ويصا البنا
مقدم برامج _ اعلامى _كاتب - مشير اسرى -قانوني
(Wisa Elbana)
الحوار المتمدن-العدد: 8310 - 2025 / 4 / 12 - 23:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في مشهد يتكرر بإصرار، تلجأ الدولة إلى إعادة طرح أسماء وشخصيات قديمة في مناصب ومسؤوليات كبرى، وكأن الوطن قد خلا من الكفاءات الجديدة، أو كأننا عالقون في حلقة مفرغة من الماضي. هذا النمط من إدارة الشأن العام لا يمكن تسميته إلا بـ"إعادة التدوير السياسي"؛ وهو نهج يعكس ضيق الأفق، وغياب الرؤية، وانعدام الإيمان بطاقات المجتمع الحقيقية.
إن الاستعانة بأشخاص سبق أن تولّوا مواقع اتخاذ القرار، وفشلوا في تحقيق نتائج ملموسة، بل وأحيانًا تورطوا في إخفاقات واضحة، هو إهانة لعقل المواطن، وتأكيد على أن الفرص لا تُمنح بناءً على الكفاءة أو الجدارة، بل على أساس الولاء والارتباط بشبكات النفوذ القديمة.
الأخطر من ذلك أن هذا النمط يخلق حالة من الإحباط لدى الأجيال الجديدة، ويعزز القناعة بأن الاجتهاد والعلم والنزاهة لا تشفع لصاحبها ما دام خارج دائرة "الثقة المغلقة". وهكذا تُغلق الدولة الأبواب في وجه العقول النابهة، وتدفعها إما إلى الهجرة، أو إلى الانسحاب من المشهد العام.
إن تجديد الدماء في مؤسسات الدولة ليس رفاهية، بل ضرورة وجودية، تفرضها طبيعة التحديات المعاصرة. أما الإصرار على استحضار الوجوه القديمة، فهو رهان على ماضٍ لم ينجح، واستبعاد متعمد لمستقبل قد ينجح.
لقدآن الأوان لأن تُراجع الدولة هذا النمط العقيم من إدارة الملفات الوطنية، وأن تدرك أن التنمية الحقيقية لا تتحقق بمن انتهت صلاحيتهم السياسية، بل بمن يمتلكون رؤية، وضمير، وشجاعة اتخاذ القرار.
#ويصا_البنا (هاشتاغ)
Wisa_Elbana#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟