أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - نظام الغولاغ (السجون ومراكز الاصلاح ومعسكرات العمل) - الأرشيف ضد الأكاذيب – الجزء الثالث 3-3















المزيد.....

نظام الغولاغ (السجون ومراكز الاصلاح ومعسكرات العمل) - الأرشيف ضد الأكاذيب – الجزء الثالث 3-3


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8310 - 2025 / 4 / 12 - 11:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع


*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

ألكسندر سامسونوف
كاتب صحفي ومحلل سياسي
مؤرخ وخبير عسكري روسي

13 سبتمبر 2018

تُظهر البيانات الحقيقية واقعًا يختلف جذريًا عما يتم غرسه في أذهان الناس منذ مقاعد الدراسة، سواء في الغرب أو في روسيا نفسها. تم اختراع أسطورة "الإتحاد السوفياتي الدموي" لتشويه سمعة روسيا-الاتحاد السوفياتي والحضارة السوفياتية باعتبارها العدو الرئيسي للغرب على الكوكب.

الغولاغ: الأرشيف ضد الأكاذيب

على وجه الخصوص، لم يهتم صانعو أسطورة "الإرهاب الدموي" في الإتحاد السوفياتي بتكوين الجرائم التي ارتكبها السجناء. ففي أعمال "المُفنِّدين"، يظهر أولئك الذين حُكم عليهم من قبل أجهزة القمع والعقاب السوفياتية كضحايا أبرياء للستالينية. لكن في الواقع، كان معظم السجناء مجرمين عاديين: لصوصًا، قتلة، مغتصبين، وما إلى ذلك. وهؤلاء لم يُعتبروا أبدًا ضحايا أبرياء في أي زمان أو مكان، بما في ذلك أوروبا والولايات المتحدة، حيث كانت العقوبات ضد المجرمين قاسية للغاية حتى فترات حديثة. بل إن الولايات المتحدة حتى اليوم تتعامل بقسوة مع المجرمين.

لم يكن نظام العقاب السوفياتي استثنائيًا. في ثلاثينيات القرن العشرين، شمل النظام العقابي السوفياتي: السجون، معسكرات العمل، مستعمرات العمل التابعة للغولاغ، ومناطق مفتوحة خاصة. تم إرسال مرتكبي الجرائم الخطيرة (مثل القتل والاغتصاب والجرائم الاقتصادية) إلى معسكرات العمل، بما في ذلك المحكوم عليهم بنشاط معادٍ للثورة. كما يمكن أن يُرسل المجرمون الآخرون الذين حُكم عليهم بأكثر من 3 سنوات إلى هذه المعسكرات. بعد قضاء جزء من المدة في معسكر العمل، يمكن نقل السجين إلى نظام أخف في مستعمرة عمل أو منطقة مفتوحة خاصة.

كانت معسكرات العمل عادةً مناطق كبيرة يعيش فيها السجناء ويعملون تحت مراقبة مشددة. وكان إجبارهم على العمل ضرورة موضوعية، لأن المجتمع لم يكن قادرًا على تحمل عبء إيوائهم كاملًا دون أي إنتاج. في عام 1940، كان هناك 53 معسكر عمل. ومن الواضح أنه إذا أُجري استطلاع للرأي اليوم بين المواطنين الروس حول عمل السجناء، فإن الغالبية سوف توافق على أن المجرمين يجب أن يعملوا لإعالة أنفسهم وتعويض الضرر المادي للمجتمع وضحاياهم.

كما ضم نظام الغولاغ 425 مستعمرة عمل، كانت أصغر حجمًا وأقل صرامة في النظام، مع إشراف محدود. أُرسل إليها المحكوم عليهم بجرائم بسيطة (جنائية أو سياسية)، وكان بإمكانهم العمل بحرية في المصانع والزراعة، وكانوا جزءًا من المجتمع المدني. أما المناطق المفتوحة الخاصة فكانت في الغالب مناطق زراعية للمُبعَدين (مثل الكولاك خلال الإصلاح الزراعي).

تظهر الأرقام الأرشيفية أن عدد السجناء السياسيين كان أقل بكثير من المجرمين العاديين، رغم محاولات مُفنِّدي الإتحاد السوفياتي إظهار العكس. على سبيل المثال، ادعى الكاتب الأنجلو-أمريكي روبرت كونكويست أنه في عام 1939 كان هناك 9 ملايين سجين سياسي في معسكرات العمل، بالإضافة إلى 3 ملايين ماتوا بين 1937–1939. لكن الأرشيف يظهر أن العدد الإجمالي للسجناء في 1939 كان حوالي 2 مليون، منهم 1.3 مليون في معسكرات الغولاغ، و34.5% منهم (454 ألفًا) كانوا محكومين بجرائم سياسية، وليس 9 ملايين كما زعم كونكويست. بينما بلغ عدد الوفيات في المعسكرات 166 ألفًا، وليس 3 ملايين. وفي 1950، كان هناك 2.5 مليون سجين إجمالًا، منهم 1.4 مليون في معسكرات الغولاغ، و578 ألفًا منهم كانوا "معادين للثورة"، وليس 12 مليونًا!

أما أرقام ألكسندر سولجنيتسين عن 60 مليونًا أو أكثر ممن ماتوا في المعسكرات، فهي غير قابلة للتحليل بسبب سخافتها المطلقة.

كم حُكم عليهم بالإعدام قبل 1953؟

زعم كونكويست أن البلاشفة أعدموا 12 مليون سجين سياسي بين 1930–1953، منهم مليون في 1937–1938. بينما زعم سولجنيتسين أن العشرات من الملايين أُعدموا، منهم 3 ملايين على الأقل في 1937–1938.

لكن الأرشيف يقول غير ذلك. قدم المؤرخ السوفياتي والروسي دميتري فولكونوغون، الذي أشرف على الأرشيف السوفياتي في عهد بوريس يلتسين، الرقم التالي: بين أكتوبر 1936 وسبتمبر 1938، حُكم بالإعدام على 30,514 شخصًا من قبل المحاكم العسكرية. كما تشير وثائق الKGB إلى أنه بين 1930–1953، حُكم بالإعدام على 786,098 شخصًا بتهم "معاداة الثورة"، معظمهم في 1937–1938. لكن ليس جميعهم نُفذ فيهم الحكم، حيث استُبدل الكثيرون بالسجن في معسكرات العمل.

أكذوبة السجن الدائم

من الأكاذيب الأخرى أن السجناء لم يخرجوا أبدًا من المعتقلات. لكن الواقع أن معظم المحكومين في العهد الستاليني قضوا فترات لا تتجاوز 5 سنوات. ففي 1936، حُكم على 82.4% من المجرمين في روسيا السوفياتية بأقل من 5 سنوات، و17.6% بـ5–10 سنوات. أما السجناء السياسيون فكانت النسب 42.2% لأقل من 5 سنوات، و50.7% لـ5–10 سنوات. وفي معسكرات الغولاغ عام 1940، كان 56.8% من السجناء محكومين بأقل من 5 سنوات، و42.2% بـ5–10 سنوات، بينما 1% فقط حُكم عليهم بأكثر من 10 سنوات.

معدلات الوفيات في المعسكرات

تتفاوت معدلات الوفيات سنويًا: من 5.2% في 1934 (مع 510 ألف سجين)، إلى 9.1% في 1938 (996 ألف سجين)، ثم 0.3% في 1953 (1.7 مليون سجين). كانت أسوأ السنوات أثناء الحرب العالمية الثانية: 18% في 1942 (1.4 مليون سجين)، و17% في 1943 (983 ألفًا). لكن بعد الحرب، انخفضت الوفيات بشكل كبير: من 9.2% في 1944 إلى 3% في 1946، ثم 1% في 1950.

من الواضح أن الوفيات في المعسكرات لم تكن بسبب "الوحشية الستالينية"، بل بسبب الظروف الصعبة التي عاشها الإتحاد السوفياتي، خاصة خلال الحرب، عندما أدى الغزو النازي إلى مجاعة وأزمات. بعد الحرب، مع تحسن الظروف وانتشار المضادات الحيوية، انخفضت الوفيات بشكل حاد.

الخلاصة

أساطير ملايين الضحايا في العهد الستاليني هي مجرد أكاذيب اختلقها أعداء الإتحاد السوفياتي في الغرب كجزء من الحرب الإعلامية، ودعمها معادو السوفيات في روسيا نفسها. الهدف هو تشويه سمعة الحضارة السوفياتية وإعادة كتابة التاريخ لصالح الغرب.

*****



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الاقصى 553 – الحرب الأخرى على الفلسطينيين – كيف تستخدم ...
- أكاذيب ألكسندر سولجينتسين الدعائية – الجزء الثاني 2-3
- طوفان الأقصى 552 - المفاوضات الأمريكية الإيرانية وإسرائيل ال ...
- أسطورة -الإبادة الجماعية الدموية لستالين- في أوكرانيا السوفي ...
- طوفان الأقصى 551 – -محور المقاومة-: الانهيار في الحرب أم الب ...
- طوفان الأقصى 550 – اسرائيل + أمريكا ضد إيران
- أسطورة سوداء عن -الجزار الدموي- بيريا – الرجل الثاني بعد ستا ...
- طوفان الأقصى 549 – نتنياهو في بودابست كأنه في بيته
- طوفان الأقصى 548 – حرب الولايات المتحدة مع الحوثيين – مكاسب ...
- كيف دمر خروتشوف أسس الدولة السوفياتية
- طوفان الأقصى547 – آخر أخبار من سوريا – ملف خاص
- طوفان الأقصى 546 – الدراما حول قناة السويس - الجزء الثاني 2- ...
- طوفان الأقصى 545 – الدراما حول قناة السويس - الجزء الأول 1-2
- المؤرخ يفغيني سبيتسين - وفقًا ل-خطة أندروبوف-، كان من المفتر ...
- طوفان الأقصى 544 – إسرائيل تعزز مواقعها في جنوب لبنان وتتقدم ...
- طوفان الأقصى 543 – تطهير غزة -- إلى أين يُريدون تهجير الفلسط ...
- على جثث مَنْ صعد غورباتشوف إلى السلطة
- طوفان الأقصى 542 – كيفية حماية روسيا من تدفق الإرهابيين من س ...
- طوفان الأقصى541 – هل الولايات المتحدة مستعدة لبدء حرب ضد إير ...
- طوفان الأقصى 540 – الهجرة الطوعية - إسرائيل تستعد لاحتلال غز ...


المزيد.....




- أقدم غوريلا في العالم تحتفل بعيد ميلادها الـ68 عامًا.. شاهد ...
- السعودية تكشف 5 إجراءات قبل موسم الحج 2025 حفاظا على سلامة ا ...
- ترامب يتجاهل مصافحة زوجة وزير الصحة.. مشهد محرج خلال حدث ريا ...
- -تنذكر ما تنعاد-، صور من حرب لبنان الأهلية في الذكرى الـ50 ل ...
- قوة تدميرية غير مسبوقة.. واشنطن في طريقها لتطوير قنبلة ذرية ...
- الجزائر تعرب عن -احتجاجها الشديد- على حبس أحد موظفيها القنصل ...
- حماس: قصف الاحتلال مستشفى المعمداني جريمة حرب بغطاء أميركي
- الجزائر تحتج على توقيف فرنسا أحد موظفي قنصليتها
- طهران تعلن عن جولة جديدة وترامب يشيد بالمحادثات معها
- عاجل | مصادر طبية: 7 شهداء وعدد من الجرحى في قصف استهدف سيار ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - نظام الغولاغ (السجون ومراكز الاصلاح ومعسكرات العمل) - الأرشيف ضد الأكاذيب – الجزء الثالث 3-3