كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8308 - 2025 / 4 / 10 - 19:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
توسعت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وتعمقت اكثر فأكثر، فالدولتان مصممتان على المواجهة الند بالند حتى لو تطلب الأمر حرق كوكب الأرض بمن عليه. فما ان يتخذ ترامب قراره الارتجالي برفع الرسوم الجمركية حتى يأتيه الرد الصاعق من الصين بآلية العين بالعين والسن بالسن ولآخر نفس. فقد رفع التنين الصيني رسومه من 34 % إلى 84%، في حين قفزت الرسوم الترامبولية إلى 104 %، ثم ارتفعت إلى 125 % وهددهم ترامب بالقفز إلى السقف الأعلى. .
لدينا الآن تصعيد من هنا وتصعيد من هناك. وطيش من هنا وعناد من هناك، نرافقها انفعالات وتوترات ومواقف رعناء لا تكترث بما ستؤول اليه الأمور. فالقيادة الترامبولية ترى انها وحدها تمتلك حق التلاعب بالرسوم، ويتعين على الصين ان تذعن وتستجيب وتخضع وتركع، ولا يحق لها الاحتجاج أو الاستغاثة. .
نعم هذا ما يراه ترامب، فالرجل يتصرف وكأنه الحاكم المطلق المسيطر على الشعوب والأمم. يبسط نفوذه على القارات كلها، ولم يكن يتوقع ان تبادر الصين بقلب الطاولة عليه. .
الطامة الكبرى ان الصين خفضت اليوان لدعم التصدير، وضخت الفوائد النقدية الهائلة لتحريك الاقتصاد، وانشأت المصانع العملاقة لإنتاج السيارات الكهربائية، ودعمت سوق الأسهم لتفادي الانهيار. وكانت رسالتها تنذر بزوال عصر القطب الواحد، وهي الآن تتحرك بثقة نحو قيادة العالم بأقطاب متعددة، بينما تواجه الولايات المتحدة احتمالات الغرق في مشاكلها الداخلية بعدما تجاوزت ديونها 41 ترليون دولار. .
من ناحية اخرى اجمع الاتحاد الاوروبي بتصويت حاسم على رفع الرسوم الجمركية إلى 24 % بقيمة تصل إلى 22 مليار يورو، وابدت العواصم الاوروبية استعدادها لاستخدام أسلحتها المتاحة من اجل تعزيز قوة ترسانتها الاقتصادية وحماية السوق الأوروبية الموحدة، وحذر الاتحاد من مخاطر الدخول بمفاوضات منفردة مع واشنطن. مشددا على ضرورة الثبات والتماسك في مواجهة الطيش الترامبولي. .
وللحديث بقية. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟