أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هدى زوين - موسيقى الغيوم..لوحات تتغير مع الوقت














المزيد.....

موسيقى الغيوم..لوحات تتغير مع الوقت


هدى زوين
كاتبة

(Huda Zwayen)


الحوار المتمدن-العدد: 8309 - 2025 / 4 / 11 - 21:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نحيا الحياة، نركض بين تفاصيلها، نغرق في صخبها، فننسى أحيانًا أن نرفع رؤوسنا للسماء.
لكن حين نتعب، حين تكلّ أرواحنا من الركض، نلتفت للأعلى دون وعي... فنراها.
الغيوم.
كأنها كائنات سماوية ترقص على نغمات لا نسمعها، لكنها تخاطب فينا شيئًا عميقًا لا يُفسَّر.
حينها فقط، ندرك أن الحياة تشبه الغيوم أكثر مما نظن.

في الصباح، تسير الغيوم بخفة فوق رؤوسنا، ناعمة، بيضاء، كأنها أحلام لم يمسسها اليأس بعد.
بياضها يحمل طهر البدايات، تلك اللحظات الأولى التي لا تشوبها خيبة، التي لا تزال تؤمن بأن الغد يحمل خيرًا كثيرًا.
تتمايل كأجنحة الملائكة، تبعث في النفس رجفة دفء وطمأنينة، كأنها تقول لنا: لا زال في العمر فسحة، لا زالت الأماني ممكنة.

وفي زوايا الغروب، تتبدل اللوحة.
تتشكل ألوان حارّة، بين الأحمر والبرتقالي والرمادي.
غيمة تميل للخجل، وأخرى تتهامس مع قرص الشمس الراحل، وثالثة كأنها تبكي بلون غامق حزين.
وكأن كل غيمة تحمل قصة لم تُروَ، أو حزنًا لم يُفصح عنه، أو اشتياقًا عالقًا بين السماء والأرض.
إنه وقت التحوّل، حين تشبه الغيوم مشاعرنا المتقلبة: بين من ودّع، ومن ينتظر، ومن يكتفي بالصمت.

الغيوم لا تأتي من فراغ، ولا تمضي دون أثر.
هي رسائل السماء، بريدها الأبيض الرمادي، وموسيقاها التي لا تُسمع بل تُحَس.
هي انعكاسات لقلوبنا، حين نعيش بحذر، حين نحب بصمت، حين نحزن بلا دمع، وحين نرجو دون كلام.

كل غيمة مرآة، تُري كلٌّ منا وجهه الخاص.
هناك من يراها ممرًا للخيال، وآخر يجد فيها أمانًا، وثالث يقرأ فيها وجعًا يشبه وجعه تمامًا.
وهناك غيوم ثقيلة، تمطرنا فجأة، كأنها لا تحتمل كتمانها أكثر. وهناك أخرى تكتفي بالمرور، كمن يطرق الباب ويختفي.

أليست حياتنا كذلك؟
تمتلئ وتفرغ، تشرق وتغيب، تحملنا وترمينا، ثم تعود من جديد بشكل آخر، بلون مختلف، بنغمة جديدة.

إننا بحاجة لأن نتأمل السماء أكثر.
أن نتعلّم من غيومها فن التغيّر، فن التماهي، فن التخلّي دون أن نفقد ملامحنا.
أن نكون مثل الغيوم: نمرّ، نعم، لكن نترك أثرًا، ولو كان ظلًا ناعمًا على وجه النهار.

حين تشعر بأن الحياة باتت ضيقة، لا تطرق أبواب البشر... اطرق باب السماء،
ارفع عينيك، وتحدث مع الغيوم.
قد لا ترد، لكنك ستشعر بأنها تفهمك.
وهذا يكفي.



#هدى_زوين (هاشتاغ)       Huda_Zwayen#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرواح تذبح في صمت: عن جرائم لا يراها القانون
- ما بعد اللحظة: هل نحيا حقا؟
- العطاء والحب..فلسفة تتجاوز الكلمات
- عاشق على حدود النار
- الشوق والحرمان: لغة العشق في الشعر الشعبي
- العراق..ياموطني، يارآية المجد التي لا تنحني
- أبي: إرث لا ينتهي، وأثر يظل أبديا
- الطمع والظلم: كيف يسلب الجشع إنسانية البشر
- الصبر بين الاحتراق والخلود: حين يصبح الصبر جمرا على الشفاه
- الشموع والزمن: إحتراق الروح في مسيرة الحياة
- حين تبوح الأيام بأسرارها..دروس تخط بمداد التجربة
- أنين البقاء: صمت يتهامس مع الزمن
- الثقافة ضمير وسلوك
- الأرجوحة التي لا تتوقف
- أمير من نار وعشق: حين يلتقي الشغف بالقوة
- أرض الظلال: مقاومة في بلد طغيان القادة وهوسهم بالنساء
- -حين تنهض الأرواح: القبور التي تلاشت وعادت من جديد-
- أرض الظلال:مقاومة في بلد طغيان القادة وهوسهم بالنساء
- حين يصبح اللازمن موطنًا
- رقصة على حافة الزمن


المزيد.....




- أقدم غوريلا في العالم تحتفل بعيد ميلادها الـ68 عامًا.. شاهد ...
- السعودية تكشف 5 إجراءات قبل موسم الحج 2025 حفاظا على سلامة ا ...
- ترامب يتجاهل مصافحة زوجة وزير الصحة.. مشهد محرج خلال حدث ريا ...
- -تنذكر ما تنعاد-، صور من حرب لبنان الأهلية في الذكرى الـ50 ل ...
- قوة تدميرية غير مسبوقة.. واشنطن في طريقها لتطوير قنبلة ذرية ...
- الجزائر تعرب عن -احتجاجها الشديد- على حبس أحد موظفيها القنصل ...
- حماس: قصف الاحتلال مستشفى المعمداني جريمة حرب بغطاء أميركي
- الجزائر تحتج على توقيف فرنسا أحد موظفي قنصليتها
- طهران تعلن عن جولة جديدة وترامب يشيد بالمحادثات معها
- عاجل | مصادر طبية: 7 شهداء وعدد من الجرحى في قصف استهدف سيار ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هدى زوين - موسيقى الغيوم..لوحات تتغير مع الوقت