أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسين - حتى تتعافى سوريا وتنهض من جديد؟














المزيد.....

حتى تتعافى سوريا وتنهض من جديد؟


اكرم حسين

الحوار المتمدن-العدد: 8308 - 2025 / 4 / 10 - 20:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعيش سوريا اليوم لحظة فارقة في تاريخها الحديث، فالدولة السورية التي خرجت من أتون الحرب والدمار والانقسام ، ما تزال في غرفة العناية المشددة، تنتظر من ينقذها وينهض بها، وفق رؤية وطنية تتماشى مع روح العصر ونظرة العالم المتحضر. لا مجال للترقيع أو التجميل، بل نحن أمام مهمة تأسيس دولة حقيقية على أسس سليمة.
أولى هذه الأسس هي إعادة تنظيم الجيش السوري على أسس وطنية ومهنية، بما يضمن ولاءه للدولة لا للأفراد أو الأيديولوجيات أو القوى الخارجية. فجيش أي دولة هو ضمان استقرارها، ولا يمكن الحديث عن دولة مستقلة وذات سيادة طالما أن جيشها مخترق من قوى أجنبية أو خاضع لإرادات غير وطنية. يجب أن يكون جيشاً جامعاً، غير طائفي، ينضوي تحت مظلة دستور واضح ومؤسسات مدنية ديمقراطية.
كما لا بد من أن تكون سوريا دولة مدنية قائمة على المواطنة المتساوية، حيث لا تمييز بين المواطنين على أساس الدين أو القومية أو المذهب أو الانتماء السياسي. فالدولة المدنية في سوريا ليست ترفاً، بل ضرورة لبناء مجتمع متماسك يتساوى فيه الجميع أمام القانون وتُكفل فيه الحريات والحقوق. لا يمكن أن تُبنى سوريا الجديدة على أسس الإقصاء والتمييز، بل على العدالة والكرامة واحترام الإنسان كقيمة عليا.
وفي هذا السياق، فإن سيادة القانون واستقلال القضاء يجب أن يكونا حجر الزاوية في المشروع الوطني السوري. فبدون قضاء مستقل، لا يمكن الحديث عن عدالة، وبدون عدالة لا يمكن الحديث عن مصالحة أو استقرار حقيقي. العدالة هي التي تعيد الثقة بين المواطن والدولة، وهي التي تفتح الباب أمام تجاوز الماضي وتفتح صفحة جديدة من الثقة والانتماء.
لقد جرّبت سوريا الكثير من النظريات والمقاربات الفاشلة كالاسدية ، واليوم لا وقت للتجريب. ما تحتاجه سوريا هو العودة إلى المبادئ الأساسية للديمقراطية، القائمة على التشاركية الواسعة في رسم السياسات واتخاذ القرارات، دون إقصاء أو تهميش لأي مكوّن أو تيار. فالديمقراطية ليست فقط صندوق اقتراع، بل ثقافة حكم، وآلية لضمان التوازن والرقابة والتداول السلمي للسلطة.
ان تأسيس الدولة السورية الناشئة لا يكون إلا من خلال مشروع وطني جامع، ينطلق من الداخل ويستجيب لحاجات الناس ومعاناتهم. فالسوريون اليوم منهكون، يريدون دولة توفر لهم الأمان، والتعليم، والرعاية الصحية، والخبز، والكهرباء، والعمل. وبالتالي فإن تحسين مستوى الخدمات والمعيشة لم يعد مطلباً عادياً بل هو أولوية وطنية وإنسانية لا تحتمل التأجيل.
وفي الوقت الذي تتحدث فيه بعض الأطراف عن ضرورة رفع العقوبات، فإن الحل لا يكمن في انتظار الخارج أو تحميله مسؤولية كل شيء، بل في تحريك عجلة الاقتصاد من الداخل، واستثمار الثروات الوطنية السورية الهائلة من نفط وغاز وزراعة وصناعة. فالتعافي الاقتصادي ممكن، لكنه يحتاج إلى شفافية، واستقرار سياسي، وبيئة قانونية واقتصادية جاذبة للاستثمار، قبل أي شيء آخر.
تقع المسؤولية اليوم على عاتق الإدارة السورية الجديدة ممثلة بالرئيس احمد الشرع وحكومته الانتقالية ، لأنها تدعي تمثيل الشعب السوري و"تحتكر" السلطة . لقد سئم السوريون الشعارات والوعود ، وهم بأمسّ الحاجة إلى أفعال تترجم إلى أمن وكرامة ولقمة عيش. آن الأوان لتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الضيقة، وللخروج من دوامة المحاور والتبعيات، والانحياز لصوت الناس لا لصوت السلاح أو الخارج. فالوطن لا يُبنى بالخطابات ولا بالشعارات ، بل بالرؤية والعمل، وبالقدرة على بناء شراكات حقيقية تضمن لكل مكوّن مكانته ودوره وكرامته.
فالحرص على إنقاذ سوريا، يعني فتح الأبواب أمام حل وطني شامل، يشارك فيه الجميع، ويستند إلى الديمقراطية والمواطنة والعدالة، قبل فوت الأوان وتضيع الفرصة الأخيرة لإنهاض الدولة السورية من تحت الركام.



#اكرم_حسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم، ما زلنا بحاجة إلى الأحزاب... ولكن!
- مراجعة الخطاب السياسي الكردي في سوريا ، ضرورة استراتيجية في ...
- الإقصاء المتعمد للكرد : تهديد لوحدة البلاد وانتهاك لمبادئ ال ...
- أحمد الشرع وتحديات المرحلة المقبلة ؟
- وحدة تيار المستقبل ، وفاء لدماء الشهداء واستجابة للتحديات ال ...
- مستقبل الديمقراطية والمواطنة المتساوية في سوريا بعد إسقاط ال ...
- لمصلحة من اغتيال إسماعيل فتاح عضو المجلس الوطني الكردي ؟
- الفيدرالية نموذج للحكم العادل في سوريا
- الطريق إلى سوريا الجديدة: تحديات المرحلة الانتقالية
- اي سوريا نريد؟
- صعوبة وحدة الموقف الكردي في سوريا...؟
- هل حقاً سقط الأسد ..؟
- ماذا بعد سقوط الاسد؟
- يوم جديد ، ونهار جديد
- قراءة في المشهد السوري الراهن
- سوريا بين معركة التحرًر وبناء المستقبل ...؟
- زيادة الأسعار في مناطق - الادارة الذاتية -: يزيد الأعباء على ...
- عن -العلمانية-
- حول - المواطنة المتساوية- في سوريا
- حول المقاربات التركية الاخيرة


المزيد.....




- يوم دامٍ في أوكرانيا.. لحظة انفجار ضخم في سومي بعد قصفها بصو ...
- مصدر لـCNN: ويتكوف أطلع مسؤولا مقربا من نتنياهو على محادثات ...
- -الكرش- الهندي: من رمز للمكانة الاجتماعية إلى قاتل صامت
- الحوثيون يطلقون صاروخيْن باليستييْن على تل أبيب وغارة أمريكي ...
- رغم القصف والدمار.. فلسطينيون يحيون أحد الشعانين في غزة
- قرقاش يعلق على لقاء محمد بن زايد مع الشرع
- الأمن الروسي يعتقل عميلين جندتهما استخبارات كييف في مولدوفا ...
- أكبر مزاد لملابس الأميرة ديانا
- ترامب سيطلب من الدول العربية أن تختار بين المعسكرين الأمريكي ...
- زيلينسكي يتعهد باستعادة -الأراضي المحتلة- لكنه يجهل الطريقة ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسين - حتى تتعافى سوريا وتنهض من جديد؟