|
طوفان الأقصى 551 – -محور المقاومة-: الانهيار في الحرب أم البقاء عبر عقد السلام؟
زياد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 8308 - 2025 / 4 / 10 - 04:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نافذة على الصحافة الروسية نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا *اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*
ليزا إسحاق دكتوراه في العلوم السياسية، متخصصة في العلاقات الدولية بجامعة أديغيا الحكومية (مايكوب) روسيا
8 أبريل 2025
في عالم السياسة والحروب والصراعات، قد يكون ثمن الخطأ باهظًا جدًا—فخطأ واحد قد يُخرج أمةً عن مسارها الصحيح، ويُرسخ وقائع خطيرة جديدة، أو يفتح أمام الخصوم فرصًا مصيرية، أو يعكس الأهداف التي تسعى إليها الدولة. ولا أمل في التصحيح، فكل قرار له عواقب وجودية، ولا فرصة ثانية في خضم المعركة.
في 7 أكتوبر 2023، نفّذت حركة حماس أكبر هجوم لها على إسرائيل، حيث اخترقت سياج غزة عند الفجر وقتلت 1189 شخصًا، بينهم 815 مدنيًا، وأصابت 7500، وأسرت 251 رهينة. من حيث التأثير النفسي والتداعيات الاستراتيجية على المستويين الإقليمي والدولي، يُقارن هذا الهجوم بهجمات 11 سبتمبر في أمريكا.
وسائل الإعلام المؤيدة لـ"محور المقاومة" كتبت على الفور أن العملية "حطمت أسطورة الجيش الذي لا يُهزم"، و"كشفت زيف التفوق العسكري والتقني الإسرائيلي"، ووصفتها بأنها "فشل استخباراتي" و"نهاية لقواعد الاشتباك".
وسط هذه الخطاب المنتشي بـ"النصر"، لم يتوقع الكثير من المراقبين للوضع الإقليمي وديناميكا القوى المؤثرة الكارثة المقبلة في غزة. فإسرائيل، التي تحولت إلى وحش جريح، كانت مستعدة لخوض حرب مدمرة—ليس بدافع الانتقام فحسب، بل بهدف تدمير "المحور" بأكمله: حماس و"الجهاد الإسلامي" في غزة، و"حزب الله" في لبنان، ونظام بشار الأسد البعثي في سوريا، والحوثيين في اليمن، وقوات الحشد الشعبي في العراق، ونظام إيران بقيادة خامنئي—باختصار، كل من تحالف مع طهران في الشرق الأوسط لمواجهة إسرائيل.
الاتحاد مقابل التفتت في اليوم الثاني للحرب الإسرائيلية على غزة، أعلن "حزب الله" اللبناني فتح جبهة سماها "مساندة" وليس مواجهة، لمساعدة حماس. لكن هذه الجبهة لم تقدم دعمًا حقيقيًا لغزة ولم تخفف الضربات الإسرائيلية، بل أضعفت "حزب الله" كقوة محورية في المعركة.
منذ الساعات الأولى بعد الهجوم، لاحظ مؤيدو "المحور الإيراني" أن مواقف لاعبيه الرئيسيين لم تكن كما يُتوقع. أصرت إيران على أن حماس لم تُخبر القيادة الإيرانية مسبقًا عن الهجوم في 7 أكتوبر. وتقول ثلاثة مصادر إن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي قال لإسماعيل هنية: "ستواصل إيران تقديم الدعم السياسي والمعنوي للمجموعة، لكنها لن تتدخل مباشرة". رأى البعض في هذا موقفًا تكتيكيًا، بينما اعتبره آخرون تهربًا، مما ترك حماس دون حماية.
مع تصاعد القصف الإسرائيلي على غزة، تشددت طهران في خطابها ضد إسرائيل، قائلة إنها "لن تبقى مكتوفة الأيدي" أمام ما وصفته بـ"جرائم إسرائيل". وبعد عشرة أيام فقط من بدء الهجوم الإسرائيلي، وجه خامنئي "تحذيرًا أخيرًا". ثم، بعد مجزرة المستشفى المعمداني في 19 أكتوبر، غرّد وزير الخارجية الإيراني السابق حسين أمير عبد اللهيان: "انتهى الوقت!". لكن لم يتغير شيء على الأرض سوى تفاقم الكارثة في غزة والضفة الغربية واليمن والجبهة اللبنانية.
في 1 أبريل 2024، ضربت إسرائيل القنصلية الإيرانية في قلب دمشق، مما أسفر عن مقتل محمد رضا زاهدي، القائد البارز في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، المسؤول عن العمليات في سوريا ولبنان. بدا الهجوم استفزازًا متعمدًا، وكأن إسرائيل تحاول جر إيران إلى صراع مباشر، وهو ما لم ترده طهران. لكن في 13 أبريل 2024، نفذت إيران أول ضربة مباشرة من أراضيها ضد إسرائيل. وسُميت العملية "الوعد الصادق"، حيث أُطلقت أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة، لكنها لم تغير مسار الصراع أو توازن القوى. بل إن إسرائيل صدت معظم الهجمات وردت بقوة في 19 أبريل بضربات بطائرات مسيرة على قاعدة إصفهان الجوية.
لم تكن الضربة الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية الأولى من نوعها. فبحسب موقع "فوربس" الأمريكي، استخدمت إسرائيل طائرات مسيرة صغيرة ضد "ورشة" إيرانية في إصفهان في يناير 2023. وفي فبراير 2022، أرسلت إسرائيل ست طائرات مسيرة لمهاجمة مصنع للطائرات المسيرة قرب كرمانشاه الإيرانية، مما أدى إلى تدمير عدة طائرات إيرانية. وكانت هجمة سابقة على إصفهان في مايو 2021 تستهدف مصنع HESA لصنع الطائرات المسيرة. وجاءت الضربة على قاعدة إصفهان بعد أيام من اتهام إسرائيل لإيران بتزويد حماس بطائرات مسيرة في غزة. وكانت هذه ضربة استعراضية وتحديًا مباشرًا لقدرات الردع الإيرانية.
في 31 يوليو 2024، زادت إسرائيل التوتر باغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، بضربة صاروخية دقيقة على مقر إقامته في طهران. هذا الهجوم تحدى إيران—ليس فقط عبر التشكيك في دورها الإقليمي، بل أيضًا بإظهار عجز طهران عن حماية حليف رئيسي. وضع الاغتيال إيران في موقف صعب، حيث واجهت ضغوطًا لرد فعل، بينما يراقب العالم كيف تتعامل مع هذا الانتهاك الصارخ لسيادتها.
بالكاد استعاد "المحور الإيراني" أنفاسه حتى تعرض لضربة جديدة في 17 سبتمبر 2024، باستخدام متزامن للبيجرات وأجهزة اللاسلكي، مما أسفر عن مقتل 39 شخصًا على الأقل وإصابة 4000. لم تكن هذه مجرد هجمة، بل كانت "قطع رأس"—فقد أصبح "حزب الله" "ميتًا وظيفيًا، مشلولًا، وأعمى". ووصف رئيس الموساد الإسرائيلي دافيد بارنيا الهجوم بأنه "نقطة تحول" على الجبهة اللبنانية، قائلًا إنه "أعاد تشكيل المشهد في الشمال بعد تفوقنا الكامل على أعدائنا"، و"من عملية البيجر يمكن رسم خط مباشر نحو تصفية حسن نصر الله واتفاق وقف إطلاق النار. تلقى حزب الله ضربة ساحقة حطمت روح المنظمة".
من الجدير بالذكر أنه بعد 7 أكتوبر، حدث تحول في موقف بشار الأسد على الجبهة السورية، حيث بدأ يبتعد بحذر عن الخطاب المعادي لإسرائيل. صمت النظام غير المعتاد—بدون إدانة للعمليات الإسرائيلية أو إعلان تضامن مع الفلسطينيين، فقط غموض مدروس—أثار تساؤلات حول محاولة عزل سوريا عن تصعيد أعضاء "محور المقاومة"، ومحاولات الأسد تجنب انتقام إسرائيل. في الوقت نفسه، بدأت إيران تشك في احتمال انشقاق الأسد. فسرت طهران هذا على أنه عدم رغبة في الالتزام، مما دفعها لممارسة ضغوط أكبر على الأسد لتبني موقف أكثر عدوانية.
سعت إيران لتعزيز عقيدة "وحدة الجبهات" بهدف مزدوج: تنسيق الضغط غير المباشر على إسرائيل، ومنع الحكومات الحليفة—خاصة سوريا—من السعي بشكل مستقل لتهدئة الأوضاع. في الواقع، لعبت هذه العقيدة دور "بوليصة تأمين" ضد الانشقاق، لضمان بقاء جميع أعضاء "المحور الإيراني" منخرطين في المواجهة، سواء أرادوا ذلك أم لا. في تصعيد حاد بعد عشرة أيام فقط، في 27 سبتمبر 2024، نفذت إسرائيل ضربة دقيقة أسقطت حوالي 85 قنبلة خارقة للتحصينات، كل منها يحمل طنًا من المتفجرات، ودمرت ثلاث أهداف مهمة في وقت واحد: الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، وعلي كراكي—قائد العمليات في الجبهة الجنوبية—وعباس نيلفروشان، جنرال في فيلق القدس الإيراني المشرف على الملف اللبناني. ألحقت العملية ضربة كبيرة بهيكل القيادة العسكرية لـ"حزب الله"، وشبكة إيران الإقليمية، وتنسيق طهران لـ"وحدة الجبهات" مع حلفائها.
اغتيال نصر الله—القائد الكاريزمي—أحدث تغييرًا زلزاليًا في مسار الصراع. جعلت تصفيته "حزب الله" في شلل، بينما واجه ضغوطًا هائلة للرد فورًا. لم تكن هذه ضربة استهداف عادية. بإزالة نصر الله—الشريك الأكثر فعالية لإيران والرمز الموحد لـ"محور المقاومة"—تجاوزت إسرائيل "الخط الأحمر"، وهو ما اعتبره الكثيرون إعلان حرب صريحًا. حبس اللاعبون الإقليميون أنفاسهم، وحذر مسؤولو الاستخبارات الأمريكية علنًا من انتقام إيراني وشيك، مدركين أن طهران لا يمكنها ترك هذا الاستفزاز دون رد. بعد ذلك، وقف الإقليم على حافة الهاوية، حيث محا اغتيال قائد "حزب الله" حدود التصعيد وأجبر الجميع على إعادة حساباتهم الاستراتيجية. لم يخلق موت نصر الله فراغًا في السلطة فحسب، بل هدد بتدمير نظام الردع الهش الذي منع حربًا شاملة لسنوات، وفتح جبهات حرب استنزاف ضد إسرائيل.
في أكتوبر 2024، بدأت إيران عملية "الوعد الصادق—2". كانت هذه ضربة صاروخية مباشرة من أراضيها ضد مقر الموساد الإسرائيلي، وثلاث قواعد جوية، ومنشآت رادار، ووحدات مدرعة. ادعى الحرس الثوري نجاحًا بنسبة 90%، لكن العملية خيبت آمال مؤيدي المقاومة، خاصة في لبنان، الذين رأوها ردًا مترددًا على الاغتيالات الإسرائيلية. اعتبروا أن الرد لا يتناسب مع خسارة قائدهم الاستراتيجي نصر الله.
الاغتيالات اللاحقة لقادة "حزب الله" أغرقت الحزب في ارتباك—مزيج غير مستقر من الحزن والغضب والشلل. كل خسارة زادت من مأزق المسلحين: الرغبة في الانتقام تصطدم بواقع المعضلة الاستراتيجية. جاءت الضربات سريعة جدًا لاستيعابها، وكان العبء ثقيلًا جدًا لتحمله.
في 27 نوفمبر 2024، تم وقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية، لكن لهب الحرب انتقل إلى جبهة جديدة—أضعف حلقة في "المحور"، نظام بشار الأسد في سوريا. ما حدث بعد ذلك فاق كل التوقعات. بدءًا من حلب، شنت جماعة "هيئة تحرير الشام" هجومًا حاسمًا، وسقطت المحافظات الاستراتيجية—حلب وحماه وحمص—واحدة تلو الأخرى مثل بيت من ورق. الحرس الثوري الإيراني، الذي تدخل سابقًا لإنقاذ الأسد من الإبادة خلال حرب سوريا 2011، ظل هذه المرة عاجزًا. اختار حلفاء الأسد عدم سماع توسلاته اليائسة للمساعدة. كان الرد صمتًا من "حزب الله" المنكوب، الذي بالكاد تعافى من خسائره الفادحة وربما شعر بالخيانة. حتى العراق رفض إرسال تعزيزات. في غضون عشرة أيام فقط، بحلول 8 ديسمبر 2024، انهار نظام الأسد تمامًا. والآن، تحكم سوريا سلطة جديدة بهوية مختلفة واستراتيجية خارجية مغايرة.
لم يغير سقوط الأسد مصير سوريا والمنطقة فحسب، بل كشف أيضًا نقاط ضعف قاتلة في "المحور الإيراني"، ومستويات عالية من الشك وعدم الثقة بين أعضائه، ومحاولات بعضهم القفز من السفينة الغارقة. كان لهذا الحدث تداعيات خطيرة على الاستراتيجية الإقليمية الإيرانية: فقد طرح تساؤلات حول قدراتها الردعية، وأظهرت شبكاتها الوكيلة علامات تراجع في الفعالية.
زاد من تفاقم الوضع عودة ترامب إلى السلطة في يناير 2025 واستئناف سياسة "الضغوط القصوى"، مما غير البيئة الدولية بشكل حاسم ضد إيران.
الخيارات الصعبة في ضوء استعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لمواجهة عسكرية مع إيران، يبدو خطر المواجهة المباشرة أكثر احتمالًا.
تشير التطورات الحالية إلى أن التصعيد قد يكون حتميًا في المدى القريب.
لمواجهة الاستراتيجية الإيرانية لـ"توحيد الساحات"، تعمد الولايات المتحدة وإسرائيل تطبيق أسلوب "تفتيت الساحات"، عبر ضربات منهجية ضد شبكات نفوذ طهران—من لبنان وسوريا إلى الحوثيين في اليمن، مع احتمال التوسع إلى العراق. تهدف هذه الحملة المنسقة إلى تدمير هيكل النفوذ الإيراني عبر قطع سيطرة القوى الوكيلة، وتحجيم قدرات الردع العابرة للحدود، وتقويض أدواتها الاستراتيجية—إسكات جبهات "المحور" مع عزل طهران عبر العقوبات. الهدف النهائي يبقى إجبارها على تنازلات دبلوماسية مع الحفاظ على التصعيد العسكري كخيار أخير، وهو ما يظهره ترامب بأفعاله.
الآن، تواجه إيران معضلة استراتيجية حرجة، حيث أن كلا من التنازل والمواجهة يحملان مخاطر وجودية. فمن ناحية، قد تؤدي الاستجابة لمطالب الولايات المتحدة بالتخلي عن البرنامج النووي إلى إضعاف النظام، كما حدث مع ليبيا بعد 2003 وسوريا بعد 2014، حيث أدى نزع السلاح إلى زعزعة الاستقرار. ومن ناحية أخرى، يلعب التمسك بالمواقف لصالح إسرائيل، التي تفضل سيناريو التصعيد المدعوم بسياسة الضغوط القصوى لإدارة ترامب دون حوافز دبلوماسية. عزز هذا الوضع الصعب موقف المتشددين في إيران بقيادة خامنئي والحرس الثوري، الذين يرون المواجهة خيارًا وحيدًا، بينما تظل أصوات المعتدلين غير مسموعة في الواقع السياسي الحالي.
رغم التكاليف الباهظة، يبدو مسار الأحداث متجهًا بقوة نحو المواجهة. خاصة مع التحركات العسكرية الأخيرة في دييغو غارسيا. فموقع القاعدة على بعد 3700 كم جنوب إيران، ودورها التاريخي كنقطة انطلاق للعمليات الهجومية الأمريكية الكبرى—مثل حرب فيتنام، وحربا الخليج (1991 و2003)، وغزو أفغانستان—يشير بقوة إلى أن هذه القوات المُرسلة حديثًا مخصصة لهجوم، وليس للدفاع، في الشرق الأوسط.
على المستوى الإقليمي، دفعت السياسة الخارجية الإيرانية—بمزيجها من التدخل العسكري والمناورة الدبلوماسية عبر ما يسمى بـ"محور المقاومة"—الجيران إلى إعادة تقييم تحالفاتهم بشكل يتعارض مع مصالح طهران. ترك هذا النهج إيران مع دعم إقليمي محدود، مما أجبرها على العمل بمفردها في الصراعات الجيوسياسية. الأمريكيون والإسرائيليون يفضلون التعامل مع نظام أكثر مرونة.
هل السلام خيار واقعي؟ وسط كل هذا الظلام، والتوقعات القاتمة، والرغبة الجامحة في حرب مدمرة ضد إيران لإسقاط نظامها، لا يمكن استبعاد أن إيران لا تزال قادرة على استخدام الدبلوماسية والتناقضات الإقليمية.
ماذا لو تخلت إيران عن دورها التقليدي في المنطقة؟ ماذا لو قدمت مبادرة "سلام أقصى" (الاعتراف الكامل بإسرائيل، تفكيك شبكات النفوذ، وتجميد البرنامج النووي القابل للتحقق مقابل رفع العقوبات) لإقناع ترامب بالتخلي عن سياسة الضغوط القصوى؟ ماذا لو ثار خامنئي على إرثه قبل أن تفعل ذلك قوى داخلية، وقدم ليس مفاوضات بل سلامًا مع إسرائيل؟ ألن يغير هذا المعادلة داخليًا وإقليميًا وعالميًا؟
بينما يتوقع العالم أن تظهر السلطات الإيرانية عنادًا مشابهًا لموقف بشار الأسد، والتفاوض تحت الضغط؛ بينما يفترض الجميع أن إيران لن تتخلى أبدًا عن دورها الإقليمي أو برنامجها الصاروخي أو طموحاتها النووية—ماذا لو قررت إيران فجأة تجاوز كل هذه المخاوف وأطلقت مبادرة سلام مع إسرائيل؟
ألن يضع هذا نتنياهو—الذي يردد دائمًا أن إيران تهدد الأمن القومي الإسرائيلي—في موقف محرج للغاية؟ ألن يُحرج دونالد ترامب الذي يتحدث عن سعيه للسلام؟ ألن يكون هذا اختبارًا لاستعداده الحقيقي لتسوية سلمية؟ ألن يفشل خطط المعارضة الإيرانية الجاهزة للاستيلاء على السلطة في حالة الحرب—معارضة هي نفسها مستعدة للسلام مع إسرائيل؟
بل أكثر من ذلك—قد يجعل مثل هذا التحول النظام الإيراني الحالي محبوبًا ومحترمًا داخليًا. سيرى الشعب الإيراني أن قيادته مستعدة لتحمل أي صعوبات لحمايته، وإيقاف إراقة الدماء، ودرء العدوان غير المرغوب فيه، بإنهاء العنف والحفاظ على أمن البلاد.
ألن يسبب مثل هذا الإعلان صدمة إيجابية في المنطقة والعالم؟ ألن يقلب موازين القوى قبل أن تنقلب بشكل حاسم ضد إيران؟
قد يبدو هذا الافتراض جريئًا جدًا، نظرًا لتاريخ العداء الطويل للنظام الإيراني تجاه إسرائيل والولايات المتحدة. لكن في اللحظات الحرجة، يضطر السياسيون أحيانًا لاتخاذ إجراءات غير تقليدية واستثنائية تصنع تاريخًا جديدًا وتحدد مستقبل الأمم. قد ينقذ فعل شجاع واحد ليس فقط إيران، بل الشرق الأوسط بأكمله، ويخفف عن كاهله عبئًا ثقيلًا، ويفتح عصرًا جديدًا من التحولات.
يُقال إنه في السياسة لا يوجد حلفاء دائمون ولا أعداء دائمون—بل مصالح دائمة. إذا كان البقاء هو المصلحة العليا لإيران، فليكن السلام أعظم تعبير عن جرأتها. فليكن "محور المقاومة" الجديد!
---
ملاحظات الكاتبة
[1] تعتبر حماس منظمة إرهابية من قبل أستراليا، كندا، إسرائيل، اليابان، نيوزيلندا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي. لكن الأمم المتحدة رفضت في 2018 و2023 إدانة حماس.
[2] شمل الهجوم 170 طائرة مسيرة، و36 صاروخ كروز، وأكثر من 120 صاروخ باليستي. وفقًا للجيش الإسرائيلي، تم اعتراض 99% من الأهداف. اعترضت القوات الأمريكية أكثر من 80 طائرة مسيرة انتحارية و6 صواريخ باليستية.
[3] تضم إصفهان قواعد عسكرية ومراكز بحث مرتبطة ببرامج إيران للطائرات المسيرة والصواريخ، بالإضافة إلى منشآت نووية.
[4] كشف ضابط إيراني رفيع عن تعاون الأسد مع السعودية والإمارات للحد من النفوذ الإيراني مقابل مكاسب مالية، حيث تؤكد وثائق مسربة تصاعد التوتر بين سوريا وإيران؛ كشفت الوثائق عن اعتقال النظام السوري للقائد الإيراني جاواد هشماتي وزوجته بتهمة تهريب أسلحة إلى فلسطين، قبل 40 يومًا من سقوط الأسد.
[5] نفذت إيران هذه العملية ردًا على اغتيال إسماعيل هنية، وحسن نصر الله، وعباس نيلفروشان نائب قائد فيلق القدس، وعلي كراكي قائد العمليات في الجبهة الجنوبية.
[6] مصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الأمم المتحدة وعدة دول، بما في ذلك روسيا.
[7] نشرت القوات الأمريكية في قاعدة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي "قبضة استراتيجية" ضخمة، تشمل قاذفات قنابل B-2 الشبح وطائرات نقل C-17.
#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طوفان الأقصى 550 – اسرائيل + أمريكا ضد إيران
-
أسطورة سوداء عن -الجزار الدموي- بيريا – الرجل الثاني بعد ستا
...
-
طوفان الأقصى 549 – نتنياهو في بودابست كأنه في بيته
-
طوفان الأقصى 548 – حرب الولايات المتحدة مع الحوثيين – مكاسب
...
-
كيف دمر خروتشوف أسس الدولة السوفياتية
-
طوفان الأقصى547 – آخر أخبار من سوريا – ملف خاص
-
طوفان الأقصى 546 – الدراما حول قناة السويس - الجزء الثاني 2-
...
-
طوفان الأقصى 545 – الدراما حول قناة السويس - الجزء الأول 1-2
-
المؤرخ يفغيني سبيتسين - وفقًا ل-خطة أندروبوف-، كان من المفتر
...
-
طوفان الأقصى 544 – إسرائيل تعزز مواقعها في جنوب لبنان وتتقدم
...
-
طوفان الأقصى 543 – تطهير غزة -- إلى أين يُريدون تهجير الفلسط
...
-
على جثث مَنْ صعد غورباتشوف إلى السلطة
-
طوفان الأقصى 542 – كيفية حماية روسيا من تدفق الإرهابيين من س
...
-
طوفان الأقصى541 – هل الولايات المتحدة مستعدة لبدء حرب ضد إير
...
-
طوفان الأقصى 540 – الهجرة الطوعية - إسرائيل تستعد لاحتلال غز
...
-
البيريسترويكا – لغز عمره 40 عاما لم يحل بعد - الجزء الثالث 3
...
-
طوفان الأقصى 539 – وجها لوجه مع تركيا - كيف تغير نهج إسرائيل
...
-
البيريسترويكا – لغز عمره 40 عاما لم يحل بعد - الجزء الثاني 2
...
-
طوفان الأقصى 538 – الحوثيون يعتزمون مواصلة القتال حتى النهاي
...
-
البيريسترويكا – لغز عمره 40 عاما لم يحل بعد - الجزء الأول 1-
...
المزيد.....
-
الدفاع الروسية: قوات كييف استهدفت بنى الطاقة 8 مرات في 24 سا
...
-
نواف سلام يبحث مع أبو الغيط الوضع في لبنان والمنطقة
-
ليبيا.. حرائق غامضة تلتهم 40 منزلا في مدينة الأصابعة خلال 3
...
-
رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام يصل إلى دمشق حيث سيلتقي بال
...
-
-يجب علينا تخيُّل العالم ما بعد الولايات المتحدة- - الغارديا
...
-
الجزائر تمهل 12 موظفا في سفارة فرنسا 48 ساعة لمغادرة أراضيها
...
-
-ديب سيك - ذكيّ ولكن بحدود... روبوت الدردشة الصيني مقيّد بضو
...
-
انخفاض تعداد سكان اليابان إلى أدنى مستوى منذ عام 1950
-
جدل في الكنيست حول مصر.. وخبير يعلق: كوهين أحد أدوات الهجوم
...
-
وزير خارجية فرنسا يدعو لفرض -أشد العقوبات- على روسيا
المزيد.....
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
|