احمد كانون
كاتب عقلاني حر
(Ahmed Kanoun)
الحوار المتمدن-العدد: 8310 - 2025 / 4 / 12 - 17:18
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
رغم التطور العلمي و المنطق و بالتالي تطور الحقائق،،..تظل بعض الأوهام و الأساطيل و التصورات الغير عقلانية؛ هي القوية و الفعالة و هي المحركة،، في توجيه السلوك الفردي والجماعي،، مادامت دينامكيتها في صالح غريزة البقاء و استمرار الوجود و النوع البشري؟..
انها لمفارقة كبرى... حتى و إن سقطت أوهام و أساطيل...لاتسقط دون ان تكون الحقيقة البديلة و الاخلاق الجديدة!!،، في صالح غريزة البقاء و استمراره ايضًا.
وجدت انه من المهم للتوضيح؟.. للولوج لهذا الواقع؛ من توضيح خمسة زوايا مهمة سأذكرها بتسلسل يحترم عاملها الزمني و البنيوي:
للوهم وظيفة تكيفية؛ فالعديد من المعتقدات غير العقلانية (مثل التفاؤل المفرط، أو الإيمان بالعدالة الكونية) تُحسن القدرة على الصمود النفسي.. فالدراسات أظهرت أن الأشخاص الذين يتمتعون بـ"أوهام إيجابية؟!؟" غالباً ما يكونون أكثر إنتاجية وأقل عرضة للاكتئاب.
العقل البشري مصمم لكفاءة الطاقة،، لا للحقيقة المطلقة!..... الأوهام تُبسط التعقيدات وتوفر إجابات سريعة تستهلك موارد أقل من التحليل المنطقي الشاق...هي نفس آليات عمل نظرية المؤامرة!.
الأساطير المشتركة (وطنية، دينية، ثقافية) تُشكل غراءً اجتماعياً أقوى من الحقائق المجردة (التماسك الاجتماعي)... فكما قال نيتشه: "الأكاذيب الضرورية" هي أساس الحضارات.
هنا نقطة رابعة و مهمة؛ و هي ان آلياتنا البيولوجية تتغير ببطء شديد مقارنة بسرعة التقدم العلمي! و بالتالي هذا نتيجته تطور وعي جمعي ثقافي متأخر او متخلف!!.
في العصر الرقمي، أصبحت الأوهام قابلة للتصنيع والتضخيم بشكل غير مسبوق... الخوارزميات تفضل المحتوى العاطفي على العقلاني لأنه يولد تفاعلاً أعلى..وحتى الذكاء الاصطناعي سيكون او سيقدم نتائج شعبوية لان البيانات كتبتها غرائز العصر الحجري!.
مفارقة ما بعد الحقيقة (النتيجة!) : ليست كل الأوهام يجب محاربتها. بعضها يُشكل "مناعة نفسية" ضد قسوة الواقع.... لكن التحدي الحضاري هو تمييز الأوهام البناءة ((التي تُعزز الحياة)) عن تلك المدمرة (التي تُعيق التكيف مع الحقائق). كما كتب كارل يونغ: "الحقيقة التي تُقتل هي أسوأ من الكذبة التي تُحيي".
#احمد_كانون (هاشتاغ)
Ahmed_Kanoun#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟