أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عقراوي - ترامب والرسوم الجمركية: لعبة الأطفال التي هزّت العالم!














المزيد.....

ترامب والرسوم الجمركية: لعبة الأطفال التي هزّت العالم!


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 8307 - 2025 / 4 / 9 - 23:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا كنت تعتقد أن السياسة الاقتصادية العالمية هي عملية جدية تقوم على التخطيط، الحكمة، والتنمية المستدامة، فربما لم تسمع بعد عن "عبقرية ترامب الاقتصادية". نعم، ذلك الرجل الذي حوّل الاقتصاد العالمي إلى ما يشبه مسرح عبثي حيث الرسوم الجمركية ترتفع وتنخفض كأرجوحة في حديقة ألعاب للأطفال. إنه الرئيس الذي لا يكتفي بقلب الطاولة على الجميع، بل يبدو وكأنه يستمتع بمشاهدة الجميع وهم يحاولون التقاط القطع المتناثرة من الشطرنج الاقتصادي.

"اليوم رسم، غداً لا رسم!"
ترى كيف يمكن لشخص واحد أن يجعل الأسواق العالمية ترقص كما لو كانت في حلبة سيرك؟ الجواب بسيط: قرارات غير متوقعة، تصريحات متناقضة، وأسلوب إدارة يعتمد على "الضرب والهروب". ترامب يرفع الرسوم الجمركية يومًا، ثم يتراجع عنها في اليوم التالي، وكأنه يلعب لعبة "حجر ورقة مقص" مع العالم. لكن المشكلة أن هذه اللعبة ليست مجرد مزحة؛ إنها تؤثر على مليارات البشر الذين يعتمدون على استقرار الأسواق لضمان لقمة عيشهم.

تخيل أنك صاحب شركة صغيرة تعتمد على استيراد المواد الخام من الصين. تأتي صباحًا لتكتشف أن ترامب قد أعلن زيادة جديدة في الرسوم الجمركية بنسبة 25%. تصرخ، تنظم اجتماع طوارئ، وتبدأ بإعادة حساباتك المالية. ولكن قبل أن تنتهي من أول فنجان قهوة، يظهر ترامب في تغريدة يقول فيها: "لا تقلقوا، كل شيء سيكون على ما يرام!". وهكذا، يتحول السوق إلى حالة من الفوضى، بينما يجلس ترامب في البيت الأبيض يشاهد الأخبار ويضحك قائلاً: "هذا هو الفن يا سادة!"

ترامب وماسك: ثنائي الفوضى الاقتصادية
لكن ترامب ليس وحده في هذا الجنون. هناك شريكه المفضل في العبث الاقتصادي – إيلون ماسك. عندما يتعلق الأمر بالعملات الرقمية مثل البيتكوين أو الدوجكوين، فإن الفريق يكون جاهزًا لإشعال النار. تصريح من ترامب هنا، تغريدة من ماسك هناك، وفجأة يرتفع سعر العملة بنسبة 30% فقط لأن أحدهما قال شيئًا مضحكًا. وفي اليوم التالي، ينزل السعر كالصخرة لأن أحدهما قرر أن يقول عكس ما قاله بالأمس.

هذه اللعبة ليست بعيدة عن سياسة الرسوم الجمركية التي يتبعها ترامب. فهو يرفع الرسوم على الصلب والألمنيوم، ثم يقرر خفضها إذا تلقى مكالمة هاتفية من زعيم دولة أخرى. الأمر أشبه بتجار العملات الرقمية الذين يغيرون القواعد بناءً على مزاجهم الشخصي. النتيجة؟ أرباح ضخمة لهؤلاء اللعبين الكبار، وخسائر فادحة للدول الفقيرة والشركات الصغيرة التي لا تستطيع مواكبة هذا الجنون.

الضحية الكبرى: الدول الفقيرة
قد يبدو الأمر مسلٍ للبعض، لكن الواقع أن هذه السياسات لها تأثير مدمر على الدول الفقيرة. تخيل دولة تعتمد بشكل كبير على استيراد المنتجات الزراعية أو الصناعية. عندما ترتفع الرسوم الجمركية فجأة، تجد نفسها أمام أزمة اقتصادية حقيقية. أسعار الغذاء ترتفع، البطالة تتزايد، والاقتصاد المحلي ينهار. بينما يجلس ترامب في واشنطن يضحك قائلاً: "أنظروا كيف أجعل العالم يتحرك!"

الأمر نفسه ينطبق على العملات الرقمية. عندما يغير ترامب أو ماسك موقفهما بشأن عملة معينة، تنهار الأسواق الناشئة التي تعتمد على تلك العملات كوسيلة للتبادل أو الاستثمار. الناس البسطاء يخسرون مدخراتهم، بينما يكسب ترامب وماسك المليارات دون أن يرف لهم جفن.

عالم بلا قواعد
في النهاية، يبدو أن ترامب وماسك يعاملان الاقتصاد العالمي كأنه لعبة فيديو يمكن إعادة تشغيلها إذا حدث خطأ. لكن للأسف، الواقع مختلف. القرارات الاقتصادية لها تداعيات طويلة الأمد، ولا يمكن إصلاحها بمجرد الضغط على زر "إعادة المحاولة".

لذلك، ربما حان الوقت لأن يدرك العالم أن عليه وضع قواعد صارمة لمنع هذا النوع من العبث. لأننا بصراحة، إذا استمرت الأمور بهذه الطريقة، فإن الاقتصاد العالمي سيتحول قريبًا إلى مهرجان فوضى دائم، حيث الكل ينتظر التغريدة القادمة من ترامب أو ماسك ليعرف ماذا سيفعلون بحياتهم اليوم!



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
-  العقوبات الأمريكية وردود الفعل الدولية... نهاية الهيمنة الغ ...
- تحليل: من هو الأقرب لحل القضية الكوردية في تركيا؟ أردوغان أم ...
- الديمقراطية المغيبة في سوريا:مقاربة بين حكم الجولاني مع العر ...
- الجولاني يعلن حكومة الأقلية السنية المتطرفة: هل يقود التطرف ...
- الجولاني أثبت بأن نظامه سيكون بدون شك دكتاتوريا طائفيا أسلام ...
- ثورات التحرر و الوقت المناسب… تجربة شمال كوردستان..دعوة أوجل ...
- لماذا على الكورد أن لا يلعبوا أي دور في تشكيل النظام السوري ...
- ليست هناك حركة قومية كوردية، بل هناك أستغلال حزبي وشخصي للفك ...
- مقترح لذوي النوايا الحسنه لحل القضية الكوردية و قسد في سوريا ...
- سوريا تحت الانتداب التركي المباشر.. و الجولاني يبحث عن منافس ...
- الكورد و التخطيط السطحي للثورات، بعد نصف قرن بالضبط هل ستعيد ...
- تغييرالتوازنات في الشرق الاوسط التي أسقطت الاسد و ضرورة أعاد ...
- المجلس الوطني الكوردي ( الانكسة) بين المخاوف من العقوبات الت ...
- بعد سيطرة الاسلاميين، قواة سوريا الديمقراطية هي الخلاص للمسي ...
- القنبلة الاسلامية السنية، السورية، التركية قضت على المحور ال ...
- شهر العسل زائل و الطلاق قادم بين تركيا و سوريا لا محال. تورك ...
- مقارنة و حقائق حول حدود و حقوق جنوب و غربي كوردستان.. ماهي ح ...
- ليفهما الجميع: التغييرات تحدثها التدخلات الدولية و ليس الشعو ...
- هل الكورد عملاء لأسرائيل أم المجاميع العربية السنية الاسلامي ...
- -ترويض الشعب-.. بدلا من أن يفرض الشعب النزاهة على الحكومة و ...


المزيد.....




- حماس ترفض الاقتراح الإسرائيلي وتقول إن تسليم سلاح المقاومة - ...
- -بلومبرغ-: واشنطن تُعرقل إصدار بيان لمجموعة السبع يُدين الهج ...
- ما الذي يحدث في دماغك عند تعلم لغات متعددة؟
- الأردن يعلن إحباط مخططات -تهدف للمساس بالأمن الوطني- على صلة ...
- أبو عبيدة: فقدنا الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألك ...
- في سابقة علمية.. جامعة مصرية تناقش رسالة دكتوراة لباحثة متوف ...
- الإمارات تدين بأشد العبارات -فظائع- القوات المسلحة السودانية ...
- ديبلوماسي بريطاني يوجه نصيحة قيمة لستارمر بخصوص روسيا
- الحكومة الأردنية تكشف تفاصيل مخططات كانت تهدف لإثارة الفوضى ...
- -الحل في يد مصر-.. تحذيرات عسكرية إسرائيلية رفيعة من صعوبة ا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عقراوي - ترامب والرسوم الجمركية: لعبة الأطفال التي هزّت العالم!