وليد عبد الرحمن
الحوار المتمدن-العدد: 8309 - 2025 / 4 / 11 - 15:50
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
المقدمة
الأمل، تلك الشعلة المتذبذبة التي ترفعها البشرية في وجه عواصف الوجود، هل هو حقاً الملاذ الذي يدّعي أنه كذلك؟ للوهلة الأولى، يبدو جزءاً لا يتجزأ من الحالة الإنسانية: من يجرؤ على إنكار نبل ذلك الذي يتشبث، وسط المحن، بفكرة غدٍ أفضل؟ ومع ذلك، فإن تأملاً أعمق يدعونا إلى قلب هذه القناعة، فبدلاً من أن يكون فضيلة أساسية، قد يكون الأمل عائقاً، وهماً لطيفاً يطيل، تحت ستار العزاء، عذاباتنا، "لا تفتح باب الأمل، فهو أشد الآلام"، يعلن صوت خيالي، لكنه يتردد صداه بقوة؛ هذه الحكمة، بجرأتها، تحثنا على التشكيك فيما نعتبره مسلماً به، الأمل، بإلقائنا باستمرار نحو مستقبل غامض، ينتزعنا من اكتمال الحاضر؛ إنه يقيدنا بغدٍ لا يفي غالباً بوعوده.
هذه الفكرة، التي تبدو متناقضة مع الزخم الحيوي الذي يدفعنا، تستحق دراسة متأنية. فالأمل ليس مجرد انتظار؛ إنه توتر، اعتماد على ما ينقصنا؛ نأمل بالصحة لأن المرض يثقلنا، بالثروة لأن الفقر يخنقنا، بالحب لأن الوحدة تؤلمنا، وهكذا، فهو لا يعكس سوى فجوات واقعنا، محولاً كل رغبة إلى مرآة لنقائصنا، هذا التناقض، بعيداً عن كونه استفزازاً محضاً، قد يكون معياراً للحكمة: التخلي عن الأمل ليس استسلاماً لليأس، بل تحرراً من وهم لاحتضان ما هو كائن، هذا الافتراض الجريء يهز عادات تفكيرنا؛ إنه يدعونا إلى إعادة التفكير في علاقتنا بالزمن، بالانتظار، بالرضا.
يهدف هذا المقال إلى استكشاف هذه الأطروحة وسنحلل طبيعة الأمل كعقوبة يفرضها خيالنا، ثم سنكشف عن ارتباطه الوثيق بالنقص الذي يطارد وجودنا، بعد ذلك، سنواجه هذه الرؤية بالتقاليد الفلسفية، من الرواقيين إلى نيتشه، الذين أشادوا بهذا الموقف أو أدانوه، وأخيراً، سنتأمل كيف يمكن للتخلي عن الأمل أن يولد سكينة حقيقية، متجذرة في اللحظة، أما الخاتمة، فسنربط خيوط هذا التأمل لنؤكد الطابع التحرري لهذا التخلي.
أولا: الأمل كعقوبة
الأمل في أنقى صوره، يظهر كإسقاط للعقل نحو مستقبل أفضل؛ لكن ألا يديننا هذا الإسقاط، بعيداً عن رفعتنا، إلى عذاب خفي؟ تقدم الأساطير اليونانية، مع قصة باندورا، مثالاً باهراً: من بين الشرور التي أطلقت من الصندوق، يبقى الأمل، ليس كميزة، بل كتمديد للعذاب؛ بخلاف الألم الجسدي الذي ينضب في شدته، أو الجوع الذي ينتهي بالشبع، يستمر الأمل، بعيداً عن اللمس، محتفظاً بنا في انتظار لا يتوقف، إنه عقوبة ليس بقسوته الظاهرة، بل بقدرته على تأجيل راحة الروح إلى أجل غير مسمى، هذه الفكرة إن بدت مفاجئة الا انها تكشف حقيقة عميقة عن حالتنا: بأملنا، نوقع على أنفسنا ألماً لا نعرف كيف نسميه.
تأمل الإنسان العادي، المأسور في شباك الوجود، الفلاح، تحت سماء جافة عنيدة، يأمل بالمطر؛ المريض، المسمر في فراشه، يحلم بالشفاء؛ السجين، خلف قضبانه، يتخيل الحرية في كل حالة، يعمل الأمل كقوة تعد بالخلاص بينما تبعد هدفه، يصبح سلسلة غير مرئية، لأنه بأملنا، نتحول عن ما هو في متناولنا – الصبر أمام الجفاف، الكرامة في المرض، السلام الداخلي رغم القيود – لنضيع في مستقبل افتراضي وهكذا، لا يخفف الأمل: إنه يفاقم الشر بجعله خبيثاً، مزيناً بحلاوة زائفة تمنعنا من رؤية الحقيقة، العذاب يكمن في هذا التعليق، في هذا الوضع المتوسط حيث تتأرجح الروح بين الواقع والخيال، عاجزة عن الاستقرار.
تجد هذه العقوبة مصدرها في محدودية الإنسان، نأمل لأننا ناقصون؛ لأن كياننا مشبع بالنقص والطارئ، لكن بالخضوع لهذا الميل، نحكم على أنفسنا بالهروب الدائم، بعدم القدرة على العيش في الحاضر بكامله، الأمل، بهذا المعنى، فخ نصبته خيالاتنا: يعدنا بالخلاص الذي لا يستطيع ضمانه، تاركاً إيانا في حالة اعتماد على ما لم يوجد بعد. الأدب غني بأمثلة هذه السخرية المأساوية، في "في انتظار غودو" لبيكيت، يأمل فلاديمير وإستراغون في مخلّص لا يأتي أبداً؛ انتظارهما، بدلاً من تحريرهما، يحبسهما في دورة عبثية، الأمل، هنا، ليس نوراً، بل ظلاً يعتم وجودهما.
التخلي عن الأمل، إذن، قد يبدو كتحرر، ليس استسلاماً للقدر، بل قطيعة مع هذا العبودية الطوعية، فإذا كان الأمل عقوبة، فذلك لأنه يحرمنا من الشيء الوحيد الذي نملكه حقاً: اللحظة الحاضرة، بزراعته، ننفي أنفسنا من ذواتنا، نحكم على أنفسنا بالعيش في مكان آخر، يفلت منا بطبيعته.
ثانيا: الأمل، مرآة النقص.
إذا كان الأمل عقوبة، فذلك لأنه ينبع من صدع في قلب الكائن: النقص، لا نأمل بما نملك، بل بما ينقصنا هذه الحقيقة، ببساطتها المذهلة، تكشف بعداً مأساوياً للأمل: إنه عرض لعدم رضا أساسي، صدى لما يرفضه الواقع لنا، "نأمل بالصحة لأننا مرضى، بالثروة لأننا فقراء، بالحب لأننا نفتقده"، يمكن قوله بدقة، وهكذا، لا يعكس الأمل سوى ثغرات حالتنا، محولاً كل تطلع إلى وعي مؤلم بنقصنا، بعيداً عن كونه اندفاعاً نحو الاكتمال، إنه مرآة تعكس عيوبنا، تذكير دائم بما يفلت منا.
يمكن فهم هذا الارتباط بين الأمل والنقص عبر استعارة: الأمل ظل يلقيه الغياب، كما لا يوجد الظل إلا بوجود عائق أمام النور، لا يظهر الأمل إلا بوجود رغبة غير مشبعة، لكن هذا الظل، بدلاً من مواساتنا، يعمق إحساسنا بالفراغ، الغني الذي يخشى فقدان ثروته، الصحيح الذي يرهب المرض، الوالد الذي يرتجف من أجل طفله: حتى في الوفرة، يستمر الأمل بشكل قلق، دليلاً على أنه لا ينفصل عن توقع النقص، سواء كان حقيقياً أو متخيلاً، وبالتالي، الأمل هو تغذية لجرح؛ إنه تضميد الجرح بتغطيته بحجاب وهمي، فالأمل وعد بالعلاج، لا يفعل سوى إحياء الألم الذي يدعي تهدئته.
تتجلى هذه الديناميكية في التجارب اليومية الأكثر شيوعاً، العاشق المرفوض يأمل بعودة لا تأتي؛ كل يوم، يجدد انتظاره شعور الرفض، العامل غير المستقر يأمل باستقرار يفلت منه؛ كل رفض يعيده إلى هشاشته، في هذه الحالات، ليس الأمل قوة صمود، بل مصدر عذاب إضافي، إنه يربطنا بما ليس كائناً، مانعاً إيانا من قبول ما هو كائن، هذا العجز عن التخلي يكشف حقيقة أعمق: الأمل شكل من أشكال المقاومة للواقع، محاولة يائسة لملء فراغ لا نستطيع إنكاره.
غالبًا ما أدرك المفكرون هذا التوتر، شوبنهاور، في رؤيته التشاؤمية، رأى في الرغبة – التي يعد الأمل تعبيراً عنها – جذر كل معاناة، بالنسبة له، الإنسان محكوم بالتأرجح بين ملل الرضا وألم الانتظار، الأمل، بهذا المعنى، مجرد وهم يطيل حالة النقص، سراب يبعدنا عن السلام، التخلي عن الأمل، إذن، لن يكون اعترافاً بالضعف، بل إدراكاً واضحاً لحالتنا، إنه قبول أن النقص جزء منا، ليس كلعنة يجب التغلب عليها، بل كحقيقة يجب احتضانها، هذا القبول، بعيداً عن تقليصنا، قد يحررنا من الندم الأبدي على ما ليس كائناً.
ثالثا: الأمل في الفكر الفلسفي.
تناولت التقاليد الفلسفية الأمل بتردد يلقي الضوء على تأملاتنا، عند الرواقيين، يُنظر إليه بشك، بالنسبة لسينيكا، في "رسائله إلى لوسيليوس"، الأمل عاطفة تبعدنا عما في قدرتنا: الفضيلة، العقل، قبول القدر، الأمل هو التخلي عن النفس لعدم اليقين، لقوى خارجية لا نتحكم بها؛ إنه رفض انضباط الروح التي تجد قوتها في اللحظة الحاضرة، إبيكتيتوس، من جهته، يصر: "لا تطلب أن تحدث الأشياء كما تريد، بل تمنَ أن تكون كما تحدث" الأمل، في هذا المنظور، ضعف، هروب من الواقع الذي يجب مواجهته بشجاعة.
على النقيض، دافع بعض المفكرين المعاصرين عن الأمل كضرورة أخلاقية، كانط، في "نقد العقل العملي"، يربطه بفكرة التقدم الأخلاقي: أمل عالم أفضل يفترض وجود نظام عقلاني، عدالة نهائية تمنح معنى لجهودنا، هذا الأمل الميتافيزيقي، إن رفع الروح، يظل موجهاً نحو ما وراء، زمنياً أو متعالياً؛ إنه يبعدنا عن الواقع ليرمينا في مثالية، بين هذين القطبين، التوتر واضح: هل الأمل وهم يجب تجاوزه أم شرط للفعل الإنساني؟
يقدم نيتشه نقداً أكثر جذرية، في "هكذا تكلم زرادشت"، يندد بالأمل كجبن، رفض لتأكيد الحياة في قسوتها وجمالها المأساوي، "الأمل أسوأ الشرور، لأنه يطيل العذاب"، يكتب، مستعيداً الحدس اليوناني، بالنسبة له، الإنسان القوي لا يأمل: إنه يقول "نعم" للعود الأبدي، لتكرار اللحظة، دون البحث عن ملجأ في مستقبل مخلّص، التخلي عن الأمل يصبح فعل قوة، احتفالاً بالوجود كما يُعطى، دون زخرفة أو وعود، هذه الرؤية، المتطرفة، تتناقض مع رؤية كامو، الذي، في "أسطورة سيزيف"، يقترح أملاً متناقضاً: قبول العبث مع الاستمرار في الحياة، لكن حتى عند كامو، يُرفض الأمل التقليدي، الموجه نحو خلاص، لصالح تمرد واضح.
هذه الاختلافات تبرز سؤالاً مركزياً: هل الأمل عزاء أم عائق؟ يرى الرواقيون ونيتشه فيه اعتماداً يجب الهروب منه؛ كانط وكامو، كل بطريقته، ديناميكية يجب إعادة اختراعها، هذا التردد يعكس تمزقنا الخاص: نحتفظ بالأمل كبلسم، لكننا نشعر أنه يغربنا، ربما تكمن الحكمة في تركيب: ليس رفضاً قاسياً، بل تحويل الأمل إلى حضور منتبه، خالٍ من الانتظار، فإذا علمتنا الفلسفة شيئاً، فهو أن الإجابات البسيطة نادرة؛ الأمل، بتعقيده، يتحدانا لإعادة التفكير في علاقتنا بالعالم.
رابعا: سكينة التخلي.
إذا كان الأمل عقوبة ومرآة للنقص، فماذا يبقى لمن يختار التخلي عنه؟ بعيداً عن الغرق في اليأس، قد يفتح التخلي عن الأمل الطريق إلى سكينة عميقة، سلام لا يعتمد على تقلبات المستقبل، هذه الحكمة، المتناقضة ظاهرياً، تقوم على قبول كامل لما هو كائن، عدم الأمل بالمطر هو تعلم العيش مع الجفاف أو الرقص تحت القطرات عندما تأتي؛ عدم الأمل بالشفاء هو إيجاد كرامة في هشاشة الجسد؛ عدم الأمل بالعدالة هو العمل من أجلها دون انتظار مكافأة، هذا الانفصال ليس استسلاماً سلبياً، بل تأكيداً نشطاً للحاضر، طريقة لاستعادة ما يسرقه الأمل منا.
تلقي الفلسفات الشرقية، خاصة البوذية، الضوء على هذا المسار، بالنسبة لبوذا، الرغبة – التي يشكل الأمل شكلاً منها – هي جذر المعاناة؛ بتعلقنا بما قد يحدث، نحكم على أنفسنا بدورة من الانتظار والخيبة، التحرر يأتي من التخلي: ليس بنفي الفعل، بل بتجريده من قلق النتيجة، الفلاح يزرع حقله، الطبيب يعالج مريضه، الناشط يدافع عن قضيته، لكن دون تعليق سلامهم الداخلي على النتيجة، هذا الموقف، بعيداً عن كونه تخلياً عن العالم، هو انغماس أعمق في واقعه، إنه يحول الوجود إلى سلسلة من اللحظات تُعاش لذاتها، وليس كوسائل لغاية افتراضية.
مثال ملموس يوضح هذه السكينة. تخيل رجلاً مصاباً بمرض عضال. إذا أمل بمعجزة، يصبح كل يوم صراعاً ضد المحتوم، مصدراً للأسى إزاء فشل توقعاته، لكن إذا تخلى عن هذا الأمل، يمكنه إعادة اكتشاف جمال صباح صافٍ، حلاوة صوت صديق، بساطة نفس. هذا ليس تخلياً، بل إعادة توجيه: الطاقة التي كانت متناثرة في الانتظار تتركز في التجربة الفورية، هذا السلام، الهش لكنه حقيقي، يفلت ممن يظل أسير الأمل.
هذه الرؤية لا تستبعد الفعل، على عكس ما قد يُخشى، التخلي عن الأمل لا يعني التوقف عن السعي لعالم أفضل؛ إنه يعني الفعل دون أن نكون عبيداً لثمار هذا الفعل. تعبر "البهاغافاد غيتا"، النص الهندوسي المقدس، عن ذلك بقوة: "لك الحق في العمل، لكن ليس في ثمار العمل." هذا الفصل يحرر الفرد من القلق ويسمح له بالعمل بوضوح ذهني يعتمه الأمل بوعوده غير المؤكدة، وهكذا، يصبح التخلي مصدر قوة، عودة إلى الذات تتجاوز أوهام التطور.
الخاتمة.
التخلي عن الأمل كمعيار للحكمة يبدو، للوهلة الأولى، متناقضاً مع ميلنا الطبيعي للبحث عن النور في الظلام. ومع ذلك، يكشف هذا النهج عن عمق غير متوقع، دعوة لإعادة التفكير في علاقتنا بالوجود، الأمل، يربطنا بمستقبل غامض، يحرمنا من ثراء الحاضر؛ إنه يحبسنا في معاناة مقنعة بحلاوته الظاهرة، محكماً علينا بالعيش في ظل ما ينقصنا، "لا تفتح باب الأمل، فهو أشد الآلام": هذا الأمر، بعيداً عن إثقالنا، يدعونا إلى إغلاق باب لفتح آخر – باب حياة تُعاش بكاملها، متحررة من قيود الانتظار، هذا التناقض، المستكشف من خلال العقوبة التي يفرضها، النقص الذي يعكسه، النقاشات الفلسفية التي يثيرها، والسكينة التي يمكن أن يولدها، يكشف عن حقيقة محررة.
فالأمل، إن رفعنا أحياناً، يغربنا في أغلب الأحيان، إنه يحولنا عن ما في متناولنا ليضيعنا فيما يظل بعيداً عن اليد؛ يحول رغباتنا إلى عذابات، وتطلعاتنا إلى ندم، علمنا الرواقيون كيف نضبطه، رفضه نيتشه، تجاوزته الحكم الشرقية، معاً، تتجه هذه الأصوات نحو فكرة جريئة: الحكمة لا تكمن في انتظار خلاص، بل في تأكيد اللحظة، التخلي عن الأمل ليس نفياً للحياة، بل الإمساك بها في عريها، دون زينة مستقبل متخيل، إنه اختيار الوضوح ضد الوهم، الحضور ضد الغياب.
هذه الخاتمة ليست نقطة نهاية، بل بداية. فإذا كان للأمل مكان في اندفاعات القلب، فإنه يفقد نبله عندما يصبح عكازاً، القوة الحقيقية، ربما، هي السير بدونه، والتقدم في عدم اليقين بسكينة انتُزعت بجهد عالٍ. وهكذا، التخلي عن الأمل ليس خسارة، بل انتصار: انتصار إنسان، بتوقفه عن ملاحقة الأوهام، يتعلم العيش في العالم كما يُعطى، في جماله الخام وهشاشته الأساسية.
#وليد_عبد_الرحمن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟