أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - صفعة ترامب على خد بيبي وانفتاح المستقبل على كل الاحتمالات














المزيد.....

صفعة ترامب على خد بيبي وانفتاح المستقبل على كل الاحتمالات


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 8308 - 2025 / 4 / 10 - 12:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يختلف به ترامب عن بايدن او غيره من الرؤساء السابقين في معالجعة ازمات الدولة الامبريالية هي ان ترامب لا يريد مشاركة الاخرين غنائم الانتصار كما انه لا يريد مشاركتهم خسائر الهزيمة في اطار رؤية تتسق عموما ومسار التطور التاريخي للحراك الاجتماعي بشكل عام، ونسق حركة راس المال بصورة خاصة، ويحاول ايجاد مخرج يحفظ لهذه الدولة عمرا اطول قدر الامكان، خاصة وان مشاركة الاخرين غنائم الانتصار ستكون ارباحا غير ذات مستوى بالنسبة للولايات المتحدة، وان تقاسم خسائر الهزيمة ستكون ضخمة وستعجل بانهيار الدولة القومية التي شكلت الامبريالية ولا زالت امتدادها وتطورها.
وفي هذا السياق قد نجانب الصواب اذا شخصنا السياسة الامريكية على انها خيار خاص بالرئيس ترامب اكثر منه اسلوب ادارة لاستراتيجية دولة بادوات خاصة مهما علا شأنه في تراتبية دور الافراد في التاريخ، وذلك لسببين على الاقل اولهما ان الضوابط الدستورية والمؤسساتية في النظام السياسي الامريكي لا تسمح للفرد الواحد بتجاوز المؤسسة وآليات صنع القرار بها والثاني ان الرئيس لم يخرج في استراتيجيته او اسلوبه عن الاستراتيجية الامريكية التي تضع الصين الخطر المستقبلي الاكبر المحدق بمكانة الولايات المتحدة الدولية، وانه كغيره من الروساء السابقين لا زال مصرا على الانفراد الامريكي بقيادة النظام الدولي، ولكن عبر اعادة النظر في قواعد بناء التحالفات واقامة علاقات الصداقة، التي تبدو ظاهريا وكأنها تودع للمرة الاولى تلك القواعد والقيم التي افرزتها نتائج الحربين العالميتين الاولى والثانية، وان الدولة القومية تتخلى لصالح دولة اخرى ليست ضرورة ان تكون من تلك التي بشر بها هنتغتون، او بات يسميها البعض بالدولة الحضارية اي التي تقوم على الخصائص الحضارية لدولة او لامة ما، وليس على خصائص ومظاهر التمدن والتجديد.
والسبب الذي يقف وراء هذا الاعتقاد هي نتائج الممارسات السياسية الفعلية للدولة القومية التي كانت تقوم على ازدواجية المعايير، ولم تسجل العلاقات الدولية ولو واقعة واحدة التزمت خلالها الدولة الامبريالية بتطبيق نفس المعايير على حالات متشابهة ولكنها لا تنطوي على نفس المصالح التي تعنيها، حيث لم يكن مفهوم حق الشعوب في تقرير مصيرها واحدا بالنسبة لها، كما لم يكن ايضا مفهوم حقوق الانسان، والديمقراطية، حيث كانت على سبيل المثال لا الحصر الدول العربية ُتصنف من قبلها على انها دول ديمقراطية او انها تقبل بها في المعسكر الديمقراطي وتقبل بصداقتها والتحالف معها وتقديم المساعدات لها وتحافظ على امن انظمتها مع ان انظمتها السياسية واقعيا انظمة استبدادية وعائيلية قمعية تنتمي الى ما قبل الدول الدستورية المقيدة.
واليوم مع تفاقم ازمات الدولة الامبريالية وانحسار مساحة مناورة التعايش الكاذب فيما بينها، واشتداد المنافسة بين مكوناتها، فانه لم يعد لتلك القيم اهمية حقيقية في تنظيم علاقاتها البينية، وان الخلافات انتقلت الان الى صفوف الاخوة بعد ان كانت بالامس القريب بين هؤلاء الاخوة وابناء العمومة، وقبل ذلك بينهم جميعا وبين الغرباء، وبالتالي فان فشل ادارة بايدن بمحاولة اعادة انتاج هندسة للعلاقات الدولية بمجموعة من الشعارات التي لا تعبر عن حقائق واقع الدولة الراهن ولا تعكسه كما هو يعكس نفسه على شكل ازمات متدحرجة، هو ما اعاد ترامب للبيت الابيض محمولا على عدد من الشعارات والوعود التي كانت اكثر تعبيرا عن الواقع وكيفيات مواجهته.
والحقيقة ان صفعة ترامب لنتنياهو في البيت الابيض، التي كانت اشد قسوة وايلاما واهانة من تلك التي وجهها لزيلنسكي، حيث لا مقارنة بين مكانة الرجلين عند ترامب، كانت تعبيرا فجا عن معنى امريكا اولا، وتأكيدا قاطعا على ان حل ازمات امريكا يأتي اولا واخيرا، وان مصالحها فوق قيمها وهي بوصلتها في تحديد قائمة الاعداء والاصدقاء، وان العداء الامريكي لايران ليس هو نفسه عداء اسرائيل لها، وان التحالف مع اسرائيل سقفه استراتيجية الولايات المتحدة بالبقاء في موقع الاقوى ولو على حساب اخوة الامس.
وان كان ما زال مبكرا التقييم الدقيق لنتائج هذه الصفعة على خد بيبي، والقول ان الولايات المتحدة وفي اطار رؤية ترامب لامريكا اولا التي تعني تصنيف العالم اما تابعا او عدوا، بصدد بناء نظام اقليمي في الشرق الاوسط ثلاثي الرؤوس حيث الى جانب اسرائيل وتركيا هناك مكان ما لايران الملالي او من سيخلفهم، ان كان ذلك ما زال مبكرا تقيمه، فان المؤكد ان ازمات الدولة الامبريالية ومحاولات حلها ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات، وان العالم برسم تغير قيمه التي امتحن زيفها في اكثر من مرة وانها لن تبقى كما كانت عليه حيث باتت مجموعة من المتغيرات المتفاعلة بعضها مع بعض تشكل تفاعلًا نمطيًّا متكررًا، يمكن مراقبته، وملاحظته ما يمهد لاتساع نطاق هذه المتغيرات ومعها انماط تفاعل جديدة
هاني الروسان/ استاذ الاعلام في جامعة منوبة



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب الذي يصعد مع حلفائه كيف سيكون مع خصومه؟؟
- على ضوء تصور معهد دراسات الامن القومي الاسرائيلي لنموذج الدو ...
- اسرائيل مطلقة اليدين ..... تنفذ مخططاتها دون اعتبار لاي طرف ...
- تنفيذ خطة اعمار غزة بين رؤية ترامب للعالم الجديد وبين الشروط ...
- نجاح قمة القاهرة مرهون بوعي القدرة على التأثير، وعدم اضعاف ا ...
- هل سيؤدي البديل الالماني والحرب في اوكرانيا وعقيدة ترامب الى ...
- لكي لا يكون التطبيع السعودي مع وهم اقامة الدولة الفلسطينية
- بأي اذن ستسمع العرب تصريحات ترامب؟؟
- دولة سيناء ومدى الواقعية في الرفضين المصري والاردني
- هل سيفهمون الدرس ؟؟؟.
- هل بدأ العد العكسي لاقامة الدولة الفلسطينية في سيناء؟؟
- اي رجل سلام سيكون ترمب؟ وهل سيجعل من غزة نواة الحل؟
- هل سيكون الشرق الاوسط الجديد تركيا ام اسرائيليا ام للسعودية ...
- هل سيكون الاسلام التركي بديلا امريكيا عن الاسلام الشيعي؟
- سقط الاسد عندما اسقط شرط الاستمرار في مواجهة اسرائيل
- هل اقتربت امريكا من اتخاذ قرار الهجوم على ايران ؟
- ما يحدث في سوريا قد يكون خطيرا وجدير بالمتابعة
- هل سيكون الاستثمار التركي في لجظة سوريا الراهنة مجديا ؟؟.
- بعد التردد في المواجهة: سيكون سقوط النظام السوري خطوة ما قبل ...
- لحماية حزب الله فاننا نختلف مع نعيم قاسم


المزيد.....




- أمريكا.. القبض على طالب فلسطيني في جامعة كولومبيا قبل حصوله ...
- تركن أحلامهن ونسجْن السجاد، أفغانيات يتحدّين قيود طالبان رغم ...
- بمشاعل مضيئة... قرية في كشمير تحيي مهرجانًا صوفيًّا يعود إلى ...
- البيت الأبيض يجمد 2.2 مليار دولار من دعم جامعة هارفارد بعد ر ...
- ترامب عن إيران: اعتادت التعامل مع أغبياء في أمريكا خلال المف ...
- لقاء مناقشة حول موضوع “مستجدات الحياة السياسية الوطنية وإصلا ...
- إيقاف الدروس بتونس بعد وفاة 3 تلاميذ في انهيار سور مدرسة
- عرائض الاحتجاج في إسرائيل تمتد إلى لواء غولاني
- يائير نتنياهو متطرف أكثر من أبيه هاجم أميركا وسب ماكرون
- الجزائر تطرد 12 دبلوماسيا فرنسيا وتشن هجوما لاذعا على ريتايو ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - صفعة ترامب على خد بيبي وانفتاح المستقبل على كل الاحتمالات