أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماء عيسى سلامه - هل تعيد أمريكا تشكيل خرائط النفوذ في الخليج؟














المزيد.....

هل تعيد أمريكا تشكيل خرائط النفوذ في الخليج؟


اسماء عيسى سلامه

الحوار المتمدن-العدد: 8309 - 2025 / 4 / 11 - 16:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظل النفط الخليجي لعقود يمثل حجر الزاوية في معادلة الأمن القومي الأمريكي. فقد كان تأمين الحد الأقصى الممكن من إمدادات الطاقة الحيوية القادمة من الخليج هدفًا استراتيجيًا رئيسيًا لواشنطن وهو ما شكلّ وسببّ حضورها العسكري المكثف في المنطقة وقواعدها العسكرية فيها، وحدد ملامح علاقاتها الوثيقة مع دول مجلس التعاون الخليجي.
لم يكن مرد ذلك تأمين احتياجات الولايات المتحدة من النفط، أو تعويض نقص لديها، بل لدى الولايات المتحدة من احتياطي النفط ما يمكنها من تصدير النفط، ولكنها كانت تسعى للحفاظ على احتياطي النفط لديها ثابتا دون نقصان واستيراد من تستهلكه من الخارج، بل إن أمريكا واستنادا لحسابات اقتصادية كانت – احيانا - تعيد تصدير هذا النفط المستورد.
لكن هذه المعادلة التقليدية بدأت تتغير خلال العقدين الأخيرين، مع الطفرة الكبيرة في إنتاج النفط داخل الولايات المتحدة، والذي سجل أرقاما قياسية خلال الأعوام الخمس الماضية ، وبلغ 13.2 مليون برميل يوميا في العام 2024. إضافة إلى زيادة نسبة النفط المستورد من كندا الذي بلغ 154,727 برميل يوميا، مقابل 11,688 برميل يوميا من المملكة العربية السعودية. حسب ما أوردته إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن شهر كانون ثاني للعام الحالي. في الوقت الذي وصلت فيه صادرات السعودية من النفط ذروتها في العام 2003 والذي بلغ 1.7 مليون برميل يوميا.
اليوم وبعد أن تربعت الولايات المتحدة على عرش انتاج النفط عالميا و/او الاستحواذ على سواده الأعظم خارج الولايات المتحدة، وفي أعقاب ثورة النفط الصخري فيها، وتوجهاتها لاستبدال الخليج العربي كمزود رئيسي للنفط بغيرها من الدول، هذه التحولات قد تساهم في إعادة صياغة أولويات السياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الخليج، وتساهم في تقليل اعتماد واشنطن المباشر على النفط الخليجي كمورد حيوي للأمن الطاقوي الوطني.
قد يحمل هذا التحول في طياته انعكاسات استراتيجية بالغة الأهمية. . لكنها في جوهرها لن تحيد عن الوجه الإستراتيجي الأمريكي العام بأن تبقى القوة العظمى والوحيدة في العالم، فتقليدياً كان النفط دافعاً رئيسيًا في استدامة الاهتمام الأمريكي بالخليج العربي. ومع تراجع هذا الدافع يبرز التساؤل: هل ستظل المنطقة تحظى بنفس المستوى من الاهتمام الأمريكي؟ وهل سينعكس ذلك على الالتزامات الأمنية الأمريكية تجاه حلفائها في الخليج العربي؟
في الواقع، بينما قد يخفّ الزخم الاقتصادي المباشر للعلاقة وخاصة فيما يتعلق بالنفط ، لا تزال واشنطن ترى في الخليج أهمية تتجاوز الطاقة .... أهمية جيوسياسية تتعلق بمواجهة إيران التي تسعى الى أن تتبوأ مركزا قياديا في المنطقة، وذلك لضمان أمن الممرات البحرية الحيوية، والحفاظ على تفوقها في صراع النفوذ مع القوى الكبرى الأخرى والتوازنات. ومع ذلك، فإن هذا التغير قد يفتح نافذة أمام دول الخليج العربي لإعادة صياغة علاقاتها الدولية، وتنويع شركائها الاستراتيجيين، بما يتجاوز المعادلة التقليدية التي رسمت علاقاتها بالولايات المتحدة لعقود طويلة.
ولا بد هنا من الإشارة إلى التحول في الموقف الأمريكي حيال قضية الملف النووي الإيراني، والإعلان مؤخرا عن المفاوضات المباشرة مع طهران، يشكل انعطافا ملفتا للنظر. فهل كانت دول الخليج على علم مسبق بهذه الخطوة؟ أم أن واشنطن عملت بشكل مستقل؟ إن الخلاف بين الولايات المتحدة وإيران ليس خلافا عقائديا، إنما يستند على التقديرات الأمريكية لتهديد إيران لمصالحها الاستراتيجية في المنطقة، بالتالي فإن عودة المفاوضات بينهما تعتبر منطقية طالما استبعدت الولايات المتحدة أي خيار تستخدم فيه القوة في الوقت الراهن. كما أن الخلاف ليس مواجهة شرسة بينهما، بل إن إيران ورقة تلوح بها الولايات المتحدة لضمان هيمنتها على دول الخليج، فهي تصور نفسها الحامية لهذه الدول من مخططات إيران لأن تتبوأ مركز الصدارة في الخليج والمنطقة برمتها على حساب المملكة العربية السعودية.
لعل من أبرز تداعيات هذا التحول ، تعزيز رغبة دول الخليج في فتح آفاق جديدة لأسواق الطاقة، خصوصًا مع شركاء آسيويين متعطشين للطاقة مثل الصين والهند. هذا التنويع لا يقتصر على المبيعات فقط، بل يشمل أيضًا مجالات الاستثمار المشترك في مشاريع الطاقة المتجددة والطاقة البديلة، والتكنولوجيا، والبنية التحتية وتقنيات البلمرة والأياف البصرية، بما قد يعزز من" استقلالية " القرار الخليجي في الساحة الدولية. لكن لا يمكن له باعتقادي أن يخرج عن التبعية لواشنطن في المنظور القريب أو التحليق خارج فلكها.
على الجانب الآخر، هذا التحول في خريطة الطاقة العالمية قد يؤدي إلى تحولات موازية في حسابات القوى العالمية. فالصين، التي تعتمد على استيراد معظم احتياجاتها من الطاقة، تجد في الخليج شريكًا استراتيجيًا لا غنى عنه. ومع تراجع الاعتماد الأمريكي على نفط المنطقة، ربما ترى بكين أن الطريق بات مفتوحًا أمامها لتعزيز حضورها الاقتصادي والسياسي، بل وربما الأمني في المستقبل، بما ينسجم مع استراتيجيتها العالمية لتحقيق أمن الطاقة وتعزيز نفوذها الجيوسياسي.
بالمحصلة العامة .... يمكن القول إن تحوّل الولايات المتحدة إلى تقليل اعتمادها على الخليج العربي في إمدادات الطاقة التقليدية أي النفط، لن يكون مجرد تحول اقتصادي داخلي، بل هو نقطة تحول في توازنات العلاقات الدولية والإقليمية . ومع أن واشنطن لن تتخلى عن الخليج بسهولة، فإن موازين القوى في المنطقة مرشحة لأن تصبح أكثر تنوعًا وتعقيدًا، بما قد يمنح دول الخليج – إن كان لديها إرادة سياسية - هامشًا أوسع للمناورة السياسية والاقتصادية في مرحلة جديدة من التعددية القطبية التي تتشكل ملامحها اليوم.



#اسماء_عيسى_سلامه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاش النظام .... سقط النظام


المزيد.....




- أقدم غوريلا في العالم تحتفل بعيد ميلادها الـ68 عامًا.. شاهد ...
- السعودية تكشف 5 إجراءات قبل موسم الحج 2025 حفاظا على سلامة ا ...
- ترامب يتجاهل مصافحة زوجة وزير الصحة.. مشهد محرج خلال حدث ريا ...
- -تنذكر ما تنعاد-، صور من حرب لبنان الأهلية في الذكرى الـ50 ل ...
- قوة تدميرية غير مسبوقة.. واشنطن في طريقها لتطوير قنبلة ذرية ...
- الجزائر تعرب عن -احتجاجها الشديد- على حبس أحد موظفيها القنصل ...
- حماس: قصف الاحتلال مستشفى المعمداني جريمة حرب بغطاء أميركي
- الجزائر تحتج على توقيف فرنسا أحد موظفي قنصليتها
- طهران تعلن عن جولة جديدة وترامب يشيد بالمحادثات معها
- عاجل | مصادر طبية: 7 شهداء وعدد من الجرحى في قصف استهدف سيار ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماء عيسى سلامه - هل تعيد أمريكا تشكيل خرائط النفوذ في الخليج؟