عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8310 - 2025 / 4 / 12 - 11:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انتهى زمن "حياكة" السجّاد الفاخر القديم، باهظ "التكلُفة"، كبير"الحجم"، ثقيل"الوزن"، واسِعِ "المساحة"، صعب "التنظيف".
لقد باتت هذه "الصناعة" بطيئةً جداً،عاجِزةً عن "اللحاق" بالآخرين، مُرتفعة الثمن، وغير قادرةٍ على المنافسةِ في"السوق".
آنَ الآنَ أوانُ صناعة واستخدام"الكاربِت" الرخيص، والمفروشات "النبيذة" ذات الاستعمال الواحد.
هذه "الصناعة" قليلة الكُلفة، القادِرة على"التكيّف" للمتغيّرات، وللطَيِّ عند "الحاجة"، وللرميّ عند "الضرورة" في سلّةِ المُهمَلات.
هذه "المُنتَجات" العَمليّة – البسيطة - الخفيفة، التي تصون سلامة "الأُمّة"، وتُحافظ على صحّةِ "المواطن"، ونظافة "الوطن"، وحُسن "المظهَر"، و"سُمعة" العائلة، بأقلِّ كُلفةٍ ممكنة.
السجّادُ الفاخرُ سيبقى كُمنتَج "انثروبولوجي"، ولكنّهُ سيتحوّل إلى "رمز" قومي، و"سَرديّة" تاريخية تنفعُ للغناءِ والتباهي، وللإيداعِ في خزائن المتاحِف، ومعارض الفولكلور.
***
في التاريخ الاقتصادي للرأسمالية، فإنّ "المُرَكّب العسكري- الصناعي"، كثيراً ما كانَ يلجأ إلى الحرب بعدّها الأداة الرئيسة لمواجهة الركود الاقتصادي.
والولايات المتحدة الأمريكية قد تلجأ إلى هذا الخيار إذا وجدت نفسها في مأزقٍ يُهدّد مكانتها الدوليّة، أو ينزَع عنها قيادتها للنظام الاقتصادي الرأسمالي المُهيمِن حاليّا، بوصفها "زعيمةً" لهذا النظام.
توفِّرُ الحربُ للدول "العظمى" عادةً تلكَ المكاسب الأعلى مردوداً من تكاليفِ اشعالها، لأنّها لن تُخاضَ على أراضيها. كما تُحقِّقُ الحربُ مكاسبَ لاحِقةً من خلالِ الاستثمارِ في إعادة إعمار الخرابِ الناتجِ عنها.
راجِعوا تاريخ الرأسماليّة بمختلف مراحلها، من الماركنتيلية إلى الامبرياليّة، للتحقٌّقِ من أنّ ذلك قد حدثَ و قد يحدثُ مراراً وتكراراً (مع اختلافٍ في الأماكنِ و التفاصيل).
في مرحلةٍ ما كانت لدينا حروبٌ للأفيون.
لماذا لا تكونُ لنا الآنَ حروبٌ للسجّادِ الفاخِرِ والكاربِت الرخيص؟
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟