أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - الصراع على سوريا والساحل السوري- المشروع الفرنسي .















المزيد.....

الصراع على سوريا والساحل السوري- المشروع الفرنسي .


نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 8310 - 2025 / 4 / 12 - 14:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الصراع على سوريا، والساحل السوري."
تصدّرت المشهد الإعلامي خلال اليومين الماضيين ثلاثة أحداث، تبدو منفصلة، لكنّها ترتبط بشكل مباشر بعوامل وحيثيات الصراع على سوريا والساحل السوري الذي أصبح في أعقاب إسقاط سلطة الأسد الحلقة المركزية على أجندات القوى المتصارعة على سوريا - شكل النظام السياسي و ومصير الكيان الجيوسياسي:
١في لقاء مُنسّق لا يخلو من الدلائل العميقة بين "رامي عبد الرحمن" و "محمد جابر" (القائدين، الإعلامي والميداني ، لهجوم السادس من آذار الدموي الذي مثّل إحدى محاولات النظام الإيراني المستميتة للعودة إلى سوريا عبر بوابة الساحل ، وأعطى القوى الطائفية المتطرّفة في جمهور وهياكل " السلطة الجديدة" فرصة لأرواء ظمأ حقدها الطائفي!! ) يتمّ توصيل رسالة للرأي العام السوري و "الساحلي" مفادها أنّ "روسيا" هي التي تقف خلف الهجوم الدموي الذي نفذته شبيحة الأسد وشركاؤهم في السادس من آذار للسيطرة على أهم مدن الساحل، في واقع كونها تؤمّن "الملاذ" لقائد تلك العملية العسكرية التي نجحت فقط في توفير شروط ارتكاب مجازر طائفية وإراقة دماء العلويين، ونهب ممتلكاتهم وحرق بيوتهم، وأعطت أصحاب مشروع التقسيم فرصة للمتاجرة بها، خدمة لأهداف مشروعهم الخاص!!
٢ في أوّل ظهور إعلامي لقائد "المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر"، الشريك الميداني الرئيسي لمحمد جابر في مكافحة "الإرهاب" خلال ٢٠١٣، يُعيد الداعية "العلوي" التأكيد على أنّه من حق العلويين طلب لجنة تحقيق وحماية دولية، وهي نفس الأهداف التي أكّد عليها بيان "الأستاذ عيسى ابراهيم " وحظيت بدعم وتبنّي من قبل طيف واسع من "النخب السياسية والثقافية اليسارية – العلوية والكردية" الداعمة لمشروع التقسيم!!
٣ مقابلة حصرية على قناة "تلفزيون سوريا"، تطرح تساؤلات عديدة حول التوقيت، شرح خلالها رجل الأعمال السوري البريطاني السيد أيمن أصفري بالتفصيل طبيعة "المآخذ" التي يسجّلها على خطوات وإجراءات العملية السياسية الانتقالية الجارية في سوريا، والتي حالت دون مشاركته بدور سياسي فاعل، سواء في رئاسة الحكومة، أو كأحد المستشارين المقربين من الرئيس السوري.
مما جاء في لقاء السيد أصفري:
" أنا تواصلت مع وزير الخارجية الفرنسي وبعض وفود وسفراء وزراء خارجية بعدة دول، فهنن طلبوا أنه" مدنية" تسوي فعالية لموضوع العدالة الانتقالية بباريس قبل الاجتماع مع وزراء الخارجية، فمدنية حضّرت هالفاعالية وكان في لها حضور كثير جيد، وكان اليوم الثاني كان في إعطاء ملخص لما حصل باجتماع اليوم الأول لوزراء الخارجية، وكان هذا بالأجندة الموجودة باجتماع الوزراء". أنا مثل ما قلت لك نزلت على الشام وما ني عارف بالحوار الوطني، نزلت على أساس أنه متابعة لبعض الملفات اللي كنا عم نحكي فيها... ( قبل مؤتمر باريس- ١٣ فبراير).
إذا كان واضحا في ضوء رؤيتنا لطبيعة "مآخذ" السيد أصفري كما عرضها في مقابلته على "تلفزيون سوريا" على العملية السياسية الانتقالية، وعدم تكليفه بتشكيل حكومتها الديمقراطية، فشل مفاوضات الجولة الثانية نتيجة لعدم تجاوب سلطة دمشق مع "شروط" مؤتمر باريس، يصبح من حقنا أوّلا أن نعرف طبيعة تلك الشروط التي وضعها عرابو مؤتمر باريس في خلفيات مآخذ السيد أصفري ، وأنّ نصل ثانيا إلى الاستنتاج الموضوعي حول حيثيات سياق أحداث الصراع اللاحقة على سوريا والساحل، وأن نتساءل ثالثا عن طبيعة مآلات الصراع في ضوء آخر "الرسائل" التي نقلتها تصريحات وحملتها أفكار "محمد جابر" و "غزال غزال" و "أيمن أصفري"، وعلى خلفية ما اتخذته السلطة السورية من إجراءات عسكرية في مواجهة هجوم آذار الدموي، وسياسية، على صعيد العملية السياسية الانتقالية.
أوّلا، في طبيعة أجندات مؤتمر باريس، وما وضعته من شروط !
في السياق العام، أتى مؤتمر باريس ١٣ شباط ٢٠٢٥ عقب اللقاءين الوزاريين اللذين عُقدا في العقبة في 14 كانون الأول/ديسمبر 2024 والرياض في 12 كانون الثاني/يناير 2025 بشأن الوضع السياسي الجديد في سورية، وقد سعت النقاشات المشتركة بين أصحاب المصالح والمشاريع المختلفة إلى صياغة رؤية مشتركة حول طبيعة العملية السياسية الانتقالية الجارية، وقد تقاطعت أفكار الأطراف (التي رعت وشاركت أو غطّت على مشروع تقاسم سوريا بعد تدخّل تحالف واشنطن خلال صيف ٢٠١٤) حول خارطة طريق انتقال سياسي وفقا "لروح" القرار ٢٢٥٤، التي تعني في الممارسة وفقا للشروط التاريخية السورية القائمة تأسيس نظام سياسي غير مركزي، يقوم على قاعدة التوافق بين سلطتي دمشق وقسد حول آليات تقاسم الثروة والسلطة تحت راية الدولة السورية الجديدة - الديمقراطية اللامركزية... ضمن هذا السياق، شكّلت نقاشات باريس استمرارا للأفكار والحوارات التي استُهلّت في العقبة والرياض، كما شكّل مؤتمر بروكسل التالي، الذي نظّمه الاتحاد الأوروبي في شهر آذار، حلقة جديدة في إطار الجهود الدولية.
في حيثيات الموقف الفرنسي، كانت فرنسا، "أوّل دولة أوربيّة تهنّئ أحمد الشرع بتوليه رئاسة سوريا، وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن في كانون الأول/ديسمبر الماضي عن تنظيم مؤتمر لمساعدة سوريا، بعد قليل من سقوط نظام الأسد في الثامن من الشهر نفسه.
بعد افتتاح مؤتمر باريس الدولي لدعم الانتقال السياسي في سوريا، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده "جاهزة لدعم السلطات الانتقالية في سوريا لتحقيق الاستقرار"، وقد حثّ "على دراسة شراكة مع التحالف الدولي المتمركز في العراق ويقاتل تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك لمنع زعزعة استقرار سوريا خلال الفترة الانتقالية التي تمر بها". بكل وضوح، أكّد "أن قوات "قسد" ساعدت في هزيمة داعش ولن نتخلى عنها"، مشدداً على ضرورة "دمجها في الجيش السوري"، وأعلن أنّه "سيستقبل الرئيس السوري أحمد الشرع قريبا في باريس".
يبدو جليا أنّ جوهر المشروع الفرنسي الذي شرعنه مؤتمر باريس، وبروكسل لاحقا، تجاه سوريا الجديدة يتمحور حول وضع آليات عملية انتقال سياسي تشاركي، تحجّم دور القيادات الجهادية التابعة للهيئة وتحافظ على جيش سلطة قسد المنافس، ولا يغيّر من طبيعة أهدافه السياسة المرتبطة بتحديد شكل النظام وطبيعة الكيان التذرّع باستمرار خطر داعش، وعدم الاستغناء عن شراكة قسد لإبقاء "داعش" تحت السيطرة، رغم تأكيد النظام التركي استعداد وجاهزية الجيش التركي للقيام بالمهمة.
التساؤل الذي يطرح نفسه: ما هي حقيقة مصالح باريس في حصول توافق بين دمشق وقسد؟
هل هي فرصة تاريخية لتعزيز علاقاتها مع دمشق، بعد فشلها طيلة عقود أمام منافسة إيرانية وروسية وإسرائيلية، كما هي فرصة لتثبيت نفوذها في مناطق شمال شرق سوريا، وقد خرجت فرنسا من مشروع تقاسم سوريا بين ٢٠١٥ ٢٠٢٠ "خالية الوفاض" رغم مشاركتها العسكرية في تحالف واشنطن ورغم ما قدمته من دعم لوجستي في إطار الحملة العالمية لمكافحة الإرهاب؟
ما يبدو جليّا هو أنّ إسقاط شبكة السيطرة الإيرانية الأمريكية الروسية التي ترسّخت بين ٢٠١٥ ٢٠٢٤ قد أنعش الآمال الفرنسية بإمكانية الحصول على حصّة في خارطة السيطرة الجديدة قيد التأسيس، ولا ضير في أن تأتي عبر دعم مسار العملية السياسية الانتقالية التي يقودها أحمد الشرع، سواء أفضى فشلها إلى تثبيت عوامل التقسيم وقيام " إقليم " في الساحل تأمل باريس أن يكون تحت " مظلّة حمايتها"، أو أدّى نجاحها إلى تعزيز سلطة النظام الجديد على كامل الجغرافيا السورية.



#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة نقدية في برنامج وسلوك القيادة السورية الجديدة. الجزء ا ...
- دراسة نقدية في برنامج وسلوك القيادة السورية الجديدة. الجزء ا ...
- دراسة في برنامج الرئيس السوري المكلّف في المرحلة الانتقالية- ...
- الصراع على الساحل السوري- الجزء الأوّل .
- في الذكرى السنوية للثورة المغدورة!
- في اتفاق الشرع / عبدي!
- في الخطوط العامة لمشروع التقسيم ومخاطره!
- في طبيعة مفاتيح الدكتور حازم نهار .
- قراءة سوريّة في دعوة الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني ...
- دراسة في برنامج الرئيس السوري المكلّف في المرحلة الانتقالية- ...
- محطّة مؤتمر الحوار، في عوامل الصراع على سوريا، وموجّبات النض ...
- في بعض هموم الحوار الوطني السوري!
- المثقّف النخبوي، وإشكاليات الدور السياسي!
- دروس ومقترحات حول آليات النشاط المدني السلمي .
- معا، نحو مستقبل أفضل لسوريا !
- في طبيعة المرحلة، تحدّيات ومهام.
- السوريون، وأوهام الحماية الدولية !
- خاتمة ٢٠٢٤، واهم تساؤلات المشهد السو ...
- السوريون ، وخيَارات ما بعد الأسد!
- السوريون ، وتساؤل المصير !


المزيد.....




- أقدم غوريلا في العالم تحتفل بعيد ميلادها الـ68 عامًا.. شاهد ...
- السعودية تكشف 5 إجراءات قبل موسم الحج 2025 حفاظا على سلامة ا ...
- ترامب يتجاهل مصافحة زوجة وزير الصحة.. مشهد محرج خلال حدث ريا ...
- -تنذكر ما تنعاد-، صور من حرب لبنان الأهلية في الذكرى الـ50 ل ...
- قوة تدميرية غير مسبوقة.. واشنطن في طريقها لتطوير قنبلة ذرية ...
- الجزائر تعرب عن -احتجاجها الشديد- على حبس أحد موظفيها القنصل ...
- حماس: قصف الاحتلال مستشفى المعمداني جريمة حرب بغطاء أميركي
- الجزائر تحتج على توقيف فرنسا أحد موظفي قنصليتها
- طهران تعلن عن جولة جديدة وترامب يشيد بالمحادثات معها
- عاجل | مصادر طبية: 7 شهداء وعدد من الجرحى في قصف استهدف سيار ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - الصراع على سوريا والساحل السوري- المشروع الفرنسي .