أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - عديم الشرف: تناقضات خامنئي تتكشف















المزيد.....

عديم الشرف: تناقضات خامنئي تتكشف


مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

(Mehdioghbai)


الحوار المتمدن-العدد: 8308 - 2025 / 4 / 10 - 18:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أفق السياسة الدولية المتقلبة
في ظل التطورات السياسية العالمية المتغيرة، عاد موضوع المفاوضات مع الولايات المتحدة إلى صدارة الأحداث، محاطًا بتصريحات متناقضة ومثيرة للجدل من قبل قادة النظام الحاكم في إيران. ففي خطاب ألقاه علي خامنئي، مرشد النظام، يوم الجمعة 8 فبراير، أعلن أن "المفاوضات مع أمريكا لن تحل مشاكل البلاد".
ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن خامنئي قوله: "ليس من الفطنة أو الحكمة أو الشرف التفاوض مع الولايات المتحدة، ولن يحل أيًا من مشاكلنا. والسبب في ذلك؟ التجربة". وأضاف أن إيران توصلت إلى اتفاق مع الولايات المتحدة ودول أخرى بعد محادثات استمرت عامين، لكن الأمريكيين لم يلتزموا به رغم التنازلات الكثيرة التي قدمتها طهران. وأشار إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قائلاً: "مزقه الشخص الذي يحكم الولايات المتحدة الآن".
وكرر خامنئي في كلمته أنه "ليس من الفطنة أو الحكمة أو الشرف" إجراء محادثات مع الولايات المتحدة، مستندًا إلى التجربة، وذلك بعد أيام من تصريح ترامب بأنه "يود التوصل إلى اتفاق" مع طهران.
ردود الفعل والجدل الداخلي
لم تمر تصريحات خامنئي دون أن تثير ضجة في الأوساط السياسية والإعلامية داخل إيران.
قدم النائب حميد رسائي مبررًا واضحًا لهذه الهجمات المنظمة في العاشر من فبراير، قائلاً: "أي شخص يتحدث عن التفاوض مع أمريكا هو أحمق وعديم الشرف، لأن المرشد الأعلى يقول إن المفاوضات مع الولايات المتحدة ليست عقلانية ولا ذكية ولا شريفة. أي شخص، على أي مستوى أو منصب، يرتدي أي زي عسكري، ويتحدث عن التفاوض مع أمريكا، يجب أن يُطلق عليه لقب عديم الشرف وعديم العقل والوعي".
وكرر رسائي هذه العبارة في تغريداته، مؤكدًا أن من يطرح مثل هذه الأفكار، سواء في منصات الإعلام أو المحافل الرسمية، يجب أن يُحاسب على سخافة هذه التصريحات.
كما عزز النائب أمير حسين سعيدي هذه الرسالة في البرلمان، قائلاً: "أولئك الذين يدعون إلى المفاوضات مع أمريكا هم جهلة وحمقى وعديمو الشرف".
وقبل ذلك، ظهر حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة "كيهان"، على شاشة التلفزيون الحكومي ليدين المفاوضات، واصفًا إياها بأنها "مصدر خسارة" وتعادل "الاستسلام". وقال: "إن حدود المفاوضات يحددها الطرف الآخر مسبقًا. وعندما يحددون سقف المفاوضات ثم يدعوننا، فإنهم في الواقع يدعوننا للاستسلام. لم يعد هذا يسمى مفاوضات، ولا يمكن لأي تحليل سياسي أن يصفها بهذا الاسم".
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "تابناك"، فإن هذه التصريحات غذت الجدل الداخلي، حيث وصفها بعض النقاد بأنها محاولة متناقضة من القيادة لتبرير فشلها في معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها الشعب الإيراني.
واستمر هذا التوجه الهجومي على المفاوضات في تصاعد داخل النظام، حتى بلغ ذروته عندما كتب حسين شريعتمداري رئیس تحریر صحيفة "كيهان" التي‌ المعروف بأنها المتحدثة باسم خامنئي،: "لن يمضي وقت طويل حتى يُنتقم لدم قاسم سليماني عبر إطلاق عدة رصاصات في رأس ترامب الفارغ، ليبتلع بعدها زقوم اللعنة".

خلفية تاريخية وتناقضات القيادة
ليس هذا أول مرة يدلي خامنئي بتصريح يثبت صحته لاحقًا. فقد قال سابقًا إن "من يتفاوض مع أمريكا، وخاصة مع هذا الرئيس، لا يملك لا عقلًا ولا شرفًا ولا ذكاء"، دون أن يحدد ما إذا كان يقصد المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة، بل شمل كل أنواع المفاوضات. وبعد أقل من شهر، تبين أن كلامه كان صحيحًا، لكنه هو نفسه من افتقر إلى الشرف.
لقد تكرر هذا الأمر مرات عديدة، لكن التصريح الأبرز لخامنئي الذي أثبت صحته كان في يونيو 1988، عندما كان رفسنجاني، أحد أعمدة النظام بعد وفاة الخميني، لا يزال على قيد الحياة. في مجلس خبراء النظام، وأثناء مناقشة اختيار خامنئي وليًا فقيهًا خلفًا للخميني، قال خامنئي بوضوح رافضًا قبوله الولاية: "يجب أن يُبكى دمًا في مجتمع إسلامي يُطرح فيه مجرد احتمال تولي مثلي الولایة"
هذا التصريح اليوم مثبت بنسبة مئة بالمئة، بل ألف بالمئة، فقد أثبت خامنئي بدقة، خطوة بخطوة، من خلال أفعاله وجرائمه، صدق هذا القول.
فما أصدق ما قاله خامنئي بأنه يجب البكاء دمًا على مجتمع يقوده منذ 36 عامًا، أو بالأحرى يقود عصابة إجرامية بقیادة خامنئي أخذت المجتمع الإيراني والعديد من الدول العربية رهينة.
مفاوضات مباشرة أم غير مباشرة؟
رغم التصريحات الراسخة لخامنئي التي ترفض المفاوضات مع الولايات المتحدة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا عن انطلاق مفاوضات مباشرة مع النظام الإيراني يوم السبت القادم. في المقابل، يؤكد الجانب الإيراني أن اللقاء سيكون "غير مباشر"، وسط موجة من الجدل الحاد والانتقادات المتباينة.
وفي ظل هذه التطورات، سواء كانت المفاوضات مباشرة أم غير مباشرة، يبقى السؤال الأساسي مطروحًا: من هو عديم الشرف، عديم العقل، وعديم الذكاء؟
ألم يكن هذا ما قاله خامنئي نفسه؟

الخاتمة: مستقبل النظام في مرمى الشعب
تظهر كل هذه المعطيات أن النظام الإيراني اليوم يقف على مفترق طرق، حيث تتناقض تصريحات القيادة مع الواقع الذي يعاني منه الشعب. في ظل هذا الوضع المتأزم، يتضح أن خامنئي، الذي طالما ادعى أنه رمز الحكمة والحنكة السياسية، قد وجد نفسه في مأزق حقيقي. لم تعد تصريحاته الشجاعة وسخريته من المفاوضات مع أمريكا مجرد شعارات فارغة، بل أصبحت تعبر عن تراجع حاد في القدرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
قد تكون المفاوضات المباشرة مع أمريكا مسألة جدلية، لكن الحقيقة المؤكدة هي أن الشعب الإيراني يئن تحت وطأة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ويتوق إلى التغيير الحقيقي والديمقراطية والحرية. وبينما يظل النظام محاطًا بتناقضاته ويستمر في استخدام خطابات تفتقر إلى النزاهة والكرامة – كما يتضح من تصريحات تشير إلى عدم شرف من يتفاوض مع أمريكا – يبقى المستقبل مفتوحًا أمام من يسعى لتحرير الوطن من قيد الإخفاق والظلم.
وفي النهاية، سيظل السؤال قائمًا: متى سينفجر بركان المجتمع الإيراني؟



#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)       Mehdioghbai#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرعب في ظل التزلزل
- سلاسل الولاية المتزلزلة: اعتراف خامنئي بحافة الانهيار
- ثوران الشعب: سقوط النظام
- تحذيرات أمريكا والرعب الحقيقي للنظام الإيراني
- إيران تحطم رقماً قياسياً في الإعدامات عام 1403 الإيراني: 115 ...
- ولاية الفقيه في مهب السقوط: هزائم النظام الإيراني في العام ا ...
- النظام الإيراني في مأزق: هجمات أمريكا على الحوثيين وتهديدات ...
- خامنئي محاصر بالأزمات.. هل تقترب ولاية الفقيه من نهايتها؟
- إيران: الأزمة الشاملة والمخاوف من انفجار الغضب الشعبي
- إيران على صفيح ساخن: خيارات خامنئي بين تجرع كأس السم والانفج ...
- أفق جديد للنضال: رحلة المقاومة الإيرانية الداخلية والدولية
- مريم رجوي خلال أمسية رمضانية: سقوط نظام الملالي حتمي والبديل ...
- مسيرة في واشنطن: دعم للمقاومة الإيرانية
- تهريب الوقود واختلال توازن الطاقة في نظام ولاية الفقيه
- نساء إيران: قوة التغيير نحو مستقبل حر في مؤتمر باريس 2025
- مؤتمر يوم المرأة العالمي في باريس: المرأة، قوة التغيير
- رسالة تظاهرة إيرانية في باريس: البديل الديمقراطي قادم
- مظاهرة 8 فبراير في باريس: صرخة إيرانية من أجل الحرية والديمق ...
- السباق النووي الإيراني.. بين السرية والتصعيد الدولي
- حملة -ثلاثاء لا للإعدام- ضد عقوبة الإعدام في إيران تدخل عامه ...


المزيد.....




- أمريكا.. القبض على طالب فلسطيني في جامعة كولومبيا قبل حصوله ...
- تركن أحلامهن ونسجْن السجاد، أفغانيات يتحدّين قيود طالبان رغم ...
- بمشاعل مضيئة... قرية في كشمير تحيي مهرجانًا صوفيًّا يعود إلى ...
- البيت الأبيض يجمد 2.2 مليار دولار من دعم جامعة هارفارد بعد ر ...
- ترامب عن إيران: اعتادت التعامل مع أغبياء في أمريكا خلال المف ...
- لقاء مناقشة حول موضوع “مستجدات الحياة السياسية الوطنية وإصلا ...
- إيقاف الدروس بتونس بعد وفاة 3 تلاميذ في انهيار سور مدرسة
- عرائض الاحتجاج في إسرائيل تمتد إلى لواء غولاني
- يائير نتنياهو متطرف أكثر من أبيه هاجم أميركا وسب ماكرون
- الجزائر تطرد 12 دبلوماسيا فرنسيا وتشن هجوما لاذعا على ريتايو ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - عديم الشرف: تناقضات خامنئي تتكشف