عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8308 - 2025 / 4 / 10 - 12:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لماذا جنح ترامب إلى التفاوض مع إيران، على العكس تمامًا من رغبة تابعه الصهيوني، وفي المقابل، يمنح التابع ذاته أضواء خضراء متتالية للإستمرار في العدوان على العرب وترحيل الشعب الفلسطيني من غزة؟!
الجواب نجده فيما صدر عن جون كيري وزير خارجية أميركا، في عهد باراك أوباما، بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران، عام 2015. "لقد امتلكوا العلم، ويجب التعامل معهم باحترام". هذا ما ذهب إليه جون كيري آنذاك. بالمناسبة، ايران تصنع أسلحتها، وتتقدم في الأبحاث العلمية على مستوى الدول النامية، وفيها ما يلفت نظر دول عظمى متقدمة علميا وصناعيا، مثل روسيا والصين. أما النظام الرسمي العربي، المتهالك التابع الذليل، فلا يرى في إيران بتعليمات من البيت الأبيض وتل الربيع المحتلة سوى أنها شيعية المذهب، وذلك لصب المزيد من الزيت على نار الفتن وتفخيخ مجتمعاتنا بالعصبيات الإنقسامية، خدمة لأسياده الصهيوأنجلوساكسون. وقد وجه ترمب ذاته في ولايته الأولى كلامًا لبعض ممثلي النظام الرسمي العربي قائلًا: "أنتم لا تملكون شيئًا سوى عائدات النفط...". ألا تتذكرون؟! واقعنا مرير مخجل، وقد أصبحنا أضحوكة بين الأمم. العالم يحترم الأقوياء بالعلم خاصة، وبالذات ترمب. لا شك أن كثيرين يلفتهم إعجابه بكيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية مع أنه في القاموس السياسي الأميركي ديكتاتور. سبب الإعجاب، الرؤوس النووية التي تمتلكها بلاده بقيادته. ومن يمتلك السلاح النووي، فقد امتلك ناصية العلم. لا أحد يحترم الضعفاء المنفعلين، وعلى وجه التحديد أولئك الذين يقبلون على أنفسهم أن يُصفعوا ويُركلوا كل يوم ولا يردون، بل ويتمسكون باتفاقيات الذل والاستسلام مع العدو. العالم يحترم المبادرين الفاعلين، أما العجزة التائهون، وبالذات الذين مردوا على التضرع إلى السماء كي تفزع لهم، فالعالم يراهم ليسوا عجزة فحسب، بل يصرون على التشبث بقروسطيتهم وتخلفهم وضعفهم.
قبل أيام تابعت ناشطًا إيرانيًّا على إحدى الفضائيات، ويبدو أنه قريب من دوائر صنع القرار في طهران، إذ قال بالحرف: في حال تعرضنا لعدوان، بمقدورنا تجهيز 23 قنبلة نووية دفعة واحدة.
النظام الرسمي العربي التابع المتهالك، استمرأ الخنوع وفرض الذل على شعوبنا المبتلاة به. وللأسف الأسيف، الشعوب تائهة وليست أفضل حالًا، كما تأكد خلال سنوات ما يُسمى الربيع العربي، ومغلوبة على أمرها.
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟