أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - المياه السطحية -المورد المرئي- والمياه الجوفية- المورد غير المرئي- والمؤشرات المُقلقة لمواجهة نضوب المياه الجوفية.؟














المزيد.....

المياه السطحية -المورد المرئي- والمياه الجوفية- المورد غير المرئي- والمؤشرات المُقلقة لمواجهة نضوب المياه الجوفية.؟


رمضان حمزة محمد
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 8310 - 2025 / 4 / 12 - 06:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يصبح تدفق امدادات المياه السطحية من نهري دجلة والفرات وروافدهما قليلة وفي حدودها الدنيا وادارتها غير مستدامة، لان الجهات القائمة على إدارة هذا الملف الحيوي لا تُبذل جهدٍ كبير في التخطيط والتحضير لمواجهة الأزمات المائية في البلاد ومنها السعي بتصفير الخزين المائي الاستراتيجي في السدود مما يجعل من موقف البلاد المائي حرج جداً، عندما ينخفض الخزين الاستراتيجي وقبل موسم الصيف بمقدار اربعة مليار متر مكعب عن حجم الخزين في العام الماضي فهذه ستشكل خطورة كبيرة على أمن البلاد المائي والوطني. هذه المؤشرات مُقلقة جداً بشأن عدم الاستقرار والنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.
وهنا يتطلب من الحكومة وقفة جادة لمنع هذا التدهور للخزين المائي الاستراتيجي، لان هذا يعني ان البلاد سيدخل الموسم الصيفي القادم بخزين مائي بحدود اقل من خمسة مليار من الأمتار المكعبة، مما يتطلب وضع برنامج عاجل وواضح لتعزيز الوارد المائي باستخدام الوسائل كافة على الأصعدة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية للضغط على الجانبين التركي والايراني لتأمين حصص عادلة ومنصفة للعراق كدولة مصب وفقاً للقانون والعرف الدولي والبدء بإصلاح الشأن المائي الداخلي ووضعها على رأس اجندة الحكومة. ومن الخطورة بمكان ان تلجأ الدولة الى تعويض هذا النقص في المياه السطحية عن طريق ضخ المياه الجوفية بشكل جائر، وعلى نطاق واسع لتطوير مشاريع زراعية تفتقر إلى الجدوى الاقتصادية، نظرًا لاقتصاديات المياه وقيمتها خاصة في حالات النقص والشحة، مما يؤدى إلى استنزاف جائر لموارد المياه الجوفية "غير المرئية" او المخفية تحت سطح الارض، على الرغم من أهمية المياه الجوفية لتامين الغذاء وتنمية الاقتصاد، إلا أن الإفراط في ضخ مواردها بنسب عالية من إجمالي موارد المياه الجوفية المتجددة المتاحة، إضافة الى الكلفة المالية والبيئية العالية، وفي ظل ظروف تغير المناخ فان تغذية المياه الجوفية أصبحت حرجة، فتم اللجوء الى حفر الابار ولكن بأعماق كبيرة دون اجراء الدراسة الكاملة لحساب حجم المياه الجوفية في المكمن الجوفي والطبقات الجيولوجية لتحديد ديناميكيات حركة ومناسيب المياه الجوفية وتغذيتها وسبل استدامتها. للأسف، اغلب المستفيدين من المياه الجوفية لا يعرفون حجم مشاكل استنزاف المياه الجوفية، ويصعب على معظمهم فهمها فهي موارد مائية غير مرئية للعين المجردة. كما أن المياه الجوفية مسألة جيو- هندسية وفنية معقدة، في حين اهمال معالجة القضايا المتعلقة بالمياه الجوفية، ستبرز مشاكل سياسية داخلية نتيجة النزاعات، لا سيما وأن تأثير استنزاف المياه الجوفية سيظهر على المدى الطويل، ولن يظهر خلال فترة ولاية حكومة واحدة.
لذا من الأهمية بمكان ضرورة الحفاظ على المياه الجوفية كمورد استراتيجي مستقبلي، وحمايتها من التلوث والضخ الجائر ويجب ان لا تستخدم آبار المياه الجوفية كسياسة ترضية المتنفذين كما يشاع بانه متبع في ادارة المياه السطحية في زيادة اطلاقات المياه والتي تتسبب في ارباك الإدارة الهندسية للمياه والمراشنة والخطط الزراعية ، كل هذا يسبب في تفاقم اثار تقص المياه وتردي نوعيتها ترضية للمنفذين بحجة الاستثمار لإقامة استثمارات غير مستدامة، حيث ستصبح هذه الاستثمارات نقمة على أصحابها لاحقًا عند نضوب هذه المياه أو زيادة ملوحتها. نتيجة الضخ الجائر.
إذن عندما تصبح المعادلة معكوسة وتستخدم بلاد الرافدين المياه الجوفية كبديل عن تعويض حصصها المائية من دول التشارك المائي فان البلد سيتعرض الى حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وبالتالي اضطرابات سياسية وتهديدات بالنزاعات بين المستفيدين نتيجةً لنقص وندرة المياه التي ستتفاقم بسبب نضوب المياه. والتي ستلعب دوراً في تغيير الواقع السياسي، حيث يرتبط توفر المياه ارتباطاً مباشراً بالفقر والبطالة. ومن المتوقع أيضاً أن يؤدي هذا إلى تباطؤ النمو الاقتصادي بسبب نقص المياه المتاحة لإقامة مشاريع اقتصادية جديدة تزيد من النمو وتخلق فرص عمل، أو توفر الغذاء بأسعار معقولة. وفي غياب هذه المياه، ستزداد المعاناة الإنسانية نتيجةً لعدم القدرة على توفير المياه، إلى جانب مشاكل سياسية واجتماعية أخرى كالفقر والبطالة والأمراض، وغيرها. وبطبيعة الحال، سيكون الفقراء والأكثر احتياجًا، والنساء والأطفال، أول من يعاني.
اذن غياب رؤية بعيدة المدى لاستدامة المياه الجوفية من قبل أصحاب القرار سيؤدي الى تفاقم الازمات المائية الى كوارث انسانية لا نحمد عقباه.



#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يجيز القانون الدولي دول المنبع تصنيع المياه كسلعة للمقايض ...
- الحاجة الى صياغة مفاهيمية للواقع الراهن لموارد العراق المائي ...
- مياه العراق تحمل روح زمن كامل هل يعرف عنه الجيل الناشئ شيئاً ...
- المياه حقوق إنسانية والتزامات دولية قبل الصفقات الاقتصادية.؟
- ضرورة وضع منهج كنهج للتوعية المجتمعية لتوجيه المسار كنقطة وص ...
- هور الحويزة العراقي بين الجفاف الطبيعي من قلة المياه والتجفي ...
- لنجعل العراق بلداً آمناً مائيًا وغذائيا من خلال التنمية الري ...
- تتبنى الحلول القائمة على الطبيعة (NBS) لتعزيز القدرة على الص ...
- حاجة العراق الى خطط لبناء أنظمة مائية تخدم زراعة مرنة ومستدا ...
- هل العراق على شفير أزمات مائية. ما الخطوات التي ينبغي على ال ...
- حقوق المياه وعدم المساواة في التعرفة المائية.؟
- تحسين إدارة المخاطر المائية في العراق.؟
- في العراق يجب ان لا تكون المياه الجوفية بديلاً للمياه السطحي ...
- ضمان حقوق العراق المائية: تحديات وفرص في ظل التحديات الإقليم ...
- متى سيتم إطلاق ناقوس الخطر من أن الاستخدام المفرط للمياه بال ...
- الاهتمام بالموارد المائية في العراق فرصة لإعادة تعريف المستق ...
- الحروب وازمات المناخ تساهم في تفاقم الهجرة والنزوح وترك الأر ...
- مقارنة بسيطة بين ايرادات العراق المائية من نهري دجلة والفرات ...
- هل النمو والتطور يتناقض مع أسس الاستدامة فيما يخص انخفاض الا ...
- التركيز فقط على الإيرادات المائية في النظام النهري المعقد خط ...


المزيد.....




- أقدم غوريلا في العالم تحتفل بعيد ميلادها الـ68 عامًا.. شاهد ...
- السعودية تكشف 5 إجراءات قبل موسم الحج 2025 حفاظا على سلامة ا ...
- ترامب يتجاهل مصافحة زوجة وزير الصحة.. مشهد محرج خلال حدث ريا ...
- -تنذكر ما تنعاد-، صور من حرب لبنان الأهلية في الذكرى الـ50 ل ...
- قوة تدميرية غير مسبوقة.. واشنطن في طريقها لتطوير قنبلة ذرية ...
- الجزائر تعرب عن -احتجاجها الشديد- على حبس أحد موظفيها القنصل ...
- حماس: قصف الاحتلال مستشفى المعمداني جريمة حرب بغطاء أميركي
- الجزائر تحتج على توقيف فرنسا أحد موظفي قنصليتها
- طهران تعلن عن جولة جديدة وترامب يشيد بالمحادثات معها
- عاجل | مصادر طبية: 7 شهداء وعدد من الجرحى في قصف استهدف سيار ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - المياه السطحية -المورد المرئي- والمياه الجوفية- المورد غير المرئي- والمؤشرات المُقلقة لمواجهة نضوب المياه الجوفية.؟