أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الله مزرعاني - 13 نيسان هل يعيد التاريخ نفسه؟!















المزيد.....

13 نيسان هل يعيد التاريخ نفسه؟!


سعد الله مزرعاني

الحوار المتمدن-العدد: 8310 - 2025 / 4 / 12 - 09:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




موضوعياً، تتيح انعكاسات التطورات المتلاحقة في لبنان وفي المنطقة خلال السنة ونصف السنة الماضييْن، «تذكُّر» الحرب الأهلية في لبنان، على نحوٍ أكثر وأخطر مما كان يحصل في السنوات السابقة (باستثناء حادثة الطيونة).

إنها ذكرى «يوبيلية» (قبل خمسين سنة)، مع ذلك لا يزال وقعها وتداعياتها حاضريْن بقوة في الأذهان وفي السلوك!

فالكثير من المواقف، وأحياناً مجمل الخطاب والمفردات، يشير إلى أن أسبابها ما زالت قائمة، وأن مخاطرها لم تصبح شيئاً من الماضي.

لا نشير هنا، حتماً، إلى رغبات المواطنين العاديين في المناطق كافة، ومن معظم التموضعات التقليدية، الطائفية والمذهبية، والتي توجّه شعور ورغبات السواد الأعظم منهم.

هؤلاء لم يتوسّلوا الانقسامات وتغذيتها وتسخيرها، والتبعية وأثمانها، بغية الاستقواء والغلبة، على العكس، هم، بشكل عام، ضحايا الحروب والنزاعات، حتى في الشروط والظروف التي يُستدرج جزء منهم أو معظمهم إلى أن ينخرط في الصراع نتيجة سوء تقدير أو تضليل أو عصبية عمياء، وبما لا ينسجم، حتماً، مع مصالحه الحقيقية.
بيد أن رغبة الناس العاديين بطلب الاستقرار والسلامة والأمن، ليست هي من يقرّر مسار الأحداث.

من يفعل ذلك عادة، فئات ومجموعات، لا تتردّد في اللجوء إلى أسوأ الأساليب، الداخلية والخارجية، وأكثرها ضرراً وإضراراً، من أجل تحقيق أهدافها وخدمة مصالحها.

المشهد، في هذا الحيِّز بالتحديد، من اللوحة العامة، يوحي بأن القديم ما زال على قدمه. بل يمكن اعتبار بعضه أسوأ وأخطر: في تفاعل العاملين الداخلي والخارجي!


أين يكمن مصدر الخلل؟ باختصار وتكثيف: مصدره الأساسي يكمن في الآتي: النظام السياسي اللبناني، كان ولا يزال مولّد الانقسامات والتوترات والأزمات والاحتراب. كان كذلك قبل اتفاق «الطائف»، أي في مرحلة الهيمنة والامتيازات والتبعية واحتكار القرار.

واستمر على هذا النحو بعده، أي في مرحلة بتر الإصلاحات، وتكريس وتعميم التحاصص، وتعدّد الرؤوس في الحكم، كذلك في المرجعيات الخارجية، وفي تشتيت القرار.

وهو نظام «كوتا» طائفية، من خلاله تدير المراكز البرجوازية القديمة والجديدة، شبكة مصالحها عبر منظومة تقاسم وتحاصص للسلطة والنفوذ والثروة الوطنية، من خلال الدولة وبها («مهدي عامل»).

اقترن ذلك بحرص كبير على تظهير لبنان بلداً ذا تركيبة «فريدة» و«عجائبية» تميّزه، ويرتبط وجوده باعتمادها، واستمراره بإدامتها وتوارثها جيلاً بعد جيل. وهي، من أجل ذلك، تقاوم كل محاولة للتغيير مهما كانت بسيطة. وتسهّل كل علاقة بما فيها التبعية والالتحاق والاستقواء، بهدف تثبيت النفوذ أو تعديله، ولو على حساب سيادة الدولة ومصالح شعبها العليا.

يقف خلف ذلك، منذ التأسيس، من يمكن تسميتهم بالنواة الأولى لهذا النظام. هؤلاء اختاروا الارتباط بالغرب إلى درجة الانتماء والولاء الكامليْن. الانتداب الاستعماري دعم مشروعهم ورعى قيامه واستمراره!

إسرائيل في نظرهم جزء من «الغرب»، وهي، بالتالي، موقع حليف لا عدو مغتصب لحقوق شعب بكامله، ومهدّد لمصالح شعوب المنطقة العربية عموماً.

عام 1957 انضم لبنان الرسمي إلى «حلف بغداد» بقرار منفرد من رئيس الجمهورية كميل شمعون. اقترن ذلك بمحاولته مخالفة الدستور والسعي لتعديله.

في خدمة ذلك، زوّر الانتخابات، وأسقط أقطاب البلاد المعارضين لـ«حلف بغداد» وللتمديد المفروض. حصل اعتراض سياسي شبه شامل، وشعبي في معظم المدن والمناطق، فدخلت البلاد في توتر شديد، وأمر الرئيس الجيش بقمع الاحتجاجات، فتردّدت قيادة الجيش وفضّلت الحياد.

سارع شمعون إلى استدعاء الأسطول السادس الأميركي الذي لبّى التدخل دون تردّد! ودخلت البلاد في أزمة توتر وعنف واحتراب استمرت أكثر من ستة أشهر. كان ذلك «بروفة» لما سيحدث عام 1975، حين لم تجد السلطة وداعموها الداخليون والخارجيون، من سبيل للتعامل مع المقاومة الفلسطينية سوى بالعنف، فقاد ذلك إلى حرب أهلية دامت 15 عاماً!!

من استنجد بالاحتلال الإسرائيلي عام 1982، يحاول فريق منه، اليوم، تكرار التجربة مع العدوان الإسرائيلي الراهن، خصوصاً أن هذا العدوان مدعوم كلياً من قبل المركز الاستعماري الغربي الأول، واشنطن التي تدير الآن، استكمالاً للعدوان الإسرائيلي، عملية وصاية مباشرة على لبنان. في تداعي هذه المعادلة الخطيرة، يصبح الضحية هو المجرم، والعكس صحيح أيضاً.

أي يصبح الشعب الفلسطيني، حين يحاول الكفاح من أجل استعادة حقوقه أو بعضها، هو المسؤول عن تهديد الأمن والاستقرار.

ويصبح داعموه، كذلك، شركاء في «الجريمة». هكذا يُصنّف كل اعتراض على الفئوية والتبعية، الممارسة عبر السلطة أو من خارجها، أمراً في نطاق «حروب الآخرين على أرضنا» ومساساً بسيادة لبنان ونظامه المعجزة!

ثمة قوى سياسية تجاهر الآن بتأييد العدوان الإسرائيلي، وبضرورة استمراره حتى القضاء تماماً على الخصم الداخلي، ومن ثم استثماره في القفز على السلطة، كما حدث عام 1982.

هي حتماً لا تأبه بمصير البلد عموماً، وخصوصاً، بمصير من تمثّل: تماماً كما حصل أيضاً عام 1982.

من ناحية ثانية، تزداد المشكلة تعقيداً بمقدار ما أن قوى تنتهج سياسات أخرى مناقضة، تتمسّك هي أيضاً بنظام التحاصص الطائفي. اعتراضاتها تقتصر على التوازنات والسياسات الخارجية، وليس على جوهر وطبيعة النظام. وتحصل بذلك داخل النظام، عملية جدلية من التعاون والتباين.

وهي تصبّ رغم حاجات التعبئة والتحشيد في خدمة هدف مختلف، لمصلحة قوى التبعية للغرب، وللوصاية الأميركية المتعاظمة حالياً.

ذلك أي التحاصص يولِّد الانقسام والصراع على الحصص، وهو في التجربة يستدرج الخارج للاستقواء به تثبيتاً للتوازنات أو لتعديلها. وهي دوامة لا مفر للخروج منها إذا ظلت صيغة الحكم الراهنة هي السائدة، رغم محاولات الإصلاح المتعدّدة وأبرزها في «الطائف» الذي أجهضت إصلاحاته منذ أكثر من ثلاثة عقود، ولا تزال.

النزاع الأهلي والفئوية والتبعية، عوامل قائمة في صلب الصيغة التحاصصية الطائفية التي هي في الوقت نفسه، أداة تفتيت وتشتيت وإضعاف في يد الأعداء. لبنان الآن أمام تحدّي الإصلاح ورفض إملاءات الوصاية ووحشية العدوان. قدّم وطنيوه نماذج باهرة في التضحية والمقاومة والتحرير: المعركة مستمرة!!



#سعد_الله_مزرعاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أميركا أوّلاً!
- في أن السلاح هو ضمانة التحرير
- بين الإصلاح والتطبيع
- الطائفية السياسية تعقيداتٍ ومساراً
- غزة وإسنادها اللبناني: بعض خلاصات الميدان والسياسة
- الحكومة العتيدة و«تطبيق الدستور»
- مفارقات وإشكاليات و...تجاوز
- بين «الوساطة» والوصاية
- من التوازن إلى الاختلال
- بين عامين واستعمارين!
- مهمّة لا تحتمل التأجيل!
- مرحلة تحرّر وجبهات مُواجهة
- نسبية الانتصار والخسارة
- مواجهة الكيان المغتصِب والسيطرة الأميركية معركة في صراع كوني
- الخيار الوحيد
- جذريّة الخطّة وجذريّة الردّ
- تناقض البنية الفئوية والتابعة مع مشروع التحرّر
- تميّز المقاومة اللبنانية
- أي موقع في هذا الصراع؟
- الغياب الطويل إلى متى؟!


المزيد.....




- أقدم غوريلا في العالم تحتفل بعيد ميلادها الـ68 عامًا.. شاهد ...
- السعودية تكشف 5 إجراءات قبل موسم الحج 2025 حفاظا على سلامة ا ...
- ترامب يتجاهل مصافحة زوجة وزير الصحة.. مشهد محرج خلال حدث ريا ...
- -تنذكر ما تنعاد-، صور من حرب لبنان الأهلية في الذكرى الـ50 ل ...
- قوة تدميرية غير مسبوقة.. واشنطن في طريقها لتطوير قنبلة ذرية ...
- الجزائر تعرب عن -احتجاجها الشديد- على حبس أحد موظفيها القنصل ...
- حماس: قصف الاحتلال مستشفى المعمداني جريمة حرب بغطاء أميركي
- الجزائر تحتج على توقيف فرنسا أحد موظفي قنصليتها
- طهران تعلن عن جولة جديدة وترامب يشيد بالمحادثات معها
- عاجل | مصادر طبية: 7 شهداء وعدد من الجرحى في قصف استهدف سيار ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الله مزرعاني - 13 نيسان هل يعيد التاريخ نفسه؟!