أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صالح سلوم - اليمن: المقاومة التي أذلت الإمبراطوريات














المزيد.....

اليمن: المقاومة التي أذلت الإمبراطوريات


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8307 - 2025 / 4 / 9 - 22:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقدمة:
اليمن في مرآة التاريخ

في ليلة شتاء قارسة من أوائل القرن السادس عشر، وقف قائد عثماني على سفح جبل في اليمن، ينظر إلى جيشه البالغ 70 ألفًا من النخبة، واثقًا أن هذه الأرض الوعرة ستركع أمام إمبراطوريته التي لا تغيب عنها الشمس. لكنه لم يكن يعرف أن اليمن، كما يصفها هيكل في تحليلاته للصراعات التاريخية، ليست مجرد أرض، بل هي شعب يحمل في داخله إرادة لا تُكسر. تلك القوة التي أرسلها العثمانيون ذهبت أدراج الرياح، تاركة خلفها نواح الأتراك حتى يومنا هذا، كما يذكر المؤرخون في سجلاتهم.
اليمن لم تكن يومًا ساحة للغزاة، بل كانت مقبرة لهم. من العثمانيين إلى الأمريكيين في 2025، ظلت هذه الحقيقة ثابتة: لا يمكن للغطرسة أن تُخضع شعبًا يعرف كيف يقاوم. هذا الكتيب ليس مجرد سرد تاريخي، بل هو تحليل لكيف أذلت اليمن الإمبريالية الأمريكية وحاملتها الصهيونية، كما أذلت من قبل العثمانيين، لتثبت أن التاريخ لا يكتبه الأقوى، بل من يملك الإرادة، كما يقول سمير أمين في "الإمبريالية والعولمة".

الفصل الأول: العثمانيون والقبر اليمني

في القرن السادس عشر، قرر السلطان العثماني سليم الأول أن يُخضع اليمن، تلك الأرض التي كانت تتحكم بطرق التجارة إلى الهند وبحر العرب. أرسل 70 ألفًا من أفضل محاربيه، مزودين بالمدافع والخيول، لكنه لم يفهم طبيعة خصمه. اليمن، بجبالها الحصينة وشعبها الصلب، لم تكن كالأراضي الأوروبية التي سقطت تحت سيف العثمانيين. كما يصف المؤرخ العثماني إبراهيم پچوي في سجلاته، "كانت كل خطوة في اليمن فخًا، وكل وادٍ مقبرة." في غضون سنوات، أُبيد هذا الجيش العظيم، تاركًا خلفه أنين الأتراك الذين ما زالوا يرددون أشعار الرثاء حتى اليوم.
هذه الهزيمة لم تكن مجرد خسارة عسكرية، بل كانت درسًا في حدود الغطرسة، كما يحلل هيكل في كتاباته عن الإمبراطوريات التي تنهار تحت وطأة طموحها. اليمن، كما يقول أمين، لم تكن مجرد ضحية، بل كانت شعبًا يرفض الخضوع، يحول ضعفه إلى قوة. هذا الفصل يضع الأساس لفهم كيف تكرر هذا التاريخ مع الإمبريالية الأمريكية في القرن الحادي والعشرين.

الفصل الثاني: الإمبريالية الأمريكية ومحرقة القرن

بعد ثلاثة أسابيع من القصف الهيروشيمي الأمريكي النازي على شعب اليمن، وبعد عقد من الحرب على اليمن، وصلت الولايات المتحدة إلى نتيجة مريرة: إنها تفعل ما يفعله الكيان الصهيوني في غزة. تستطيع أن تقتل الأطفال والمدنيين، وتُحرق الأرض بقنابلها، لكنها لا تستطيع أن تحول هذه المحرقة إلى إنجاز سياسي. كما يقول هيكل في تحليلاته عن حروب الاستنزاف، "القوة التي تعتمد على الدمار وحده تُهزم قبل أن تبدأ." في اليمن، كما في غزة، أصبحت أمريكا وحاملتها الصهيونية مسخرة أمام العالم، عاجزة عن فرض تنازلات على شعب لم يُركع.
حاملات الطائرات الأمريكية، التي كانت تتباهى بها في البحر الأحمر، لم تستطع أن تمرر سفينة دون موافقة اليمن، كما أن الكيان الصهيوني لم يعد قادرًا على التنفس دون دعم أمريكي. هذا الفشل، كما يحلل أمين في "نهاية الرأسمالية"، هو نتيجة طبيعية لإمبريالية تظن أن السلاح يكفي لإخضاع الشعوب. اليمن، بمسيراتها البسيطة، وغزة، بصواريخها المحلية، أثبتتا أن الإبادة لا تُترجم إلى انتصار، بل إلى هزيمة أخلاقية وسياسية تجعل العالم يبصق على وجه الجلاد.

الفصل الثالث: المقاومة التي لا تُقهر

في ورشة صغيرة تحت الأرض في صنعاء، كان مهندس يمني يصنع مسيرة "صماد-3"، تلك الأداة التي أذلت حاملة "ترومان" في 2025. في الجبال، كان مقاتلون شرسون ينصبون الكمائن للقوات السعودية المدعومة أمريكيًا، يثبتون أن اليمن ليست مجرد أرض، بل هي إرادة. كما يقول هيكل، "الشعوب التي تقاوم لا تحتاج إلى جيوش ضخمة، بل إلى عقول تُبدع وقلوب لا تهاب." هؤلاء المقاتلون والمهندسون، كما في غزة، حولوا الخردة إلى سلاح أرعب الإمبريالية، ليصبح البحر الأحمر منطقة محرمة على أساطيل ترامب.
هذه المقاومة لم تكن مجرد رد فعل، بل كانت امتدادًا لتاريخ طويل من الصمود، كما يحلل أمين في "الثورة الاشتراكية". اليمن، بشعبها الذي يرفض الخضوع، أذل الولايات المتحدة كما أذل العثمانيين من قبل، لتثبت أن القوة الحقيقية ليست في الأساطيل، بل في الإرادة التي تحملها شعوب لا تعرف اليأس.

الفصل الرابع: المفاوض العنيد وشروط النصر

عبر الوسيط المصري، بدأت مفاوضات بين الولايات المتحدة واليمن مؤخرا . أمريكا، التي أدركت عجزها عن تحقيق أي إنجاز عسكري، حاولت التذاكى بعروض مساعدات استعراضية، لكن اليمن، بمفاوضها العنيد، رفض أي تنازل عن أجندة تحرير فلسطين واليمن والعرب من حصار الطاغوت الصهيو-أمريكي. كما يقول هيكل، "المفاوض الحقيقي هو من يعرف متى يقول لا." اليمن فرض شروطه: مساعدات عبر منظمات دولية، كما في الصيغ السابقة، ووقف حرب الإبادة على غزة، ليربط أمر اليمن بفلسطين بالبحر الأحمر.
هذا العناد لم يكن مجرد عناد، بل كان استراتيجية، كما يحلل أمين في "قانون القيمة العالمي". اليمن، بمقاومتها، أثبتت أن الإمبريالية لا تستطيع أن تُفقر العرب وتستعبدهم دون أن تدفع ثمنًا باهظًا. واشنطن، التي ظنت أنها تستطيع فرض إرادتها، وجدت نفسها أمام شعب يعرف كيف يقاتل ويفاوض، ليصبح درسًا للعرب في كيفية مواجهة الطغيان.

الخاتمة: دعوة للعرب

اليمن، التي أذلت العثمانيين والأمريكيين، تقدم درسًا للعرب: لو أغلقوا قناة السويس، وأوقفوا إنتاج النفط في محميات الخليج، وأغلقوا السفارات الأمريكية، لتوقفت حرب الإبادة على غزة فورًا. كما يقول هيكل، "الشعوب التي تملك القرار تملك المستقبل." هذه دعوة للعرب ليصبحوا كاليمن، شعبًا يرفض الخضوع، يحمل إرادة لا تُكسر، ليثبتوا أن التاريخ للأقوياء، لا للجبناء الذين يعيشون تحت ظل الطغاة.



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنين الذي ايقظه ترامب
- تدارك ترامب: إيران ومحور المقاومة ، اجبار الأمريكي على التفا ...
- الفاشية المالية في بلجيكا ورموزها الحالية دي ويفر وبوشيز ومي ...
- الأيباك :القناع المالي للاحتكارات الغربية للسيطرة والإبادة ا ...
- تصريحات ترامب: استغلال العالم أم استغباء الأمريكي؟ - الدولار ...
- التكوين الطبقي للعصابات الحاكمة في أوروبا الشرقية: تعبير عن ...
- أوربان ونتنياهو: تواطؤ الإبادة من غزة إلى لبنان - جرائم البي ...
- صنعاء تقاوم الإبادة - القانون الدولي بين النظرية والفعل..كتي ...
- من بروكسل إلى نيويورك، تواطؤ في الإبادة الفلسطينية (أوهام ال ...
- حملة بايدن و ترامب الإرهابية ضد إنسانية الشعوب والهولوكوست ا ...
- خرافة الدفاعات الجوية الأمريكية-الإسرائيلية: إيران وسلاح الب ...
- الاسلام كماركة تجارية امبريالية في مسرح محميات الخليج
- رحيل فاضل الربيعي وأزمة العقل العربي المعاصر
- رحيل فاضل الربيعي ومساهماته الفكرية في مواجهة العقل العبودي. ...
- أردوغان ونتنياهو والجولاني: أنظمة على مشرحة التاريخ..حكومة ا ...
- توقعات إيلان بابيه عن نهاية الكيان الصهيوني ودور طوفان الأقص ...
- عصابات الشاباك الفتحاوية بغزة..الفاشي جعجع واجندته الصهيونية ...
- لماذا لم تقع إيران في فخ محميات الخليج الصهيو أمريكية ..كتاب ...
- ما الذي يجعل ديوان نشيد العشق الفلسطيني تراث انساني خالد ينا ...
- هزيمةٌ أمريكية تاريخية قادمة في اليمن والمصير المحتوم لبيدق ...


المزيد.....




- الدفاع الروسية: قوات كييف استهدفت بنى الطاقة 8 مرات في 24 سا ...
- نواف سلام يبحث مع أبو الغيط الوضع في لبنان والمنطقة
- ليبيا.. حرائق غامضة تلتهم 40 منزلا في مدينة الأصابعة خلال 3 ...
- رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام يصل إلى دمشق حيث سيلتقي بال ...
- -يجب علينا تخيُّل العالم ما بعد الولايات المتحدة- - الغارديا ...
- الجزائر تمهل 12 موظفا في سفارة فرنسا 48 ساعة لمغادرة أراضيها ...
- -ديب سيك - ذكيّ ولكن بحدود... روبوت الدردشة الصيني مقيّد بضو ...
- انخفاض تعداد سكان اليابان إلى أدنى مستوى منذ عام 1950
- جدل في الكنيست حول مصر.. وخبير يعلق: كوهين أحد أدوات الهجوم ...
- وزير خارجية فرنسا يدعو لفرض -أشد العقوبات- على روسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صالح سلوم - اليمن: المقاومة التي أذلت الإمبراطوريات