أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عقيل الفتلاوي - إيران والغرب.. من الموت لأمريكا إلى رئيس السلام – هل تغيرت القاعدة ؟














المزيد.....

إيران والغرب.. من الموت لأمريكا إلى رئيس السلام – هل تغيرت القاعدة ؟


عقيل الفتلاوي
صحفي وباحث

(Aqeel Al Fatlawy)


الحوار المتمدن-العدد: 8309 - 2025 / 4 / 11 - 08:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عقود من الخطاب الناري، والعداء الأيديولوجي، والمواقف المتصلبة تجاه الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، شكلت هوية النظام الإيراني منذ الثورة الإسلامية عام 1979. "الموت لأمريكا" لم يكن مجرد شعار يرفع في المظاهرات، بل كان عنواناً لسياسة خارجية تقوم على المواجهة، ودعم (المقاومة) في المنطقة، ورفض أي حوار مع (الشيطان الأكبر). لكن المفارقة اليوم أن إيران، التي كانت ترفض حتى فكرة الجلوس إلى طاولة التفاوض مع الأمريكيين، باتت تنظر إلى الرئيس دونالد ترامب المعروف بمواقفه المتشددة تجاهها على أنه (رئيس للسلام). فما الذي تغير؟ وهل نحن أمام تحول جذري في السياسة الإيرانية، أم أن طهران تعيد ترتيب أوراقها تكتيكياً بعد خسائرها المتتالية؟
في الأيام الأخيرة، بدأت الخطوط الأمامية للنفوذ الإيراني في المنطقة تتهاوى واحدة تلو الأخرى. في اليمن، يواجه الحوثيون ضربات متزايدة من الولايات المتحدة، ودخولهم في مفاوضات سياسية أصبح أمراً محتوماً بعد سنوات من الحرب التي أنهكتهم. وفي لبنان، عانى حزب الله من استهداف إسرائيل لقاداتها وعلى رأسهم الزعيم المغدور حسن نصر الله و استهداف بنيتها التحتية في ضربات موجعة، مع أزمات داخلية غير مسبوقة، بين انهيار اقتصادي وضغوط دولية تدفع نحو نزع سلاحه، أو على الأقل تقليص دوره العسكري.
أما في العراق، فالفصائل المدعومة من إيران تواجه حملة متصاعدة لتجريدها من السلاح، وسط غضب شعبي متزايد من تدخلات طهران. وفي سوريا، حيث بدا النظام السوري الجديد إلى قطع ذلك الهلال الشيعي الممتد عبرها، اضافة إلى تتراجع القوات الإيرانية تحت ضربات إسرائيلية متكررة، وضغوط اقتصادية جعلت الوجود العسكري الإيراني معدوماً.
هذه التطورات تطرح سؤالاً محرجاً للنخبة الحاكمة في طهران: إذا كانت إيران عاجزة عن حماية حلفائها، أو حتى تقديم الدعم الكافي لهم في لحظات الأزمات، فما قيمة هذه التحالفات أصلاً؟ والأكثر إيلاماً أن الدول التي تحولت إلى ساحات للصراع بين إيران وأعدائها مثل اليمن وسوريا ولبنان والعراق هي التي دفعت الثمن الأكبر، بينما لم تخسر إيران ولا إسرائيل (العدو اللدود) سوى جزء يسير من مواردها.
القفزة الأكبر في التغيير الإيراني جاءت مع قبول طهران فتح قنوات تفاوض مباشرة مع الولايات المتحدة .
هذا القرار يمثل قطيعة مع خطاب الثورة التقليدي، الذي كان يرفض أي حوار مع واشنطن باعتباره (خيانة). اليوم، باتت إيران تبرر هذا التحول بالحديث عن (حماية مصالح الشعب الإيراني)، لكنها تتجاهل السؤال الأهم: ماذا عن مصالح حلفائها في المنطقة؟ هل كان الحوثيون وحزب الله والفصائل العراقية مجرد أدوات قابلة للاستهلاك، تُستخدم حين تحتاجها طهران، ثم تُترك لمواجهة مصيرها حين تتعثر المعادلات الإقليمية؟
الواقع يشير إلى أن إيران بدأت تدرك أن استنزاف مواردها في حروب بالوكالة لم يعد مجدياً، خاصة في ظل العقوبات الاقتصادية القاسية التي أنهكت نظامها. لكن هذا لا يعني بالضرورة أنها تخلت عن طموحاتها الإقليمية، بل ربما تعيد صياغة أدواتها. فبدلاً من الاعتماد الكلي على الفصائل المسلحة، قد تلجأ إلى تعزيز نفوذها عبر قنوات سياسية واقتصادية، كما فعلت في العراق عبر أحزاب موالية لها.
هل دخلت المنطقة مرحلة ما بعد إيران؟
الإجابة ليست بسيطة. صحيح أن النفوذ الإيراني المباشر في تراجع، لكن هذا لا يعني أن طهران خرجت من المعادلة. فإيران ما تزال تمتلك أوراق ضغط مهمة، مثل برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية، كما أن حلفاءها رغم ضعفهم ليسوا عديمي القيمة. الأكثر تعقيداً هو الموقف الإسرائيلي، الذي يبدو مرتاباً من أي تقارب أمريكي- إيراني، وقد يدفع نحو تصعيد عسكري لفرض وقائع جديدة.
السؤال الأكبر يبقى حول النوايا الإيرانية: هل التغيير في الخطاب والوسائل يعكس تحولاً جذرياً في الاستراتيجية، أم أنه مجرد تكتيك مرحلي؟ التاريخ يشير إلى أن الأنظمة الثورية قد تغير أساليبها، لكنها نادراً ما تتخلى عن أيديولوجيتها. ربما تكون إيران قد أدركت أن شعارات الماضي لم تعد مجدية، لكن هذا لا يعني أنها تخلت عن أحلام الهيمنة. الفرق الوحيد أنها قد تلجأ الآن إلى (الهيمنة الناعمة)، بدلاً من الحروب بالوكالة.
أما الدول العربية التي تحولت إلى ساحات لهذا الصراع، فما زالت تدفع الثمن. فبينما تتقاتل القوى الكبرى فوق أراضيها، يبقى السؤال: متى سيتوقف النزيف؟



#عقيل_الفتلاوي (هاشتاغ)       Aqeel_Al_Fatlawy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من علم الأجيال كيف يمسكون القلم قبل أن يمسكوا الحجر؟
- سوريا إلى ما قبل الصفر.. قرار أمريكي يطيح بالشرعية الدولية ل ...
- الشرق الأوسط في عهد ترامب الجديد .. استقرار أم فوضى ؟
- مطالب عادلة ونظام تعليمي على المحك.. معلمو العراق في إضراب ش ...
- من الريف إلى الحرم.. كيف أثّرت الهجرة العشوائية على هوية الن ...
- بين المطرقة والسندان.. كيف يريد الكونغرس الأمريكي تحرير العر ...
- هل تُشعل واشنطن المواجهة مع إيران؟.. حاملة طائرات نووية أمري ...
- تداعيات الفوضى الخلاقة: تحليل لواقع العراق السياسي والاقتصاد ...
- البروباغندا الأمريكية ودورها في الحرب على العراق 2003
- من وراء قطر غيت ؟.. لعبة استخباراتية أم فساد داخل الكيان الإ ...
- العار أصبح ترنداً .. معركة الحياء في السوشيال ميديا ..
- ضربة استراتيجية تشلّ (هاري ترومان) وتُغيّر قواعد اللعبة
- الطبيعة أم التطبع: أيهما يغلب في الآخر؟
- الفاشنيست الدينية: حين يتحول الخطاب المقدس إلى سلعة رقمية..
- الأفكار النمطية: قيود نصنعها بأيدينا
- التكتلات الإعلامية والتحكم في تدفق المعلومات
- من الملعب إلى البرلمان.. هتافات غير لائقة تعيد النفط إلى واج ...
- ثقافة الاستقالة معدومة في العراق: اتحاد اكرة القدم نموذجًا..
- من سيملأ الفراغ السياسي في العراق؟ السيد مقتدى الصدر ينسحب م ...
- بين الإنقاذ والتراجع


المزيد.....




- أقدم غوريلا في العالم تحتفل بعيد ميلادها الـ68 عامًا.. شاهد ...
- السعودية تكشف 5 إجراءات قبل موسم الحج 2025 حفاظا على سلامة ا ...
- ترامب يتجاهل مصافحة زوجة وزير الصحة.. مشهد محرج خلال حدث ريا ...
- -تنذكر ما تنعاد-، صور من حرب لبنان الأهلية في الذكرى الـ50 ل ...
- قوة تدميرية غير مسبوقة.. واشنطن في طريقها لتطوير قنبلة ذرية ...
- الجزائر تعرب عن -احتجاجها الشديد- على حبس أحد موظفيها القنصل ...
- حماس: قصف الاحتلال مستشفى المعمداني جريمة حرب بغطاء أميركي
- الجزائر تحتج على توقيف فرنسا أحد موظفي قنصليتها
- طهران تعلن عن جولة جديدة وترامب يشيد بالمحادثات معها
- عاجل | مصادر طبية: 7 شهداء وعدد من الجرحى في قصف استهدف سيار ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عقيل الفتلاوي - إيران والغرب.. من الموت لأمريكا إلى رئيس السلام – هل تغيرت القاعدة ؟