كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8306 - 2025 / 4 / 8 - 15:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وصل الخرف والعبث بالرئيس ترامب إلى إعلان حربه الجمركية ضد دولة أفريقية تعتمد في معيشتها على خياطة المنسوجات القطنية وتصديرها إلى الخارج. .
دولة لم نسمع بها من قبل إلا الآن. اسمها ليسوتو (Lesotho)، وهي مملكة حبيسة مغلقة (غير ساحلية - ليست لديها موانئ)، تتقوقع بالكامل داخل أراضي دولة جنوب أفريقيا. يعيش سكانها تحت خط الفقر، ويبلغ تعدادهم حوالي مليون نسمة. استهدفها ترامب ورفع الرسوم الجمركية المفروضة عليها إلى 50%. هكذا قرر أن يسحقها ويدمرها ويفقر شعبها المسالم. وكل القصة وما فيها ان علامات الملابس الأمريكية الشهيرة تنتجها هذه الدولة بأرخص الأسعار، وتكتب عليها (Made in USA)، بموافقة الدولة الأمريكية نفسها وبتوجيه منها. .
المهنة الوحيدة التي يتقنها ابناء هذه الدولة هي العمل في مصانع النسيج. فإذا أُغلقت هذه المصانع، فلن يتبقى لهم الكثير من الخيارات. وسوف يكون مصيرهم الموت جوعا أو الهجرة خارج البلاد. .
وبالتالي فإن مملكة ليسوتو الفقيرة هي الأكثر تضرراً من قرارات ترامب المتهورة، تليها مدغشقر برسوم جمركية بلغت نسبتها 47%؛ وبوتسوانا بنسبة 37%؛ وأنغولا بنسبة 32%؛ وجنوب أفريقيا بنسبة 30%. آخذين بعين الإعتبار ان الغالبية العظمى من شعوب هذه البلدان لا يستطيعون تحمل تكلفة المنتجات الأمريكية باهظة الثمن. الأمر الذي سوف يترك الأبواب مفتوحة للصين لتصبح الشريك التجاري البديل لمعظم دول القارة السمراء. .
يوجد حوالي 30 ألف عامل يعملون في مصانع الملابس في ليسوتو، معظمهم من النساء، منهن 12 ألف عاملة يصنعن ملابس لعلامات تجارية أمريكية، بما في ذلك ليفايس، وكالفن كلاين، ووول مارت. في حين يتراوح الحد الأدنى للأجور الشهرية بين 146 - 163 دولاراً أمريكياً. .
ختاماً وعلى هامش هذه الأزمة: ما الذي يمنع التاجر العربي من الاستثمار في هذا البلد والاستيراد منه بأرخص الأسعار ؟. وهل هناك ما يحول دون تفعيل التجارة الحرة مع هذه البلدان الأفريقية ؟. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟