الأفكار التقليدية يهدد تقدم المجتمع. للأسف، أصبحنا نشهد حالة من الخوف والجمود الفكري، حيث يتم تجاهل أو قمع أي محاولة للتغيير والإصلاح في مختلف المجالات الفكرية.
إن الإنتاج الفكري هو روح الأمم وحيويتها. بالأفكار الجديدة والمبدعة تتقدم الشعوب، وتُبنى الحضارات. بدون التفكير النقدي والإبداعي، تصبح الأمة في حالة من الركود الذي لا يؤدي إلا إلى التأخر والتراجع. للأسف، الجزائر اليوم تواجه هذا التحدي الكبير. إن الوقت قد حان لفتح المجال للعقول المبدعة كي تعبر بحرية وتقدم أفكارها دون خوف من التهميش أو القمع.
يجب على الجزائر أن ترفع الحواجز التي تحول دون التفكير الحر والإبداع، وأن تخلق بيئة فكرية داعمة تسمح للأجيال الجديدة بتطوير أفكارها والمساهمة في إعادة بناء المجتمع. إن الإنتاج الفكري ليس رفاهية، بل هو ضرورة حيوية لأي أمة تسعى للبقاء والازدهار في هذا العصر المتسارع.
بدون الإنتاج الفكري، نعيش في زمن لا يناسب تطلعاتنا، وفي عالم يرفض التغيير. لقد حان الوقت لكي يعي المجتمع الجزائري أهمية استعادة روحه الفكرية، وأهمية الاحتفاظ بأفكار حرة تُسهم في تطوير البلد نحو مستقبل أكثر إشراقًا وتقدماً.
#محفوظ_بجاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟