أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عقيل الخضري - اليين واليانغ في الفلسفة الطاوية















المزيد.....

اليين واليانغ في الفلسفة الطاوية


عقيل الخضري

الحوار المتمدن-العدد: 8309 - 2025 / 4 / 11 - 12:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اليين واليانغ فلسفة صينية قديمة "طاوية" هي المبدأ الأساسي الذي تقوم عليه الكثير من جوانب ومجالات الحياة في دول شرق آسيا، وانتشرت بالعالم كلِّه.
تقوم فكرة الين واليانغ " Yin and yan" على ما لاحظه الصينيون القدماء من المتضادات الكثيرة التي تحيط بالإنسان، فاليين واليانغ هما كلمتان تحملان معنى التضاد بين الطاقات المختلفة، وتعبر عن الازدواجية الثنائية في الكون، والتي تبنى على أن لكلِ شيء ما يقابله و يكامله في نفس الوقت، وداخل الدائرة يوجد قسمان، الأسود وبداخله دائرة بيضاء "اليين"، والأبيض وبداخله دائرة سوداء "اليانغ" والخط الفاصل بينهما يعمل على إبقائهما متحركين ومتغيرين، ولكن ليس لأي منهما وجود مطلق دون الآخر بل هناك تداخل بينهما وتكامل دائما بين الأبيض والأسود، مما يشير إلى أن أي أمر سيئ يقابله أمر جيد والعكس صحيح. كما يشير أيضا إلى أنه لا يوجد شيء مطلق، وأن الأبيض قد يتَخلَّله بعض من الأسود والأسود قد يتخلَّله بعض من الأبيض، ومن أهم الظواهر التي يتم تفسيرها في ضوء نظرية اليين واليانغ هي: الليل والنهار، الذكر والأنثى، الصيف والشتاء، الحياة والموت.. الخ.
طاقة اليين واليانغ طاقتان متضادتان مؤديتان لحدوث أي شيء في الحياة, طاقة الخلق والإيجاد والحركة والحياة.
طاقة الين: هي طاقة الانوثة و الهدوء و الصمت والسكون والعزلة والبرودة واللطف والسلام.
طاقة اليانغ: هي طاقة الذكورة والحركة والنشاط والديناميكية والارتفاع والقيادة والقوة.
على الرغم من التناقض الموجود في اليين و اليانغ إلا أنهما يمثلان التكامل، و بدون هذه الدائرة الأزلية لا يمكن للكون أن يكتمل و أن يستمر ويتطوّر.
طاقة الين و اليانغ موجودين بالطبيعة و المواد و الأكل و السلوكيات و المشاعر وفي أجسادنا أيضًا.
مشاعر الين هي: الحزن، القلق، التوتر، الكتمان، النوم، الرغبة بالموت.. أما مشاعر اليانغ هي: الغيرة، الشك، الإيجو (EGO)* التسلط، العنف، حب الظهور الرغبه في الجدال والتحدّث بصوتٍ مرتفع ، الحركة الزائدة .
الرجل و المرأة يحملان طاقة ذكورية و طاقة أنثوية في آن معًا وبشكلٍ متوازن, بمعنى أن الرجل بفطرته يحمل طاقة ذكورية أعلى بكثير من طاقته الأنوثة، و المرأة في صميمها و بفطرتها تحمل طاقة أنثوية عالية أعلى بكثير من طاقتها الذكورية.
تواجد طاقة الذكورة و الانوثة يتوقّف على المستويات الطبيعية لهرمون التستوستيرون في الجسد، و متى ما تغيرت المستويات الطبيعية بسبب التغيرات النفسية أو المرضيَّة أو البيئية أو غيرها، يضطرب التوازن بين الطاقتين ويختلّ.
تزيد طاقة الذكورة عند المرأة حال حمّلها العديد من المسؤوليات في آن واحد، وعندما ترغب بشِّدّة في النجاح و التفوُّق و الوصول إلى أهدافها الغير عادية، فإن مستويات اليانغ لديها تزيد ودون وعي منها وتنعكس على طريقة تفكيرها وتصرفاتها، كما تزيد طاقة الذكورة عند المرأة بتولي مسؤوليات البيت أو بيئة العمل الشاقة.
تزيد طاقة الأنوثة عند الرجل في حالات معينة مثل هيمنة حالة حب على حياته ومع مشاعر الود والتعاطف والحنان بالأبوّة.
إن العلاقة بين الزوجين السويين هي حلقة مغلقة بين طاقة الأنوثة والذكورة. طاقة الأنوثة الفطرية وظيفتها تغذية طاقة الذكورة، و طاقة الذكورة الفطرية وظيفتها أن تشعل طاقة الأنوثة, وهذا أروع ما يمكن أن نجده بين أي شريكين.
التوازن بين الين و اليانغ هو مفتاح الحياة الصحية و السليمة، و هذا التوازن يمكن تحقيقه من خلال الاستماع إلى أجسامنا ومراقبة أحداث حياتنا.
السلوكيات القوية لليانغ تجذب وتنجذب للسلوكيات الضعيفة للين، وربما يؤدي هذا بالضرر لكلا الطاقتين و الطرفين, فالحيوانات المفترسة تنجذب للحيوانات الضعيفة فقط!
التوازن الطاقي للشخص نفسه يجعله متوازن في سلوكياته و أفكاره وأقواله، و حتى في شكله و صحته وعلاقاته وكل جوانب حياته.
طاقة الذكورة هي طاقة العطاء، وطاقة الأنوثة هي طاقة الاستلام. طاقة الذكورة هي طاقة الخلق، وطاقة الانوثة هي طاقة الإتمام.
فطاقة المرأة 60% أنوثة و 40% ذكورَة، أما طاقة الرجل 60% ذكورَة و 40% أنوثة، أو مايقاربها، ولا يوجد شيء ين 100% ولا شيء يانغ 100%، فكل شيء يتكوّن من كلتا الطاقتين بدرجات متفاوتة، ولا يوجد شيء محايد فأما أن يكون ين أو يكون يانغ.
اليوغا و التأملات و الصلاة و الروحانيات و كل مايعزز حالة السكون يرفع طاقة الانوثة.
الزراعة، التواصل مع الطبيعة، الطبخ، الرقص، السباحة، تصميم الأزياء، تصميم الديكور، رعاية الحيوانات، الخياطة، الرسم، العزف، ترفع طاقة الأنوثة.
التواصل الاجتماعي، اللعب مع الأطفال، المشي حافيًا على التربة، العطاء العاطفي، الغناء، ترفع طاقة الانوثة.
يفترض في منازلنا ان نرفع طاقة الانوثة الى 90% سيدات ورجال، لتسود منازلنا حالة من الهدوء والسلام والسكون واللطف.
كل شاكرا من الشاكرات تمثل طاقة معينة، الحمراء يانغ، البرتقالية ين، الصفراء يانغ. الخضراء ين، السماوية يانغ، الزرقاء ين، البنفسجية محايدة.
الرقص الصوفي يوازن الطاقة بالجسد، الدوران مع عقارب الساعة يعزز الشاكرات الانثوية، الدوران عكس عقارب الساعة يعزز الشاكرات الذكورية
ذوي الطاقة الأنثوية العالية الغير متزنة، يرغبون بالحصول على الاهتمام المبالغ به و لفت الانتباه و التشجيع والإعجاب من الآخرين، يعيشون الدراما و الحزن و شعور الضحية، غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم، لديهم نظرة سلبية عن الحياة وثقتهم بأنفسهم ضعيفة.
ذوي الطاقة الذكورية العالية الغير متزنة، متوحشين، عنيفين، دكتاتوريين، يتملَّكهم جنون العظمة، يتميزون بالطبع الحاد وسرعة الغضب والتنمّر، لديهم هاجس لاستخدام السلاح والرغبة بالقتل وسفك الدماء.
ذوي الطاقات المتوازنة يهتمون بالعلم و المعرفة و النزاهة، يحافظون على القواعد الاجتماعية ويراعون الأعراف، يظهرون كذواتهم، إنسانيين، أصدقاء محبين، يعرفون متى يعطون ومتى يأخذون، يهتمون بالداخل والخارج، مهتمين بالصحة والرفاهية، يلتزمون بالصالح العام.
____________________
*- الأنا هي الذات الحقيقية، أما الإيجو فهي الذات المزيفة المتضخمة والمبالغة.



#عقيل_الخضري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهِنْد.. بلد المُعتَقدات الغريَّبة، ومآسِي الفَتَيات
- مذابح المسلمين في بورما.. تاريخٌ وحيثيَّات
- العلويُّون مرَّة أخرى.. بين الرَّحمن والشَّيطان
- إبادة الطائفة العلويَّة ..
- مآسِي المَسيحيَّة في باكستان..
- التشريب طعام أهل الجنّة..
- عائشة إبراهيم دوهولو
- دعاء خليل أسود
- الضمير والمعتقد..رؤية وتداعيات! (2-2)
- الضمير والمعتقد..رؤية وتداعيات! (1)
- سارة الجميلة...من يعيدها؟
- الانتماء واللعب بحقوق الآخرين!
- مكافحة الخوف الفردي...تجربة وتداعيات
- مطالبة الحكومة العراقية بالإلتزم بواجبها الوطني والأخلاقي تج ...


المزيد.....




- أقدم غوريلا في العالم تحتفل بعيد ميلادها الـ68 عامًا.. شاهد ...
- السعودية تكشف 5 إجراءات قبل موسم الحج 2025 حفاظا على سلامة ا ...
- ترامب يتجاهل مصافحة زوجة وزير الصحة.. مشهد محرج خلال حدث ريا ...
- -تنذكر ما تنعاد-، صور من حرب لبنان الأهلية في الذكرى الـ50 ل ...
- قوة تدميرية غير مسبوقة.. واشنطن في طريقها لتطوير قنبلة ذرية ...
- الجزائر تعرب عن -احتجاجها الشديد- على حبس أحد موظفيها القنصل ...
- حماس: قصف الاحتلال مستشفى المعمداني جريمة حرب بغطاء أميركي
- الجزائر تحتج على توقيف فرنسا أحد موظفي قنصليتها
- طهران تعلن عن جولة جديدة وترامب يشيد بالمحادثات معها
- عاجل | مصادر طبية: 7 شهداء وعدد من الجرحى في قصف استهدف سيار ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عقيل الخضري - اليين واليانغ في الفلسفة الطاوية