أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موسى فرج - يوم سقوط سيزيف العراقي ...














المزيد.....

يوم سقوط سيزيف العراقي ...


موسى فرج

الحوار المتمدن-العدد: 8307 - 2025 / 4 / 9 - 19:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رداً على ما كتبه صديقي دكتور قاسم حسين صالح في أصبوحته لهذا اليوم من أن: " ٩ نيسان 2003بوابة الفواجع والأحزان":
تقول الأسطورة الإغريقية أن سيزيف تمكن من خداع إله الموت وكبله بالأصفاد والأقفال فمنعه من ممارسة مهنته في سلب الناس أرواحها وبذلك منع الناس من أن تموت.. لكن فعل سيزيف قد اغضب الآلهة فأصدروا عليه حكماً بأن يعيش حياة أبدية بلا موت على أن يقضي حياته الأزلية في عمل غير مجدٍ، بأن يقوم بدحرجة صخرة عظيمة صعوداً الى الجبل لكن الصخرة ما إن تصل الى ثلثي المسافة حتى تعود لتتدحرج الى عمق الوادي السحيق فيعود سيزيف ليكرر المحاولة من جديد فتكرر الصخرة دحرجتها الى عمق الوادي السحيق ويعود سيزيف الى القيام بتنفيذ ما حكمت عليه الآلهة به ومن دون نهاية...
الشعب العراقي وبعد إن أحاله صدام الى مجرد ركام لا يحتكم على قوة سيزيف ولا يملك وعي سيزيف، تمنى مجرد تمني الخلاص من إله الموت لتتوقف عبثية إماتة الناس وبالصدفة المحض تحققت أمنيته بعد إن شارف على الانقراض، فهبطت قوى لا صلة له بها ولا سابق معرفه فكبلت إله الموت ومن ثم سحقته في حفرة اختارها هو نفسه لنفسه.
لكن ذلك أغضب الآلهة فحكمت على الشعب العراقي بما حكمت به على سيزيف بأن يمضي حياته يدحرج الصخرة صعوداً الى الجبل وعندما يبلغ بها مسافة لا بأس بها تعود تتدحرج الى الوادي السحيق في عملية متكررة لا نهاية لها وبلا أفق...
من ذاكرتي السحيقة إن أمي حكت لي عن قريبتها التي تزوجت من صاحب أغنام وكان مربو الأغنام وقتها يسيحون في بادية السماوة الممتدة حتى الحدود السعودية يتنقلون بأغنامهم سعياً وراء العشب والماء لرعي أغنامهم وكانوا ينقلون أمتعتهم على ظهور الحمير فيلتحقون برعاة أغنامهم ، وحصل ان أحد الحمير سقط مغشياً عليه في الطريق من جراء ضعفه وثقل حمله فقام الرجل زوج قريبة أمي بتوزيع حمل ذلك الحمار على بقية الحمير وأمر زوجته قريبة أمي بالمكوث عند الحمار لتلحق بهم والحمار عند افاقته من غيبوبته، انتظرت المسكينة إفاقة الحمار لكن الحمار مات...وفي هذه الحالة فإن زوجها المتخلف والجبار والقاسي لن يقبل منها قولها إن الحمار قد مات إن هي عادت بدونه وسيقسو عليها كثيراً، فقامت بربط قوائم الحمار الميت ورجليه بفوطتها وعلقته برأسها ونهضت والحمار الميت على ظهرها وتبعت أثر الركب الذي أناخ بعد مسافة ليست بالقصيرة وكانت المسكية حاملاً وعندما بلغتهم سقطت والحمار الميت على ظهرها فأسقطت جنينها ، وعندما أفاقت في وقت متأخر عاتبها زوجها المتجبر المتخلف: لماذا فعلت ذلك ...؟! فأجابته منتحبة: لأنك لن تصدقني لو قلت لك ان الحمار مات ...
فأشفق عليها وأطرق برأسه لكنها عاجلته بوهن وانكسار وبعيون مخضله بالدموع: ناشدتك الله أن تعتقني !..
رق لها قلب المتخلف المتجبر وقال: لك ذلك...فطلقها لتعود في نهاية الموسم الى أهلها وتعيش حياتها من جديد...
سيزيف العراقي جريرته إنه لم يتزوج مجرد متخلف متجبر مثل زوج قريبة أمي الذي رغم تخلفه وجبروته رق قلبه في النهاية بعد إن تمثلت أمامه مأساتها فأعتقها، بل كانت جريرة الشعب العراقي وما زالت انه ائتمن الخائن الفاسد فلو كان قد اختار الأمين ما أضطر لأن يمضي حياته مثل أبو الجعل يطمس أرجله بالوحل فينوء بحمله في مسعاه لصعود الجبل فكان كلما قطع شوطاً تدحرج بحمله الثقيل الى الوادي السحيق فيكرر وبالطريقة ذاتها دون أن يتجنب الوحل ...
هذا هو لب القصه وليس بما يختزله صديقي الأثير دكتور قاسم حسين صالح في أن " 9 نيسان 2003 بوابة الفواجع والأحزان."، فالفواجع والأحزان في حياة الشعب العراقي سبقت ذلك اليوم بمدة طويلة وستستمر معه طالما إنه يتمسك بذهنية أبو الجعل فيغمس قوائمه بالوحل ويسعى دونما طائل ليصعد الجبل.
المثل الصيني يقول: "هناك طرق عديدة للنجاة لكن الجبان يختار أقصرها...الهرب." وعندنا فإن طرق الصعود عديدة لكن أبو الجعل يختار الوحل ...فكيف له أن يصعد ...؟!
وعلي يقول:" ما خانك الأمين، ولكنّك ائتمنت الخائن.".



#موسى_فرج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقيقة تستحق السعي اليها وإن كان ثمنها بعضٍ من قناعاتك..
- سلوى زكو وسؤالها حمال الأوجه..
- لماذا لم يعد الأدب والفن مؤثرًا كما السابق..؟ مناقشة أصل الم ...
- هل يستمر القتل في غزه المنحوسه..؟
- عون.. بنسخته الجديدة غير عون صاحبي...
- شقشقة على بقايا الفرات..
- السوداني يكشف عورة ساسة -المدنية- في العراق..
- الانتخابات في العراق.. أداة للتغيير أم وسيلة للتكريس..؟
- لو كنت مكان حميد الشطري لفعلتها..
- مفارقة بيننا وبين بنو عمومتنا...
- استغلوا -خرطة السوكَ- لا أباً لكم...
- حول موقف العراق مما يجري في سوريا...
- صفحات من كتاب تحت الطبع...
- أوراق من كتاب تحت الطبع: نظام الحكم مختلفٌ عليه ويلزمه إثبات ...
- خوازيق ميزوبوتاميا المعاصرة
- موقف...
- محنة النزاهة في العراق... موقف القضاء من هيئة النزاهة
- محنة النزاهة في العراق...ح/2 الصدق والمكاشفة هو السبيل لمواج ...
- محنة النزاهة في العراق: غريب في ثقافة حكم لم تألفه....
- نور زهير ليس بطل -سرقة القرن- بل مجرد شيّال لحقيبة أبطالها.. ...


المزيد.....




- جولة مفاجئة من البابا في ساحة القديس بطرس لتحية الحشود في أح ...
- اقتحامات بالضفة والاحتلال يجبر مزيدا من الفلسطينيين على إخلا ...
- 38 شهيدا بالقطاع والاحتلال يوجه أوامر إخلاء جديدة في خان يون ...
- اليمن: الحوثيون يعلنون مقتل ستة وإصابة العشرات في ضربة أمريك ...
- محمد بن زايد يستقبل الشرع ويؤكد دعم الإمارات لإعادة بناء سور ...
- السلطات الروسية تتلقى عشرات الطلبات من أقارب الجنود الأوكران ...
- -أكسيوس-: الجولة الثانية من المفاوضات الأمريكية الإيرانية قد ...
- يواجه -خطرا كبيرا-.. نتنياهو مفصول عن الواقع وينفذ -استراتيج ...
- -لوفيغارو-: الجزائر تطرد 12 موظفا من السفارة الفرنسية في قرا ...
- المغرب.. وفاة معلمة متأثرة باعتداء طالب عليها وسط غضب كبير ( ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موسى فرج - يوم سقوط سيزيف العراقي ...