أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عقيل الخضري - بوذا..هَجَرَ زَوجتَه المُراهقَة الجميلة ورَضيعه العَليل، وهجّ يَبحَث عن الحَقيقَة















المزيد.....

بوذا..هَجَرَ زَوجتَه المُراهقَة الجميلة ورَضيعه العَليل، وهجّ يَبحَث عن الحَقيقَة


عقيل الخضري

الحوار المتمدن-العدد: 8310 - 2025 / 4 / 12 - 15:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سيدهارثا غوتام Buddha ، المعروف ببوذا ، "563ق.م - 480 ق.م" ويشار إليه ب "بُوذا" أي المستنير باللغة السنسكريتية، زاهد ومعلم ديني وأب الديانة البوذية. ولد في نيبال الحالية لأبوين ملكيين وعاش في طفولته عيشة الملوك، كان والده سدهودانا زعيم قبيلة شاكيا، وكان يحكم مملكته من قصره على سفوح الهيمالايا، توفيت أمه بعد أيام من ولادته، وهذا الحدث يعتبر من أهم العوامل التي جعلته ينظر إلى الحياة نظرة تشاؤم وحزن، وبعد وفاة والدته قامت خالته برعايته.
تنبأ عرَّاف القصر بمستقبل الأمير الصغير، ويحكى أنه لاحظ وجود علامات العَظَمَة على جسد الصبي سيدهارثا، ومنها علامة العجلة الدائرية على قدمه، ويقال إن بوذا ولد بعلامات معينة على جسده عددها 32 علامة، وهذه العلامات تظهر على صنفين أحدهم إما سيصبح حكيمًا أو إمبراطورًا عالميا.
عندما بلغ سيدهارثا السادسة عشرة من عمره، قام والده بتزويجه بعروس جميلة هي الأميرة ياسوهارا.. ووهبه ثلاثة قصور في ثلاث مناطق مختلفة.
لما بلغ السادسة والعشرين هجر زوجته وطفله الرضيع المريض، وتخلَّى عن حياته كأمير، إلى الزهد بالملذات والمتّع والتقشّف والتجوُّل كمتسوِّل ليتأمل في الكون.. لم يلتفت الشاب الحائر إلى مسؤوليته العائلية، زوجة دون العشرين وطفل رضيع.. ويبدو أن الزواج التقليدي لمراهقين وبعلاقة تفتقد التناغم، كان عبأ على الفتى المتسائل، فأنفك منه إلى الزهد والتأمل.
تفاجأت الأميرة ياسودارا عندما علمت أن الأمير قد غادر القصر دون أن يبلّغها!
بعد هروب الأمير كان بإمكانها حسب العادات الهندية أن تتزوّج مرّة أخرى.. وقد تقدّم لها العديد من الأمراء لكنها رفضتهم جميعا.. وعندما سمعت أن زوجها يقوم بالتكفير عن الذنب، خلعت كل مجوهراتها وارتدت ملابس مدنية بسيطة، واتبعت مثال زوجها في تناول وجبة واحدة في اليوم.
عاش بوذا لمدة ست سنوات بلا مأوى، وبعد سنيين من التقشف العنيف والقاسي، رأى سيدهارثا أن الزهد وسيلة غير مناسبة لانتزاع الآلام، فانطلق يبشِّر بما توصّل إليه من آراء حول الألم وأسبابه.. فراح يجوب الهند داعيًا إلي آراءه، فاستجاب له الكثير من نساك الهندوس وصاروا له أتباعًا ورسلًا.
صام سيدهارثا لفترات طويلة، لكنه كسر صومه مرة، ليأكل القليل من الأرز، ما جعله يلاحظ أنه لم يجد بعد حلًا للغز القضاء على المعاناة، فرأى أن الطريقة المثلى للحياة هي ما بات يسمّى "الطريق الوسطى"، أي إيجاد نقطة وسطية بين الإسراف والحرمان.. وصل كما تقول سيرته إلى التنوير في بودجايا، "الهند"، بعد ذلك تجوّل بوذا عبر سهل الغانج الهندي السفلي، وقام بتعليم وبناء نظام رهباني وبتدريس طريقة وسط بين التساهل الحسي والزهد الشديد، مما أدى إلى "النيرفانا"*، تم تلخيص تعاليمه في الطرق الثمان النبيلة، وهو تدريب للعقل يتضَمَّن تدريبًا أخلاقيًا وممارسات تأملية مثل ضبط النفس، واللطف تجاه الآخرين، واليقظة، والتأمل المناسب.
سيدهارتا غوتاما أو بوذا، هو الوحيد بين مؤسسي الديانات الكبرى المتبعة إلى اليوم، الذي لم يختبر حالة غيبية، بل بنى تعاليمه وفق تجاربه الخاصة، وبعد سنوات من التفكَر والتأمل.
الهدف من تعاليم بوذا إنهاء الشقاء البشري، من خلال النظر السليم، والنيّة السليمة، والكلمة السليمة، والعمل السليم ،وكسب الرزق السليم، والجهد السليم، والذهن السليم، والتركيز السليم.. أن المعاناة حتمية، وأن البشر يعانون لأنهم أسرى للرغبة، وأن الحرية تنتج عن التحرر من الرغبة.
من أبرز تعاليم بوذا، إن الحياة عبارة عن حلقات متتالية من الولادة والحياة والموت والبعث، بمعنى ألاشيء يبقى على حاله.
تتطلّب تعاليم بوذا الممارسة وليس إيمانًا بفكرة غيبية ما، لذلك ينظر إلى البوذية كفلسفة حياة أكثر من كونها ديانة، لأنها لا تحيل إلى وجود خالق ما ورائيًا وآلهة.
لم تجمع تعاليم بوذا في نصوص مكتوبة إلا بعد مئات السنوات من وفاته.
بعدما أصبح بوذا معروفًا وله آلاف الأتباع زار قريته، فخرج كل من في القصر لرؤية بوذا باستثناء زوجته ياسودارا، التي حسبت انه سيتلهف لرؤيتها ورؤية ولده راهولا الذي تركه رضيعا وصار صبيا، لكنه لم يتقدّم لرؤيتها فأقبلت وخادماتها وانحنت أمامه، فعاملها بعادية وبمشاعر باهتة.
عارضت طلب بوذا أن يخرج ولدهما راهولا من القصر لممارسة البوذية، إلا أنها رضخت أخيرًا لإرادة بوذا ورغبة الصبي راهولا ليكون راهبًا.. فأصبح راهولا راهبًا بوذيا وكان عمره 15 عاما.
تحدّث بوذا مع الأميرة بالدارما (التعاليم) ثم غادر.
استمر بوذا في دعوته حتى مات عام 480 ق.م، وقد بلغ من العمر ثمانين سنة، فقام أتباعه بإحراق جسده وأرسلوا رماده إلى ثمانية مواطن كانت قد انتشرت فيها البوذية ورسلها.
وكان قد قيل لغوتاما هل أنت إله أو ملاكًا؟ قال: لا.. فقالوا إذا أنت قديس؟ قال: لا... قالوا: إذا من أنت؟ أجاب غوتاما: أنا المستنير المستيقظ.
تم تكريم بوذا بعد وفاته من قبل العديد من الأديان والمجتمعات في جميع أنحاء آسيا وعلى رأسها الديانة البوذية. والجدير بالذكر أن بعض المؤرخين يزعم أن بوذا شخصية خرافية لا وجود لها، وذلك لكثرة الأساطير والخرافات التي نسجها البوذيون حول شخصيته، ويعتقد البوذيون أنه كان هناك - على الأقل- ستة أشخاص يسمون بوذا قبل غوتاما، بل يزعمون أن هناك بوذا آخر اسمه "مايتريا" سيظهر في المستقبل، وتقول الأسطورة أن روح بوذا خالدة خلود الدهر، وهي تَتَمَثَّل في الزعيم الروحي للبوذيين الدلاي لاما، وعندما يموت فإنه يموت جسديًا ولكن روحه أو روح بوذا تنتقل لأحد المواليد الجدد من المتبعين للبوذية ليصبح بعد ذلك هو الدلاي لاما الجديد، وهكذا إلى ما لانهاية.. يقدَّر أتباع البوذية اليوم بأكثر من 520 مليون نسمة، وقد أعطاه "مايكل هارت" الترتيب الرابع في كتابه الخالدون المائة.
------------------------------------
*- النِرفانة في البوذية والجاينية، هي حالة الانطفاء الكامل التي يصل إليها الإنسان بعد فترة طويلة من التأمل العميق، فلا يشعر بالمؤثرات الخارجية المحيطة به على الإطلاق، أي أنه يصبح منفصلًا تماما بذهنه وجسده عن العالم الخارجي، والهدف من ذلك هو شحن طاقات الروح من أجل تحقيق النشوة والسعادة القصوى والقناعة وقتل الشهوات، فيبتعد الإنسان بهذه الحالة عن كل المشاعر السلبية من الاكتئاب والحزن والقلق وغيره.



#عقيل_الخضري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليين واليانغ في الفلسفة الطاوية
- الهِنْد.. بلد المُعتَقدات الغريَّبة، ومآسِي الفَتَيات
- مذابح المسلمين في بورما.. تاريخٌ وحيثيَّات
- العلويُّون مرَّة أخرى.. بين الرَّحمن والشَّيطان
- إبادة الطائفة العلويَّة ..
- مآسِي المَسيحيَّة في باكستان..
- التشريب طعام أهل الجنّة..
- عائشة إبراهيم دوهولو
- دعاء خليل أسود
- الضمير والمعتقد..رؤية وتداعيات! (2-2)
- الضمير والمعتقد..رؤية وتداعيات! (1)
- سارة الجميلة...من يعيدها؟
- الانتماء واللعب بحقوق الآخرين!
- مكافحة الخوف الفردي...تجربة وتداعيات
- مطالبة الحكومة العراقية بالإلتزم بواجبها الوطني والأخلاقي تج ...


المزيد.....




- أقدم غوريلا في العالم تحتفل بعيد ميلادها الـ68 عامًا.. شاهد ...
- السعودية تكشف 5 إجراءات قبل موسم الحج 2025 حفاظا على سلامة ا ...
- ترامب يتجاهل مصافحة زوجة وزير الصحة.. مشهد محرج خلال حدث ريا ...
- -تنذكر ما تنعاد-، صور من حرب لبنان الأهلية في الذكرى الـ50 ل ...
- قوة تدميرية غير مسبوقة.. واشنطن في طريقها لتطوير قنبلة ذرية ...
- الجزائر تعرب عن -احتجاجها الشديد- على حبس أحد موظفيها القنصل ...
- حماس: قصف الاحتلال مستشفى المعمداني جريمة حرب بغطاء أميركي
- الجزائر تحتج على توقيف فرنسا أحد موظفي قنصليتها
- طهران تعلن عن جولة جديدة وترامب يشيد بالمحادثات معها
- عاجل | مصادر طبية: 7 شهداء وعدد من الجرحى في قصف استهدف سيار ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عقيل الخضري - بوذا..هَجَرَ زَوجتَه المُراهقَة الجميلة ورَضيعه العَليل، وهجّ يَبحَث عن الحَقيقَة