أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صالح سلوم - سمير أمين ورفض المخطط الاستعماري الأمريكي-الصهيوني لاحتلال سورية..كتيب















المزيد.....



سمير أمين ورفض المخطط الاستعماري الأمريكي-الصهيوني لاحتلال سورية..كتيب


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8309 - 2025 / 4 / 11 - 22:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقدمة: صوت الحقيقة في زمن التضليل

نقطة الصفر: غرفة في القاهرة

في ليلة شتوية من أواخر 2010، كان ضوء خافت ينبعث من نافذة صغيرة في شقة متواضعة بحي الدقي في القاهرة. داخل تلك الغرفة، جلس سمير أمين، المفكر الماركسي الذي حمل على كتفيه هموم الأمة العربية والجنوب العالمي، يُدوّن أفكاره على أوراق متناثرة أمامه. كان الرجل في السبعينيات من عمره، لكن عينيه لا تزالان تحتفظان ببريق الشباب، ذلك البريق الذي يُضيء عندما يرى الحقيقة وسط الضباب الكثيف للتضليل. في تلك اللحظة، كان العالم العربي على أعتاب زلزال سياسي لم يكن أحد يتوقع مداه، لكن أمين، ببصيرته الناقدة، كان يستعد لمواجهة ما هو أكبر من مجرد أحداث عابرة.
كانت الأخبار تتسرب من تونس، حيث أشعل بائع متجول يُدعى محمد البوعزيزي نفسه ليُوقد شرارة انتفاضة شعبية أطاحت بزين العابدين بن علي في يناير 2011. في مصر، كانت الشوارع تتأهب لما سيُصبح لاحقًا ثورة 25 يناير، تلك اللحظة التي هزت أركان نظام حسني مبارك. لكن أمين، الذي عاش حياته بين دراسة الاقتصاد السياسي وتحليل الاستعمار الجديد، لم يكن يرى في هذه الأحداث مجرد انفجار عفوي. كان يراها تعبيرًا عن غضب شعبي عميق ضد الظلم الاقتصادي والسياسي، لكنه كان يُدرك أيضًا أن هناك من سيحاول استغلال هذا الغضب لخدمة أجندات أخرى، أجندات لا تُشبه إرادة الشعب في شيء.

الربيع العربي: أقل من ثورة وأكبر من انتفاضة

لم يكن سمير أمين من الذين انخدعوا بالعناوين البراقة التي بدأت تُطلق على ما حدث في تونس ومصر. في تحليلاته، التي كتبها في تلك الفترة ونشرها لاحقًا في مقالات وكتب مثل "الليبرالية الفيروسية"، وصف هذه الأحداث بأنها "أقل من ثورة وأكبر من انتفاضة". لم تكن ثورة بالمعنى الكلاسيكي، لأنها لم تُغير البنية الاقتصادية والسياسية للنظام الرأسمالي العالمي الذي يُسيطر على المنطقة، لكنها كانت أكبر من انتفاضة عابرة، لأنها حملت في طياتها إمكانية تغيير حقيقي لو استطاعت الشعوب أن تُحافظ على زخمها وتُوجهه نحو أهداف واضحة.
في تونس، رأى أمين شعبًا ينتفض ضد نظام نهب ثرواته لصالح النخب المحلية والشركات الغربية، نظام كان جزءًا من شبكة الاستعمار الجديد التي حذر منها طوال حياته. في مصر، رأى غضبًا شعبيًا ضد فساد مبارك وسياساته الليبرالية التي باع فيها الأرض والمصانع للأجانب، لكنه كان يعرف أن هذا الغضب لم يتحول بعد إلى قوة ثورية قادرة على مواجهة الرأسمالية العالمية. كان أمين يُدرك أن هذه اللحظات كانت فرصة تاريخية للشعوب العربية، لكنه كان يرى أيضًا أن هناك من يتربص بها ليُحولها إلى أداة في يد الاستعمار.
التحليل العلمي لموقف أمين يكشف أنه استند إلى فهمه العميق للعلاقة بين الاقتصاد والسياسة في العالم الثالث. كان يرى أن الانتفاضات في تونس ومصر كانت تعبيرًا عن رفض شعبي للنموذج الاقتصادي الذي فرضته الليبرالية الجديدة، لكنه كان يُحذر من أن هذا الرفض قد يُستغل من قوى خارجية لخدمة أجنداتها. في هذا السياق، بدأت الأحداث في سورية تظهر على الساحة، لكن أمين، بعينيه الناقدتين، لم يرَ فيها امتدادًا لما حدث في تونس ومصر، بل رأى شيئًا مختلفًا تمامًا.

سورية: ثورة الريال وليس الشعب

بحلول مارس 2011، بدأت الأخبار تتسرب من درعا، حيث خرجت مظاهرات احتجاجية ضد النظام السوري. في البداية، بدا الأمر وكأنه جزء من موجة "الربيع العربي" التي اجتاحت المنطقة، لكن سمير أمين لم يُشارك العالم في هذا التفاؤل الأعمى. في تحليلاته، التي كتبها في تلك الفترة، رفض أمين أن يُربط ما حدث في سورية بما رآه في تونس ومصر. لم يكن يرى في سورية انتفاضة شعبية، بل كان يرى "ثورة الريال"، تلك الحملة المشبوهة التي أُشعلت بتريليونات الريال القطري والسعودي، وأُديرت من غرف سرية في الدوحة وواشنطن لتفتيت سورية وتحويلها إلى ساحة فوضى تُخدم مصالح الاستعمار.
كان أمين يُدرك أن الشعب السوري، بتاريخه النضالي ضد الاستعمار الفرنسي ودوره كقلعة مقاومة في المنطقة، لم يكن بحاجة إلى "تحرير" من شذاذ الآفاق الذين بدأوا يظهرون في شوارعه. في رأيه، كان هؤلاء ليسوا ثوارًا، بل مرتزقة يُقاتلون تحت شعارات دينية زائفة، ممولين بأموال الخليج ومدعومين بأوامر أمريكية. لم يكن هذا مجرد حدس، بل كان تحليلاً استند إلى فهمه للدور الذي تلعبه المحميات الخليجية كأدوات للنظام الرأسمالي العالمي، وكيف تُستخدم لإضعاف الدول القومية العربية مثل سورية.
التحليل التاريخي لموقف أمين يكشف أنه كان يرى في سورية هدفًا استراتيجيًا للاستعمار الأمريكي-الصهيوني. كانت سورية، بموقعها الجغرافي ودعمها للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، تشكل تهديدًا للهيمنة الصهيونية في المنطقة. في رأيه، كان المخطط واضحًا: إضعاف سورية عبر تأجيج فتنة داخلية، ثم تحويلها إلى دولة رخوة تُقاسمها قوى الاحتلال، لتُصبح أداة في يد إسرائيل وأمريكا بدلاً من قلعة مقاومة.

قاعدة العديد: العقل المدبر

في قلب تحليل أمين، كان هناك إشارة واضحة إلى دور قاعدة العديد العسكرية في قطر. لم يكن يرى فيها مجرد قاعدة أمريكية، بل كان يراها مركزًا للعقل المدبر وراء ما أسماه "إعلان قاعدة العديد لمحمية قطر الصهيو-أمريكية ثورة سورية". في نظره، كانت قطر، تلك الدولة الصغيرة التي تعتمد على الحماية الأمريكية، تُستخدم كواجهة لتنفيذ المخطط الاستعماري في سورية. كانت الأموال تتدفق من الدوحة إلى شبكات إعلامية مثل الجزيرة، وإلى ميليشيات مسلحة تُقاتل تحت أوامر أمريكية، في محاولة لتحويل الأزمة السورية إلى دعاية تُخدم أجندة الناتو.
كان أمين يستند في تحليله إلى فهمه للعلاقة بين الرأسمالية العالمية والمحميات الخليجية. في كتبه مثل "الرأسمالية في عصر العولمة"، حذر من أن هذه المحميات ليست سوى أدوات في يد الغرب، تُستخدم للسيطرة على الموارد وإضعاف الدول القومية. في سورية، رأى أن قطر والسعودية لم تكونا تتصرفان من تلقاء نفسيهما، بل كانتا تنفذان أوامر واشنطن، التي كانت تسعى إلى تفتيت المنطقة لضمان هيمنتها. التحليل الاقتصادي لدور هذه الأموال يكشف أنها لم تُنفق لدعم "ثورة"، بل لتأجيج فوضى تُخدم مصالح إسرائيل والناتو.

التضليل الإعلامي: سلاح الاستعمار

لم يكن سمير أمين يرى في الضجيج الإعلامي الذي رافق الأزمة السورية مجرد تغطية إخبارية، بل كان يراه سلاحًا في يد الاستعمار. في تحليلاته، أشار إلى أن قنوات مثل الجزيرة والعربية، الممولة بتريليونات الخليج، لم تكن تُغطي الأحداث، بل كانت تُصنعها. كانت هذه القنوات تُروج لرواية "الثورة السورية"، تُظهر صورًا ملفقة وتقارير كاذبة لإقناع العالم بأن ما يحدث هو انتفاضة شعبية، بينما كانت الحقيقة أنها حملة دعائية تُدار من قاعدة العديد بأوامر أمريكية.
كان أمين يُدرك أن هذا التضليل لم يكن موجهًا للعالم الخارجي فقط، بل كان يهدف إلى تفتيت الشعب السوري نفسه. في شوارع دمشق وحلب، كانت الأصوات تتعالى بأكاذيب طائفية، تُحول الجيران إلى أعداء، بينما كانت الكاميرات تُصور المشهد كـ"ثورة" ضد النظام. التحليل النفسي لتأثير هذه الدعاية، الذي كان أمين بارعًا في تفكيكه، يكشف أن الخوف والجهل، عندما يُقترنان بالمال، يُمكنهما أن يُحولا شعبًا موحدًا إلى ضحية لأكاذيبه الخاصة. في رأيه، كان هذا التضليل هو السلاح الأقوى في يد الاستعمار الجديد، لأنه يُفقد الشعوب بوصلتها، ويجعلها تُقاتل نفسها بدلاً من عدوها الحقيقي.

المخطط الاستعماري: دولة رخوة في الأفق

في قلب موقف سمير أمين، كان هناك تحذير واضح من المخطط الاستعماري الأمريكي-الصهيوني لتحويل سورية إلى دولة رخوة. في تحليلاته، استند أمين إلى مفهوم هنري كيسنجر عن "إعادة ترتيب الشرق الأوسط" إلى كيانات صغيرة متناحرة يسهل التحكم بها. كان يرى أن سورية كانت الهدف الأول لهذا المخطط، لأنها، بموقعها وتاريخها، تشكل حاجزًا أمام التوسع الصهيوني. في رأيه، كان الهدف ليس إسقاط نظام، بل إسقاط سورية ككيان قومي، لتُصبح ساحة تقسيم تُخدم مصالح إسرائيل وأمريكا.
كان أمين يُشير إلى أن هذه الدولة الرخوة لم تكن فكرة نظرية، بل كانت مخططًا جاهزًا في أدراج الاستخبارات الأمريكية، يُنفذ عبر أدوات إقليمية مثل تركيا وقطر والسعودية. في الشمال، كانت تركيا تُحلم بإعادة نفوذ عثماني وهمي، بينما كانت إسرائيل تتوسع في الجولان والجنوب، وقطر والسعودية تُمولان الفوضى بالتريليونات. التحليل السياسي لموقف أمين يكشف أنه كان يرى في هذا المخطط امتدادًا للاستعمار الجديد، الذي يعتمد على التفتيت والنهب بدلاً من الاحتلال المباشر.

صوت المقاومة: إرث سمير أمين

في خضم هذا الضجيج، كان سمير أمين صوتًا نادرًا يُدافع عن الحقيقة. لم يكن مجرد مفكر يُحلل الأحداث من بعيد، بل كان مقاومًا بقلمه، يُحذر الشعوب العربية من خطر التضليل والاستعمار. رفضه لربط انتفاضات تونس ومصر بـ"ثورة الريال" في سورية، ومعارضته لتحويل الأزمة إلى دعاية تُخدم قاعدة العديد، كانا تعبيرًا عن إيمانه بقدرة الشعوب على كسر قيود الاستعمار. في هذه المقدمة، لم يكن أمين مجرد شاهد على التاريخ، بل كان صانعًا للوعي، يدعو السوريين والعرب إلى النظر وراء الستار، ليروا العدو الحقيقي الذي يُخطط لنهبهم.



الفصل الأول: سمير أمين ورفض التضليل الطائفي

نقطة البداية:

صوت الشعب في تونس ومصر

في صباح ربيعي من يناير 2011، كانت شوارع تونس تُدوي بهتافات الغضب. كان محمد البوعزيزي، ذلك البائع المتجول الذي أحرق نفسه احتجاجًا على الظلم، قد أشعل فتيل انتفاضة شعبية لم تكن تتوقعها النخب الحاكمة ولا حتى المراقبون الدوليون. في غضون أيام، كان زين العابدين بن علي، الذي حكم تونس بقبضة حديدية لأكثر من عقدين، يفر من البلاد، تاركًا خلفه شعبًا يصرخ بالحرية والكرامة. في القاهرة، كان المشهد يتكرر بقوة أكبر، حيث احتشد الملايين في ميدان التحرير، يهتفون ضد حسني مبارك، ذلك الرجل الذي باع البلاد للشركات الغربية تحت شعارات الاستقرار والتنمية.
كان سمير أمين، المفكر الماركسي الذي قضى حياته في تحليل الاستعمار الجديد، يُراقب هذه الأحداث من مكتبه في القاهرة بعينين لا تفوتهما التفاصيل. لم يكن يرى فيها مجرد اضطرابات عابرة، بل كان يراها لحظة تاريخية تحمل في طياتها بذور التغيير. في تحليلاته، التي كتبها في تلك الفترة، وصف ما حدث بأنه "أقل من ثورة وأكبر من انتفاضة". لم تكن ثورة كاملة، لأنها لم تُطح بالبنية الاقتصادية للنظام الرأسمالي العالمي الذي يُسيطر على المنطقة، لكنها كانت أكبر من مجرد انتفاضة، لأنها أظهرت قدرة الشعوب على هز أركان السلطة عندما تُدرك قوتها.

الغضب الشعبي: جذور اقتصادية وسياسية

لم يكن سمير أمين من الذين يُغرقون في التفاؤل الأعمى. في تونس، رأى شعبًا ينتفض ضد نظام نهب ثرواته لصالح نخب محلية مرتبطة بالشركات الغربية، نظام فرضته الليبرالية الجديدة التي حذر منها أمين طوال حياته. كان يُدرك أن الفقر والبطالة، اللذين دفعا البوعزيزي إلى إحراق نفسه، لم يكونا مجرد نتيجة فساد داخلي، بل كانا جزءًا من بنية اقتصادية عالمية تُفقر الجنوب لصالح الشمال. في مصر، رأى غضبًا مشابهًا ضد سياسات مبارك الاقتصادية، التي باعت الأراضي والمصانع للأجانب، وحولت الملايين إلى عمالة رخيصة في خدمة الرأسمالية العالمية.
التحليل الاقتصادي الذي قدمه أمين في كتبه مثل "الرأسمالية في عصر العولمة" يكشف أن هذه الانتفاضات كانت تعبيرًا عن رفض شعبي للنموذج الليبرالي الذي فرضته الولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي على المنطقة. كان يرى أن الشعوب العربية، في تونس ومصر، لم تكن تُطالب فقط بالحرية السياسية، بل كانت تبحث عن كرامة اقتصادية سُلبت منها عبر عقود من النهب المنظم. في رأيه، كانت هذه اللحظات فرصة تاريخية للشعوب لاستعادة سيادتها، لكنه كان يُحذر أيضًا من أن هناك من سيحاول استغلال هذا الغضب لخدمة أجندات معاكسة.

سورية تظهر: مشهد مختلف

بحلول مارس 2011، بدأت الأخبار تتسرب من درعا، حيث خرجت مظاهرات احتجاجية ضد النظام السوري بعد اعتقال أطفال كتبوا شعارات مناهضة على الجدران. في البداية، بدا الأمر وكأنه امتداد طبيعي لما حدث في تونس ومصر، موجة جديدة من "الربيع العربي" التي اجتاحت المنطقة. لكن سمير أمين، بعينيه الناقدتين، لم يُشارك العالم في هذا الوهم. في تحليلاته، التي نُشرت لاحقًا في مقالاته، رفض أمين أن يُربط ما حدث في سورية بما رآه في تونس ومصر. لم يكن يرى في سورية انتفاضة شعبية مماثلة، بل كان يرى مشهدًا مختلفًا تمامًا، مشهدًا يحمل بصمات الاستعمار الجديد.
كان أمين يُدرك أن الشعب السوري، بتاريخه النضالي ضد الاستعمار الفرنسي ودوره كقلعة مقاومة ضد التوسع الصهيوني، لم يكن بحاجة إلى "تحرير" من شذاذ الآفاق الذين بدأوا يظهرون في شوارعه. في رأيه، كان ما يحدث في سورية ليس تعبيرًا عن غضب شعبي، بل كان "ثورة الريال"، تلك الحملة المشبوهة التي أُشعلت بتريليونات الريال القطري والسعودي، وأُديرت من غرف سرية في واشنطن والدوحة. لم يكن هذا مجرد حدس، بل كان تحليلاً استند إلى فهمه العميق للدور الذي تلعبه المحميات الخليجية كأدوات للنظام الرأسمالي العالمي.

الأكاذيب الطائفية: سلاح التفتيت

في الأشهر التالية لأحداث درعا، بدأت الأصوات تتعالى في سورية: "النظام العلوي يضطهد السنة"، "السنة يقاومون الشيعة والعلويين". كانت هذه الرواية تُردد على مدار الساعة عبر قنوات مثل الجزيرة والعربية، تُحول الصراع السياسي إلى نزاع ديني زائف. لكن سمير أمين، ببصيرته التي تفكك أدوات الاستعمار، لم يُصدق هذه الأكاذيب. في تحليلاته، رأى أن التضليل الطائفي لم يكن مجرد سوء فهم، بل كان سلاحًا متعمدًا يُستخدم لتفتيت سورية من الداخل، ليُصبح الشعب السوري ضحية لأوهامه الخاصة.
كان أمين يُدرك أن سورية، بتنوعها الديني والثقافي، لم تكن أرضًا خصبة للطائفية بالمعنى التقليدي. في كتاباته عن المنطقة، أشار إلى أن الشعب السوري عاش لقرون في تعايش بين سنة وعلويين ودروز ومسيحيين، موحدًا في مواجهة الاستعمار. لكن التريليونات التي أُنفقت من الخليج، والدعاية التي رُوجت عبر الإعلام، نجحت في زرع بذور الفتنة. التحليل النفسي لتأثير هذه الأكاذيب، الذي كان أمين بارعًا في تفكيكه، يكشف أن الخوف والجهل، عندما يُقترنان بالمال، يُمكنهما أن يُحولا شعبًا موحدًا إلى أعداء يتقاتلون على أوهام.

المخطط الاستعماري: هدف أكبر

في قلب رفض أمين لربط سورية بتونس ومصر، كان هناك تحليل عميق للمخطط الاستعماري الأمريكي-الصهيوني. في رأيه، كان ما يحدث في سورية ليس مجرد نزاع داخلي، بل كان جزءًا من استراتيجية أكبر تهدف إلى إضعاف الدول القومية العربية التي تشكل تهديدًا للهيمنة الصهيونية. كانت سورية، بموقعها الجغرافي بين إسرائيل والعالم العربي، وبدعمها للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، هدفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة وإسرائيل. في تحليلاته، استند أمين إلى فهمه لتاريخ الاستعمار، حيث رأى أن الغرب يعتمد على التفتيت الداخلي كوسيلة للسيطرة على المناطق الحيوية.
كان أمين يرى أن الأكاذيب الطائفية كانت أداة رئيسية في هذا المخطط. في شوارع حلب وحمص، كانت الميليشيات تُقاتل تحت شعارات دينية، تظن أنها تُحرر "السنة" أو تُدافع عن "العلويين"، بينما كانت في الواقع تُخدم أجندة خارجية تهدف إلى تحويل سورية إلى دولة رخوة. التحليل السياسي لموقف أمين يكشف أنه كان يرى في هذا التفتيت امتدادًا لاستراتيجية كيسنجر، التي دعت إلى "إعادة ترتيب الشرق الأوسط" إلى كيانات صغيرة يسهل التحكم بها. في سورية، كان الهدف واضحًا: إضعافها لتُصبح ساحة نهب تُخدم مصالح إسرائيل والناتو.
الخليج: أداة التنفيذ
لم يكن سمير أمين يرى في الدور الخليجي في سورية مجرد تدخل إقليمي، بل كان يراه أداة تنفيذية للمخطط الاستعماري. في كتاباته عن الرأسمالية العالمية، حذر أمين من أن المحميات الخليجية، مثل قطر والسعودية، ليست سوى واجهات للنظام الرأسمالي العالمي، تُستخدم للسيطرة على الموارد وإضعاف الدول القومية. في سورية، رأى أن هذه المحميات لعبت دورًا محوريًا في تأجيج الفتنة، عبر تمويل الميليشيات ودعم الدعاية الطائفية بتريليونات الدولارات.
كانت الأموال تتدفق من الرياض والدوحة إلى شيوخ أصدروا فتاوى تُحرض على القتال، وإلى قنوات إعلامية روّجت للأكاذيب الطائفية. في رأي أمين، لم تكن هذه الأموال تُنفق من أجل "تحرير" سورية، بل لتحويلها إلى ساحة فوضى تُخدم أجندة أمريكا وإسرائيل. التحليل الاقتصادي لدور الخليج، الذي كان أمين بارعًا في تفكيكه، يكشف أن هذه التريليونات كانت استثمارًا في مشروع استعماري، يهدف إلى نهب سورية وإضعافها كحاجز ضد التوسع الصهيوني.

صوت الحقيقة: دعوة للوعي

في خضم هذا الضجيج، كان سمير أمين صوتًا نادرًا يُدافع عن الحقيقة. لم يكن يرى في ما حدث في سورية امتدادًا لانتفاضات تونس ومصر، بل كان يراه مؤامرة استعمارية تُستخدم فيها الأكاذيب الطائفية كسلاح للتفتيت. في تحليلاته، دعا أمين الشعب السوري والعربي إلى الوعي، إلى النظر وراء الستار ليروا العدو الحقيقي الذي يُخطط لنهبهم. لم يكن موقفه مجرد رفض، بل كان دعوة للمقاومة، لأن الشعوب، كما آمن أمين، قادرة على كسر قيود الاستعمار عندما تُدرك حقيقة أعدائها.



الفصل الثاني

الفصل الثاني: قاعدة العديد و"ثورة" الدعاية

البداية: غرفة القيادة في الدوحة

في ليلة صيفية من عام 2011، كانت أضواء خافتة تتسرب من مبنى محصن في قلب قاعدة العديد العسكرية في الدوحة. داخل تلك الغرفة، كان ضباط أمريكيون يجلسون أمام شاشات متطورة، يُراقبون خرائط سورية ويتبادلون التعليمات مع مسؤولين قطريين يرتدون أثوابًا بيضاء تخفي تحتها طموحات أكبر من حجم بلادهم الصغيرة. لم تكن هذه الغرفة مجرد مركز عسكري، بل كانت العقل المدبر وراء حملة دعائية حولت الأزمة السورية إلى ما أُطلق عليه "الثورة السورية". في تلك اللحظة، كان سمير أمين، من بعيد في القاهرة، يُدرك أن ما يحدث ليس مجرد نزاع داخلي، بل هو إعلان قاعدة العديد لمحمية قطر الصهيو-أمريكية "ثورة"، دعاية أُعدت بعناية لتفتيت سورية وخدمة أجندة الاستعمار.
كان أمين، ببصيرته التي تفكك خيوط المؤامرات، يرى في قاعدة العديد أكثر من مجرد قاعدة عسكرية. كانت رمزًا للهيمنة الأمريكية في المنطقة، وأداة لتنفيذ مخطط أكبر يهدف إلى إضعاف الدول القومية العربية. في تحليلاته، التي كتبها في تلك الفترة، رفض أمين أن يُصدق أن ما يحدث في سورية كان تعبيرًا عن إرادة شعبية، بل كان يراه حملة دعائية تُدار من هذه القاعدة، بأموال الريال القطري وتحت إشراف الاستخبارات الأمريكية. هذا الفصل ليس مجرد سرد لموقف أمين، بل هو تفكيك لآلة الدعاية التي حاولت أن تُحول سورية إلى ساحة نهب تُخدم مصالح الناتو وإسرائيل.

قاعدة العديد: قلب الهيمنة الأمريكية

لم تكن قاعدة العديد، التي تُعد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، مجرد نقطة لوجستية في نظر سمير أمين. في كتاباته عن الاستعمار الجديد، مثل "الليبرالية الفيروسية"، رأى أمين أن هذه القاعدة كانت مركزًا للسيطرة الاستراتيجية، تُدير العمليات العسكرية والسياسية في المنطقة لضمان هيمنة الولايات المتحدة وحلفائها. في سورية، كان أمين يُدرك أن هذه القاعدة لعبت دورًا محوريًا في تحويل الأزمة إلى أداة للمخطط الأمريكي-الصهيوني، عبر تنسيق العمليات وتوجيه الأموال الخليجية لدعم الميليشيات والدعاية.
كانت قطر، تلك المحمية الصغيرة التي تستمد قوتها من الحماية الأمريكية، الواجهة المثالية لهذا المخطط. في تحليلاته، أشار أمين إلى أن قطر لم تكن تتصرف من تلقاء نفسها، بل كانت تنفذ أوامر واشنطن، التي رأت في سورية تهديدًا لمصالحها بسبب موقعها ودعمها للمقاومة. كانت الأموال تتدفق من الدوحة إلى قنوات إعلامية مثل الجزيرة، وإلى شيوخ أصدروا فتاوى تُحرض على القتال، وإلى ميليشيات مسلحة جُندت من أنحاء العالم. التحليل الاقتصادي لدور قاعدة العديد، الذي كان أمين بارعًا في تفكيكه، يكشف أنها لم تكن مجرد مركز عسكري، بل كانت بنكًا مركزيًا لتمويل الفوضى في سورية.

جاسم بن حمد: اعتراف يكشف الحقيقة

في خضم هذه الأحداث، جاءت لحظة كاشفة عندما تحدث جاسم بن حمد، رئيس وزراء قطر السابق، عن دوره في الأزمة السورية. في مقابلة لاحقة، قال جاسم إن ما حدث في سورية كان "صيدة فلتت منه"، وأن الأوامر جاءت من الولايات المتحدة، وليس كما زُعم أنها ثورة شعبية. كان هذا الاعتراف، الذي ربما لم يكن مقصودًا بكل تفاصيله، بمثابة دليل دامغ في نظر سمير أمين على أن ما حدث لم يكن تعبيرًا عن إرادة الشعب السوري، بل كان مخططًا أُعد في غرف سرية في واشنطن والدوحة.
كان أمين يرى في هذه الكلمات تأكيدًا لتحليله. في كتاباته، حذر من أن الدعاية الاستعمارية تعتمد على خلق رواية زائفة تُخفي الحقيقة، واعتراف بن جاسم كان دليلًا على أن رواية "الثورة السورية" لم تكن سوى قناع لمشروع أكبر. لم يكن بن جاسم يتحدث كثوري أو داعم للحرية، بل كان يتحدث كأداة أدركت أن اللعبة خرجت عن السيطرة، لكنها ظلت تخدم أسيادها في الغرب. التحليل السياسي لموقف أمين يكشف أنه استند إلى مثل هذه الاعترافات ليُثبت أن ما حدث في سورية كان عملية منظمة، وليس انفجارًا شعبيًا كما حدث في تونس ومصر.

الجزيرة: صوت الدعاية

في قلب هذه الحملة الدعائية، كانت قناة الجزيرة تقف كأداة رئيسية لنشر الرواية المزيفة. منذ بداية الأزمة في 2011، بدأت الجزيرة، الممولة بمليارات الريالات القطرية، تُروج لصورة "الثورة السورية"، تُظهر تقارير ملفقة عن "جرائم النظام"، وتُبث صورًا لأطفال قُتلوا في أماكن أخرى على أنهم ضحايا في سورية. كان سمير أمين يرى في هذه القناة ليس مجرد وسيلة إعلامية، بل سلاحًا في يد الاستعمار، يُستخدم لتضليل الشعوب وتبرير التدخل الخارجي.
في تحليلاته، أشار أمين إلى أن الجزيرة لم تكن تُغطي الأحداث، بل كانت تُصنعها. في شوارع دمشق وحلب، كانت الكاميرات تُركز على أعمال العنف، تُحولها إلى دليل على "الثورة"، بينما كانت تتجاهل الحقيقة: أن الميليشيات المسلحة، الممولة من الخليج، كانت تُدمر المدن وتُفتت النسيج الاجتماعي. التحليل الإعلامي لدور الجزيرة، الذي كان أمين بارعًا في تفكيكه، يكشف أنها كانت جزءًا من استراتيجية نفسية تهدف إلى تفتيت الروح المعنوية للشعب السوري، وإقناع العالم بأن التدخل العسكري هو الحل.

الريال القطري: وقود الفوضى

لم يكن دور قطر يقتصر على الدعاية، بل كان يمتد إلى تمويل الفوضى على الأرض. في كتاباته عن الرأسمالية العالمية، حذر أمين من أن المحميات الخليجية تُستخدم كأدوات مالية لتنفيذ أجندات الغرب. في سورية، رأى أن الريال القطري كان وقودًا لنار أُشعلت بعناية لتُحرق البلاد من الداخل. كانت الأموال تتدفق إلى شيوخ أصدروا فتاوى تُحلل القتال، وإلى ميليشيات جُندت من أنحاء العالم لتُحول المدن السورية إلى ساحات حرب.
في إدلب وحمص، كانت هذه الأموال تُشتري الشباب للقتال، بينما كانت الأسواق تُدمر والاقتصاد ينهار. في رأي أمين، لم تكن هذه الأموال تُنفق من أجل "تحرير" سورية، بل لتحويلها إلى ساحة نهب تُخدم مصالح الناتو وإسرائيل. التحليل الاقتصادي لتدفقات هذه الأموال، الذي كان أمين يُتقنه، يكشف أنها كانت استثمارًا في مشروع استعماري، يهدف إلى إضعاف سورية وتحويلها إلى دولة رخوة تُقاسمها قوى الاحتلال.
المخطط الأمريكي-الصهيوني: الهدف الحقيقي
في قلب رفض أمين لرواية "الثورة السورية"، كان هناك تحليل عميق للمخطط الأمريكي-الصهيوني. في رأيه، كان الهدف ليس إسقاط نظام، بل إسقاط سورية ككيان قومي يُشكل تهديدًا للهيمنة الصهيونية. كانت سورية، بموقعها الجغرافي ودعمها للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، حاجزًا أمام التوسع الإسرائيلي. في تحليلاته، استند أمين إلى فهمه لتاريخ الاستعمار، حيث رأى أن الولايات المتحدة وإسرائيل تعتمدان على الفوضى الداخلية كوسيلة للسيطرة على المناطق الحيوية.
كان أمين يرى أن قاعدة العديد كانت مركزًا لهذا المخطط، تُنسق بين الأموال الخليجية والدعاية الإعلامية والعمليات العسكرية لضمان نجاحه. في الجنوب، كانت إسرائيل تتربص لتوسيع سيطرتها في الجولان، بينما كانت تركيا تُحلم بمنطقة عازلة في الشمال. التحليل السياسي لموقف أمين يكشف أنه كان يرى في هذه الفوضى امتدادًا لاستراتيجية كيسنجر، التي دعت إلى تفتيت الشرق الأوسط إلى كيانات صغيرة تُخدم مصالح الغرب.

صوت المقاومة: تحذير أمين

في خضم هذه الحملة الدعائية، كان سمير أمين صوتًا مقاومًا يُحذر من خطر التضليل. لم يكن يرى في قاعدة العديد مجرد قاعدة عسكرية، بل كان يراها رمزًا للاستعمار الجديد الذي يعتمد على الدعاية والمال للسيطرة على الشعوب. في تحليلاته، دعا أمين الشعب السوري والعربي إلى الوعي، إلى رفض الرواية المزيفة التي تُروجها الجزيرة وأخواتها، وللنظر إلى الحقيقة: أن ما يحدث هو مخطط للنهب والتقسيم. موقفه لم يكن مجرد رفض، بل كان دعوة للمقاومة، لأن الشعوب، كما آمن أمين، قادرة على مواجهة الاستعمار عندما تُدرك أدواته.



الفصل الثالث: عصابات إسطنبول ودولة كيسنجر الرخوة

البداية: غرفة في إسطنبول

في صباح صيفي من عام 2012، كان ضوء الشمس يتسلل عبر نوافذ فندق فخم في إسطنبول، حيث كان رجال يرتدون بذلات أنيقة يجلسون حول طاولة مستديرة، يتبادلون الهمسات والضحكات الخافتة. كانوا أعضاء ما أُطلق عليه "الائتلاف الوطني السوري"، تلك المجموعة التي زُعم أنها تُمثل الشعب السوري في مواجهة النظام. لكن في تلك الغرفة، لم تكن هناك رائحة الثورة، بل كانت رائحة الدولارات والريالات تُعانق رائحة القهوة التركية. أنا، أحمد صالح سلوم، أرى هؤلاء ليسوا ثوارًا، بل عصابات إسطنبول، أدوات في يد مخطط استعماري أمريكي-صهيوني لتحويل سورية إلى دولة رخوة تُخدم مصالح الناتو وإسرائيل.
كان سمير أمين، من بعيد في القاهرة، يُحلل هذا المشهد بعين ناقدة، مُدركًا أن هؤلاء ليسوا ممثلين للشعب، بل مرتزقة يخدمون أجندة السي آي إيه وأسيادهم في واشنطن وتل أبيب. في تحليلاته، رفض أن يُصدق رواية "الثورة" التي رُوجت لهم، ورأى فيهم جزءًا من مشروع أكبر لتفتيت سورية، كما حذر في كتبه مثل "الرأسمالية في عصر العولمة". أنا أشهد على هذه الحقيقة الحية، وأمين يُؤكدها بقلمه.
الائتلاف الوطني: واجهة العمالة
لم يكن "الائتلاف الوطني السوري"، الذي تأسس في نوفمبر 2012 تحت رعاية تركيا وقطر، سوى واجهة زائفة. أنا، أحمد صالح سلوم، أراهم كما هم: عصابة تُجمع بين انتهازيين وخونة، تتحرك تحت إشراف ضباط استخبارات من السي آي إيه. كانت اجتماعاتهم في إسطنبول تُعقد تحت حراسة مشددة، ليس لحماية "الثوار"، بل لحماية المخطط الذي ينفذونه. سمير أمين، في تحليلاته، حذر من أن الغرب يعتمد على خلق كيانات وهمية تُظهر كممثلين للشعوب، بينما تكون أدوات لأجنداته، وهذا ما رأيته يتحقق أمام عيني في تلك الغرفة.

أنس العبدة: رمز العمالة

في قلب هذه العصابة، كان أنس العبدة يقف كرمز للعمالة. أراه ليس مجرد عضو في الائتلاف، بل واجهة إعلامية وسياسية للمخطط الأمريكي. في 2016، كشفت وثائق ويكيليكس أن قناة "بردى"، التي أسسها، كانت تتلقى تمويلًا من السي آي إيه، وأن أمه كانت على صلة بجهات استخباراتية غربية. أرى فيه دمية تُظهر كثوري بينما تُنفذ أوامر واشنطن، وسمير أمين كان يُحلل هذه الشخصيات كأمثلة حية للخيانة التي حذر منها، مُظهرًا كيف يُجنّد الاستعمار الجديد عملاء محليين لتفتيت الأمم.

تركيا: المقاول الطموح

لم تكن عصابات إسطنبول تعمل وحدها، بل كانت تحت إشراف تركيا.أرى تركيا بقيادة أردوغان كمقاول طموح يُنفذ أوامر الناتو، مُحولًا الشمال السوري إلى منطقة عازلة تُخدم مصالحها ومصالح إسرائيل. كانت الأسلحة تتدفق عبر الحدود بدعم من الخليج، وهو ما رأيته كدليل على أن تركيا ليست لاعبًا مستقلًا، بل أداة استعمارية. أمين، في كتاباته، حذر من أن دولًا مثل تركيا تُستخدم لتنفيذ أجندات الغرب، مُغطية طموحاتها تحت شعارات قومية، وهذا ما أشهد عليه في واقع سورية.
جيش المثقفين المأجورين: كاريكاتير العمالة
بعيدًا عن تلك الغرفة، كان هناك جيش من المثقفين المأجورين، مشهد حي أراه ، ككاريكاتير للعمالة. تخيل رجلًا ممزق البدلة، يجلس في غرفة مظلمة في بلجيكا، يحمل مكنسة مراحيض مرفوضة لأنه لا يملك تأهيلًا لذوي الاحتياجات الخاصة، لكن عينيه تلمعان عندما تسقط أمامه صرة من الدولارات من قاعدة العديد وإنجيرليك. هذا الرجل، الذي كان يومًا مستفيدًا من امتيازات نظام حافظ وبشار الأسد، تحوّل فجأة إلى "ثائر" عندما أضاءت نجوم التريليونات.
أراهم كما هم: مثقفون لم ينطقوا بكلمة ضد النظام عندما كان قويًا، بل كانوا يتمتعون بامتيازاته. أحدهم، سني أرسله نظام حافظ للدراسات العليا في بلجيكا، رفضته حتى وظيفة تنظيف مراحيض المعاقين عقليًا، لكن السي آي إيه، التي تحوم في بروكسل وممرات الناتو، التقطت عبوديته للمال مهما كان مصدره. حولته إلى منظف للعقول المعاقة، يُردد خطابًا صهيونيًا عن سنة وشيعة، مُصورًا نفسه كفارس في عصر داحس والغبراء القطري التركي، يتحدث عن "مظلومية السنة" بينما كان النظام نفسه قد رعاه.
تخيل كاريكاتيرًا آخر: مثقف يقف في إسطبل قنوات العديد، كالجزيرة وقنوات عزمي بشارة والإخوان، يرتدي عباءة مزيفة مرصعة بالريالات، يُلقي خطبًا عن "ثورة سورية" بينما قاعدة العديد تُصفق له. أرى الآلاف من هؤلاء المثقفين، الذين يعرفون أنهم خدم الإمبريالية وخونة ضد فلسطين، يفرحون بصرر الدولارات التي تُرمى لهم مقابل تفاهاتهم. سمير أمين كان يُحلل هذه الظاهرة كجزء من الاستعمار الجديد، مُظهرًا كيف يُستخدمون لاستحمار العرب وتبرير الفوضى.

دولة كيسنجر الرخوة: المخطط المعد مسبقًا

أرى سورية تتحول إلى دولة رخوة، واقعًا يُنفذ أمام عيني في الشمال مع تركيا، وفي الجولان مع إسرائيل، وفي الوسط مع الميليشيات. سمير أمين حذر من هذا المخطط في تحليلاته، مُستندًا إلى مفهوم كيسنجر عن "إعادة ترتيب الشرق الأوسط" إلى كيانات صغيرة يسهل التحكم بها. كان يرى أن سورية كانت الهدف الأول بسبب موقعها ودعمها للمقاومة، وأنا أشهد على هذا التقسيم كنتيجة لعمالة الائتلاف والمثقفين المأجورين.

ويكيليكس: كشف العمالة

في 2016، كشفت وثائق ويكيليكس ما أراه : أن أنس العبدة وجيش المثقفين المأجورين كانوا على صلة بالسي آي إيه، وأن الائتلاف كان يتلقى تعليمات من واشنطن لتفتيت سورية. هذه الوثائق تُثبت أنهم واجهات لمخطط أكبر، وهو ما أشهد عليه كحقيقة حية. أمين دعا إلى استخدام هذه الكشوفات لفضح العمالة، مُحللًا كيف يُدير الاستعمار شبكاته للسيطرة على الشعوب.
صوت المقاومة: دعوة للنهوض
أرى عصابات إسطنبول وجيش المثقفين المأجورين كأدوات للاستعمار، وسمير أمين كان صوتًا مقاومًا يُحذر منهم. في تحليلاته، دعا الشعب السوري إلى الوعي، إلى رفض هذه الواجهات الزائفة، وللنظر إلى الحقيقة: أن المخطط لم يكن للتحرير، بل للنهب. أنا أشهد على هذا الخطر، وأمين يُؤكد بقلمه أن الشعوب قادرة على كسر قيود الاستعمار عندما تُدرك أعداءها الحقيقيين.


الخاتمة

البداية: آخر أيام في باريس

في غرفة بيضاء بمستشفى في باريس، كانت أنوار المدينة تتسلل عبر نافذة صغيرة في صيف 2018، تُضيء وجه سمير أمين الشاحب وهو يُصارع مرحلة متأخرة من سرطان الدماغ. كان الرجل، الذي قضى حياته في محاربة الاستعمار الجديد بقلمه، يعيش أيامه الأخيرة بعيدًا عن القاهرة وداكار، المدينتين اللتين عشقهما. لم يكن المرض الذي أصابه مجرد علة جسدية، بل كان كأنه استعارة لما حذر منه طوال عقود: سرطان الإسلام السياسي الصهيوني الخليجي التركي، ذلك الورم الخبيث الذي رآه يُهدد عقل العرب، يُفتت دولهم العريقة مثل سورية، ويُحولها إلى كيانات رخوة لا تملك من السيادة سوى الاسم.
لم يكن رحيل أمين في ذلك الصيف نهاية، بل كان إعلانًا رمزيًا أن الوعي العربي، الذي حاول أن يزرعه، وصل إلى درجة متقدمة، لكنه ظل يُصارع مرضًا ممولًا من محميات قطر والسعودية والإمارات والكويت، ومدعومًا من مقاول السي آي إيه بالباطن، أردوغان. في سورية، كان هذا السرطان قد بدأ يقضي على البلاد، لكن أمين، حتى في ساعاته الأخيرة، ترك إرثًا خرج عن السيطرة، إرثًا لا يمكن للاستعمار أن يقضي عليه. كان صوته دعوة للمقاومة، دعوة للشعب السوري للنهوض ضد هذا المخطط الأمريكي-الصهيوني، مستلهمين رؤيته لطريق ماوي بخصائص عربية كبديل للتقدم.
إرث شيوعي: محاربة سرطان الإسلام السياسي
لم يكن سمير أمين مجرد مفكر شيوعي، بل كان جراحًا فكريًا استخدم قلمه كليزر لتشريح الإسلام السياسي، ذلك الخادم الأمين للإمبريالية في نظره. في كتبه مثل "الرأسمالية في عصر العولمة"، رأى أن هذا السرطان، الممول من الخليج ومدعوم من تركيا وإسرائيل، ليس مجرد حركة دينية، بل أداة استعمارية تُهدف إلى تفتيت العقل العربي وتحويل الدول العريقة إلى كيانات وهمية. في سورية، كان هذا السرطان يتجلى في الفتنة الطائفية التي أُشعلت بتريليونات الريال، وفي عصابات إسطنبول التي رآها أمين كأدوات للسي آي إيه.
كان أمين، الذي أحب إفريقيا وعمل في وزارتها في داكار، يرى أن المقاومة ضد هذا السرطان تتطلب وعيًا يتجاوز الحدود القومية. في تحليلاته، حذر من أن الإسلام السياسي، بخدمته للإمبريالية، يُهدد ليس فقط سورية، بل الأمة العربية بأكملها، مُحولًا الشعوب إلى ضحايا لأوهامها الخاصة. التحليل الفكري لإرث أمين يكشف أنه كان يُقاتل بلا هوادة لإنقاذ عقل العرب، مُدركًا أن هذا السرطان، إذا لم يُواجه، سيُنتج دولًا رخوة لا تملك من السيادة سوى الاسم، كما حدث في سورية بعد أواخر عام 2024 وحتى اليوم.
سورية: ضحية الورم الخبيث
بحلول 2018، عندما رحل أمين، كانت سورية كما توقعها في اوائل عام 2025 قد أصبحت ساحة لتجربة هذا السرطان الذي حذر منه. في الشمال، كانت تركيا تُسيطر على جيوب عازلة تحت إشراف أردوغان، مقاول السي آي إيه بالباطن، بينما كانت إسرائيل تتوسع في الجولان، والميليشيات تُفتت الوسط بدعم من محميات الخليج. لكن أمين لم يرَ في هذا الواقع نهاية محتومة، بل رأى أن سورية، بتاريخها العريق كقلعة مقاومة، يمكن أن تُعيد بناء نفسها إذا استطاعت أن تُواجه هذا الورم الخبيث بالوعي والإرادة.
في كتاباته، أشار أمين إلى أن الدولة الرخوة التي فُرضت على سورية ليست قدرًا، بل نتيجة مخطط ممول من قطر والسعودية والإمارات والكويت، ومدعوم من أردوغان كأداة للناتو. كان يرى أن الشعب السوري، الذي واجه الاستعمار العثماني والفرنسي، يملك القدرة على كسر هذه القيود، إذا ما أدرك أن العدو ليس في الداخل، بل في الخارج، يُخطط لنهب أرضه وثرواته. التحليل التاريخي لموقف أمين يكشف أنه كان يستلهم من صمود سورية في الماضي، داعيًا إلى استعادة هذا الصمود لمواجهة السرطان الذي يُهددها.

الوعي: السكين ضد السرطان

في قلب إرث أمين، كان هناك تركيز على الوعي كسكين حاد ضد سرطان الإسلام السياسي. في تحليلاته، دعا الشعب السوري إلى إدراك أن الفتنة التي أُشعلت باسم الدين لم تكن سوى أداة للإمبريالية، ممولة من محميات الخليج ومدعومة من تركيا وإسرائيل. كان يرى أن الوعي هو الخطوة الأولى لاستئصال هذا الورم، لأنه يُحول الشعب من ضحية للدعاية إلى قوة قادرة على المقاومة. في سورية، كان هذا الوعي يعني رفض الأكاذيب التي رُوجت من قاعدة العديد، وكشف العملاء الذين باعوا البلاد للاستعمار.
كان أمين، الذي عاش في داكار وحلم بتحرير إفريقيا، يؤمن أن الوعي هو السلاح الذي يُمكن الشعوب من استعادة سيادتها. في تحليلاته، استلهم من ثورات الجنوب العالمي، داعيًا السوريين إلى النظر إلى أنفسهم كجزء من هذا النضال الأوسع. التحليل النفسي لدور الوعي، الذي كان أمين بارعًا في تفكيكه، يكشف أنه يُحول الخوف إلى شجاعة، والتفرقة إلى قوة، مُمكنًا الشعب السوري من مواجهة السرطان الذي يُهدد وجوده.
الوحدة: ترياق التفتيت
لم يكتفِ أمين بدعوة الوعي، بل رأى أن الوحدة هي الترياق ضد التفتيت الذي يُسببه هذا السرطان. في كتاباته، أشار إلى أن الشعب السوري، بتنوعه الديني والثقافي، كان يومًا قوة موحدة ضد الاستعمار، لكن الإسلام السياسي، بدعم من الخليج وتركيا، نجح في تحويل هذا التنوع إلى نقمة. في رأيه، كانت استعادة الوحدة هي الخطوة الثانية للمقاومة، لأنها تُعيد للشعب قوته كجبهة واحدة ضد المخطط الأمريكي-الصهيوني.
كان أمين يستلهم من تاريخ سورية، حيث وقف السنة والعلويون والدروز والمسيحيون معًا في 1946 لتحرير البلاد، وفي 1973 للدفاع عنها ضد إسرائيل. في تحليلاته، دعا إلى إعادة بناء هذا النسيج الاجتماعي، مُدركًا أن الوحدة هي السلاح الذي يُمكن أن يُهزم الدولة الرخوة. التحليل الاجتماعي لدور الوحدة، الذي كان أمين يُتقنه، يكشف أنها تُحول الشعب من مجموعات متناحرة إلى قوة لا تُقهر، قادرة على استئصال السرطان الذي زُرع في جسدها.

الطريق الماوي: بديل التقدم

لم يترك أمين دعوته معلقة في الهواء، بل قدم رؤية لطريق ماوي بخصائص عربية كبديل للتقدم. في كتاباته، رأى أن الإسلام السياسي، بخدمته للإمبريالية، لا يُمكن أن يكون حلاً، وأن الليبرالية الغربية هي وجه آخر للاستعمار. بدلاً من ذلك، دعا إلى نهج ماوي يعتمد على تعبئة الشعب، وإعادة توزيع الثروات، ومواجهة الإمبريالية بإرادة جماعية، مع تكييفه ليتناسب مع الخصائص العربية كالتضامن الاجتماعي والتاريخ النضالي.
في سورية، كان هذا الطريق يعني رفض الدولة الرخوة، وإعادة بناء اقتصاد وطني يُعتمد على الموارد المحلية، وحركة شعبية تُواجه الاستعمار كما فعلت الشعوب الماوية في الصين وفيتنام. التحليل الاقتصادي للطريق الماوي، الذي كان أمين بارعًا في صياغته، يكشف أنه يُمكن الشعب السوري من استعادة سيادته، مُحولًا الدمار إلى فرصة للنهوض ضد السرطان الذي يُهدده.
الدعوة: إرث لا يموت
هذه الخاتمة ليست مجرد وداع لسمير أمين، بل هي دعوة للشعب السوري للنهوض بإرثه الحي. رحل أمين بسرطان الدماغ في 2017، لكن إرثه، الذي خرج عن سيطرة الاستعمار، ظل كالليزر يُشرح الإسلام السياسي ويُظهر طريق المقاومة. في سورية، دعا إلى مواجهة هذا السرطان الممول من الخليج ومدعوم من أردوغان، عبر الوعي والوحدة والطريق الماوي، ليُثبت الشعب أن الدول العريقة لا تموت، بل تُعيد بناء نفسها كقلاع للمقاومة ضد الإمبريالية والصهيونية.



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية: من فتنة التريليونات إلى المقاومة الممكنة..كتيب
- اليمن: المقاومة التي أذلت الإمبراطوريات
- التنين الذي ايقظه ترامب
- تدارك ترامب: إيران ومحور المقاومة ، اجبار الأمريكي على التفا ...
- الفاشية المالية في بلجيكا ورموزها الحالية دي ويفر وبوشيز ومي ...
- الأيباك :القناع المالي للاحتكارات الغربية للسيطرة والإبادة ا ...
- تصريحات ترامب: استغلال العالم أم استغباء الأمريكي؟ - الدولار ...
- التكوين الطبقي للعصابات الحاكمة في أوروبا الشرقية: تعبير عن ...
- أوربان ونتنياهو: تواطؤ الإبادة من غزة إلى لبنان - جرائم البي ...
- صنعاء تقاوم الإبادة - القانون الدولي بين النظرية والفعل..كتي ...
- من بروكسل إلى نيويورك، تواطؤ في الإبادة الفلسطينية (أوهام ال ...
- حملة بايدن و ترامب الإرهابية ضد إنسانية الشعوب والهولوكوست ا ...
- خرافة الدفاعات الجوية الأمريكية-الإسرائيلية: إيران وسلاح الب ...
- الاسلام كماركة تجارية امبريالية في مسرح محميات الخليج
- رحيل فاضل الربيعي وأزمة العقل العربي المعاصر
- رحيل فاضل الربيعي ومساهماته الفكرية في مواجهة العقل العبودي. ...
- أردوغان ونتنياهو والجولاني: أنظمة على مشرحة التاريخ..حكومة ا ...
- توقعات إيلان بابيه عن نهاية الكيان الصهيوني ودور طوفان الأقص ...
- عصابات الشاباك الفتحاوية بغزة..الفاشي جعجع واجندته الصهيونية ...
- لماذا لم تقع إيران في فخ محميات الخليج الصهيو أمريكية ..كتاب ...


المزيد.....




- أقدم غوريلا في العالم تحتفل بعيد ميلادها الـ68 عامًا.. شاهد ...
- السعودية تكشف 5 إجراءات قبل موسم الحج 2025 حفاظا على سلامة ا ...
- ترامب يتجاهل مصافحة زوجة وزير الصحة.. مشهد محرج خلال حدث ريا ...
- -تنذكر ما تنعاد-، صور من حرب لبنان الأهلية في الذكرى الـ50 ل ...
- قوة تدميرية غير مسبوقة.. واشنطن في طريقها لتطوير قنبلة ذرية ...
- الجزائر تعرب عن -احتجاجها الشديد- على حبس أحد موظفيها القنصل ...
- حماس: قصف الاحتلال مستشفى المعمداني جريمة حرب بغطاء أميركي
- الجزائر تحتج على توقيف فرنسا أحد موظفي قنصليتها
- طهران تعلن عن جولة جديدة وترامب يشيد بالمحادثات معها
- عاجل | مصادر طبية: 7 شهداء وعدد من الجرحى في قصف استهدف سيار ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صالح سلوم - سمير أمين ورفض المخطط الاستعماري الأمريكي-الصهيوني لاحتلال سورية..كتيب