الشهبي أحمد
كاتب ومدون الرأي وروائي
(Echahby Ahmed)
الحوار المتمدن-العدد: 8307 - 2025 / 4 / 9 - 19:05
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
الوجه ليس تفصيلاً في حياة الإنسان، بل هو مرآة الكرامة، وواجهة الحياة، وهو أول ما يُستهدف حين يُراد إذلال الشخص أو تدميره معنوياً.
ولذلك، فإن ما تعرضت له التلميذة سلمى أمام باب مدرستها لا يمكن أن يُختزل في صفة "مشاجرة"، أو "حادث مؤسف". لقد كانت جريمةً مكتملة الأركان: نيةٌ مبيتة، أداةٌ حادة، ضحيةٌ قاصر، وندوبٌ ستلازمها ما بقي من عمرها.
لكن الأكثر استفزازًا، بل الأشدّ مرارة، ليس ما وقع يوم الجريمة، بل ما تلاها: شهران فقط كعقوبة؟ تعويضٌ هزيل؟ ثم ظهور المعتدية في مقطع مصور، وهي تتحدث عن الحبس كما لو أنه نزهة قصيرة، وتتباهى بجريمتها دون ذرة ندم؟
أية رسالة يمكن أن تصل إلى المجتمع بعد ذلك؟ أن الجريمة لا بأس بها إذا كنتِ تملكين "الثقة بالنفس" الكافية لتبريرها أمام الكاميرا؟
العدالة التي تصدر أحكاماً مخففة في جرائم خطيرة، تعرّض نفسها للسخرية، وتدفع الناس إلى فقدان الثقة في القانون. بل وتفتح الباب أمام تحوّل المعتدين إلى أبطال "ترندات" يُصفّق لهم البعض ويقلّدهم البعض الآخر.
من غير المقبول أن تُختزل آلام الضحية في جلسة محكمة باردة، لا ترى في الجرح سوى "مدة عجز"، وفي التشويه سوى "قيمة تعويض".
نحن لا نطلب الانتقام، بل نحذّر من الاستهتار. لأن مثل هذه القضايا لا تتعلق بفردين فقط، بل بالسياق العام الذي يُنتج العنف ويكافئ الوقاحة. حين يشعر الجاني أن السجن مجرّد محطة عابرة، فإنه سيعود، وبيديه سكين أخرى، وضحية أخرى.
من هنا، فإن الواجب الأخلاقي والقانوني يقتضي إعادة النظر في هذا الحكم، لا من باب التشفي، بل من أجل ترسيخ مبدأ أن كرامة المواطن ــ ومواطنة التلميذة بالذات ــ ليست مباحة، وأن تشويه الوجه لا ينبغي أن يُقابل بابتسامة خبيثة و60 يوماً من التأمل.
لا أحد آمن ما دام القانون لا يحمي الوجوه.
#كلنا_سلمى
#الشهبي_أحمد (هاشتاغ)
Echahby_Ahmed#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟