أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر داخل الخزاعي - الدولة المختطفة حين تبتلع الحكومات الدولة














المزيد.....

الدولة المختطفة حين تبتلع الحكومات الدولة


حيدر داخل الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 8309 - 2025 / 4 / 11 - 22:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في واقعنا المعاصر ، الذي اختلطت فيه المفاهيم ، وغابت لغة العلم ،وحلت محلها لغة الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي ،التي ضيعت المفاهيم ومنها مفهومي "الدولة" و"الحكومة"، هذين المفهومين المهمين الذين يشكلا حجز الأساس لاستقرار أي بلد اذا ما تم توظيفهما بالشكل الصحيح ،فلا بد من فهمهما بشكل صحيح والتفريق بينهما وعدم الخلط ، فالدولة هي الكيان الدائم الذي يضم الشعب، الإقليم، المؤسسات، والسيادة، أما الحكومة فهي الجهاز المؤقت الذي يُفترض أن يدير شؤون الدولة ويحمي مصالحها، فما الذي يحدث لو تحولت الحكومة من أداة خدمة إلى أداة سيطرة؟ وما الذي يمكن ان يحصل حين تبتلع "الحكومة" جسد الدولة وتحوله إلى غنيمة خاصة؟ وهل وصل العراق الى هذه المرحلة ، وهل هو قريب من السقوط في الهاوية، وهل يمكنه تجنب اثار السقوط؟
ان الدولة العراقية من حيث الشكل، لا تزال قائمة فهناك شعب وإقليم له حدود ودستور، وبرلمان، وقضاء ، لكن تحت هذا الهيكل المؤسسي، تتآكل مقومات الدولة الفعلية لصالح شبكات مصالح حزبية وطائفية وجماعات مسلحة تُعيد تعريف السلطة خارج نطاق الشرعية.
فالعراق كدولة يعاني من أزمة احتكار العنف المشروع، حيث بات السلاح خارج إطار الدولة ويُستخدم كأداة سياسية، الامر الذي يقوض أحد أهم أركان السيادة، فرغم وجود قوات نظامية الا ان هناك سلاح منفلت لدى بعض الجماعات خارج نطاق سيطرة الدولة ، فهي تمتلك من القوة ما يفوق قوة أجهزة الدولة الأمنية ،
وفي العراق حكومة فوق الدولة لا في خدمتها ،فالسلوك الحكومي في العراق خلال العقود الماضية يقدم نموذجاً حياً لمفهوم "ابتلاع الدولة" حيث تُوظف الوزارات والمؤسسات لخدمة مصالح الأحزاب لا المواطنين، فالوزارات تُقسم كغنائم انتخابية، فقد تحولت الحكومة من أداة لتجسيد سلطة الدولة إلى قوة موازية للدولة ذاتها، تعمل وفق مصالحها الضيقة وتُعيد تشكيل المشهد السياسي والاقتصادي بعيداً عن روح الدستور أو منطق المصلحة العامة.
فبدلاً من بناء دولة المواطنة رسخت ثقافة دولة الطائفة والجماعة والعرق ،ان أحد أخطر نتائج هذا الانحراف هو تفكيك الهوية الوطنية، حيث لم تعد الدولة تمثل جميع العراقيين، بل بات كل حزب يرى نفسه ممثلًا "لمكونه"، ان هذا الانقسام يُضعف ولاء الافراد للدولة، ويُعزز الولاء للهويات الفرعية (الطائفة، العشيرة، الحزب)، الامر الذي يفتح الباب أمام النزاعات الداخلية والتدخلات الخارجية.
ان احد عناصر بناء الدولة بالشكل الصحيح استقلالية قراراتها فلا يمكن الحديث عن "دولة مستقلة" بينما قراراتها السيادية مرتهنة لقوى خارجية وشواهد ذلك في العراق كثيرة تتجلى أوقات تشكيل الحكومات مسجلة تصاعد نسبة تآكل القرار الوطني العراقي.
فالعراق، وللأسف، تحول إلى ساحة صراع إقليمي ودولي، وأداة في لعبة المصالح الكبرى، أكثر مما هو كيان سيادي مستقل يُحدد مصيره بنفسه.
رغم سوداوية المشهد، وضبابية المستقبل ، لا تزال هناك فرصة لإنقاذ الدولة العراقية من هذا المصير، لكن ذلك يتطلب مغادرة منظومة المحاصصة الطائفية ،وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أساس الكفاءة لا الولاء ، واحتكار الدولة للقوة والسلاح ،وبناء للهوية الوطنية العراقية الجامعة ، والقضاء الفساد المستشري الذي انهك الدولة ومؤسساتها.
وعلى الحكومات العراقية المتعاقبة ان تغادر تصرفاتها على أساس الملكية للدولة ، الامر جعل من الدولة رهينة لسلوكها العشوائي ،وتصرفاتها الضارة ، فالعراق لا يعاني من غياب دولة، بل من وجود حكومات غير ناضجة تدير الدولة بمنطق الغنيمة، وتستبدل المؤسسات بالشبكات، فإذا ما بقي الحال على ما هو عليه الان لن يتبقى سوى "قشرة دولة"... وهيكل قابل للانهيار في أية لحظة.



#حيدر_داخل_الخزاعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة ضرورة وليست ترفاً فكرياً
- الدعاية السياسية اداة تخدير بيد الانظمة
- المكانة الاجتماعية بين القيم الاخلاقية واستعراض المظاهر
- الديمقراطية الترقيعية تتجسد في مشروع قانون الحوافز الانتخابي ...
- بناء الانسان والمجتمع يبدأ بالقراءة
- القلق المجتمعي في العراق بين الانهيار وإعادة البناء
- الحداثة والمجتمعات السائلة
- اثر السلوكيات الثقافة في تشكيل بنية المجتمع
- بلدان المنطقة ومشكلة المنحدر الحرج
- رأس السنة بين مسارين
- استخدام التقنية كوسيلة للهيمنة على الدول
- العبودية الاختيارية للإنسان المعاصر
- البطالة تسونامي يهدد بلداننا
- الانتخابات مفهوم اسيء استعماله
- ضرورة إعادة النظر في القوانين


المزيد.....




- أقدم غوريلا في العالم تحتفل بعيد ميلادها الـ68 عامًا.. شاهد ...
- السعودية تكشف 5 إجراءات قبل موسم الحج 2025 حفاظا على سلامة ا ...
- ترامب يتجاهل مصافحة زوجة وزير الصحة.. مشهد محرج خلال حدث ريا ...
- -تنذكر ما تنعاد-، صور من حرب لبنان الأهلية في الذكرى الـ50 ل ...
- قوة تدميرية غير مسبوقة.. واشنطن في طريقها لتطوير قنبلة ذرية ...
- الجزائر تعرب عن -احتجاجها الشديد- على حبس أحد موظفيها القنصل ...
- حماس: قصف الاحتلال مستشفى المعمداني جريمة حرب بغطاء أميركي
- الجزائر تحتج على توقيف فرنسا أحد موظفي قنصليتها
- طهران تعلن عن جولة جديدة وترامب يشيد بالمحادثات معها
- عاجل | مصادر طبية: 7 شهداء وعدد من الجرحى في قصف استهدف سيار ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر داخل الخزاعي - الدولة المختطفة حين تبتلع الحكومات الدولة