صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8308 - 2025 / 4 / 10 - 20:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هذا هو واقع مدينة الناصرية، صحيح انها مركز الثقل بالنسبة للحركة الاحتجاجية منذ 2019، الا انها أيضا مركز اهتمام السلطة الإسلامية الفاشية، فأي حركة احتجاج وبغض النظر عنها كيفما تكون فأن السلطة بكل قوتها تتعامل معها بعنف مفرط، بل عنف قل مثيله.
في أيام انتفاضة تشرين 2019، نصبت سلطة الإسلام السياسي أحد أقبح قادة الجيش "جميل الشمري" شقيق وزير الداخلية الحالي "عبد الأمير الشمري"، جميل الشمري هذا كان من القباحة شكلا ومضمونا، فشكله جدا قبيح، وقد عكس قباحة شكله على المنتفضين بارتكابه مجزرة جسر الزيتون، التي راح ضحيتها العشرات من الشبيبة المنتفضة، ولم يكن جميل لوحده، فقد ساندته مجموعة ميليشيات معروفة بالقتل والاغتيال، وحتى ضباطا من الجيش برتب صغيرة، أبرزهم القاتل عمر نزار، الذي اعفى عنه القضاء التافه والقذر.
رغم هذا القمع المفرط الا ان السلطة لم تكتف بذلك، فهي تريد الانتقام بكل الوسائل من الشبيبة، حركت شيوخ العشائر، وهؤلاء كان لهم دور سيء جدا بتسهيل عمليات الاختطاف التي قامت بها الميليشيات، وأيضا ساهموا بوأد الحركات الاحتجاجية بذرائع شتى "ليس وقتها الان، اهم شيء فرض النظام والقانون، نحن مع السلطة والقانون...الخ.
أيضا السلطة لم تشبع شهوتها بالانتقام، فعينت قبيح الوجه والتاريخ مديرا لشرطتها "نجاح العابدي"، وهذا من ذوي التاريخ الغامض والمشكوك به، وصفه أحد شيوخ العشائر بأنه "كلب حراسه أفضل منه" بعد عمليات القمع التي تعرض لها الكادر التربوي.
نجاح هذا يمثل الفشل لسلطة الإسلام السياسي المرعوبة والمهزوزة والخائفة والقلقة والمتوترة من أية حركة احتجاج حتى لو كانت لمعلم-ة يريد زيادة في راتبه. نجاح هذا هو الابن اللقيط للقوى الميليشياوية، لا أحد يجرؤ على تغييره او تبديله او محاكمته، انه اليد الضاربة لهذه الميليشيات.
لقد اتفقت كل قوى السلطة ومؤسساتها من قضاء الى شرطة الى جيش الى ميليشيات الى عشائر للتنكيل بأهالي وشبيبة مدينة الناصرية، لقد أجتمعوا في حلف دنس ونجس للاقتصاص ومعاقبة مدينة الناصرية، فكل شبيبتها مطلوبون لقضائهم التافه والقذر، الذي اتفقوا معه على اصدار مذكرات قبض واعتقال للعشرات من الشباب بدعاوى كيدية.
ان ما يجري في الناصرية هو البداية الحقيقية والفعلية للفاشية الإسلامية، فهذه الممارسات تدل على ان هناك مسارا اختطته سلطة الإسلام السياسي لقمع وتنكيل ومعاقبة وعدم التساهل مع أي حركة احتجاج، وما فعلته شرطة اللقيط نجاح العابدي بمظاهرة الكادر التربوي هو أكبر دليل على ذلك.
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟