علاء هادي الحطاب
الحوار المتمدن-العدد: 8309 - 2025 / 4 / 11 - 15:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا يشعر أحد بما يعانيه أهل غزّة إلا هم أنفسهم، مهما تصورنا حجم المعاناة والألم والظلم والحاجة والحرمان والتشرّد والعوز، فلا يمثل ذلك إلا تصورنا نحن لتلك المعاناة والألم، وواضح أن الغزّاويين هم انفسهم سئموا الشكوى عندما وجدوا العالم أصمَّ أذنيه وأغمض عينيه عما يعانوه من مصائب، فآلامهم والظلم الذي يتعرضون له يوميا بات خبر ثانٍ لدى وسائل الإعلام العربية والعالمية واهتمام أقل بالنسبة لمنظمات حقوق الإنسان، فضلا عن عدم اكتراث الأنظمة السياسية الإسلامية والعربية والعالمية، بل وحتى الشعوب هي الأخرى، لم يَعدّ يشغلها القتل والتهجير الذي يتعرض له أهل غزّة، فلا أخبارهم باتت يتداولها الناس ولا مطالبهم محط أنظار عامة الجمهور لم تُنس غزّة من قبل كما نُسيت اليوم، بلحاظ ما تعرضوا له منذ أكثر من عامٍ، وسط انشغال العالم بتصريحات وإجراءات الرئيس الامريكي دونالد ترامب والحديث عن شرق اوسط جديد، فضلا عن أحداث سوريا المتسارعة، وغياب فعل ووهج المقاومة الفلسطينية وغيرها نتيجة الضربات الكبيرة التي تعرضت لها وفقدان أبرز قادتها.
كان الأمل مرهونًا باستمرار الشعوب الإسلاميَّة والعربيَّة في أن تبقى غزّة في ضميرها ووجدانها، لكن صار واضحا أن التطبيع الناعم للكيان الصهيوني مع عدد من الدول العربية وغيرها، بات يأخذ مفعوله وسط تلك الشعوب، حتى وصل بنا الحال ونحن نتفرج على الدبابات الإسرائيلية وجنودها يتجولون وسط سوريا دون أن نكترث أو نهتم، فضلا عن أن نتظاهر أو نعترض، وأن دل ذلك على شيء فأنما يدل على أن غزّة أصبحت منسيّة لا يذكرها ذاكر، وترك أهلها يواجهون مصيرهم لوحدهم وسط عمل دؤوب من قبل الكيان على إفراغها من مقاوميها وجميع سكانها ومن ثم تهجيرهم رغما عنهم، وهذه المرة سيكون التهجير ناعما بلا بدائل ولا مقابل، ومن يتابع بدقة ما يجري في غزّة يدرك جيدا أن سياسة التهجير وإفراغ غزّة دخل حيّز التّنفيذ.
#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟