أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - -موران كنعان- وعهود الوصاية














المزيد.....

-موران كنعان- وعهود الوصاية


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8308 - 2025 / 4 / 10 - 12:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التدخل السوري والتدخل الأميركي في لبنان متشابهان، في نظر البعض. فقد جمع الصديق يوسف مرتضى بين بطليهما، غازي كنعان وموران أورتاغوس، تحت إسم واحد "موران كنعان". مثل هذا التشبيه يفضي إلى استنتاجات خاطئة وتشخيص مغلوط، و يصعّب بالتالي على المعنيين التوصل إلى حلول.
هو يبرئ العوامل الداخلية ويحمل الخارجية منها المسؤولية عن أزمات الوطن، ويجعل التاريخ خطاً مستقيماً ثابتاً لا يحول ولا يزول، تمّحي فيه الفوارق فيصير لبنان قديماً قدم الأديان والكتب السماوية. لبنان ثابت والخارج هو المتحول. من الغزو الفارسي واليوناني والروماني إلى الفتح العربي والعثماني إلى الانتداب والوصايات والاحتلالات.
استنتاج مفاده أن لبنان ولد هكذا وهكذا سيبقى. "فالج لا تعالج". أحباط وهجرة، ومنظومة تلعب دور وكيل تفليسة لنظام مؤبد كنظام "الأسد إلى الأبد". ومعناه الكارثي تكرار الخطاب الذي مهد للحرب الأهلية ثم فجرها.
من ناحية أولى، لبنان ليس ثابتاً. بعد 1920 ليس كما قبله. كان مجموعة ولايات ومقاطعات يحكمها ولاة يعينهم السلطان. صار وطناً وجمهورية لها حكام منتخبون من قبل الشعب، ولها دولة ودستور وقوانين، وانتقل إلى حضارة جديدة وبات حبل صرته مربوطاً برحم الغرب الرأسمالي بعد أن كان مبروطاً إلى حبل الصرة العثماني. تلك اللحظة الفاصلة بين نهاية الاستعمار القديم واستقلال الأوطان ليست تفصيلاً بسيطاً أو ثانوياً، ومن علاماتها الفارقة استقلال لبنان عن السلطنة لا عن الاستعمار.
من ناحية ثانية، الوصاية السورية تمثل استعادة لسيطرة سلطانية قوامها جمع الأتاوات وتجنيد الأتباع في إنكشارية المخابرات، فيما "الوصاية" الأميركية تمثل سيطرة رأسمالية قوامها الانخراط في شبكة معقدة من المصالح الاقتصادية المغلفة بزينة الحرية والاستقلال السياسي.
الوصاية الرأسمالية، الفرنسية سابقاً أيام المندوب السامي هنري غورو، والأميركية لاحقاً من فيليب حبيب حتى مورغان أورتاغوس، تعمل ما تراه يفيد مصالح دولها. لكن ما من شيء مجاني ولا مجال للتشبيح. لكل شيئ ثمن. تجارة قد لا تكون عادلة، لكنها أخذ وعطاء، تقدم مقابل ما تطالب به، من الجامعتين الأميركية واليسوعية والإرساليات والمدارس والعلم إلى سكة الحديد والمواصلات وكل وسائل الاتصال والتواصل. كل ذلك من نعيم الحضارة الرأسمالية بشكليها الاستعماري والعولمي. أما الوصاية السورية فقد دمرت كل شيء. السيادة والحدود والدولة والكرامة والثقافة. أخذت ولم تعط. أعادت لبنان إلى مرحلة السلطنة وعينت عليه والياً وصارت هي الباب العالي.
قد تتعاون الوصايات وقد تتطابق مصالحها. الرئيس الفرنسي جاك شيراك تحول من دعم النفوذ السوري في لبنان إلى دعم الاعتراض عليه. جورج بوش الأب أهدى نظام الأسد امتياز الوصاية مقابل انخراط الأخير في حرب الخليج ضد نظام صدام حسين وجورج بوش الإبن أخرج الجيش السوري من لبنان. التقى النظامان الإيراني والسوري على الاستثمار في القضية الفلسطينية وعلى تغريم شعوب المنطقة، الفلسطيني واللبناني والعراقي والسوري، بدفع الأتاوة. قتل البشر وتدمير الدول. حتى الخصوم قد تتطابق مصالحها. إسرائيل وحماس تعاونا ضد الدولة في رام الله من غير أن يجمعهما وجه شبه.
مورغان أورتاغوس أملت على لبنان شروطاً، هذا صحيح، لكنها شروط لصالح إعادة بناء الدولة، من خلال الالتزام بأحكام الدستور والقيام بإصلاحات مالية ومصرفية وسياسية وتنفيذ القرارات الدولية، مقابل الإفراج عن المساعدات. أما غازي كنعان فكان يكتفي بشرط الطاعة ودفع الأتاوة وبيع الكرامة وشراء الذمم.
هذه المقارنة لا تلغي حقيقة انحياز الولايات المتحدة الفاضح لصالح الصهيونية، لكنها لا تحتاج إلى نبش مصطلح "الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية" أو إلى فتح ملفات الصراعات والاصطفافات الدولية والحنين إلى مرحلة الثنائية القطبية.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلاح غير الشرعي والميليشيات
- لا للتوافق
- متاهة الضائعين لأمين معلوف(5) الولايات المتحدة واللوبي اللبن ...
- الذكاء الاصطناعي والبديل الاشتراكي رؤية من منظور اليسار الإل ...
- متاهة الضائعين لأمين معلوف(4) هل العرب استثناء؟
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
- متاهة الضائعين لأمين معلوف(3) الاتحاد السوفياتي
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
- متاهة الضائعين لأمين معلوف(2) منهج البحث الروائي عن -الهويات ...
- المنهج الروائي في البحث عن الهوية عن -متاهة الضائعين- لأمين ...
- لماذا نحن في أزمة ممتدة؟
- رفيق الحريري ومشهد 2025
- نحو بناء دولة القانون والمؤسسات
- الكورد، مشكلة أم قضية
- الهزيمة ليست عيباً العيب ألا نتعلم من الهزيمة
- رئيسان من نتاج الثورة
- الاستقلال الخامس والنهائي للبنان
- الممانعة والمحور
- لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ماهية الدولة
- سقوط الطغيان والتحرر الوطني


المزيد.....




- قسم الطوارئ والاستقبال يسوّى بالأرض بعد قصف إٍسرائيل مستشفى ...
- الخارجية الإيرانية: لا مفاوضات مع واشنطن خارج إطار الملف الن ...
- مواعيد مكاتب الأجانب المستحيلة.. هل تهدم مسارات في ألمانيا؟ ...
- 8 مشروبات كحولية أسبوعياً تضاعف خطر الإصابة بتلف دائم للدماغ ...
- لبنان.. وزير الصحة يشجب الاعتداء على الصيدليات (فيديو)
- نائب عن -حزب الله-: منفتحون على النقاش في الاستراتيجية الدفا ...
- تركيا تكشف عن محادثات مع إسرائيل والولايات المتحدة لحماية ال ...
- -اذهب إلى الجحيم!-.. نجل نتنياهو يهاجم ماكرون بعد تصريحاته ع ...
- مخاطر العدسات اللاصقة وكيفية استخدامها بأمان
- الرئيس البرازيلي السابق ينشر مقطعا مصورا له وهو على سرير الم ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - -موران كنعان- وعهود الوصاية