عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8309 - 2025 / 4 / 11 - 14:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رفع الرئيس الأميركي دونالد ترمب الرسوم الجمركية على واردات أميركا من الصين إلى 145%، لكنه ذهب إلى القول في تصريحاته الأخيرة: "أكن احترامًا كبيرًا للرئيس الصيني، ونود أن نتمكن من التوصل إلى صفقة عادلة مع الصين". الصين سخرت من رسوم ترمب الجمركية ضد منتجاتها الواردة إلى السوق الأميركية، وقالت له بلسان صيني مبين:"حتى طاقيتك التي تغطي بها دماغك من انتاجنا". للعلم، مجموع صادرات الصين إلى الخارج 3500 مليار دولار، 14% منها فقط إلى أميركا، أي 443 مليار دولار، مقابل 143 مليار دولار قيمة صادرات أميركا إلى الصين. لكن الصين ردت الصاع صاعين لترمب ففرضت على وارداتها من أميركا رسومًا جمركية إضافية بنسبة 84%، وكأنها تقول لساكن البيت الأبيض إفعل ما بدا لك، إحنا مش سائلين فيك.
في السياق، خلال زيارة مجرم الحرب نتنياهو الأخيرة إلى أميركا، قَزَّمَه ترمب وحجَّمه وأصدر إليه توجيهات وأوامر لا خيار أمامه إلا الإلتزام بها وتنفيذها، ومنها: وقف الحرب في غزة بأسرع وقت وإبرام صفقة لتبادل الأسرى، وقد بدأ ويتكوف يتحدث بذلك. وبخصوص الإيرانيين، لا بد أن كثيرين سمعوا ترمب يقول للصحفيين موجهًا الكلام للنتن:"أنت تقول أنهم ضعفاء وأنا أرى أنهم أقوياء...". وعن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال ترمب:"أردوغان مقرب لي ومحبب". معنى الكلام الموجه للنتن، أنت تعلم أنك ودولتك من دوننا لا تستطيعون حماية أنفسكم، ولا حاضر لكم ولا مستقبل. وعليك أن تتعلم كيف تراعي مصالحنا، وكيف تحترم الأقوياء وتتعلم التعامل الصحيح معهم".
مقصود القول، الصين فرضت احترامها على أميركا ورئيسها بتقدمها العلمي، والتقدم العلمي أرقى منتجات العقل الإنساني. مليار ونصف مليار صيني يتقدمون بالعلم والعقل، ولا دين عندهم باستثناء مئة مليون مسلم صيني. إيران تتقدم علميا، وتركيا دولة متقدمة رئيسها منتخب من شعبه بغض النظر عن رأينا فيه. لم يُعرب ترمب عن احترامه لحاكم عربي، رغم المصالح الكبيرة لبلاده في ديارنا العربية.
إحنا المهم عندنا "مقدساتنا"، وفي طليعتها "الأصنام البشرية". أما وعينا الجمعي، فيتطلع إلى إعادتنا إلى القرن السابع الميلادي، أي إلى القرون الوسطى...يا حسرة علينا بالفعل.
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟