احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 8310 - 2025 / 4 / 12 - 15:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مقدمة: كراهية الأقلية المالية الأوليغارشية للثقافة
نقطة الانطلاق: ضربة عبقرية أم جريمة إنسانية؟
في لحظة خرجت فيها الكلمات من فم بوشيز، رئيس حركة الإصلاح النيوليبرالية في بلجيكا، كانت أضواء بروكسل تُضيء وجهًا يفتقر إلى أي إحساس بالإنسانية. كان يتحدث عن تفجيرات البيجرات في لبنان، تلك الأجهزة المتفجرة التي زُرعت وسط المدنيين، مُمزقة أجساد الأطفال والعجائز في مشهد أُجمعت الأمم المتحدة على وصفه بـ"جريمة ضد الإنسانية". لكن بوشيز، في انحطاط أخلاقي صارخ، لم يرَ فيها سوى "ضربة عبقرية"، كأنما يُمجد العنف الإمبريالي بابتسامة باردة لا تعرف معنى الكرامة الإنسانية. في تلك اللحظة، كان يُعلن، دون أن يدرك، كراهيته العميقة للثقافة، تلك المنارة التي تُعرّف مثل هذه الأفعال كجرائم، وتُفضح الهمجية التي تُخفيها شعارات النيوليبرالية البراقة.
لنتخيل شخصًا بمثل هذه المواصفات يقود شعبًا مثل الشعب البلجيكي، شعبٌ عرف يومًا التنوير والثقافة كجزء من هويته الأوروبية. كيف يمكن لشخص يرى في تفجير المدنيين عبقرية أن يُقدم سياسات تُحترم آدمية الإنسان؟ كيف يمكن لمن يفتقر إلى أدنى فهم ثقافي أن يُدرك وظيفة الدولة في توسيع الطبقة الوسطى وخدمة أغلبية الشعب، بدلاً من تكديس الأموال لأقلية مالية أوليغارشية؟ هذه المقدمة ليست مجرد سرد لتصريح منحط، بل محاولة لتفكيك كراهية الأقلية المالية الأوليغارشية للثقافة، ومطالبتها بإلغاء وزارة الثقافة لمنعها من فضح هذا الانحطاط.
الكراهية الطبقية: الثقافة كعدو الأوليغارشية
لم تكن كلمات بوشيز مجرد زلة لسان، بل كانت تعبيرًا عن موقف طبقي عميق. الأقلية المالية الأوليغارشية، التي يُمثلها بوشيز وأمثاله، تكره الثقافة لأنها تُشكل تهديدًا وجوديًا لمصالحها. الثقافة ليست مجرد كتب أو مسرحيات، بل هي وعي نقدي يُعزز آدمية الإنسان، يُعلم الشعوب أن وظيفة الدولة ليست خدمة الأقلية، بل تحقيق مصالح الأغلبية عبر توسيع الطبقة الوسطى، وتوفير التعليم والصحة والبنية التحتية. في بلجيكا، كانت هذه الأقلية تُدرك أن الثقافة تكشف كيف تُكوَّم الأموال على حساب الشعب تحت شعارات كاذبة مثل "الإصلاح الاقتصادي" أو "الأمن القومي".
تخيل مشهدًا: بوشيز يقف في بروكسل، يُعلن عن خطة تُقلص ميزانية وزارة الثقافة إلى أرقام تكاد تكون معدومة، بينما يُزيد الإنفاق على العسكرة والدعم للشركات الكبرى. هذا ليس تخيلًا عشوائيًا، بل واقع عاشته بلجيكا تحت قيادة النيوليبراليين الذين يرون في الثقافة خطرًا يُفضح انتهاكاتهم لآدمية الإنسان. الثقافة تُظهر أن تفجير البيجرات ليس "عبقرية"، بل جريمة تُعكس همجية النظام الذي يدعمه بوشيز، نظام يُمجد العنف الإمبريالي لخدمة مصالح الأقلية.
إلغاء وزارة الثقافة: تكميم الفضيحة
لماذا تُطالب هذه الأقلية بإلغاء وزارة الثقافة؟ لأنها المؤسسة التي تُمثل صوت الشعب في مواجهة الهمجية النيوليبرالية. في بلجيكا، كانت وزارة الثقافة يومًا منارة تُنتج الفنون والأفكار التي تُعزز الوعي الاجتماعي، تُذكر الشعب بأن الدولة يجب أن تُوسع الطبقة الوسطى، لا أن تُحولها إلى طبقة عاملة تُخدم الأوليغارشية. لكن بوشيز وأمثاله رأوا فيها تهديدًا، لأنها تُفضح كيف تُستخدم أموال دافعي الضرائب لدعم حروب إمبريالية بدلًا من بناء مجتمع عادل.
إلغاء وزارة الثقافة ليس مجرد قرار إداري، بل محاولة لتكميم صوت يُعرّي انتهاك آدمية الإنسان. تخيل بوشيز يُعلن في مؤتمر صحفي أن "الثقافة ترف لا حاجة له"، بينما يُخفي أن هذا "الترف" هو الذي كشف أن تفجيرات البيجرات ليست ضربة عبقرية، بل جريمة تُعكس الانحطاط الأخلاقي لمن يدعمونها. هذا الكره للثقافة هو كره للحقيقة، لأنها تُظهر أن النيوليبرالية تُحول الشعب إلى أداة في يد الأقلية بدلًا من غاية بحد ذاته.
الانحطاط الأخلاقي لبوشيز: كارثة على الشعب البلجيكي
لنتخيل شخصًا بمثل هذا الانحطاط الأخلاقي يقود الشعب البلجيكي. بوشيز، الذي يرى في قتل المدنيين عبقرية، لا يمكن أن يُقدم سياسات تُحترم كرامة الإنسان. سياساته ستكون امتدادًا لأميته الثقافية: تقليص الإنفاق على التعليم لأنه يُنتج عقولًا ناقدة، خفض ميزانيات الصحة لأنها تُحافظ على حياة الأغلبية التي لا تهمه، وزيادة العسكرة لخدمة الناتو والشركات الكبرى. هذا الرجل كارثة لأنه لا يفهم أن وظيفة الدولة هي توسيع الطبقة الوسطى، لا تحويلها إلى عبيد للأوليغارشية.
تخيل مشهدًا آخر: بوشيز يُصدر قرارًا بإلغاء الدعم عن المسارح والمكتبات، مُعلنًا أنها "غير مجدية اقتصاديًا"، بينما يُخصص الملايين لشراء أسلحة تُستخدم في حروب إمبريالية. هذه السياسات ليست عشوائية، بل تعبير عن كراهية طبقية ترفض أي شيء يُعزز آدمية الإنسان ويُفضح تكديس الأموال تحت شعارات مثل "التقدم" أو "الأمن".
الثقافة كفضيحة للشعارات الكاذبة
الأقلية المالية الأوليغارشية تُخفي همجيتها تحت شعارات براقة: "الإصلاح"، "التنمية"، "الحرية". لكن الثقافة تُفضح هذه الأكاذيب. في بلجيكا، كانت تُظهر أن "الإصلاح" الذي يقوده بوشيز ليس سوى سرقة منظمة لأموال الشعب، تُحولها إلى جيوب الشركات الكبرى بدلًا من تعزيز البنية التحتية أو الصحة. تُعرّي أن "الأمن" الذي يُروج له هو دعم للعنف الإمبريالي، كما في تفجيرات البيجرات، وليس حماية للشعب.
الثقافة، بمؤسساتها ومفكريها، تُظهر أن الدولة التي تُهمل أغلبيتها لصالح أقلية تُخالف وظيفتها الأساسية. هذا هو سبب مطالبتها بإلغاء وزارة الثقافة: لأنها صوت الفضيحة الذي لا يمكن إسكاته إلا بالإعدام الإداري. بوشيز، بانحطاطه، يُدرك أن الثقافة تُعلم الشعب أن جريمة مثل البيجرات ليست عبقرية، بل همجية تُخدم مصالح الأقلية على حساب الإنسانية.
السياسات الكارثية: من الانحطاط إلى الدمار
ما السياسات التي يُمكن أن يقدمها شخص مثل بوشيز؟ لنتخيلها: تشريعات تُقلص الحقوق الاجتماعية تحت شعار "الكفاءة الاقتصادية"، تحويل التعليم إلى سلعة تُخدم الأوليغارشية بدلًا من تنوير الشعب، وتوسيع الإنفاق العسكري لدعم حروب الناتو التي تُمجد العنف كما فعل في تصريحه عن البيجرات. هذه السياسات ليست مجرد أخطاء، بل نتيجة أمية ثقافية ترفض أي فهم لآدمية الإنسان أو وظيفة الدولة الحقيقية.
الشعب البلجيكي، تحت قيادة مثل هذا الشخص، سيواجه كارثة: انهيار الطبقة الوسطى، تفاقم الفقر، وتحول البلاد إلى أداة في يد الإمبريالية. الثقافة، التي كان يمكن أن تُنقذه من هذا المصير، تُصبح الضحية الأولى، لأنها الوحيدة القادرة على فضح هذا الانحطاط وإيقاظ الشعب من سباته.
الخلاصة: الثقافة كمقاومة
هذه المقدمة ليست مجرد نقد لبوشيز، بل تفكيك لكراهية الأقلية المالية الأوليغارشية للثقافة. إنها تكرهها لأنها تُفضح انتهاك آدمية الإنسان، تُعارض تكديس الأموال تحت شعارات كاذبة، وتُذكر الدولة بوظيفتها في خدمة الأغلبية. بوشيز، بانحطاطه الأخلاقي وأميته الثقافية، هو مثال حي لهذا الكره، وتصريحه عن البيجرات هو إعلان عن كارثة تنتظر الشعب البلجيكي إذا لم يُقاوم. الثقافة تبقى السلاح الوحيد لمواجهة هذه الهمجية، منارة تُضيء الحقيقة وتُعيد للشعب كرامته.
الفصل الأول: بوشيز والتحالف الطبقي النيوليبرالي
البداية: بروكسل تحت ظل النيوليبرالية
في صباح بلجيكي غائم، كانت شوارع بروكسل تزدحم بالموظفين والعمال، بينما كان بوشيز، رئيس حركة الإصلاح النيوليبرالية، يجلس في مكتبه المُطل على العاصمة الأوروبية، يُشرف على خطة لم تكن تهدف إلى إصلاح بلجيكا، بل إلى إعادة تشكيلها لصالح تحالف طبقي يُمثل الأقلية المالية الأوليغارشية. لم يكن وحده في هذا المشهد، بل كان امتدادًا لنهج بدأه لوييه ميشيل، وواصله شارل ميشيل، ابنه، وديدييه ريندرز، الذين جميعهم شكلوا جبهة نيوليبرالية تُعادي الثقافة كعدو وجودي لمصالحهم. في تلك اللحظة، كان تصريح بوشيز عن تفجيرات البيجرات في لبنان، واصفًا إياها بـ"الضربة العبقرية"، يتردد كإعلان عن انحطاط أخلاقي وأمية ثقافية تُهددان الشعب البلجيكي بكارثة طبقية.
هذا الفصل ليس مجرد سرد لمسيرة بوشيز، بل تفكيك لتحالف طبقي يرى في الثقافة تهديدًا لأنه يفضح سرقته لأموال الشعب، ويُذكر الدولة بوظيفتها في توسيع الطبقة الوسطى بدلًا من تكديس الثروات لأقلية تحت شعارات براقة كاذبة. كان هجومهم على الثقافة جزءًا من استراتيجية لعسكرة الدولة وتمجيد العنف الإمبريالي، كما يتجلى في موقف بوشيز من جريمة البيجرات.
بوشيز: واجهة التحالف الطبقي
لم يكن بوشيز مجرد سياسي عادي، بل كان واجهة لتحالف طبقي يضم الأقلية المالية الأوليغارشية في بلجيكا. هذا التحالف، الذي بدأه لوييه ميشيل عندما شطب موازنات الثقافة والتعليم والصحة في التسعينيات، واصل مسيرته مع شارل ميشيل، الذي قاد بلجيكا كرئيس وزراء بين 2014 و2019، وديدييه ريندرز، الذي تحوّل إلى لاعب أوروبي بارز في الاتحاد الأوروبي. كان هدفهم واحدًا: تحويل الدولة من أداة لخدمة الأغلبية إلى آلة تُخدم مصالح الأقلية، مُستخدمين النيوليبرالية كإيديولوجيا تُبرر هذا التحول.
بوشيز، في دوره كرئيس لحركة الإصلاح، كان يُجسد هذا التحالف بانحطاطه الواضح. تصريحه عن البيجرات، تلك الجريمة التي أدانتها الأمم المتحدة كانتهاك لآدمية الإنسان، لم يكن مجرد كلمات، بل كان تعبيرًا عن رؤية تُمجد العنف الإمبريالي كوسيلة للسيطرة. هذا الانحطاط لم يكن شخصيًا فقط، بل طبقيًا، لأنه يعكس مصالح أقلية تكره الثقافة لأنها تُعرّي هذه الهمجية وتُظهر أن الدولة تُستخدم لسرقة الشعب بدلًا من حمايته.
هجوم على الثقافة: استراتيجية طبقية
لم يكن هجوم هذا التحالف على الثقافة عشوائيًا، بل كان استراتيجية مدروسة. في عهد لوييه ميشيل، بدأت بلجيكا تشهد تقليصًا ممنهجًا لميزانيات الثقافة، مُحولًا الأموال إلى مشاريع عسكرية ودعم للشركات الكبرى. شارل ميشيل واصل هذا النهج، مُعلنًا في خطاباته أن "الاقتصاد أولوية"، بينما كان يُهمل القطاعات التي تُعزز الطبقة الوسطى كالتعليم والثقافة. ديدييه ريندرز، بدوره، دعم هذا التوجه كوزير خارجية، مُروجًا لسياسات تُعزز دور بلجيكا في الناتو على حساب شعبها.
بوشيز جاء ليُكمل هذا المسار. تخيل مشهدًا: اجتماع في بروكسل يضم قادة الحركة النيوليبرالية، يُعلنون خطة لخفض ميزانية وزارة الثقافة بنسبة 50%، مُبررين ذلك بـ"الضرورة الاقتصادية"، بينما يُخصصون ملايين اليورو لشراء أسلحة جديدة. هذا الهجوم لم يكن مجرد قرار مالي، بل محاولة لإعدام الثقافة كصوت يُفضح سرقة أموال الشعب وتحويلها إلى جيوب الأوليغارشية. الثقافة، التي تُعزز العقل النقدي، كانت تُظهر أن هذه السياسات تُقلص الطبقة الوسطى بدلًا من توسيعها، وهو ما جعلها هدفًا رئيسيًا لهذا التحالف.
سرقة أموال الشعب: تحت شعارات كاذبة
كان جوهر هذا التحالف هو سرقة أموال الشعب البلجيكي تحت شعارات براقة كاذبة. "الإصلاح الاقتصادي"، "التنافسية"، "الأمن القومي"، كلها عبارات استخدمها بوشيز ورفاقه لتبرير سياسات تُكوّم الثروات لصالح الأقلية المالية. في الواقع، كانت هذه الشعارات تُخفي حقيقة مرة: أموال دافعي الضرائب تُحول إلى دعم الشركات الكبرى والمشاريع العسكرية، بينما تُهمل القطاعات الحيوية كالثقافة والصحة.
تخيل بوشيز يقف أمام البرلمان البلجيكي، يُدافع عن خطة تُقلص الدعم عن المكتبات والمتاحف، مُعلنًا أن "الاقتصاد يحتاج إلى تضحيات"، بينما يُخفي أن هذه التضحيات تُفرض على الأغلبية لصالح أقلية تُسيطر على البنوك والشركات. الثقافة كانت تُفضح هذه السرقة، تُظهر أن "الإصلاح" لم يكن سوى نهب منظم، وأن "الأمن" الذي يُروجون له هو دعم للعنف الإمبريالي كما في البيجرات، وليس حماية للشعب.
عسكرة الدولة: تمجيد العنف الإمبريالي
كان أحد أبرز مظاهر هذا التحالف هو عسكرة الدولة وتمجيد العنف الإمبريالي. بوشيز، في تصريحه عن البيجرات، لم يكن يتحدث كفرد، بل كممثل لطبقة ترى في العنف أداة للسيطرة. هذا النهج بدأ مع لوييه ميشيل، الذي دعم انخراط بلجيكا في الناتو، وواصل مع شارل ميشيل، الذي زاد الإنفاق العسكري، وديدييه ريندرز، الذي روّج لسياسات خارجية تُخدم المصالح الإمبريالية.
تفجيرات البيجرات، التي أدانتها الأمم المتحدة، كانت مثالًا حيًا على هذا العنف. بوشيز، بوصفه لها بـ"الضربة العبقرية"، كشف عن أميته الثقافية التي ترفض تعريف الثقافة الأممية لهذه الأفعال كجرائم ضد الإنسانية. هذا التمجيد للعنف لم يكن لخدمة الشعب البلجيكي، بل لتعزيز مصالح الأوليغارشية التي تستفيد من الحروب والعسكرة، مُثبتًا أن هذا التحالف يكره الثقافة لأنها تُعرّي هذه الهمجية.
الانحطاط الأخلاقي: كارثة على الشعب البلجيكي
الانحطاط الأخلاقي لبوشيز لم يكن مجرد سمة شخصية، بل كان كارثة على الشعب البلجيكي. شخص يرى في قتل المدنيين عبقرية لا يمكن أن يقدم سياسات تُحترم كرامة الإنسان. سياساته، كامتداد لهذا التحالف، كانت تُقلص الطبقة الوسطى، تُهمل التعليم والصحة، وتُحول بلجيكا إلى أداة في يد الناتو. تخيل مشهدًا: مدرسة في بروكسل تُغلق أبوابها لنقص التمويل، بينما يُعلن بوشيز عن صفقة أسلحة جديدة مع الناتو، مُبررًا ذلك بـ"الأمن".
هذا الانحطاط، المقترن بأميته الثقافية، جعله عدوًا للشعب البلجيكي. الثقافة، التي كان يمكن أن تُنقذ بلجيكا من هذا المصير، أصبحت هدفًا للهجوم، لأنها تُظهر أن وظيفة الدولة ليست تكديس الأموال للأقلية، بل خدمة الأغلبية.
الثقافة كمقاومة: صوت الفضيحة
في مواجهة هذا التحالف، كانت الثقافة صوت الفضيحة الذي لا يمكن إسكاته إلا بإلغائها. كانت تُظهر أن سياسات بوشيز ورفاقه ليست "إصلاحًا"، بل سرقة، وأن تمجيدهم للعنف كما في البيجرات ليس عبقرية، بل همجية. الثقافة، بمؤسساتها ومفكريها، كانت تُذكر الشعب البلجيكي أن الدولة يجب أن تُوسع الطبقة الوسطى، لا أن تُحولها إلى أداة للأوليغارشية. هذا هو سبب هجومهم عليها، لأنها كانت المقاومة الوحيدة ضد هذه الكارثة الطبقية.
الفصل الثاني: الثقافة والإمبريالية: درس سعيد
البداية: صوت سعيد في مواجهة الهمجية
في غرفة هادئة في نيويورك، كان إدوارد سعيد يُدوّن كلماته في كتاب "الثقافة والإمبريالية"، مُدركًا أن الثقافة ليست مجرد رفاهية، بل سلاح في مواجهة الإمبريالية الهمجية. بعيدًا عنه بآلاف الأميال، في بروكسل، كان بوشيز يصف تفجيرات البيجرات في لبنان بـ"الضربة العبقرية"، غير عالم أن هذه الكلمات ستُصبح دليلًا حيًا على ما حذر منه سعيد: أن الإمبريالية تكره الثقافة لأنها تُفضح همجيتها، تُعزز العقل النقدي، وتكشف كيف تُستخدم إمبراطوريات إعلامية لتغسل أدمغة الشعوب وتُبرر الإبادة. في تلك اللحظة، كان صوت سعيد يتردد كمنارة تُضيء الحقيقة التي حاولت النيوليبرالية دفنها.
هذا الفصل ليس مجرد قراءة لكتاب سعيد، بل محاولة لفهم لماذا تُعادي الأقلية المالية الأوليغارشية، التي يُمثلها بوشيز، الثقافة، وكيف تُظهر هذه العداوة في أكاذيب أسلحة الدمار الشامل بالعراق، وفي إبادة الفلسطينيين تحت شعار معاداة السامية. الثقافة، كما رآها سعيد، هي العدو اللدود للإمبريالية، لأنها تكشف كيف تُحول النيوليبرالية الشعوب إلى ضحايا لمصالح الأقلية.
سعيد والثقافة: العقل النقدي كسلاح
في "الثقافة والإمبريالية"، رأى سعيد أن الثقافة ليست مجرد تعبير فني، بل نظام معرفي يُعزز العقل النقدي، يُمكّن الشعوب من فهم العالم ومواجهة الظلم. كان يُدرك أن الإمبريالية، سواء في شكلها الكلاسيكي أو النيوليبرالي الحديث، تعتمد على إخضاع هذا العقل، مُحولة الشعوب إلى أدوات طيعة تُصدق الروايات الزائفة. تخيل سعيد وهو يكتب، مُتأملًا كيف استُخدمت الثقافة الغربية يومًا لتبرير استعمار الشرق، ثم كيف تحولت إلى أداة مقاومة عندما استولت عليها الشعوب المضطهدة.
هذا الدرس ينطبق على بوشيز. عندما وصف تفجيرات البيجرات بـ"العبقرية"، كان يُظهر أمية ثقافية ترفض تعريف الثقافة الأممية لهذه الأفعال كجرائم ضد الإنسانية. الثقافة، كما فهمها سعيد، تكشف أن هذا التصريح ليس مجرد انحطاط شخصي، بل تعبير عن إيديولوجيا إمبريالية تُمجد العنف لخدمة الأقلية المالية، مُتجاهلة آدمية الضحايا في لبنان أو أي مكان آخر.
الإمبريالية وكراهية الثقافة: السيطرة بالجهل
لماذا تكره الإمبريالية الثقافة؟ لأنها، كما أوضح سعيد، تُنتج وعيًا نقديًا يُهدد هيمنتها. الإمبريالية لا تريد شعوبًا تُفكر، بل تُريد أتباعًا يُصدقون أكاذيبها. في العراق، بُنيت حملة إعلامية ضخمة حول أسلحة الدمار الشامل، مُبررة غزوًا أودى بملايين الأرواح. الثقافة، التي كانت يمكن أن تكشف هذه الأكاذيب قبل الحرب، كانت غائبة، مُحلّها إمبراطوريات إعلامية غسلت أدمغة الشعوب، مُحولة الجريمة إلى "تحرير".
في فلسطين، تُكرر القصة. شعار "معاداة السامية" يُستخدم لتبرير إبادة الشعب الأصلي في غزة والضفة والشتات، بينما تُظهر الثقافة أن هذا ليس دفاعًا عن النفس، بل استعمارًا همجيًا يُخدم مصالح إمبريالية. بوشيز، بتصريحه عن البيجرات، يُجسد هذه الكراهية للثقافة، لأنها تُفضح أن "عبقريته" هي في الحقيقة جريمة تُعكس منطق الإمبريالية الذي حذر منه سعيد: السيطرة عبر الجهل، والقتل تحت شعارات زائفة.
إمبراطوريات الإعلام: أدوات غسل الأدمغة
أشار سعيد إلى أن الإمبريالية تبني إمبراطوريات إعلامية لتكون ذراعها في إخضاع الشعوب. تخيل غرفة تحرير في شبكة أمريكية كبرى، تُعد تقارير عن "أسلحة الدمار الشامل" في العراق، مُتجاهلة الحقائق لصالح رواية تُبرر الحرب. هذه الإمبراطوريات ليست مجرد وسائل إعلام، بل أدوات تُعادي الثقافة لأنها تُنتج جهلًا مُمنهجًا يُحل محل الوعي النقدي. في فلسطين، تُروج هذه الإمبراطوريات لرواية "الدفاع عن الديمقراطية"، بينما تُخفي الإبادة الجماعية التي تُمارسها إسرائيل بدعم من الناتو.
بوشيز، كجزء من هذا النظام، يعتمد على هذه الإمبراطوريات لتبرير همجيته. تصريحه عن البيجرات لم يكن ليمر دون رد إذا كانت الثقافة حاضرة، لكن غيابها، أو إعدامها على يد النيوليبراليين، سمح له بتمجيد جريمة كـ"عبقرية". هذا هو دور الإمبراطوريات الإعلامية: تغيير أولويات الشعوب، مُحولة العقل النقدي إلى قبول سلبي للعنف الإمبريالي.
الثقافة كفضيحة للإمبريالية
الثقافة، كما رآها سعيد، ليست مجرد ضحية، بل أداة فضيحة. في العراق، كشفت لاحقًا أن أسلحة الدمار الشامل كانت كذبة، لكن بعد أن دُمرت البلاد. في فلسطين، تُظهر الثقافة أن معاداة السامية هي ذريعة للاستعمار، وليست حقيقة تاريخية. في لبنان، تُعرّي أن تفجيرات البيجرات ليست "عبقرية"، بل جريمة تُخدم مصالح إمبريالية تُريد تفتيت المنطقة. هذا هو سبب كراهية الإمبريالية لها: لأنها تُعيد تعريف الواقع، تُظهر الحقيقة التي تُحاول الإمبراطوريات الإعلامية طمسها.
بوشيز، بانحطاطه، يُمثل هذه الكراهية. تصريحه لم يكن مجرد زلة، بل تعبير عن رفض ثقافي لأي شيء يُعزز آدمية الإنسان. الثقافة تُفضح أن هذا التحالف الطبقي لا يهدف إلى "التقدم"، بل إلى تكديس الثروات للأقلية على حساب الأغلبية، مُستخدمًا العنف كأداة للسيطرة.
العقل النقدي: تهديد النيوليبرالية الطبقية
كان سعيد يرى أن الثقافة تُنتج عقلًا نقديًا هو العدو الأول للإمبريالية والنيوليبرالية الطبقية. هذا العقل لا يقبل أكاذيب أسلحة الدمار الشامل دون دليل، ولا يصدق أن إبادة الفلسطينيين هي "دفاع عن النفس"، ولا يرى في تفجيرات البيجرات عبقرية بل همجية. في بلجيكا، كان هذا العقل يُمكن أن يكشف كيف يُستخدم الشعب البلجيكي كأداة للأوليغارشية، لكن غياب الثقافة، أو تقليصها على يد بوشيز ورفاقه، ترك الشعب فريسة للشعارات الكاذبة.
تخيل مشهدًا: مكتبة في بروكسل تُغلق بسبب تقليص الميزانية، بينما يُعلن بوشيز عن دعم جديد للناتو. هذا التقليص ليس اقتصاديًا فقط، بل محاولة لقتل العقل النقدي الذي تُنتجه الثقافة، مُثبتًا أن النيوليبرالية تُفضل الجهل كوسيلة للسيطرة على الشعوب.
الخلاصة: درس سعيد في مواجهة بوشيز
هذا الفصل يُظهر أن درس سعيد في "الثقافة والإمبريالية" هو تحذير حي من همجية النيوليبرالية التي يُمثلها بوشيز. الثقافة تُعاديها الإمبريالية لأنها تُفضح أكاذيبها، تُعزز العقل النقدي، وتكشف كيف تُبرر الإبادة تحت شعارات زائفة. بوشيز، بتصريحه عن البيجرات، يُجسد هذه الكراهية، لكن الثقافة تبقى السلاح الذي يُمكن الشعوب من مواجهة هذه الهمجية، سواء في العراق، فلسطين، أو بلجيكا.
الفصل الثالث: إمبراطوريات الإعلام وغسل الأدمغة
البداية: غرف التحرير المظلمة
في غرفة تحرير مكيفة في واشنطن أو لندن، كان ضوء الشاشات ينعكس على وجوه صحفيين يُعدون تقارير عن "أسلحة الدمار الشامل" في العراق، مُتجاهلين الحقائق لصالح رواية تُبرر حربًا ستُودي بملايين الأرواح. في الوقت نفسه، في بروكسل، كان بوشيز يصف تفجيرات البيجرات في لبنان بـ"الضربة العبقرية"، غير عالم أن هذه الكلمات ستُصبح دليلًا على نجاح إمبراطوريات الإعلام في تغيير أولويات الشعوب، مُحولة جريمة ضد الإنسانية إلى "انتصار" في أذهان من فقدوا الثقافة كبوصلة نقدية. تلك الغرف المظلمة لم تكن مجرد مكاتب، بل مراكز قوى للإمبريالية النيوليبرالية تُدير غسل أدمغة الشعوب لخدمة الأقلية المالية الأوليغارشية.
هذا الفصل يُفكك كيف تُستخدم هذه الإمبراطوريات لإعادة صياغة الواقع، تُبرر الإبادة، وتُعادي الثقافة كعدو لدود يُفضح همجيتها. من العراق إلى فلسطين إلى لبنان، تتكرر القصة، وفي بلجيكا، يعتمد بوشيز وتحالفه الطبقي على هذه الأدوات لسرقة الشعب تحت شعارات كاذبة.
إمبراطوريات الإعلام: ذراع الإمبريالية
لم تكن إمبراطوريات الإعلام مجرد وسائل لنقل الأخبار، بل أدوات إمبريالية تُصمم للسيطرة على عقول الشعوب. تخيل شبكة إخبارية عالمية تُروج لرواية "أسلحة الدمار الشامل" في العراق عام 2003، مُتجاهلة تقارير المفتشين الدوليين التي تنفي وجودها. لم يكن ذلك خطأً صحفيًا، بل حملة مُمنهجة لتغسل أدمغة الملايين، مُحولة شعوبًا بأكملها إلى مؤيدين للحرب دون أن تُدرك أنها تُخدم مصالح الأقلية المالية التي تستفيد من النفط والعقود العسكرية.
هذه الإمبراطوريات تكره الثقافة لأنها تُنتج عقلًا ناقدًا يرفض قبول هذه الأكاذيب دون دليل. في فلسطين، تُروج الشبكات نفسها لرواية "معاداة السامية" لتبرير إبادة الشعب الأصلي، مُخفية أنها استعمار مدعوم من الناتو والأوليغارشية الغربية. بوشيز، بتصريحه عن البيجرات، يعتمد على هذه الآلة ليُظهر جريمة كـ"عبقرية"، مُثبتًا أن غياب الثقافة يُتيح لهذه الإمبراطوريات فرض روايتها دون مقاومة.
غسل الأدمغة: تغيير أولويات الشعوب
أحد أخطر أسلحة هذه الإمبراطوريات هو قدرتها على تغيير أولويات الشعوب. في العراق، حُولت قضية السلاح النووي إلى هوس عالمي، بينما كانت الحقيقة تُدفن تحت جبال من الدعاية. تخيل مواطنًا أوروبيًا يشاهد الأخبار، يُصدق أن الحرب ضرورية "للأمن العالمي"، غير عالم أنها تُخدم شركات النفط والسلاح التي تُمول هذه الشبكات. الثقافة، التي كانت يمكن أن تكشف هذا التضليل، كانت غائبة، مُحلّها رواية إعلامية تُعزز الجهل بدلًا من الوعي.
في لبنان، حاولت هذه الإمبراطوريات تبرير تفجيرات البيجرات كـ"ضربة استراتيجية"، لكن الثقافة الأممية، التي تُعرفها الأمم المتحدة، فضحتها كجريمة ضد الإنسانية. بوشيز، بانحطاطه، استند إلى هذه الرواية الإعلامية ليُمجد العنف، مُظهرًا كيف تُغير هذه الإمبراطوريات أولويات الشعوب من السعي للعدالة إلى قبول الهمجية كـ"ضرورة".
تبرير الإبادة: من العراق إلى فلسطين
كانت إمبراطوريات الإعلام بارعة في تبرير الإبادة. في العراق، لم تكتفِ بأكاذيب الأسلحة، بل روّجت لصورة "تحرير الشعب العراقي"، بينما كانت القنابل تُدمر مدنًا بأكملها. في فلسطين، تُصور الإبادة في غزة والضفة كـ"دفاع عن الديمقراطية"، مُستخدمة شعار معاداة السامية لإسكات أي نقد. تخيل مذيعًا في استوديو فخم يُردد أن "إسرائيل تُدافع عن نفسها"، بينما تُظهر الصور أطفالًا تحت الأنقاض، لكن الثقافة غائبة لتُعيد تعريف هذا الواقع.
بوشيز يُمثل هذا المنطق عندما وصف البيجرات بـ"العبقرية". هذه الإمبراطوريات تُتيح له تمجيد جريمة دون أن يُواجه برد فعل شعبي، لأنها قتلت الثقافة التي كانت يمكن أن تُثير الغضب ضد هذا العنف. في كل حالة، تُبرر الإبادة لخدمة الأقلية المالية التي تستفيد من الحروب والاحتلال، مُثبتة أن كراهية الثقافة هي كراهية للحقيقة.
عداوة الثقافة: فضيحة الهمجية
لماذا تُعادي هذه الإمبراطوريات الثقافة؟ لأنها تُفضح همجيتها. في العراق، كشفت الثقافة لاحقًا أن الحرب بُنيت على كذبة، لكن بعد أن دُمر البلد. في فلسطين، تُظهر أن الاحتلال ليس دفاعًا، بل استعمارًا يُخدم الأوليغارشية الغربية. في لبنان، تُعرّي أن البيجرات ليست "عبقرية"، بل جريمة تُهدف إلى تفتيت المجتمع لصالح الإمبريالية. الثقافة تُنتج وعيًا نقديًا يرفض هذه الروايات، وهو ما يجعلها العدو الأول لهذه الإمبراطوريات.
تخيل مكتبة تحترق في مدينة بلجيكية، بينما تُروج قناة محلية لـ"ضرورة الأمن"، مُخفية أن هذا الأمن يعني دعم الناتو على حساب الشعب. بوشيز وتحالفه الطبقي يعتمدون على هذه الإمبراطوريات لإخفاء سرقتهم لأموال الشعب البلجيكي، لكن الثقافة تُظهر أن هذه السرقة تُمول العنف الإمبريالي بدلًا من بناء مجتمع عادل.
بوشيز والإعلام: تمجيد العنف في بلجيكا
في بلجيكا، يعتمد بوشيز على هذه الإمبراطوريات لتغطية سياساته النيوليبرالية. تصريحه عن البيجرات لم يكن مجرد كلمات، بل جزء من استراتيجية تُمجد العنف الإمبريالي لصالح الأقلية المالية. تخيل قناة بلجيكية تُروج لخطاب بوشيز، مُصورة تفجير المدنيين كـ"نجاح استراتيجي"، بينما تُهمل الثقافة التي تُظهر أن هذا العنف يُخدم الناتو والشركات الكبرى، وليس الشعب البلجيكي.
هذه الإمبراطوريات تُتيح لبوشيز تمرير سياسات تُقلص الطبقة الوسطى، تُهمل التعليم والثقافة، وتُزيد العسكرة، لأنها تُغير أولويات الشعب من السعي للعدالة إلى قبول الهمجية. الثقافة، التي تُفضح هذه السرقة، تُصبح هدفًا للإعدام، مُثبتة أن غسل الأدمغة هو أداة التحالف الطبقي للسيطرة على الشعب البلجيكي.
الخلاصة: الثقافة ضد الإمبراطوريات
هذا الفصل يُظهر أن إمبراطوريات الإعلام هي ذراع الإمبريالية النيوليبرالية لغسل أدمغة الشعوب، تُبرر الإبادة، وتُعادي الثقافة كفضيحة لهمجيتها. من العراق إلى فلسطين إلى لبنان، تُغير هذه الإمبراطوريات أولويات الشعوب لصالح الأقلية المالية، وبوشيز يُجسد هذا المنطق في بلجيكا. لكن الثقافة تبقى السلاح الذي يُمكن الشعوب من استعادة عقولها ومواجهة هذه الهمجية.
الفصل الرابع: بيادق الفاشية المالية في أوروبا
البداية: وجوه الفاشية في بروكسل وبودابست
في صباح أوروبي غائم، كانت أضواء بروكسل تُضيء مكتب بوشيز، بينما كان فيكتور أوربان يُشرف على خطاب جديد في بودابست، وجيرت دي ويفر يُخطط لاستراتيجية حزبية في أنتويرب. لم يكن هؤلاء مجرد سياسيين، بل كانوا بيادق فاشية مالية تُمثل الأقلية الأوليغارشية في أوروبا، متحدين في كراهيتهم للثقافة كعدو يُفضح همجيتهم. عندما وصف بوشيز تفجيرات البيجرات في لبنان بـ"الضربة العبقرية"، وعندما حاول أوربان ودي ويفر التنصل من مذكرة اعتقال نتنياهو بتهمة الإبادة الجماعية في فلسطين، كانوا يُعلنون ولاءهم للعنف الإمبريالي ورفضهم للثقافة التي تُعرّي هذا الانحطاط.
هذا الفصل ليس مجرد سرد لمساراتهم، بل تحليل لكيف يُشكل هؤلاء البيادق تحالفًا طبقيًا يسرق الشعوب، يُكدّس الأموال للأوليغارشية تحت شعارات كاذبة، ويكره الثقافة لأنها تكشف برامجهم لعسكرة الدول على حساب التعليم والصحة والبنية التحتية. الثقافة، كمنارة حضارية، هي عدوهم اللدود، لأنها تُعزز العقل النقدي الذي يُهدد مصالحهم.
بوشيز: بيدق الفاشية في بلجيكا
في قلب بروكسل، كان بوشيز يقود حركة الإصلاح كواجهة للفاشية المالية. تصريحه عن البيجرات، التي أدانتها الأمم المتحدة كجريمة ضد الإنسانية، لم يكن مجرد زلة، بل تعبير عن انحطاط أخلاقي يُمجد العنف الإمبريالي لخدمة الأقلية المالية. تخيل بوشيز يقف أمام البرلمان البلجيكي، يُدافع عن تقليص ميزانية الثقافة والتعليم، مُعلنًا أن "الأولوية للاقتصاد"، بينما يُخفي أن هذا "الاقتصاد" يعني سرقة أموال الشعب لدعم الشركات الكبرى والناتو.
كراهيته للثقافة ليست شخصية، بل طبقية. الثقافة تُفضح أن سياساته تُقلص الطبقة الوسطى، تُهمل الصحة والبنية التحتية، وتُحول بلجيكا إلى أداة في يد الإمبريالية. هذا البيدق يكرهها لأنها تُظهر أن "الإصلاح" الذي يروّج له ليس سوى نهب منظم، وأن تمجيده للبيجرات هو دليل على همجية تُخدم الأوليغارشية، وليس الشعب البلجيكي.
أوربان: صوت الفاشية في المجر
في بودابست، كان فيكتور أوربان يُمثل نسخة أخرى من هذه الفاشية المالية. بصفته رئيس وزراء المجر منذ 2010، بنى نظامًا يُعادي الثقافة، مُقلصًا الدعم عن الجامعات والفنون، مُحولًا الأموال إلى مشاريع عسكرية ودعم للشركات الموالية للأوليغارشية. عندما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال ضد نتنياهو بتهمة الإبادة الجماعية في فلسطين، حاول أوربان التنصل منها، مُدافعًا عن العنف الإمبريالي بدلًا من العدالة.
تخيل أوربان في خطاب شعبي، يُروج لـ"القيم المجرية"، بينما يُخفي أن هذه القيم تُستخدم لتبرير سرقة الشعب المجري، تحويل أمواله إلى جيوب الأقلية المالية. الثقافة، التي تُعزز العقل النقدي، تُفضح هذا التناقض: كيف يُمكن لشخص يدّعي حماية شعبه أن يدعم إبادة شعب آخر؟ هذا هو سبب كراهيته لها، لأنها تكشف أن برامجه ليست قومية، بل أداة للإمبريالية الاقتصادية.
دي ويفر: الوجه البلجيكي الآخر
في أنتويرب، كان جيرت دي ويفر، زعيم حزب التحالف الفلمنكي الجديد، يُكمل هذا الثالوث الأوروبي. مثله مثل بوشيز، كان يُعادي الثقافة كجزء من استراتيجية تُعزز مصالح الأوليغارشية على حساب الشعب البلجيكي. عندما حاول التنصل من مذكرة اعتقال نتنياهو، كان يُظهر ولاءه للعنف الإمبريالي، مُتجاهلًا أن الثقافة تُعرّي هذا الموقف كدعم للإبادة وليس لـ"الأمن" كما يدّعي.
تخيل دي ويفر في اجتماع حزبي، يُدافع عن تقليص الإنفاق على المدارس والمستشفيات، مُعلنًا أن "الأولوية للاستقرار"، بينما يُخصص الملايين لدعم الناتو. الثقافة تُفضح أن هذا الاستقرار يعني عسكرة الدولة، تكديس الأموال للأقلية، وإهمال الأغلبية. كراهيته لها تنبع من قدرتها على كشف هذه السرقة، مُظهرة أن برامجه تُدمر الطبقة الوسطى بدلًا من تعزيزها.
التحالف الطبقي: سرقة الشعوب
ما يجمع بوشيز وأوربان ودي ويفر هو تحالف طبقي يُخدم الأقلية المالية الأوليغارشية. في بلجيكا، يسرق بوشيز أموال الشعب تحت شعار "الإصلاح"، مُحولًا إياها إلى الشركات الكبرى والعسكرة. في المجر، يفعل أوربان الشيء نفسه تحت شعار "القومية"، مُدمرًا البنية التحتية لصالح الأوليغارشية المحلية. دي ويفر يُكمل الصورة في فلاندرز، مُروجًا لـ"الاستقلال" كغطاء لنهب منظم.
الثقافة تُفضح هذا التحالف. تخيل معرضًا فنيًا في بروكسل يُظهر كيف تُستخدم أموال دافعي الضرائب لدعم الناتو بدلًا من المستشفيات، أو كتابًا في بودابست يكشف كيف يُحول أوربان الثروة إلى جيوب المقربين. هؤلاء البيادق يكرهون الثقافة لأنها تُظهر أن شعاراتهم الكاذبة ليست سوى أدوات للسرقة، وأن تمجيدهم للعنف الإمبريالي يُخدم الأقلية على حساب الشعوب.
تمجيد العنف الإمبريالي: البيجرات ونتنياهو
كان تمجيد العنف الإمبريالي سمة مشتركة لهؤلاء البيادق. بوشيز، بوصفه للبيجرات بـ"الضربة العبقرية"، أظهر انحطاطًا يُمجد القتل لخدمة المصالح الإمبريالية، مُتجاهلًا تعريف الثقافة الأممية لها كجريمة. أوربان ودي ويفر، بتنصلهما من مذكرة اعتقال نتنياهو، دعما إبادة الفلسطينيين، مُثبتين أن ولاءهم ليس لشعوبهم، بل لنظام عالمي يستفيد من العنف.
تخيل أوربان في مؤتمر أوروبي، يرفض إدانة نتنياهو، بينما تُظهر الثقافة صور الأطفال تحت الأنقاض في غزة. هذا التنصل ليس دفاعًا عن "الحلفاء"، بل دعم لهمجية تُخدم الأوليغارشية التي تستفيد من الحروب. الثقافة تُفضح هذا التمجيد، مُظهرة أن هؤلاء البيادق يُضحون بآدمية الإنسان لصالح مصالح طبقية ضيقة.
عسكرة الدول: على حساب الشعوب
كان هؤلاء البيادق يُعززون عسكرة الدول على حساب الشعوب. في بلجيكا، يُزيد بوشيز الإنفاق العسكري، مُقلصًا الدعم عن التعليم والصحة. في المجر، يفعل أوربان الشيء نفسه، مُحولًا المجر إلى قاعدة للناتو. دي ويفر يدعم هذا النهج في فلاندرز، مُروجًا لسياسات تُهمل البنية التحتية. الثقافة تُفضح أن هذه العسكرة ليست لـ"الأمن"، بل لخدمة الأقلية المالية التي تستفيد من العقود العسكرية.
تخيل مدرسة في بروكسل تُغلق لنقص التمويل، بينما يُعلن بوشيز عن صفقة أسلحة جديدة. الثقافة تُظهر أن هذه السياسات تُدمر الطبقة الوسطى، تُكدّس الأموال للأوليغارشية، وتُحول الشعوب إلى أدوات في يد الإمبريالية، وهو ما يجعلها هدفًا لهؤلاء البيادق.
الخلاصة: الثقافة ضد الفاشية المالية
هذا الفصل يُظهر أن بيادق الفاشية المالية في أوروبا، من بوشيز إلى أوربان ودي ويفر، يكرهون الثقافة لأنها تُفضح سرقتهم للشعوب، تمجيدهم للعنف الإمبريالي، وعسكرتهم للدول على حساب الأغلبية. الثقافة تُعزز العقل النقدي الذي يُهدد هذا التحالف الطبقي، مُثبتة أنها السلاح الوحيد لمواجهة هذه الهمجية واستعادة كرامة الشعوب.
الفصل الخامس: الثقافة كسلاح نقدي طبقي
البداية: الثقافة في مواجهة الهمجية
في زاوية هادئة من مكتبة قديمة، كان كتاب يجمع الغبار يحمل عنوان "الثقافة والإمبريالية" لإدوارد سعيد، بينما في بروكسل، كان بوشيز يُعلن أن تفجيرات البيجرات في لبنان "ضربة عبقرية"، غير عالم أن الثقافة التي يُعاديها هي التي ستُفضح همجيته. في تلك اللحظة، كان الرأي الموضوعي يتردد في ذهن من يقاومون، مؤكدًا أن الثقافة ليست ترفًا، بل سلاح نقدي طبقي يُعزز العقل النقدي، يكشف أكاذيب النيوليبرالية، ويُواجه الإمبريالية التي تُدمر الشعوب لصالح الأقلية المالية الأوليغارشية.
هذا الفصل ليس مجرد تأمل في دور الثقافة، بل محاولة لإثبات أنها أداة مقاومة طبقية تُفضح برامج بوشيز وأمثاله، تُعيد تعريف الواقع في العراق وفلسطين ولبنان، وتُذكر الدولة بوظيفتها في خدمة الأغلبية بدلًا من تكديس الأموال تحت شعارات كاذبة. الثقافة، كما نراها هنا، هي الخط الأول للدفاع عن كرامة الشعوب.
الثقافة كسلاح: رؤية
أرى الثقافة كسلاح نقدي طبقي لا غنى عنه. ليست مجرد كتب أو فنون، بل وعي يُعزز العقل النقدي، يُعمق طبقاته، ويُمكّن الشعوب من مواجهة النيوليبرالية الهمجية. في العراق، كشفت الثقافة، ولو متأخرة، أن أسلحة الدمار الشامل كانت كذبة لتبرير حرب أودت بملايين الأرواح، لكن غيابها المبكر سمح للإمبريالية بتدمير شعب بأكمله. في فلسطين، تُظهر أن شعار معاداة السامية هو ذريعة لإبادة الشعب الأصلي، وليس دفاعًا عن أي قيم إنسانية.
تخيل مشهدًا: كتاب في يد مواطن فلسطيني يكشف كيف تُستخدم الدعاية لتحويل الإبادة إلى "حق"، بينما يُحاول بوشيز في بروكسل تمجيد تفجيرات البيجرات كـ"عبقرية". الثقافة تُفضح هذا الانحطاط، تُظهر أنه ليس مجرد رأي، بل جزء من برنامج طبقي يُخدم الأقلية المالية على حساب الأغلبية، مُثبتة أنها السلاح الذي يكرهه بيادق النيوليبرالية لأنه يُعيد الحقيقة إلى الشعوب.
العقل النقدي: تهديد الإمبريالية.
الثقافة تُنتج عقلًا نقديًا هو العدو اللدود للإمبريالية والنيوليبرالية. هذا العقل لا يقبل أكاذيب أسلحة الدمار الشامل دون دليل، ولا يصدق أن قتل الفلسطينيين هو "دفاع عن النفس"، ولا يرى في تفجير المدنيين في لبنان عبقرية بل جريمة. في بلجيكا، كان يُمكن لهذا العقل أن يكشف كيف يسرق بوشيز أموال الشعب تحت شعار "الإصلاح"، لكن تقليص الثقافة على يد تحالفه الطبقي ترك الشعب فريسة للدعاية.
تخيل طالبًا بلجيكيًا يقرأ عن تاريخ الاستعمار، فيُدرك أن دعم بلاده للناتو ليس "أمنًا"، بل استمرارًا للهمجية الإمبريالية. هذا العقل النقدي، الذي تُغذيه الثقافة، يُهدد الأقلية الأوليغارشية لأنه يرفض شعاراتها الكاذبة، يكشف أن عسكرة الدول تُدمر الطبقة الوسطى بدلًا من تعزيزها، ويُطالب الدولة بتحقيق مصالح الأغلبية.
فضيحة النيوليبرالية: من العراق إلى فلسطين
الثقافة تُفضح همجية النيوليبرالية بقوة لا تُضاهى. في العراق، كشفت أن الحرب لم تكن لـ"التحرير"، بل لسرقة النفط وتكديس الأموال للشركات الكبرى، لكن بعد أن دُمر البلد. في فلسطين، تُظهر أن إبادة غزة والضفة ليست "دفاعًا"، بل استعمارًا يُخدم الأوليغارشية الغربية التي تُموّل الاحتلال. في لبنان، تُعرّي أن البيجرات، التي مجّدها بوشيز، هي جريمة تُهدف إلى تفتيت المجتمع لصالح الإمبريالية، وليست "ضربة عبقرية".
تخيل معرضًا فنيًا في بروكسل يعرض صور ضحايا البيجرات، بينما يُحاول بوشيز تبريرها كـ"نجاح". الثقافة تُعيد تعريف هذا الواقع، تُفضح أن هذه الهمجية تُخدم الأقلية المالية التي تستفيد من الحروب، وتُظهر أن النيوليبرالية تُحول الشعوب إلى أدوات بدلًا من غايات، وهو ما يجعلها هدفًا للإعدام على يد بيادق مثل بوشيز.
سمير أمين: الثقافة والمقاومة الطبقية
سمير أمين، المفكر المصري، رأى الثقافة كجزء من المقاومة الطبقية ضد النيوليبرالية. في كتبه مثل "الرأسمالية في عصر العولمة"، حذر من أن الإمبريالية تُعادي الثقافة لأنها تُنتج وعيًا شعبيًا يرفض الهيمنة الاقتصادية والعسكرية. أنا، أحمد صالح سلوم، أُضيف أن هذا الوعي يكشف كيف يُستخدم بوشيز وأمثاله كأدوات لسرقة الشعوب، مُحولين أموالها إلى جيوب الأوليغارشية بدلًا من تعزيز التعليم والصحة.
تخيل أمين وهو يكتب، مُتأملًا كيف كان يُمكن للثقافة أن تُوقف حرب العراق لو كانت حاضرة بقوة. تحليله يُظهر أن الثقافة ليست مجرد أداة دفاعية، بل هجومية، تُواجه النيوليبرالية بفضح تناقضاتها: كيف يُمكن لنظام يدّعي "التقدم" أن يُمجد العنف ويُدمر الطبقة الوسطى؟ هذا السلاح الطبقي هو ما يكرهه بوشيز وتحالفه، لأنه يُعيد السلطة إلى الشعوب.
الثقافة في بلجيكا: مواجهة بوشيز
في بلجيكا، كانت الثقافة يمكن أن تكون درعًا ضد همجية بوشيز. تخيل مسرحية في بروكسل تُظهر كيف تُستخدم أموال الشعب لدعم الناتو بدلًا من المدارس، أو كتابًا يكشف أن تمجيد البيجرات هو دليل على انحطاط يُخدم الأقلية المالية. الثقافة تُفضح أن سياسات بوشيز ليست "إصلاحًا"، بل سرقة، وأن عسكرة الدولة تُدمر الطبقة الوسطى لصالح الأوليغارشية.
لكن بوشيز وتحالفه حاولوا إعدام هذا السلاح بتقليص ميزانيات الثقافة، مُدركين أنها تُنتج عقلًا ناقدًا يرفض شعاراتهم الكاذبة. الثقافة تُظهر أن وظيفة الدولة هي خدمة الأغلبية، لا تكديس الأموال للأقلية، وهو ما يجعلها تهديدًا وجوديًا لهؤلاء البيادق.
الخلاصة: الثقافة كأمل الشعوب
هذا الفصل يُثبت أن الثقافة هي سلاح نقدي طبقي يُعزز العقل النقدي، يُفضح همجية النيوليبرالية، ويُواجه برامج الأقلية الأوليغارشية. من العراق إلى فلسطين إلى لبنان إلى بلجيكا، تكشف الثقافة أكاذيب الإمبريالية، تُعيد الكرامة للشعوب، وتُذكر الدولة بوظيفتها الحقيقية. بوشيز وأمثاله يكرهونها لأنها تُهدد مصالحهم، لكنها تبقى الأمل الوحيد لمواجهة هذه الهمجية واستعادة مستقبل الشعوب.
الفصل السادس: دعوة للنهوض الثقافي
البداية: من الرماد إلى النور
في شوارع بغداد المُدمرة، كان طفل يحمل كتابًا ممزقًا وسط الأنقاض، بينما في غزة، كان شاعر يُدوّن قصيدة على ضوء شمعة تحت القصف، وفي بيروت، كان فنان يرسم على جدار متفجر رمزًا للمقاومة. في بروكسل، كان بوشيز يُعلن أن تفجيرات البيجرات "ضربة عبقرية"، غير عالم أن الثقافة، التي يُحاول إعدامها، هي التي ستُوقظ الشعوب من سباتها. في تلك اللحظات، كانت الثقافة تُعلن عن نفسها ليس كضحية، بل كدعوة للنهوض، سلاح يُمكن الشعوب من استعادة كرامتها ومواجهة الهمجية النيوليبرالية التي تُدمرها لصالح الأقلية المالية الأوليغارشية.
هذا الفصل ليس خاتمة، بل بداية جديدة. إنه دعوة للنهوض الثقافي ضد بيادق الفاشية المالية مثل بوشيز، أوربان، ودي ويفر، لإعادة توجيه الدولة نحو خدمة الأغلبية، وكسر قيود الإمبريالية التي تُكدّس الأموال تحت شعارات كاذبة. الثقافة هي الأمل الذي يُضيء الطريق من الرماد إلى النور.
الثقافة كصحوة: رؤية
أرى الثقافة كصحوة شعبية تُعيد للشعوب وعيها المسلوب. ليست مجرد أداة نقدية، بل دعوة للنهوض ضد النيوليبرالية التي تُدمر العراق بأكاذيب أسلحة الدمار الشامل، تُبيد الفلسطينيين تحت شعار معاداة السامية، وتُمجد تفجيرات البيجرات كـ"عبقرية" على لسان بوشيز. في بلجيكا، كانت الثقافة يمكن أن تُوقف سرقة أموال الشعب، لكن تقليصها ترك البلاد فريسة لبيادق يُحولونها إلى أداة للناتو بدلًا من مجتمع عادل.
تخيل مظاهرة في بروكسل تحمل لافتات مكتوبة بأقلام المثقفين، تُطالب باستعادة ميزانيات الثقافة والتعليم، ترفض تمجيد العنف الإمبريالي. هذا النهوض الثقافي هو ما يكرهه بوشيز وأمثاله، لأنه يُعيد السلطة للشعب، يُظهر أن الدولة يجب أن تُوسع الطبقة الوسطى، لا أن تُدمرها لصالح الأوليغارشية.
سمير أمين: الثقافة كمقاومة شعبية
سمير أمين، في تحليلاته، رأى الثقافة كأداة مقاومة شعبية ضد الرأسمالية العالمية. كان يُدرك أن النيوليبرالية تُعاديها لأنها تُنتج وعيًا طبقيًا يرفض الهيمنة، يُطالب الدولة بخدمة الأغلبية بدلًا من تكديس الأموال للأقلية. في العراق، كان يمكن للثقافة أن تُوقف الحرب لو استيقظت الشعوب مبكرًا، وفي فلسطين، كانت قادرة على فضح الاحتلال كاستعمار وليس "دفاعًا".
تخيل أمين يُحاضر في قاعة مكتظة، يدعو الشعوب لاستخدام الثقافة كسلاح ضد بيادق مثل بوشيز. تحليله يُظهر أن النهوض الثقافي ليس ترفًا، بل ضرورة لكسر قيود النيوليبرالية، مُعيدًا للشعوب قدرتها على تغيير مصيرها. هذا النهوض هو ما يُمكّن الشعب البلجيكي من مواجهة سرقة بوشيز، والشعب الفلسطيني من مقاومة الإبادة.
النهوض في العراق: من الأكاذيب إلى الحقيقة
في العراق، كانت الثقافة يمكن أن تكون درعًا ضد أكاذيب أسلحة الدمار الشامل. تخيل مثقفًا عراقيًا يكتب قبل الحرب، يكشف أن الدعاية الأمريكية تُخفي مصالح النفط والشركات الكبرى. لكن غياب هذا النهوض الثقافي سمح للإمبريالية بتدمير البلاد، تاركة الشعب تحت الأنقاض. اليوم، الثقافة هي دعوة للعراقيين لاستعادة وعيهم، رفض الاحتلال، وإعادة بناء مجتمعهم بعيدًا عن هيمنة الأوليغارشية.
هذا النهوض يُظهر أن الثقافة ليست مجرد رد فعل، بل مبادرة تُعيد الحقيقة للشعوب، تُفضح أن الحرب لم تكن "تحريرًا"، بل نهبًا طبقيًا يُخدم الأقلية المالية. إنه درس يُمكن تطبيقه في بلجيكا، حيث يُحاول بوشيز تكرار هذه السرقة تحت شعارات "الإصلاح".
النهوض في فلسطين: كرامة تحت القصف
في فلسطين، الثقافة هي صوت الكرامة تحت القصف. تخيل شاعرًا في غزة يكتب قصيدة تُعرّي شعار معاداة السامية كذريعة للإبادة، أو فنانًا في الضفة يرسم جدارية تُظهر الاحتلال كاستعمار وليس "دفاعًا". هذا النهوض الثقافي يُواجه الإمبريالية بقوة، يكشف أن الإبادة تُخدم الأوليغارشية الغربية التي تُموّل نتنياهو، ويُعيد للفلسطينيين حقهم في المقاومة.
عندما حاول أوربان ودي ويفر التنصل من مذكرة اعتقال نتنياهو، كانت الثقافة تُذكّر العالم أن هذا التنصل هو دعم للهمجية، وليس للعدالة. النهوض الثقافي في فلسطين هو دعوة للشعوب الأوروبية، بما فيها البلجيكيون، لرفض بيادقهم، واستخدام الثقافة لفضح هذا التحالف الطبقي الذي يُمجد العنف على حساب الإنسانية.
النهوض في لبنان: من البيجرات إلى المقاومة
في لبنان، كانت تفجيرات البيجرات، التي مجّدها بوشيز، جرحًا عميقًا في قلب الشعب. لكن الثقافة تحولت إلى دعوة للنهوض. تخيل مسرحية في بيروت تُظهر كيف تُستخدم هذه الجريمة لتفتيت المجتمع لصالح الإمبريالية، أو أغنية تُردد أن "العبقرية" التي يراها بوشيز هي همجية تُدمر الأبرياء. هذا النهوض يُعيد للبنانيين وعيهم، يرفض تمجيد العنف، ويُطالب بمحاسبة من يدعمون هذه الجرائم.
الثقافة تُفضح أن بوشيز وأمثاله يكرهونها لأنها تُظهر الحقيقة: أن هذه التفجيرات ليست "ضربة"، بل جزء من مخطط طبقي يُخدم الأقلية المالية التي تستفيد من الفوضى. إنه نهوض يُمكن أن يُلهم بلجيكا لمواجهة بيادقها الذين يُشاركون في هذه الهمجية.
النهوض في بلجيكا: استعادة الدولة
في بلجيكا، الثقافة هي دعوة لاستعادة الدولة من بوشيز وتحالفه. تخيل مظاهرة ثقافية في بروكسل، تحمل كتبًا ولوحات تُطالب بإعادة ميزانيات الثقافة والتعليم، ترفض عسكرة الدولة، وتكشف أن "الإصلاح" الذي يروّج له بوشيز هو سرقة للشعب البلجيكي. هذا النهوض يُعيد توجيه الدولة نحو وظيفتها الحقيقية: توسيع الطبقة الوسطى، تعزيز الصحة والبنية التحتية، بدلًا من تكديس الأموال للأوليغارشية.
الثقافة تُظهر أن تمجيد بوشيز للبيجرات ليس مجرد انحطاط، بل دليل على برنامج يُدمر الشعب لصالح الناتو والشركات الكبرى. إنه نهوض يُمكن أن يكسر قيود النيوليبرالية، مُعيدًا الكرامة للبلجيكيين ومُلهمًا الشعوب الأخرى.
الخلاصة: الثقافة كمستقبل
هذا الفصل دعوة للنهوض الثقافي ضد الهمجية النيوليبرالية. من العراق إلى فلسطين إلى لبنان إلى بلجيكا، الثقافة هي السلاح الذي يُعزز العقل النقدي، يُفضح بيادق الفاشية المالية، ويُعيد للشعوب كرامتها. بوشيز وأمثاله يكرهونها لأنها تُهدد مصالحهم، لكنها تبقى المستقبل الذي يُمكن الشعوب من كسر قيودها، استعادة دولها، وبناء عالم يخدم الأغلبية بدلًا من الأقلية.
خاتمة: الثقافة بين الصين الناهضة والغرب الفاشي
البداية: نقطة التباين التاريخي
في صباح مشمس في بكين، كانت أضواء المدينة تُنير معارض فنية حديثة ومكتبات تزدحم بالقراء، تعكس رؤية الحزب الشيوعي الصيني للثقافة كأداة لبناء أكبر طبقة وسطى في العالم، طبقة تتوسع بمعدل مذهل، تُشكل العمود الفقري لنهضة تُعيد رسم خريطة القوة العالمية. بعيدًا عن هذا المشهد، في بروكسل، كانت الأضواء الخافتة تُسلط على مكاتب جيرت دي ويفر، ألكسندر دي كرو، وشارل ميشيل، حيث تُرسم خطط لتقليص ميزانيات الثقافة، بينما يقف بوشيز، تلك الشخصية الكاريكاتورية، يُمجد تفجيرات البيجرات كـ"ضربة عبقرية"، غير عالم أن هذا الانحطاط هو جزء من برنامج فاشي مالي يُدمر الطبقة الوسطى، مُحولًا المجتمع إلى أسياد وعبيد.
هذه الخاتمة ليست مجرد مقارنة عابرة، بل تأمل عميق في مسارين متعاكسين: الصين التي تُدرك أن الطبقة الوسطى هي صانعة الثقافة بفنونها وآدابها، والغرب الذي يُعدمها على يد بيادق الفاشية المالية، مُسرعًا تراجعها السريع في بلجيكا وخارجها. إنه صراع طبقي عالمي يضع الثقافة في مركزه، يكشف كيف تُصبح أداة للنهضة أو ضحية للهمجية.
الصين: الثقافة كأداة بناء طبقي
في قلب الصين الحديثة، يقف الحزب الشيوعي كمهندس لتحول تاريخي. منذ إصلاحات دينغ شياو بينغ في الثمانينيات، شهدت البلاد نموًا مذهلاً للطبقة الوسطى، التي تُقدر اليوم بحوالي 400-500 مليون نسمة، وتُتوقع أن تصل إلى 700 مليون بحلول 2030. لم يكن هذا النمو اقتصاديًا فقط، بل ثقافيًا. تخيل مدينة مثل شنغهاي، حيث تُفتتح مسارح جديدة، تُطبع ملايين الكتب سنويًا، وتُشجع الفنون كجزء من مشروع "الحلم الصيني" الذي أطلقه شي جين بينغ. الحزب يرى الثقافة كأداة لتعزيز هذه الطبقة، تُنتج عقلًا ناقدًا يدعم التنمية، وتُكرس هوية وطنية تُواجه الهيمنة الغربية.
هذا الاهتمام ليس تجميليًا، بل استراتيجي. في التسعينيات، بدأت الصين إعادة إحياء تراثها الثقافي، من الأوبرا الصينية إلى الأدب الكلاسيكي، مُدمجة إياه مع الحداثة. تخيل معرضًا في بكين يعرض مخطوطات كونفوشيوس بجانب أعمال فنية معاصرة، يُظهر كيف تُستخدم الثقافة لربط الماضي بالمستقبل. الطبقة الوسطى، التي تُشكل صانعة هذه الثقافة، تُساهم في اقتصاد ينمو بمعدل 5-6% سنويًا، مُثبتة أن الثقافة ليست ترفًا، بل ركيزة للاستقرار والتقدم.
الغرب الفاشي: تدمير الطبقة الوسطى
في المقابل، في بلجيكا والغرب، تُشن حرب طبقية ضد الطبقة الوسطى تحت قيادة بيادق الفاشية المالية. جيرت دي ويفر، زعيم حزب التحالف الفلمنكي الجديد، يروّج لقومية كاذبة تُخفي سرقة أموال الشعب لصالح الأوليغارشية. ألكسندر دي كرو، رئيس الوزراء البلجيكي الحالي، يواصل سياسات التقشف التي بدأها شارل ميشيل، مُقلصًا الإنفاق على التعليم والصحة، بينما يُزيد الدعم للناتو والشركات الكبرى. بوشيز، بشخصيته الكاريكاتورية، يُضيف بُعدًا منحطًا بتمجيده للعنف الإمبريالي، كما في تصريحه عن البيجرات.
تخيل مدرسة في أنتويرب تُغلق أبوابها لنقص التمويل، بينما يُعلن دي ويفر عن مشروع عسكري جديد، أو مستشفى في بروكسل يُقلص خدماته بينما يُخصص ميشيل ملايين للناتو قبل انتقاله إلى منصب أوروبي. هذه السياسات ليست أخطاء، بل برنامج فاشي مالي يُدمر الطبقة الوسطى، التي تتراجع بسرعة في بلجيكا والغرب. الإحصاءات تُظهر أن حصة الطبقة الوسطى من الثروة في أوروبا تتقلص منذ الثمانينيات، بينما تتضخم ثروات 1% من الأوليغارشية، مُحولة المجتمع إلى ثنائية أسياد وعبيد.
الصين: الثقافة كجسر للاستقرار
في الصين، تُستخدم الثقافة كجسر لتعزيز الطبقة الوسطى وتوسيعها. الحزب الشيوعي يُشجع التعليم الشامل، يُمول المكتبات والمتاحف، ويروّج للأفلام التي تُعزز الهوية الوطنية. تخيل عائلة صينية من الطبقة الوسطى تزور متحفًا في شنتشن، تتعلم عن تاريخ المقاومة ضد الاستعمار الياباني، وتتطلع لمستقبل تُساهم فيه بابتكاراتها. هذا الاستثمار يُعزز التماسك الاجتماعي، يُنتج جيلًا متعلمًا يدعم الاقتصاد، ويُقاوم التبعية الثقافية للغرب.
في السنوات الأخيرة، أطلقت الصين مبادرات مثل "الحزام والطريق"، التي تتضمن تبادلًا ثقافيًا مع عشرات الدول، مُظهرة أن الثقافة ليست مجرد أداة داخلية، بل جسر عالمي يُعزز مكانة الصين. الطبقة الوسطى تُنتج أفلامًا مثل Wolf Warrior، التي تُمجد الهوية الوطنية، وروايات تُعبر عن تطلعاتها، مُثبتة أن الثقافة هي العمود الفقري لنهضة تُهدد الهيمنة الغربية.
بلجيكا: الثقافة كضحية الهجمة النيوليبرالية
في بلجيكا، الثقافة ليست جسرًا، بل ضحية. حكومات دي ويفر، دي كرو، وميشيل تُقلص ميزانيات الثقافة بشكل منهجي، تُغلق المسارح، وتُهمش المثقفين، بينما يُضيف بوشيز بُعدًا كاريكاتوريًا بانحطاطه. تخيل مكتبة في بروكسل تُحول إلى مستودع بسبب "التقشف"، بينما تُعلن الحكومة عن صفقة أسلحة جديدة مع الناتو. هذا الإعدام للثقافة هو إعدام للطبقة الوسطى، التي تفقد قدرتها على إنتاج الفنون والآداب، مُحولة إلى طبقة عاملة تُخدم الأسياد.
التراجع السريع للطبقة الوسطى في بلجيكا واضح: انخفاض الدخل الحقيقي بنسبة 10% منذ 2008، تدهور التعليم العام مع تقليص الميزانيات بنسبة 15% في العقد الأخير، وارتفاع تكاليف السكن بنسبة 30%، بينما تتضاعف ثروات الأوليغارشية. الثقافة، التي كانت يمكن أن تُعزز هذه الطبقة وتُقاوم هذا التحول، تُدمر عمدًا لأنها تُفضح أن سياسات "الإصلاح" هي سرقة، وأن تمجيد العنف هو تكريس لنظام أسياد وعبيد.
التباين الطبقي: صانعو الثقافة وضحاياها
الصين تُظهر أن الطبقة الوسطى، كصانعة الثقافة، هي مفتاح النهضة. تخيل كاتبًا صينيًا شابًا ينشر رواية تُعبر عن أحلام جيله، أو فنانًا يُصمم معرضًا يُمجد تاريخ بلاده. هذه الثقافة تُعزز التماسك، تُقاوم الهيمنة الغربية، وتُدعم اقتصادًا يُتوقع أن يتجاوز الولايات المتحدة بحلول 2035. في المقابل، الغرب الفاشي يُدمر هذه الطبقة، مُحولًا الثقافة إلى ضحية تُعدم لإسكات صوتها النقدي. تخيل شابًا بلجيكيًا يُضطر للتخلي عن حلمه الفني لأن الدعم قد جفّ، بينما يُعلن دي كرو عن ضرائب جديدة تُثقل كاهل الأغلبية.
هذا التباين ليس اقتصاديًا فقط، بل ثقافي وطبقي. الصين تُثبت أن الثقافة يمكن أن تكون أداة بناء، تُعزز الطبقة الوسطى كصانعة للفنون والآداب، بينما الغرب يُظهر أن إعدامها يُسرع انهيار هذه الطبقة، مُكرسًا نظامًا يُلغي أي أمل في العدالة الاجتماعية.
التاريخ كشاهد: الصين والغرب
تاريخيًا، تُظهر الصين أن الثقافة كانت دائمًا أداة نهضة. في عهد أسرة تانغ (618-907)، ازدهرت الفنون والآداب مع نمو طبقة وسطى تجارية، مُشكلة عصرًا ذهبيًا للحضارة الصينية. اليوم، تُعيد الصين هذا النموذج، مُستخدمة الثقافة لدعم طبقة وسطى تُقود ثورة اقتصادية وتكنولوجية. في المقابل، الغرب، الذي كان يومًا منارة التنوير في القرن الثامن عشر، يشهد اليوم انهيارًا ثقافيًا مع تراجع الطبقة الوسطى تحت وطأة النيوليبرالية منذ الثمانينيات.
تخيل باريس في عصر فولتير، حيث كانت الثقافة تُنتجها طبقة وسطى ناهضة، ثم قارنها ببروكسل اليوم، حيث يُعدم بوشيز ورفاقه هذه الثقافة لصالح الأوليغارشية. هذا التاريخ يكشف أن الثقافة تُزدهر مع الطبقة الوسطى، وتُموت عندما تُدمر، وهو ما يُفسر التباين بين الصين الناهضة والغرب الفاشي.
الدعوة النهائية: اختيار المستقبل
هذه الخاتمة دعوة للشعوب للاختيار بين نموذجين. الصين تُقدم درسًا: الثقافة كأداة لدعم الطبقة الوسطى، بناء مجتمع قوي يُواجه الإمبريالية، وتوسيع آفاق التقدم. الغرب الفاشي يُظهر العكس: إعدام الثقافة لتدمير الطبقة الوسطى، تكريس نظام أسياد وعبيد يُخدم الأقلية المالية. بوشيز، دي ويفر، دي كرو، وميشيل هم وجوه هذا الانحطاط، لكن الثقافة تبقى الأمل للنهوض، لاستعادة الكرامة، وإعادة بناء عالم يخدم الأغلبية بدلًا من الأقلية. الخيار بين بكين وبروكسل ليس مجرد جغرافيا، بل مصير.
......
ملخص
المحتوى الطبقي لمحاربة قوى النيوليبرالية الهمجية الجديدة: الثقافة كسلاح نقدي
مقدمة: الثقافة في مرمى النيوليبرالية
في صباح بلجيكي بارد من أوائل القرن الحادي والعشرين، كانت أضواء بروكسل تُضيء مكاتب النخب النيوليبرالية، حيث كان بوشيز، رئيس حركة الإصلاح، يُشرف على تحالف طبقي جديد يُشبه في همجيته ما فعله لوييه ميشيل ومن بعده شارل ميشيل وديدييه ريندرز. لم يكن هذا التحالف مجرد سياسة اقتصادية، بل كان هجومًا طبقيًا على الثقافة، ذلك القطاع الحيوي الوجودي لأي شعب، الذي رأى فيه أحمد صالح سلوم منارة حضارية تُضيء العقل النقدي وتُعزز طبقاته. في هذا الكتيب، نُفكك هذا الهجوم، مستلهمين كتاب إدوارد سعيد "الثقافة والإمبريالية"، لنكشف لماذا تكره النيوليبرالية الثقافة، وكيف تُحولها إلى هدف للإعدام عبر إمبراطوريات إعلامية تُغسل أدمغة الشعوب وتُبرر الإبادة.
الفصل الأول: بوشيز والتحالف الطبقي النيوليبرالي
في قلب بروكسل، كان بوشيز يقود حركة الإصلاح كجزء من تحالف طبقي يُمثل الأقلية المالية الأوليغارشية. لم يكن هجومه على الثقافة صدفة، بل كان استمرارًا لنهج بدأه لوييه ميشيل، الذي شطب موازنات القطاعات الحيوية كالتعليم والصحة والثقافة، تاركًا الشعب البلجيكي تحت رحمة برامج عسكرة الدولة وتمجيد العنف الإمبريالي. شارل ميشيل، ابنه، وديدييه ريندرز، صديقه في المشروع، واصلا هذا النهج، مُحولين بلجيكا إلى أداة في يد الناتو، تُهمل البنية التحتية والثقافة لصالح مصالح الأقلية.
أنا، أحمد صالح سلوم، أرى في هذا التحالف محاولة لسرقة أموال الشعب البلجيكي وضعها رهن الأوليغارشية، التي لا تعنيها الثقافة لأنها تُفضح برامجها. الثقافة، كما وصفها سعيد، ليست مجرد فنون، بل سلاح نقدي يُعزز الوعي الطبقي ويُكشف كيف تُستخدم الإمبراطوريات الإعلامية لتغيير أولويات الشعوب، كما حدث في العراق بأكاذيب أسلحة الدمار الشامل.
الفصل الثاني: الثقافة والإمبريالية: درس سعيد
في كتابه "الثقافة والإمبريالية"، قدم إدوارد سعيد تحليلًا عميقًا لكراهية الإمبريالية للثقافة. رأى أن الإمبراطوريات تبني أنظمة إعلامية تُعادي الثقافة لأنها تُعزز العقل النقدي، ذلك العدو اللدود للنيوليبرالية الهمجية. أنا أرى هذا يتحقق في حملات غسل الأدمغة التي تُبرر إبادة شعوب بأكملها، كما في العراق، حيث استخدمت أكاذيب أسلحة الدمار الشامل لقتل ملايين، وفي فلسطين، حيث تُستخدم شعارات معاداة السامية لتبرير إبادة الشعب الأصلي في غزة والضفة والشتات.
الثقافة، كمنارة حضارية، تُعمق الوعي الطبقي، تُظهر أن النيوليبرالية ليست مجرد سياسة اقتصادية، بل هجوم على كرامة الشعوب. بوشيز وأمثاله يكرهونها لأنها تكشف كيف تُستخدم أموال الشعب لعسكرة الدول بدلًا من تعزيز التعليم والصحة، وكيف تُمجد النيوليبرالية العنف الإمبريالي كما فعل بوشيز عندما وصف تفجير البيجرات في لبنان بـ"الضربة العبقرية".
الفصل الثالث: إمبراطوريات الإعلام وغسل الأدمغة
في غرف مظلمة في بروكسل وبروكلين، تُدار إمبراطوريات إعلامية تُشكل عقول الشعوب. أنا، أحمد صالح سلوم، أرى أن هذه الإمبراطوريات قادرة على تغيير أولويات شعب بأكمله عبر حملات دعائية، كما فعلت في العراق لتبرير حرب أودت بملايين الأرواح، وفي فلسطين لتحويل الإبادة إلى "دفاع عن النفس". الثقافة، التي تُعزز العقل النقدي، هي العدو الأول لهذه الإمبراطوريات، لأنها تُظهر الحقيقة: أن النيوليبرالية تُخدم الأقلية المالية على حساب الأغلبية.
بوشيز، كبيدق فاشية مالية، يعتمد على هذه الإمبراطوريات لإخفاء سرقته لأموال الشعب البلجيكي، بينما تُظهر الثقافة كيف تُستخدم هذه الأموال لعسكرة الدولة بدلًا من بناء مستقبل للشعب. في لبنان، وصف تفجير البيجرات، الذي اعتبرته الأمم المتحدة جريمة ضد الإنسانية، بـ"الضربة العبقرية"، مُثبتًا أن النيوليبرالية تُمجد العنف الإمبريالي كجزء من برنامجها.
الفصل الرابع: بيادق الفاشية المالية في أوروبا
ليس بوشيز وحده في هذا المشهد. في المجر، كان فيكتور أوربان يدعم النيوليبرالية الهمجية، وفي بلجيكا، كان دي ويفر يُشاركه النهج. عندما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال ضد نتنياهو بتهمة الإبادة الجماعية في فلسطين، حاولا التنصل منها، مُظهرين ولاءهم للعنف الإمبريالي بدلًا من العدالة. أنا أرى أن هؤلاء البيادق يكرهون الثقافة لأنها تكشف تناقضاتهم: يدّعون الدفاع عن "الديمقراطية" بينما يُبررون الإبادة ويُهملون شعوبهم.
الثقافة تُظهر أن برامجهم ليست سوى سرقة منظمة، تُحول أموال الشعب إلى جيوب الأوليغارشية، تاركة التعليم والصحة والبنية التحتية في حالة انهيار. هذا الكره للثقافة ليس شخصيًا، بل طبقيًا، لأنها تُعزز الوعي الذي يُهدد مصالحهم.
الفصل الخامس: الثقافة كسلاح نقدي طبقي
الثقافة، كما أراها أنا، أحمد صالح سلوم، ليست ترفًا، بل سلاح نقدي طبقي. تُعزز العقل النقدي، تُعمق طبقاته، وتُظهر كيف تُستخدم النيوليبرالية لإبادة الشعوب تحت شعارات زائفة. في العراق، كشفت الثقافة أكاذيب أسلحة الدمار الشامل بعد أن دمرت البلاد، وفي فلسطين، تُظهر أن معاداة السامية هي ذريعة لإبادة الشعب الأصلي. في بلجيكا، تكشف كيف يُحول بوشيز وأمثاله أموال الشعب إلى أدوات عسكرة بدلًا من بناء حضارة.
سمير أمين، الذي حذر من النيوليبرالية، كان يرى الثقافة كجزء من المقاومة الطبقية، تُواجه الإمبريالية بوعي شعبي. أنا أُضيف أنها تُفضح بيادق الفاشية المالية كبوشيز، الذين يُمجدون العنف الإمبريالي بينما يُهملون شعوبهم.
الخاتمة: دعوة للنهوض الثقافي
هذا الكتيب ليس مجرد تحليل، بل دعوة للنهوض الثقافي ضد النيوليبرالية الهمجية. بوشيز وأمثاله يكرهون الثقافة لأنها تكشف سرقتهم وتبريرهم للإبادة، لكن الشعوب، كما أراها، قادرة على استخدامها كسلاح لاستعادة كرامتها. في بلجيكا، العراق، فلسطين، ولبنان، الثقافة هي المنارة التي تُضيء طريق المقاومة الطبقية، مُثبتة أن العقل النقدي هو العدو الأول للإمبريالية.
English Translation
Summary
The Class Content of Combating the New Barbaric Neoliberal Forces: Culture as a Critical Weapon
Introduction: Culture in the Crosshairs of Neoliberalism
On a frigid Belgian morning in the early 21st century, the lights of Brussels illuminated the offices of neoliberal elites, where Bouchez, leader of the Reform Movement, orchestrated a new class alliance as barbaric as the legacies of Louis Michel, followed by Charles Michel and Didier Reynders. This alliance was not merely an economic policy but a class assault on culture—that vital, existential domain of any people. Ahmed Saleh Sulum saw it as a beacon of civilization, illuminating the critical mind and deepening its layers. In this treatise, we dissect this onslaught, drawing inspiration from Edward Said’s Culture and Imperialism, to reveal why neoliberalism despises culture, transforming it into a target for annihilation through media empires that brainwash populations and justify genocide.
Chapter One: Bouchez and the Neoliberal Class Alliance
At the heart of Brussels, Bouchez led the Reform Movement as part of a class alliance representing the financial oligarchy. His attack on culture was no accident but a continuation of a path forged by Louis Michel, who slashed budgets for vital sectors like education, healthcare, and culture, leaving the Belgian people at the mercy of state militarization and the glorification of imperial violence. Charles Michel, his son, and Didier Reynders, his ally, perpetuated this agenda, turning Belgium into a tool of NATO, neglecting infrastructure and culture for the benefit of a minority elite.
I, Ahmed Saleh Sulum, perceive in this alliance an attempt to plunder the Belgian people’s wealth and place it at the disposal of the oligarchy, which cares little for culture because it exposes their schemes. Culture, as Said described, is not merely art but a critical weapon that fosters class consciousness, revealing how media empires manipulate public priorities, as seen in Iraq with the lies of weapons of mass destruction.
Chapter Two: Culture and Imperialism: Said’s Lesson
In Culture and Imperialism, Edward Said offered a profound analysis of imperialism’s hatred for culture. He argued that empires construct media systems antagonistic to culture because it nurtures the critical mind—the archenemy of barbaric neoliberalism. I see this manifest in brainwashing campaigns that justify the extermination of entire peoples, as in Iraq, where lies about weapons of mass destruction killed millions, and in Palestine, where accusations of antisemitism mask the genocide of the indigenous people in Gaza, the West Bank, and the diaspora.
Culture, as a beacon of civilization, deepens class consciousness, exposing neoliberalism not as mere economic policy but as an assault on human dignity. Bouchez and his ilk despise it because it reveals how public funds are diverted to militarize states rather than bolster education and healthcare, and how neoliberalism glorifies imperial violence, as Bouchez did when he called the Beirut bombings a “brilliant strike.”
Chapter Three: Media Empires and Brainwashing
In shadowy rooms in Brussels and Brooklyn, media empires shape the minds of nations. I, Ahmed Saleh Sulum, observe that these empires can -alter-an entire people’s priorities through propaganda, as they did in Iraq to justify a war that claimed millions, and in Palestine to frame genocide as “self-defense.” Culture, which fosters critical thinking, is the primary foe of these empires, for it unveils the truth: neoliberalism serves the financial minority at the expense of the majority.
Bouchez, as a pawn of financial fascism, relies on these empires to conceal his theft of Belgian public wealth, while culture reveals how these funds militarize the state instead of building a future for the people. In Lebanon, his de-script-ion of the Beirut bombings—condemned by the United Nations as a crime against humanity—as a “brilliant strike” proves that neoliberalism glorifies imperial violence as part of its agenda.
Chapter Four: Pawns of Financial Fascism in Europe
Bouchez is not alone in this tableau. In Hungary, Viktor Orbán championed barbaric neoliberalism, and in Belgium, Geert De Wever echoed his approach. When the International Criminal Court issued an arrest warrant against Netanyahu for genocide in Palestine, both sought to evade it, revealing their loyalty to imperial violence over justice. I see these pawns despising culture because it exposes their contradictions: they claim to defend “democracy” while justifying genocide and neglecting their people.
Culture reveals that their programs are organized theft, diverting public wealth to the oligarchy’s pockets, leaving education, healthcare, and infrastructure in ruin. This hatred of culture is not personal but class-driven, for it fosters the consciousness that threatens their interests.
Chapter Five: Culture as a Class-Critical Weapon
Culture, as I, Ahmed Saleh Sulum, envision it, is not a luxury but a class-critical weapon. It strengthens the critical mind, deepens its layers, and exposes how neoliberalism annihilates peoples under false slogans. In Iraq, culture belatedly unveiled the lies of weapons of mass destruction after the country’s destruction in Palestine, it shows that antisemitism is a pretext for indigenous extermination. In Belgium, it reveals how Bouchez and his peers divert public funds to militarization instead of building civilization.
Samir Amin, who warned against neoliberalism, saw culture as part of class resistance, confronting imperialism with popular consciousness. I add that it exposes pawns of financial fascism like Bouchez, who glorify imperial violence while neglecting their people.
Conclusion: A Call for Cultural Awakening
This treatise is not merely analysis but a call for cultural awakening against barbaric neoliberalism. Bouchez and his ilk despise culture because it exposes their theft and justification of genocide, but peoples, as I see them, can wield it as a weapon to reclaim their dignity. In Belgium, Iraq, Palestine, and Lebanon, culture is the beacon illuminating the path of class resistance, proving that the critical mind is imperialism’s greatest foe.
French Translation
Résumé
Le contenu de classe de la lutte contre les forces néolibérales barbares modernes : la culture comme arme critique
Introduction : La culture dans le viseur du néolibéralisme
Par un matin glacial en Belgique au début du XXIe siècle, les lumières de Bruxelles éclairaient les bureaux des élites néolibérales, où Bouchez, chef du Mouvement réformateur, orchestrait une nouvelle alliance de classe, aussi barbare que les entreprises de Louis Michel, suivies par Charles Michel et Didier Reynders. Cette alliance n’était pas qu’une politique économique, mais une attaque de classe contre la culture, cet espace vital et existentiel pour tout peuple. Ahmed Saleh Sulum y voyait un phare de civilisation, illuminant l’esprit critique et enrichissant ses strates. Dans ce livret, nous déconstruisons cette agression, puisant notre inspiration dans Culture et impérialisme d’Edward Said, pour révéler pourquoi le néolibéralisme déteste la culture, en faisant une cible à abattre par des empires médiatiques qui lavent les cerveaux des peuples et justifient le génocide.
Chapitre premier : Bouchez et l’alliance de classe néolibérale
Au cœur de Bruxelles, Bouchez -dir-igeait le Mouvement réformateur au sein d’une alliance de classe représentant l’oligarchie financière. Son offensive contre la culture n’était pas fortuite, mais la continuité d’un chemin tracé par Louis Michel, qui avait sabré les budgets des secteurs vitaux comme l’éducation, la santé et la culture, abandonnant le peuple belge à la merci de programmes de militarisation de l’État et d’apologie de la violence impérialiste. Charles Michel, son fils, et Didier Reynders, son acolyte, ont poursuivi cette voie, transformant la Belgique en outil de l’OTAN, négligeant les infrastructures et la culture au profit des intérêts d’une élite minoritaire.
Moi, Ahmed Saleh Sulum, je vois dans cette alliance une tentative de voler la richesse du peuple belge pour la mettre au service de l’oligarchie, indifférente à la culture car celle-ci expose ses machinations. La culture, comme l’a décrite Said, n’est pas seulement un art, mais une arme critique qui nourrit la conscience de classe, révélant comment les empires médiatiques manipulent les priorités publiques, comme en Irak avec les mensonges sur les armes de destruction massive.
Chapitre deuxième : Culture et impérialisme : la leçon de Said
Dans Culture et impérialisme, Edward Said a offert une analyse pénétrante de la haine de l’impérialisme pour la culture. Il soutenait que les empires construisent des systèmes médiatiques hostiles à la culture, car elle cultive l’esprit critique, ennemi juré du néolibéralisme barbare. Je vois cela se concrétiser dans les campagnes de lavage de cerveau qui justifient l’extermination de peuples entiers, comme en Irak, où des mensonges sur les armes de destruction massive ont tué des millions, ou en Palestine, où des accusations d’antisémitisme masquent le génocide du peuple autochtone à Gaza, en Cisjordanie et dans la diaspora.
La culture, phare de civilisation, approfondit la conscience de classe, montrant que le néolibéralisme n’est pas une simple politique économique, mais une atteinte à la dignité humaine. Bouchez et ses semblables la haïssent car elle dévoile comment les fonds publics sont détournés pour militariser les États plutôt que pour renforcer l’éducation et la santé, et comment le néolibéralisme glorifie la violence impérialiste, comme Bouchez l’a fait en qualifiant les attentats de Beyrouth de « coup brillant ».
Chapitre troisième : Empires médiatiques et lavage de cerveau
Dans des salles obscures à Bruxelles et à Brooklyn, des empires médiatiques façonnent les esprits des nations. Moi, Ahmed Saleh Sulum, j’observe que ces empires peuvent réorienter les priorités d’un peuple entier par la propagande, comme ils l’ont fait en Irak pour justifier une guerre qui a coûté des millions de vies, et en Palestine pour transformer un génocide en « légitime défense ». La culture, qui nourrit la pensée critique, est la principale ennemie de ces empires, car elle révèle la vérité : le néolibéralisme sert une minorité financière au détriment de la majorité.
Bouchez, pion du fascisme financier, s’appuie sur ces empires pour dissimuler son vol des richesses publiques belges, tandis que la culture montre comment ces fonds servent à militariser l’État plutôt qu’à bâtir un avenir pour le peuple. Au Liban, sa de-script-ion des attentats de Beyrouth—condamnés par l’ONU comme crime contre l’humanité—comme un « coup brillant » prouve que le néolibéralisme glorifie la violence impérialiste dans son programme.
Chapitre quatrième : Pions du fascisme financier en Europe
Bouchez n’est pas seul dans ce tableau. En Hongrie, Viktor Orbán soutenait un néolibéralisme barbare, et en Belgique, Geert De Wever partageait sa démarche. Lorsque la Cour pénale internationale a émis un mandat d’arrêt contre Netanyahou pour génocide en Palestine, tous deux ont cherché à s’en dérober, révélant leur allégeance à la violence impérialiste plutôt qu’à la justice. Je vois ces pions détester la culture car elle expose leurs contradictions : ils prétendent défendre la « démocratie » tout en justifiant le génocide et en négligeant leurs peuples.
La culture révèle que leurs programmes sont un vol organisé, détournant les richesses publiques vers les poches de l’oligarchie, laissant l’éducation, la santé et les infrastructures à l’abandon. Cette haine de la culture n’est pas personnelle, mais de classe, car elle nourrit la conscience qui menace leurs intérêts.
Chapitre cinquième : La culture comme arme critique de classe
La culture, telle que je la conçois, moi, Ahmed Saleh Sulum, n’est pas un luxe, mais une arme critique de classe. Elle renforce l’esprit critique, approfondit ses couches, et montre comment le néolibéralisme extermine les peuples sous de faux slogans. En Irak, la culture a dévoilé les mensonges sur les armes de destruction massive après la destruction du pays en Palestine, elle montre que l’antisémitisme est un prétexte pour exterminer le peuple autochtone. En Belgique, elle révèle comment Bouchez et ses pairs détournent les fonds publics vers la militarisation plutôt que vers la construction d’une civilisation.
Samir Amin, qui mettait en garde contre le néolibéralisme, voyait la culture comme une composante de la résistance de classe, affrontant l’impérialisme avec une conscience populaire. J’ajoute qu’elle démasque les pions du fascisme financier comme Bouchez, qui glorifient la violence impérialiste tout en négligeant leurs peuples.
Conclusion : Un appel à l’éveil culturel
Ce livret n’est pas seulement une analyse, mais un appel à l’éveil culturel contre le néolibéralisme barbare. Bouchez et ses semblables haïssent la culture car elle expose leur vol et leur justification du génocide, mais les peuples, comme je les vois, peuvent l’utiliser comme une arme pour reconquérir leur dignité. En Belgique, en Irak, en Palestine et au Liban, la culture est le phare qui éclaire la voie de la résistance de classe, prouvant que l’esprit critique est le plus grand ennemi de l’impérialisme.
Dutch Translation
Samenvatting
De klassensamenstelling van de strijd tegen de nieuwe barbaarse neoliberale krachten: cultuur als kritisch wapen
Inleiding: Cultuur in het vizier van het neoliberalisme
Op een kille Belgische ochtend aan het begin van de 21e eeuw verlichtten de lichten van Brussel de kantoren van de neoliberale elite, waar Bouchez, leider van de Hervormingsbeweging, een nieuwe klassenalliantie orkestreerde, even barbaars als de erfenissen van Louis Michel, gevolgd door Charles Michel en Didier Reynders. Deze alliantie was geen louter economisch beleid, maar een klassenoffensief tegen cultuur—dat vitale, existentiële domein van elk volk. Ahmed Saleh Sulum zag het als een baken van beschaving, dat de kritische geest verlicht en zijn lagen verdiept. In dit pamflet ontleden we deze aanval, geïnspireerd door Edward Saids Cultuur en imperialisme, om te onthullen waarom het neoliberalisme cultuur haat en het tot een doelwit voor vernietiging maakt via media-imperiums die volkeren hersenspoelen en genocide rechtvaardigen.
Hoofdstuk een: Bouchez en de neoliberale klassenalliantie
In het hart van Brussel leidde Bouchez de Hervormingsbeweging als onderdeel van een klassenalliantie die de financiële oligarchie vertegenwoordigde. Zijn aanval op cultuur was geen toeval, maar een voortzetting van een pad gebaand door Louis Michel, die budgetten voor vitale sectoren als onderwijs, gezondheidszorg en cultuur schrapte, en het Belgische volk overleverde aan programma’s van staatsmilitarisering en verheerlijking van imperialistisch geweld. Charles Michel, zijn zoon, en Didier Reynders, zijn bondgenoot, zetten deze koers voort, en maakten van België een instrument van de NAVO, waarbij infrastructuur en cultuur werden verwaarloosd ten gunste van de belangen van een minderheid.
Ik, Ahmed Saleh Sulum, zie in deze alliantie een poging om de rijkdom van het Belgische volk te stelen en in dienst te stellen van de oligarchie, die niets om cultuur geeft omdat het hun complotten blootlegt. Cultuur, zoals Said het beschreef, is niet slechts kunst, maar een kritisch wapen dat klassenbewustzijn bevordert, en onthult hoe media-imperiums publieke prioriteiten manipuleren, zoals in Irak met de leugens over massavernietigingswapens.
Hoofdstuk twee: Cultuur en imperialisme: Saids les
In Cultuur en imperialisme bood Edward Said een diepgaande analyse van de haat van het imperialisme jegens cultuur. Hij stelde dat rijken mediasystemen opbouwen die vijandig staan tegenover cultuur, omdat het de kritische geest voedt—de aartsvijand van barbaars neoliberalisme. Ik zie dit tot uiting komen in hersenspoelcampagnes die de uitroeiing van hele volkeren rechtvaardigen, zoals in Irak, waar leugens over massavernietigingswapens miljoenen levens kostten, en in Palestina, waar beschuldigingen van antisemitisme het genocide op het inheemse volk in Gaza, de Westelijke Jordaanoever en de diaspora verhullen.
Cultuur, als baken van beschaving, verdiept het klassenbewustzijn, en toont aan dat neoliberalisme geen louter economisch beleid is, maar een aanslag op de menselijke waardigheid. Bouchez en zijn gelijken haten het omdat het onthult hoe publieke fondsen worden omgeleid naar het militariseren van staten in plaats van het versterken van onderwijs en gezondheidszorg, en hoe het neoliberalisme imperialistisch geweld verheerlijkt, zoals Bouchez deed toen hij de bomaanslagen in Beiroet een “briljante slag” noemde.
Hoofdstuk drie: Media-imperiums en hersenspoeling
In donkere kamers in Brussel en Brooklyn worden media-imperiums geleid die de geesten van naties vormgeven. Ik, Ahmed Saleh Sulum, merk op dat deze imperiums de prioriteiten van een heel volk kunnen veranderen door propaganda, zoals ze deden in Irak om een oorlog te rechtvaardigen die miljoenen levens eiste, en in Palestina om genocide te framen als “zelfverdediging”. Cultuur, die kritisch denken bevordert, is de voornaamste vijand van deze imperiums, omdat het de waarheid onthult: neoliberalisme dient de financiële minderheid ten koste van de meerderheid.
Bouchez, als pion van financieel fascisme, steunt op deze imperiums om zijn diefstal van Belgische publieke rijkdom te verhullen, terwijl cultuur laat zien hoe deze fondsen worden gebruikt om de staat te militariseren in plaats van een toekomst voor het volk te bouwen. In Libanon bewees zijn beschrijving van de Beiroet-bomaanslagen—door de VN veroordeeld als een misdaad tegen de menselijkheid—als een “briljante slag” dat het neoliberalisme imperialistisch geweld verheerlijkt als onderdeel van zijn agenda.
Hoofdstuk vier: Pionnen van financieel fascisme in Europa
Bouchez staat niet alleen in dit tafereel. In Hongarije steunde Viktor Orbán barbaars neoliberalisme, en in België volgde Geert De Wever zijn aanpak. Toen het Internationaal Strafhof een arrestatiebevel uitvaardigde tegen Netanyahu wegens genocide in Palestina, probeerden beiden zich eraan te onttrekken, waarmee ze hun loyaliteit aan imperialistisch geweld toonden boven gerechtigheid. Ik zie deze pionnen cultuur haten omdat het hun tegenstellingen blootlegt: ze beweren “democratie” te verdedigen terwijl ze genocide rechtvaardigen en hun volkeren verwaarlozen.
Cultuur toont aan dat hun programma’s georganiseerde diefstal zijn, waarbij publieke rijkdom naar de zakken van de oligarchie wordt geleid, en onderwijs, gezondheidszorg en infrastructuur in verval raken. Deze haat jegens cultuur is niet persoonlijk, maar klassengericht, omdat het het bewustzijn voedt dat hun belangen bedreigt.
Hoofdstuk vijf: Cultuur als klassenkritisch wapen
Cultuur, zoals ik, Ahmed Saleh Sulum, het zie, is geen luxe, maar een klassenkritisch wapen. Het versterkt de kritische geest, verdiept zijn lagen, en toont hoe neoliberalisme volkeren uitroeit onder valse slogans. In Irak onthulde cultuur de leugens over massavernietigingswapens nadat het land was verwoest in Palestina laat het zien dat antisemitisme een voorwendsel is voor de uitroeiing van het inheemse volk. In België onthult het hoe Bouchez en zijn gelijken publieke fondsen omleiden naar militarisering in plaats van het bouwen van een beschaving.
Samir Amin, die waarschuwde tegen neoliberalisme, zag cultuur als onderdeel van klassenweerstand, dat imperialisme confronteert met volksbewustzijn. Ik voeg toe dat het de pionnen van financieel fascisme zoals Bouchez ontmaskert, die imperialistisch geweld verheerlijken terwijl ze hun volkeren verwaarlozen.
Conclusie: Een oproep tot culturele ontwaking
Dit pamflet is niet slechts een analyse, maar een oproep tot culturele ontwaking tegen barbaars neoliberalisme. Bouchez en zijn gelijken haten cultuur omdat het hun diefstal en rechtvaardiging van genocide blootlegt, maar volkeren, zoals ik ze zie, kunnen het als wapen gebruiken om hun waardigheid terug te winnen. In België, Irak, Palestina en Libanon is cultuur het baken dat de weg van klassenweerstand verlicht, bewijzend dat de kritische geest de grootste vijand van het imperialisme is.
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟