أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صالح سلوم - تدارك ترامب: إيران ومحور المقاومة ، اجبار الأمريكي على التفاوض...كتيب















المزيد.....



تدارك ترامب: إيران ومحور المقاومة ، اجبار الأمريكي على التفاوض...كتيب


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8306 - 2025 / 4 / 8 - 15:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقدمة: صانع السجاد - نسيج الصبر والتحدي

القسم 1: مشهد صانع السجاد - خيوط التاريخ

في قرية صغيرة على سفوح جبال زاغروس، حيث تتسلل الرياح بين الصخور كأنها تحمل أنفاس ألف عام، يجلس صانع سجاد عجوز أمام نوله الخشبي. الشمس، التي تكافح للوصول إلى قمم الجبال، ترسم ظلالاً رقيقة على وجهه المجعد، وجه يحمل خريطة حياة لم تكن سهلة. يده الخشنة، التي شكلتها عقود من العمل الدؤوب، تمرر خيوط الحرير الأحمر والأزرق بحركات دقيقة، كأنها ترسم لوحة لا يراها إلا هو. منذ عشرين عامًا، بدأ هذا الرجل نسج سجادة لابنته، هدية زفافها التي يحلم أن تكون شاهدة على يوم انتصارها الشخصي. لكن هذه السجادة ليست مجرد قماش، بل قصة شعب: كل عقدة تحمل ذكرى، وكل لون يروي حكاية.
في تلك الليلة من عام 1988، حين هزت صواريخ صدام حسين أركان طهران، كان الصانع يضيف خيطًا أسود إلى نسيجه، رمزًا للدمار الذي لم يكسر إرادته. وفي صباح 2018، حين أعلن ترامب إلغاء الاتفاق النووي، أضاف خيطًا أحمر، لون التحدي الذي بدأ يتشكل في قلب إيران. لم يكن هذا الرجل مجرد حرفي، بل كان مؤرخًا صامتًا، يعرف أن التاريخ لا يكتبه المنتصرون فقط، بل أولئك الذين يتحملون وينتظرون. كان يرى في كل عقدة درسًا: الصبر ليس ضعفًا، بل قوة تتحدى الزمن والغطرسة.
هذا المشهد ليس مجرد رمز، بل مرآة لإيران نفسها. تلك الدولة التي وقفت كالجبال التي تحيط بقرية الصانع، صلبة أمام العواصف، لا تنحني ولا تتزعزع. لم تكن كالمحميات الخليجية التي تبيع نفطها وكرامتها لترامب، بل كانت كيانًا يعرف أن القوة الحقيقية تُنسج من الداخل، لا تُستورد من الخارج. الصانع، بعيونه التي شهدت الحروب والحصارات، كان يعرف أين تكمن القطب المخفية في السياسة الدولية: ليست في الصخب والتهديدات، بل في القدرة على تحويل الهزائم إلى انتصارات بالصبر والتخطيط.

القسم 2: إيران كدولة سيادة - جذور القوة

إيران ليست مجرد دولة على الخارطة، بل حضارة تمتد جذورها إلى ما قبل أن تعرف أمريكا نفسها ككيان. منذ أيام الإمبراطورية الأخمينية في القرن السادس قبل الميلاد، حين كان كورش الكبير يضع أسس أول إعلان لحقوق الإنسان، كانت إيران تفهم أن السيادة ليست مجرد شعار، بل ممارسة يومية. عبر التاريخ، واجهت غزوات الإسكندر المقدوني، والفتوحات العربية، والاحتلال المغولي، لكنها لم تذب في أي منها، بل استوعبتها وأعادت تشكيلها بطابعها الخاص. هذا التاريخ ليس مجرد ماضٍ، بل قوة حية تتجلى في كل قرار تتخذه طهران اليوم.
في القرن العشرين، كانت إيران واحدة من أوائل الدول التي قاومت الاستعمار الغربي بشكل مباشر. في 1951، حين أمم مصدق صناعة النفط ضد شركات بريطانيا وأمريكا، كانت تلك اللحظة بمثابة إعلان أن إيران لن تكون مستعمرة جديدة. الانقلاب الذي دبرته "CIA" في 1953 لم يكسر هذه الروح، بل زادها قوة. الثورة الإسلامية في 1979، بقيادة الخميني، لم تكن مجرد تغيير نظام، بل كانت رفضًا جذريًا للهيمنة الغربية، كما يوثق ذلك المؤرخ إرواند أبراهاميان في كتابه "إيران بين ثورتين". هذه السيادة جعلت إيران مختلفة عن محميات الخليج، تلك الكيانات التي ولدت من أقلام المستعمرين البريطانيين في القرن العشرين، ولا تزال تعيش تحت ظل واشنطن.
السعودية، على سبيل المثال، التي أنفقت تريليونات على السلاح الأمريكي بحلول 2025، وفقًا لتقديرات "SIPRI"، لم تستطع أن تحمي نفسها من مسيرات بسيطة ضربت أرامكو في 2019. الإمارات، بأبراجها الزجاجية، تتوسل حماية ترامب بينما تخشى أي مواجهة حقيقية. إيران، على النقيض، صنعت قوتها من الحصار نفسه. تقارير البنك الدولي تشير إلى أنها، رغم العقوبات، طورت صناعات محلية شملت الصواريخ والمسيرات، مما جعلها لاعبًا لا يمكن تجاهله. هذه السيادة ليست مجرد كلمة، بل نسيج معقد من التاريخ والثقافة والإرادة، كالسجادة التي ينسجها ذلك العجوز في زاغروس.

القسم 3: ترامب وغباؤه المعهود - مسرحية الهزيمة

ثم جاء دونالد ترامب، بصخبه الذي يشبه بائع السجاد المزيفة في سوق شعبي، يظن أن العالم يمكن أن يُدار بتغريدات واستعراضات. لم يكن ترامب مجرد رئيس، بل كان تجسيدًا للغطرسة الأمريكية التي تعتقد أن المال والسلاح يكفيان لتركيع الشعوب. حين تولى السلطة في 2017، لم يكن يفهم إيران، ولا تاريخها، ولا قدرتها على الصمود. كان يراها كدولة يمكن أن تسقط تحت ضغط "العقوبات القصوى"، كما فعلت دول أخرى خضعت لإرادة واشنطن. لكنه لم يدرك أنه يواجه خصمًا من طراز مختلف، ليس مجرمًا متوحشًا كداعش أو أدوات أردوغان في سوريا، بل دولة تعرف كيف تلعب لعبة الزمن.
قرار إلغاء الاتفاق النووي في 2018 كان أول دليل على غبائه المعهود. ظن أن إيران ستركع تحت العقوبات، لكنه أيقظ تنينًا كان ينتظر لحظته. تقارير "Foreign Affairs" في 2019 أشارت إلى أن ترامب، بجهله، دفع إيران لتسريع برنامجها النووي، مما جعلها أقرب من أي وقت مضى إلى السلاح الذي كان يخشاه. لم يتوقف الأمر عند ذلك. في اليمن، سمح لحكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء أن تكشف عجزه، حين ضربت مسيراتها تل أبيب وحاملاته البحرية، بينما كان يتباهى في خطاباته بـ"النصر". في غزة، دعم نتنياهو بلا حدود، لكنه لم يحسب أن المقاومة ستدمر دبابات إسرائيل وتجعل استعراضاته الكلامية مضحكة.
ترامب لم يكن يفهم أن إيران ليست دولة تخاف من تهديداته. الخامنئي، في خطاب 2020، قال بنبرة هادئة تحمل رنين الثقة: "واشنطن لن تجرؤ على الحرب، لأنها تعرف الثمن." هذا الثمن لم يكن مجرد صواريخ، بل كان إرادة شعب صقلته العقوبات والحروب. ترامب، بكل غروره، حول أمريكا إلى أضحوكة، بينما كانت إيران تنسج سجادتها الاستراتيجية بخيوط الصبر والتحدي، لتثبت أن الغباء لا يصنع انتصارًا، بل هزيمة مدوية.

القسم 4: محور المقاومة - خيوط النصر

لم تكن إيران وحدها في هذا النسيج. محور المقاومة، الذي يضم حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء، وغزة، وحزب الله، كان الامتداد الطبيعي لصبرها. في اليمن، تحولت الحرب إلى كابوس لترامب، حين أثبتت صنعاء أن المسيرات البسيطة يمكن أن تهزم حاملات الطائرات. في غزة، واجهت المقاومة إبادة جماعية بدعم أمريكي، لكنها دمرت دبابات إسرائيل وأعادت الأمل للشعوب. حزب الله، بصواريخه الدقيقة، جعل نتنياهو يعيش في خوف دائم من جبهة شمالية.
هذا المحور لم يكن مجرد تحالف عسكري، بل كان تعبيرًا عن إرادة شعبية. تقارير "Amnesty International" في 2025 وثقت مظاهرات عالمية ضد ترامب ونتنياهو، من مصر إلى أوروبا، دليل على أن المقاومة ألهمت العالم. إيران، كصانع السجاد، كانت تعرف أن النصر لا يأتي بسرعة، بل بخيوط تتشابك عبر الزمن، لتصنع سجادة لا تُمحى من ذاكرة التاريخ.


الفصل الأول: إلغاء الاتفاق النووي - إيقاظ التنين الإيراني

القسم 1: القرار الأمريكي - لحظة الغباء التاريخي

في الثامن من مايو 2018، وقف دونالد ترامب أمام منصة البيت الأبيض، بابتسامته المغرورة التي تشبه تاجر عقارات يحاول بيع أرضٍ لم يمتلكها أبدًا، وأعلن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران. كان هذا القرار، الذي وصفه بـ"الانتصار الدبلوماسي الكبير"، لحظة فارقة لم تدرك واشنطن بعد أنها ستكون بداية سقوط هيبتها في الشرق الأوسط. الاتفاق النووي، أو "خطة العمل الشاملة المشتركة" (JCPOA)، لم يكن مجرد وثيقة دبلوماسية وقّعتها إدارة أوباما في 2015 مع إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا، وألمانيا)، بل كان صمام أمان وضعته القوى العالمية لاحتواء طموحات إيران النووية، مع الحفاظ على توازن القوى في منطقة مضطربة. لكن ترامب، بجهله وسوء تقديره، قرر أن يمزق هذا الصمام، ظنًا أن العقوبات وحدها ستجبر إيران على الركوع.
لم يكن هذا القرار وليد لحظة، بل كان نتيجة ضغوط داخلية وخارجية. في الداخل، كان ترامب يسعى لإرضاء قاعدته الانتخابية اليمينية، التي رأت في الاتفاق تنازلاً لـ"العدو الإيراني"، وكذلك اللوبي الصهيوني، وفي مقدمته "إيباك"، التي ضغطت بقوة لإلغائه، كما يوثق ذلك كتاب "اللوبي الإسرائيلي" لميرشايمر ووالت. من الخارج، لعبت السعودية دورًا محوريًا، حيث قدمت وعودًا بمليارات الدولارات لشراء الأسلحة الأمريكية مقابل موقف متشدد ضد طهران. في زيارته للرياض في 2017، تلقى ترامب شيكًا مفتوحًا من آل سعود، وهو ما دفعه لتصعيد خطابه ضد إيران، كما كشفت تقارير "نيويورك تايمز" لاحقًا.
لكن ما لم يفهمه ترامب هو أن إيران ليست كمحميات الخليج التي تتوسل حمايته بتريليوناتها. كان يتعامل مع دولة لها تاريخ حضاري يمتد لآلاف السنين، شعبها صلب صقلته الحروب والحصارات، وقادتها يعرفون أن الضغط يمكن أن يتحول إلى فرصة. قرار الانسحاب لم يكن مجرد خطأ تكتيكي، بل كان غباءً استراتيجيًا أعطى إيران مبررًا للتحرر من قيود الاتفاق، لتبدأ في نسج استراتيجية جديدة ستغير قواعد اللعبة في المنطقة.

القسم 2: تطور البرنامج النووي الإيراني - من الحصار إلى القوة

إلغاء الاتفاق النووي لم يكن مجرد صفعة دبلوماسية لإيران، بل كان الشرارة التي أعادت إحياء برنامجها النووي بقوة لم تكن متوقعة. قبل الاتفاق في 2015، كانت إيران قد طورت قدرات نووية متقدمة، حيث وصلت إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في منشأة "فوردو"، كما وثقت ذلك تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA). الاتفاق جمّد هذا التقدم، حيث وافقت طهران على تقليص مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 98%، وتفكيك أكثر من 13 ألف جهاز طرد مركزي، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية. لكن ترامب، بقراره في 2018، أعاد المشهد إلى نقطة الصفر، بل أعطى إيران مبررًا لتجاوز ما كانت عليه قبل الاتفاق.
بحلول يناير 2019، أعلنت إيران استئناف تخصيب اليورانيوم بنسبة 4.5%، متجاوزة الحدود المسموح بها في الاتفاق (3.67%). ثم، في 2020، رفعت النسبة إلى 20%، وهي خطوة أثارت قلق الغرب، لأنها تقربها من عتبة 90% اللازمة للسلاح النووي. تقارير "IAEA" في 2021 كشفت أن إيران بدأت تركيب أجهزة طرد مركزي متطورة (IR-6 وIR-9)، التي تزيد كفاءتها بعشرة أضعاف عن النماذج القديمة (IR-1). بحلول 2025، كانت التقديرات تشير إلى أن إيران أصبحت على بعد أشهر من امتلاك سلاح نووي، وهو ما أكده خبراء مثل ديفيد أولبرايت في معهد العلوم والأمن الدولي.
هذا التطور لم يكن مجرد رد فعل تقني، بل كان تعبيرًا عن استراتيجية إيرانية طويلة الأمد. الحصار الذي فرضته أمريكا، والذي أدى إلى انهيار قيمة الريال بنسبة 70% بين 2018 و2020، لم يكسر إيران، بل دفعها لتطوير اقتصاد مقاومة. تقارير البنك الدولي تشير إلى أن إيران زادت إنتاجها المحلي من الصناعات العسكرية بنسبة 15% بحلول 2023، بما في ذلك المفاعلات والمسيرات. هذا التحول لم يكن صدفة، بل كان نتيجة عقود من الاستعداد، منذ الحرب مع العراق في الثمانينيات، حين تعلمت إيران أن تعتمد على نفسها.
لم تكتفِ إيران بتطوير برنامجها النووي، بل استغلت الفرصة لتعزيز مكانتها السياسية. الانسحاب الأمريكي جعل حلفاء واشنطن في أوروبا (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) في موقف محرج، حيث حاولوا إنقاذ الاتفاق دون جدوى، مما عزز الشكوك في مصداقية أمريكا كشريك. في المقابل، تقربت إيران من روسيا والصين، حيث وقّعت اتفاقية تعاون استراتيجي مع بكين في 2021 بقيمة 400 مليار دولار، كما يوثق ذلك تقرير "Council on Foreign Relations". هذه الخطوة جعلت إيران لاعبًا عالميًا، وليس مجرد خصم إقليمي، مما أثبت أن غباء ترامب كان أكبر هدية قدمها لطهران.

القسم 3: الرد الصاروخي - سلاح الردع الإيراني

لم يكن النووي هو السلاح الوحيد في ترسانة إيران. الصواريخ الباليستية، التي طورتها طهران على مدى عقود، كانت الرد الحقيقي على تهديدات ترامب. بحلول 2025، كان لدى إيران أكثر من 3000 صاروخ باليستي، بمدى يصل إلى 5000 كيلومتر، كما وثقت تقارير "RAND Corporation". هذه الصواريخ لم تكن مجرد أدوات تخويف، بل كانت قادرة على ضرب القواعد الأمريكية في الخليج، ودييغو غارسيا في المحيط الهندي، وحتى بريكانيا في ألمانيا. في خطاب شهير عام 2020، قال الخامنئي بنبرة هادئة تحمل رنين الثقة: "لن يجرؤوا على الحرب معنا، لأنهم يعرفون أن سعاعنا الصاروخي سيجعلهم يدفعون ثمنًا باهظًا."
ضربة قاعدة عين الأسد في العراق في يناير 2020، ردًا على اغتيال قاسم سليماني، كانت مجرد تحذير. استخدمت إيران صواريخ "فاتح-110" و"قيام-1"، وأظهرت دقة لم تكن متوقعة، حيث أصابت أهدافها بدقة 10 أمتار، كما وثق ذلك تقرير "CSIS". لم تكن هذه الضربة سوى عينة من قدراتها. بحلول 2025، كانت صواريخ "خرمشهر" و"سجيل"، بمدى 2000-5000 كم، قد أصبحت جاهزة للاستخدام، مما جعل أي مغامرة عسكرية أمريكية كابوسًا استراتيجيًا. تقديرات "Pentagon" تشير إلى أن تكلفة اعتراض هذه الصواريخ ستتجاوز 100 مليون دولار لكل عملية، بينما تكلفة إنتاجها في إيران لا تتعدى بضعة ملايين.
هذا الرد الصاروخي لم يكن موجهًا لأمريكا فقط، بل كان رسالة لحلفائها. السعودية، التي فشلت في حماية منشآتها من مسيرات بسيطة في 2019، أدركت أنها لا تستطيع مواجهة إيران. إسرائيل، التي كانت تعتمد على ترامب، وجدت نفسها تحت تهديد صواريخ إيران وحلفائها. هذا السلاح جعل إيران قوة ردع حقيقية، لم تكن بحاجة إلى استخدامه لتثبت وجودها، بل كان كافيًا أن يعرف الجميع أنه موجود.

القسم 4: تعزيز محور المقاومة - شبكة التحدي

إلغاء الاتفاق لم يقتصر تأثيره على إيران وحدها، بل عزز شبكة حلفائها في محور المقاومة. حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء استفادت من الدعم الإيراني لتطوير مسيرات وصواريخ ضربت تل أبيب وحاملات الطائرات الأمريكية بحلول 2025. حزب الله في لبنان تلقى صواريخ دقيقة، جعلت نتنياهو يعيش في خوف دائم من جبهة شمالية، كما وثق ذلك تقرير "INSS" الإسرائيلي. في غزة، حصلت المقاومة على تكنولوجيا المسيرات، مما سمح لها بضرب أهداف بعيدة كعسقلان.
هذا التعزيز لم يكن عسكريًا فقط، بل كان سياسيًا. إيران استغلت الفراغ الذي تركه ترامب لتقوية تحالفاتها مع روسيا والصين، مما جعلها جزءًا من محور شرقي يتحدى الهيمنة الأمريكية. في الوقت نفسه، أثارت سياسات ترامب غضبًا شعبيًا في العالم العربي، حيث انطلقت مظاهرات في مصر والجزائر ضد دعمه لإسرائيل، كما وثقت "Amnesty" في 2025. هذا المحور لم يكن مجرد رد فعل، بل كان نسيجًا استراتيجيًا أثبت أن غباء ترامب كان الخيط الذي ربط أطرافه.



الفصل الثاني: حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء - مستنقع ترامب

القسم 1: بداية الحرب - المسرح الذي أعدته أمريكا
في مارس 2015، حين أضاءت سماء صنعاء بقذائف الطائرات السعودية، لم يكن أحد يتخيل أن هذه الحرب، التي بدأت كعملية "عاصفة الحزم"، ستتحول إلى واحدة من أكبر الهزائم الاستراتيجية لأمريكا وحلفائها. كانت البداية مسرحية أعدتها واشنطن بعناية: إدارة أوباما، التي وافقت على تزويد التحالف السعودي بالأسلحة والاستخبارات، رأت في اليمن فرصة لاحتواء ما اعتبرته "النفوذ الإيراني" في شبه الجزيرة العربية. لكن حين تولى دونالد ترامب السلطة في يناير 2017، تحولت هذه المسرحية إلى عرض صاخب لعنترياته الشخصية، ظنًا أن اليمن سيكون ساحة يثبت فيها قوته ويعزز صفقاته مع السعودية.
ترامب لم يكتفِ بالدعم الذي قدمه أوباما، بل رفع الرهان. في مايو 2017، خلال زيارته الأولى للرياض، وقّع صفقة أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار، شملت طائرات "F-15" و"أباتشي"، وقنابل دقيقة التوجيه، كما وثقت ذلك تقارير "نيويورك تايمز". كان الهدف واضحًا: سحق حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء، التي استولت على السلطة في 2014 بدعم إيراني، وإعادة النظام السابق المدعوم من الرياض. لكن ترامب، بغروره، لم يحسب حساب شعب صقلته الجبال الوعرة والمعاناة، شعب لا يعرف الاستسلام.
القصف العشوائي بدأ يأخذ طابعًا مأساويًا. تقرير "هيومن رايتس ووتش" لعام 2018 وثق أكثر من 80 غارة استهدفت أعراسًا وأسواقًا ومدارس، مخلفة آلاف القتلى من المدنيين. في أكتوبر 2016، قبل تولي ترامب، دمر قصف سعودي بقنابل أمريكية جنازة في صنعاء، قتل فيها 140 شخصًا، لكن هذا العنف تصاعد تحت إدارته. بحلول 2019، كانت تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن الحرب أودت بحياة 250 ألف يمني، معظمهم بسبب القصف والحصار. ترامب، الذي كان يتباهى في خطاباته بـ"إعادة الأمن للمنطقة"، لم يدرك أنه يزرع بذور هزيمته في أرض لم تكن يومًا سهلة الاختراق.

القسم 2: صمود صنعاء - تحدي الجبال والإرادة

حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء لم تكن مجرد فصيل مسلح، بل كانت تعبيرًا عن إرادة شعب يمني رفض أن يكون أداة في يد الرياض أو واشنطن. هذا الصمود لم يكن وليد اللحظة، بل كان متجذرًا في تاريخ اليمن، تلك الأرض التي قاومت الغزاة منذ أيام الرومان والأحباش. في القرن العشرين، قاد الإمام يحيى مقاومة ضد الاستعمار البريطاني في عدن، بينما واجه خلفاؤه الضغوط السعودية للسيطرة على الشمال. حكومة صنعاء، التي تشكلت في 2014، استندت إلى هذا الإرث، لكنها أضافت إليه بُعدًا جديدًا: الدعم الإيراني الذي حولها من قوة محلية إلى لاعب إقليمي.
تحت الحصار والقصف، طورت حكومة صنعاء اقتصادًا مقاومًا. تقارير "UNDP" تشير إلى أن اليمن، رغم انهيار اقتصاده الرسمي، اعتمد على الزراعة المحلية والتجارة غير النظامية للبقاء. لكن القوة الحقيقية كانت في التكنولوجيا العسكرية البسيطة التي قدمتها إيران. المسيرات، مثل "صماد-3"، والصواريخ الباليستية، مثل "بركان-3"، لم تكن متطورة كالأسلحة الأمريكية، لكنها كانت فعالة بشكل مذهل. بحلول 2020، كانت تكلفة المسيرة الواحدة لا تتجاوز 20 ألف دولار، بينما كانت السفن الأمريكية تنفق ملايين لاعتراضها، كما وثق معهد "CSIS". هذا التباين كان سخرية تاريخية من ترامب، الذي ظن أن المال والقوة النارية يكفيان.
الصمود لم يكن عسكريًا فقط، بل كان شعبيًا. في صنعاء، حيث كانت الشوارع تمتلئ بالجثث بعد كل غارة، كان الناس يواصلون حياتهم، يحتفلون بالأعراس ويجتمعون في الأسواق، كأن الحرب لم تكن سوى ضيف ثقيل يمكن تحمله. هذه الروح جعلت حكومة صنعاء رمزًا للتحدي، ليس فقط للسعودية، بل لأمريكا نفسها. ترامب، الذي كان يراهن على "نصر سريع"، وجد نفسه أمام شعب لا يعرف الهزيمة، شعب حول الجبال إلى حصون، والمعاناة إلى قوة.

القسم 3: ضربات تل أبيب وحاملات الطائرات - الرد الذي هز المنطقة

بحلول 2025، تحولت حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء من قوة دفاعية إلى قوة هجومية أذهلت العالم. في ليلة صافية من ذلك العام، عبرت مسيرة "صماد-3" آلاف الكيلومترات لتصل إلى تل أبيب، مما أثار ذعرًا في إسرائيل لم تشهده منذ حرب أكتوبر 1973. لم تكن هذه الضربة مج تفوق توقعات ترامب، الذي كان يظن أن دعمه لنتنياهو سيحمي إسرائيل من أي تهديد. تقارير "Haaretz" وثقت حالة الهلع في المدينة، حيث أطلقت صفارات الإنذار لأول مرة منذ عقود، دليل على أن اليمن أصبح لاعبًا لا يمكن تجاهله.
لكن الضربة الأكبر كانت في البحر الأحمر، حيث استهدفت صواريخ "قدس-2" حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان"، رمز القوة البحرية الأمريكية. تقرير "Naval Institute" في 2025 أشار إلى أن الصواريخ، رغم بساطتها، تسببت في أضرار طفيفة، لكن الرسالة كانت واضحة: أمريكا لم تعد آمنة حتى في مياهها. هذه الضربات لم تكن مجرد استعراض، بل كانت دليلًا على أن إيران نقلت تكنولوجيا حرب العصابات إلى مستوى جديد، حيث يمكن لأسلحة رخيصة أن تهدد أغلى الآلات الحربية.
السعودية، التي أنفقت 300 مليار دولار على الحرب بحلول 2025، وفقًا لـ"SIPRI"، لم تستطع حماية نفسها. هجمات 2019 على أرامكو، التي أوقفت نصف إنتاج النفط السعودي، كانت مجرد مقدمة لما حدث لاحقًا. بحلول 2025، كانت المسيرات تضرب موانئ التصدير في جدة، مما جعل الرياض تدرك أنها تخسر حربًا لم تكن مستعدة لها. ترامب، الذي كان يراهن على هزيمة صنعاء، وجد أن حلفاءه ينهارون، بينما كانت ضربات اليمن تهز أركان المنطقة.

القسم 4: المستنقع الذي أغرق ترامب - فشل الاستراتيجية الأمريكية

اليمن، الذي كان يفترض أن يكون ساحة انتصار لترامب، تحول إلى مستنقع أغرق عنترياته. الحرب، التي كلفت السعودية والإمارات مئات المليارات، لم تحقق أي تقدم. تقارير "UN" تشير إلى أن حكومة صنعاء سيطرت على 70% من الأراضي اليمنية بحلول 2025، بينما كان النظام المدعوم من الرياض محصورًا في عدن تحت حماية المرتزقة. هذا الفشل لم يكن عسكريًا فقط، بل كان سياسيًا وأخلاقيًا. العالم، الذي شاهد صور الأطفال الجوعى والمدن المدمرة، بدأ يرى أمريكا كداعم لإبادة جماعية، وليس كحامل للسلام.
ترامب، الذي كان يتباهى في تغريداته بـ"كسر إيران وحلفائها"، لم يدرك أن اليمن كان المقبرة التي دفن فيها هيبته. حكومة صنعاء، بدعم إيران، أثبتت أن القوة ليست في الأسلحة المتطورة، بل في الإرادة التي تحدت أقوى الجيوش. المستنقع لم يكن مجرد هزيمة عسكرية، بل كان درسًا تاريخيًا: الغطرسة دون عقل لا تصنع نصرًا، بل فشلاً يتردد صداه عبر العالم.



الفصل الثالث: غزة - الجرح النازف

القسم 1: الحرب والدعم الأمريكي - الإبادة برعاية ترامب

في صباح يوم من أيام أكتوبر 2023، حين بدأت الطائرات الإسرائيلية بقنابلها الأمريكية الصنع تمزق سماء غزة، كان العالم يشهد فصلًا جديدًا من مسرحية الدم التي رعاها دونالد ترامب. لم تكن هذه الحرب، التي امتدت حتى 2025، مجرد صراع إقليمي، بل كانت تعبيرًا عن الدعم الأمريكي الأعمى لإسرائيل، دعم وصل إلى ذروته في عهد ترامب. منذ توليه السلطة في 2017، ضاعف المساعدات العسكرية لتل أبيب، حيث وقّع اتفاقية في 2016 (بدأ تنفيذها في عهده) بقيمة 38 مليار دولار على عشر سنوات، لكنه أضاف في 2023 مساعدات طارئة بقيمة 20 مليار دولار إضافية، كما وثقت ذلك تقارير "Congressional Research Service". كان الهدف واضحًا: إنهاء المقاومة الفلسطينية في غزة، وتحويل القطاع إلى أنقاض لا تقوى على الوقوف مجددًا.
القصف لم يكن عشوائيًا، بل كان ممنهجًا. تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن إسرائيل، بدعم أمريكي، استخدمت قنابل "MK-84" و"GBU-31"، القادرة على تدمير أحياء بأكملها، في استهداف مبانٍ سكنية ومستشفيات ومدارس. بحلول 2025، كان عدد الشهداء قد تجاوز 40 ألفًا، معظمهم أطفال ونساء، كما وثق ذلك تقرير "OCHA" لعام 2025. ترامب، الذي كان يرى في هذه الحرب فرصة لتعزيز صورته كـ"رجل قوي" أمام ناخبيه، لم يكتفِ بالدعم العسكري، بل استخدم حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ثلاث مرات بين 2023 و2025 لمنع قرارات تطالب بوقف إطلاق النار، كما يوثق ذلك سجلات الأمم المتحدة.
دور "إيباك" كان حاسمًا في هذه الرعاية. اللوبي الصهيوني، الذي أنفق أكثر من 100 مليون دولار في حملات الكونغرس بين 2020 و2024، وفقًا لـ"OpenSecrets"، ضغط بقوة لضمان استمرار الدعم الأمريكي دون شروط. في الوقت نفسه، سكّت أصوات التقدميين في الكونغرس، مثل "الفرقة" (AOC ورفاقها)، عبر حملات تشهير وتمويل معارضين لهم. هذا الدعم لم يكن مجرد مساعدة عسكرية، بل كان محاولة لتكريس إبادة جماعية تحت غطاء "الدفاع عن النفس"، لكن غزة، بصمودها، حولت هذا المخطط إلى فضيحة أخلاقية لترامب ونتنياهو.

القسم 2: انتصارات المقاومة الفلسطينية - النار من تحت الرماد

غزة، تلك البقعة الصغيرة المحاصرة منذ 2007، لم تكن مجرد هدف للقصف، بل كانت مسرحًا لانتصارات لم يتوقعها أحد. رغم الحصار الذي قطع الكهرباء والدواء والغذاء، ورغم القنابل التي حولت البيوت إلى ركام، خرجت المقاومة الفلسطينية، ممثلة في "كتائب القسام" و"سرايا القدس"، بقوة لم تكن في حسبان ترامب أو نتنياهو. في أكتوبر 2023، بدأت الصواريخ محلية الصنع، مثل "M-75" و"رعد"، تصل إلى عسقلان وأسدود، مدن كانت تعتبر بعيدة عن مرمى غزة. بحلول 2025، كانت هذه الصواريخ تضرب أهدافًا في قلب الأراضي المحتلة، كما وثقت تقارير "IDF" المسربة.
لكن الانتصار الحقيقي لم يكن في الصواريخ فقط، بل في المواجهات الأرضية. في مناطق الخلاء شرق غزة، حيث حاول جيش الاحتلال التقدم، دمرت كتائب المقاومة دبابات "ميركافا" باستخدام قذائف "RPG-29" و"ياسين-105" المطورة محليًا بدعم إيراني. تقرير داخلي لـ"IDF" في 2024، نشرته "Jerusalem Post" لاحقًا، كشف أن إسرائيل خسرت أكثر من 60 دبابة ومدرعة، ليس بسبب تفوق تكنولوجي، بل بسبب شجاعة مقاتلين يقاتلون بلا خوف، على عكس جنود إسرائيليين فضلوا القتال من بعيد. هذه الانتصارات لم تكن مجرد ضربات عسكرية، بل كانت دليلًا على أن غزة، رغم الدمار، تمتلك روحًا لا تُكسر.
الدعم الإيراني لعب دورًا حاسمًا. تقارير "INSS" الإسرائيلية تشير إلى أن إيران زودت المقاومة بتكنولوجيا المسيرات، التي بدأت تظهر في سماء غزة بحلول 2024، مما سمح لها بضرب أهداف بعيدة بدقة غير مسبوقة. هذا الدعم لم يكن ماديًا فقط، بل كان معنويًا، حيث ألهم صمود إيران الفلسطينيين لمواصلة القتال. ترامب، الذي كان يظن أن القصف سيُنهي المقاومة، وجد أن كل قذيفة تزيد من عزيمتها، لتصبح غزة رمزًا للنار التي تشتعل من تحت الرماد.

القسم 3: انهيار جيش الاحتلال - جبن تحت النار

جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي كان يُروج له كـ"الجيش الذي لا يُقهر"، بدأ ينهار تحت ضغط غزة. هذا الانهيار لم يكن ماديًا فقط، بل كان معنويًا وعسكريًا. في المواجهات الأرضية، أظهر جنود إسرائيل جبنًا لم يكن متوقعًا. تقارير "Haaretz" في 2024 وثقت حالات رفض جنود احتياط الالتحاق بالخدمة في غزة، خوفًا من كمائن المقاومة. في إحدى العمليات شرق خان يونس، انسحبت وحدة مدرعة بعد تدمير ثلاث دبابات في ساعة واحدة، دليل على أن الخوف أصبح يسيطر على الجنود.
هذا الجبن لم يكن جديدًا، لكنه تفاقم تحت ضغط ترامب. نتنياهو، الذي كان يعتمد على الدعم الأمريكي، حاول تقديم استعراض عسكري لإرضاء ترامب وحلفائه في واشنطن، لكن النتيجة كانت كارثية. تقرير "IDF" المسرب أشار إلى أن الجيش عانى من انخفاض المعنويات بنسبة 40% بين 2023 و2025، بسبب الخسائر غير المتوقعة وصور الدمار التي بدأت تتسرب للعالم. هذا الانهيار لم يكن مجرد هزيمة ميدانية، بل كان انهيارًا لأسطورة القوة التي بنتها إسرائيل على مدى عقود.
ترامب، باستعراضاته الكلامية، لم يستطع إنقاذ حلفاءه. في خطاباته، كان يتحدث عن "سحق الإرهاب"، لكن الواقع كان يظهر جيشًا يتراجع أمام مقاتلين يقاتلون بأسلحة بدائية. هذا التناقض جعل غزة ليس فقط جرحًا نازفًا في قلب الصهيونية، بل سلاحًا كشف جبن جيش الاحتلال تحت النار.

القسم 4: غزة كرمز عالمي - الإلهام الذي هز العالم

غزة لم تنتصر عسكريًا فقط، بل أصبحت رمزًا عالميًا للصمود. بحلول 2025، انطلقت مظاهرات في مصر والجزائر والمغرب، وامتدت إلى أوروبا وأمريكا، ضد الإبادة التي دعمها ترامب. تقارير "Amnesty International" وثقت أكثر من 500 مظاهرة عالمية، بعضها ضم عشرات الآلاف، تندد بسياسات أمريكا وإسرائيل. في القاهرة، حيث كانت الاحتجاجات محصورة في السابق، خرج الملايين إلى ميدان التحرير في 2024، مطالبين بقطع العلاقات مع إسرائيل.
هذا الإلهام لم يكن عفويًا، بل كان نتيجة صور الدمار والصمود التي انتشرت عبر العالم. أطفال غزة، الذين يلعبون بين الأنقاض، ومقاتلوها، الذين يواجهون الدبابات بأسلحة خفيفة، أصبحوا رمزًا للمقاومة التي لا تُهزم. ترامب، الذي كان يظن أن القوة العسكرية ستكفي، وجد أن غزة حولت دعمه لإسرائيل إلى فضيحة عالمية، وألهمت الشعوب لتتحدى الغطرسة الأمريكية-الصهيونية.



الفصل الرابع: محور المقاومة - قوة الصبر والشعوب

القسم 1: إيران وحلفاؤها - نسيج القوة الاستراتيجي

في قلب محور المقاومة، تقف إيران كالعمود الفقري الذي يربط أطرافه، ليس فقط بقوتها العسكرية، بل بصبرها الذي حول الضغوط إلى انتصارات. بحلول 2025، كانت إيران قد طورت ترسانة تضم أكثر من 3000 صاروخ باليستي، بمدى يصل إلى 5000 كيلومتر، كما وثقت تقارير "RAND Corporation". هذه الصواريخ، مثل "سجيل" و"خرمشهر"، لم تكن مجرد أسلحة، بل كانت رادعًا جعل القواعد الأمريكية في دييغو غارسيا وألمانيا تحت التهديد المباشر. ضربة عين الأسد في 2020، التي ردت على اغتيال قاسم سليماني، كانت مجرد عينة من هذه القوة، حيث أظهرت دقة لم تكن متوقعة، كما وثق "CSIS". لكن إيران لم تكتفِ بذلك، بل نسجت شبكة حلفاء امتدت من اليمن إلى لبنان وغزة، لتصبح قوة إقليمية لا يمكن تجاهلها.
حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء كانت أولى خيوط هذا النسيج. بدعم إيراني، طورت مسيرات "صماد-3" وصواريخ "قدس-2"، التي ضربت تل أبيب وحاملة "ترومان" في 2025، مما أثبت أن اليمن لم يعد مجرد ساحة حرب، بل لاعبًا يغير المعادلة. في لبنان، عزز حزب الله ترسانته بصواريخ دقيقة، مثل "فاتح-110" المعدل، التي جعلت نتنياهو يعيش في خوف دائم من جبهة شمالية، كما وثق تقرير "INSS" الإسرائيلي. في غزة، حصلت المقاومة على تكنولوجيا المسيرات والصواريخ محلية الصنع، التي وصلت إلى عسقلان وأسدود، دليل على أن الدعم الإيراني لم يكن ماديًا فقط، بل كان استراتيجيًا.
هذا التحالف لم يكن عشوائيًا، بل كان نتيجة عقود من التخطيط. منذ الثورة الإسلامية في 1979، وضعت إيران نصب عينيها بناء محور يقاوم الهيمنة الغربية، كما يوثق ذلك المؤرخ إرواند أبراهاميان. ترامب، بغبائه، عزز هذا المحور حين ألغى الاتفاق النووي، مما أعطى إيران وحلفاءها مبررًا لتوسيع قدراتهم. بحلول 2025، كان هذا النسيج الاستراتيجي قد أصبح قوة لا تُقهر، ليس فقط بسبب الأسلحة، بل بسبب التناغم بين أطرافه، الذي حول كل ضربة إلى رسالة للعالم: المقاومة ليست مجرد حرب، بل إرادة لا تُكسر.

القسم 2: الانتفاضات الشعبية العالمية - صوت الشعوب يهز العروش

لم تكن قوة محور المقاومة في أسلحته فقط، بل في الشعوب التي ألهمها. بحلول 2025، تحولت غزة واليمن إلى رموز للصمود، أشعلت انتفاضات عالمية ضد ترامب ونتنياهو. في مصر، حيث كانت الاحتجاجات محصورة في السابق، خرج الملايين إلى ميدان التحرير في 2024، مطالبين بقطع العلاقات مع إسرائيل بعد مشاهد الدمار في غزة، كما وثق ذلك تقرير "Human Rights Watch". في الجزائر، التي شهدت "الحراك" في 2019، عادت الشوارع للحياة بمظاهرات ضد الدعم الأمريكي للإبادة، بينما انضم المغرب، الذي كان قد طبّع مع إسرائيل في 2020، إلى هذه الموجة بعد ضغط شعبي غير مسبوق.
هذه الانتفاضات لم تقتصر على العالم العربي. في أوروبا، شهدت لندن وباريس مظاهرات ضخمة في 2025، ضمت عشرات الآلاف، تندد بسياسات ترامب ودعم بريطانيا وفرنسا لإسرائيل، كما وثقت "Amnesty International". في أمريكا نفسها، نظمت حركات مثل "Black Lives Matter" و"Justice Democrats" احتجاجات في واشنطن ونيويورك، رابطة بين نضال الفلسطينيين وقضايا العدالة المحلية. تقرير "Global Protest Tracker" في 2025 وثق أكثر من 700 مظاهرة عالمية، دليل على أن المقاومة أصبحت قضية شعوب، وليس مجرد حرب إقليمية.
هذا الصوت الشعبي لم يكن مجرد ضجيج، بل كان قوة هزت العروش. في السعودية، بدأت بوادر تمرد ضد آل سعود، الذين أنفقوا تريليونات في حرب اليمن دون جدوى، كما أشارت تقارير "Middle East Eye". في إسرائيل، تصاعدت الاحتجاجات الداخلية ضد نتنياهو، الذي أصبحت بركة دماء غزة تلاحقه في كل مكان، كما وثق "Haaretz". ترامب، الذي كان يظن أن القوة العسكرية ستسكت العالم، وجد أن الشعوب أصبحت خصمه الأقوى، لتثبت أن الصبر والإرادة يمكنهما هزيمة الغطرسة.

القسم 3: فشل ترامب الاستراتيجي - الغباء الذي دمر الهيبة

ترامب، بكل صخبه واستعراضاته، لم يدرك أنه يواجه محورًا يعرف كيف يحول غباءه إلى هزيمة له. إلغاء الاتفاق النووي، الذي كان يفترض أن يكسر إيران، عزز قوتها وحلفاءها. في اليمن، حيث راهن على سحق حكومة صنعاء، تحولت الحرب إلى مستنقع أغرق حلفاءه السعوديين، بينما ضربت مسيراتها تل أبيب وحاملاته البحرية. في غزة، حيث دعم إسرائيل بلا حدود، انهارت أسطورة "الجيش اللا يُقهر" أمام المقاومة، ليصبح نتنياهو عبئًا حتى على حلفائه.
هذا الفشل لم يكن عسكريًا فقط، بل كان سياسيًا. تقارير "Foreign Policy" في 2025 أشارت إلى أن سياسات ترامب جعلت أمريكا تفقد مصداقيتها كوسيط عالمي، حيث أضعفت حلفاءها الأوروبيين ودفعت روسيا والصين لتعزيز تحالفهما مع إيران. في الداخل الأمريكي، تصاعدت الانتقادات من الديمقراطيين وحتى بعض الجمهوريين، الذين رأوا أن دعم ترامب لإسرائيل والسعودية كلف البلاد هيبتها دون عائد، كما وثق تقرير "Brookings". هذا الغباء الاستراتيجي حول أمريكا إلى أضحوكة، بينما كان محور المقاومة يثبت أن القوة الحقيقية ليست في السلاح، بل في الإرادة.

القسم 4: انتصار الصبر - المقاومة كدرس تاريخي

محور المقاومة لم ينتصر بسبب التفوق العسكري، بل بسبب الصبر الذي تعلمه من إيران، تلك الدولة التي حولت الحصار إلى قوة. في اليمن، صمدت حكومة صنعاء أمام تحالف مدعوم بتريليونات الدولارات. في غزة، تحدت المقاومة إبادة جماعية لتصبح رمزًا عالميًا. في لبنان، أبقت حزب الله إسرائيل تحت التهديد، بينما كانت إيران تراقب المشهد كصانع السجاد الذي ينسج خيوطه بهدوء.
هذا الانتصار كان درسًا تاريخيًا: الإمبراطوريات، مهما بلغت قوتها، لا تستطيع كسر إرادة الشعوب. ترامب، بغبائه المعهود، لم يفهم هذا الدرس، ليجد نفسه أمام محور أثبت أن الصبر والمقاومة يمكنهما هزيمة الغطرسة. هذا الفصل لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل كان بداية تحول عالمي، حيث أصبحت الشعوب، وليس الحكومات، هي من تحدد مصير التاريخ.



الخاتمة: انتصار النسيج - سقوط الغطرسة

القسم 1: الصبر كسلاح - درس صانع السجاد

في قرية زاغروس، حيث بدأنا رحلتنا مع صانع السجاد العجوز، تكتمل الصورة. تلك السجادة التي نسجها على مدى عشرين عامًا لابنته لم تكن مجرد هدية، بل كانت رمزًا للصبر الذي تحدى الزمن والعواصف. إيران، كذلك الصانع، لم تكن دولة تتسرع في ردود أفعالها، بل كانت تعرف أن النصر الحقيقي يُبنى بخيوط دقيقة تتشابك عبر السنين. هذا الصبر لم يكن ضعفًا، كما ظن ترامب، بل كان سلاحًا أقوى من أي صاروخ أو قنبلة. في كل عقدة من سجادة المقاومة، كانت هناك قصة: ليلة قصف طهران في الثمانينيات، يوم ألغى ترامب الاتفاق النووي في 2018، وصباح أعلن فيه الخامنئي أن إيران لن تركع.
هذا الصبر تجلى في كل ركن من محور المقاومة. في اليمن، صمدت حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء أمام تحالف مدعوم بتريليونات الدولارات، لتثبت أن الجبال يمكن أن تكون أقوى من الطائرات. في غزة، تحدت المقاومة إبادة جماعية بدعم أمريكي، لتصبح رمزًا للنار التي لا تنطفئ. في لبنان، أبقت حزب الله إسرائيل تحت تهديد دائم، بينما كانت إيران تراقب المشهد بهدوء، تعرف أن الوقت حليفها. هذا الصبر لم يكن مجرد استراتيجية عسكرية، بل كان فلسفة حياة، كما يوثق ذلك المؤرخ الفرنسي فرنان بروديل في تحليله للقوى التي تحدد التاريخ عبر "المدى الطويل".
ترامب، بغروره، لم يفهم هذا الدرس. ظن أن الصخب والتهديدات يمكن أن تكسر إرادة شعوب صقلتها الحروب والحصارات. لكنه، كما يقول المثل الفارسي، "كان يضرب الماء بالسيف"، ليجد أن كل ضربة تزيد من تماسك خصومه. الصبر، كما علمنا صانع السجاد، هو السلاح الذي لا يُرى، لكنه يهزم الغطرسة في النهاية.

القسم 2: سقوط الهيبة الأمريكية - الإمبراطورية التي أنهكت نفسها

في لحظة تاريخية نادرة، تحولت أمريكا، تلك الإمبراطورية التي كانت تُحسب لها ألف حساب، إلى أضحوكة تحت قيادة ترامب. إلغاء الاتفاق النووي في 2018، الذي كان يفترض أن يكون ضربة قاصمة لإيران، أيقظ تنينًا نوويًا وصاروخيًا لم تكن واشنطن مستعدة له. بحلول 2025، كانت إيران على بعد أشهر من السلاح النووي، وصواريخها تغطي القواعد الأمريكية من الخليج إلى أوروبا، كما وثقت تقارير "IAEA" و"Pentagon". هذا الفشل لم يكن عسكريًا فقط، بل كان سياسيًا، حيث فقدت أمريكا مصداقيتها كوسيط عالمي، كما أشارت "Foreign Affairs" في تحليلها لتداعيات قرار ترامب.
في اليمن، حيث راهن ترامب على سحق حكومة صنعاء، تحولت الحرب إلى مستنقع أغرق حلفاءه. السعودية، التي أنفقت أكثر من 300 مليار دولار بحلول 2025، وفقًا لـ"SIPRI"، فشلت في تحقيق أي تقدم، بينما ضربت مسيرات اليمن تل أبيب وحاملات الطائرات الأمريكية. في غزة، حيث دعم إسرائيل بمليارات الدولارات، انهارت أسطورة "الجيش اللا يُقهر" أمام المقاومة، ليصبح نتنياهو عبئًا على واشنطن بدلاً من حليف. هذا السقوط لم يكن مجرد هزيمة ميدانية، بل كان انهيارًا لهيبة أمريكا التي بنتها على مدى عقود.
الداخل الأمريكي لم يكن بمنأى عن هذا الانهيار. بحلول 2025، تصاعدت الانتقادات من الديمقراطيين وحتى بعض الجمهوريين، الذين رأوا أن سياسات ترامب كلفت البلاد هيبتها دون عائد، كما وثق تقرير "Brookings". المظاهرات في واشنطن ونيويورك، التي نظمتها حركات مثل "Justice Democrats"، ربطت بين دعم ترامب لإسرائيل وقضايا العدالة المحلية، مما جعل سياسته الخارجية عبئًا داخليًا. هذا السقوط كان دليلًا على أن الإمبراطورية، حين تُدار بغباء، تُنهك نفسها قبل أن ينهكها أعداؤها.

القسم 3: الشعوب كصانع التاريخ - انتفاضة العالم

لم يكن انتصار محور المقاومة مجرد انتصار عسكري، بل كان انتصارًا للشعوب التي أصبحت صانعة التاريخ. غزة، بصمودها أمام الإبادة، ألهمت ملايين العالم العربي للخروج إلى الشوارع. في مصر، حيث كانت الاحتجاجات محصورة في 2011، عاد ميدان التحرير إلى الحياة في 2024 بمظاهرات ضخمة ضد الدعم الأمريكي لإسرائيل، كما وثق "Human Rights Watch". في الجزائر، تحول "الحراك" إلى موجة غضب ضد الاحتلال، بينما انضم المغرب، رغم تطبيعه في 2020، إلى هذه الانتفاضة تحت ضغط شعبي، كما أشارت تقارير "Middle East Eye".
هذه الانتفاضات لم تقتصر على العالم العربي. في أوروبا، شهدت لندن وباريس مظاهرات ضمت عشرات الآلاف في 2025، تندد بسياسات ترامب وحلفائه، كما وثقت "Amnesty International". في أمريكا، نظمت حركات مثل "Black Lives Matter" احتجاجات ربطت بين نضال الفلسطينيين وقضايا العدالة الاجتماعية، لتثبت أن غزة أصبحت قضية عالمية. تقرير "Global Protest Tracker" وثق أكثر من 1000 مظاهرة عالمية بحلول 2025، دليل على أن الشعوب لم تعد مجرد متفرجة، بل أصبحت لاعبًا يهز العروش.
هذا الصوت الشعبي كان السلاح الذي لم يحسبه ترامب. في السعودية، بدأت بوادر تمرد ضد آل سعود، الذين أصبحوا رمزًا للفشل بعد حرب اليمن. في إسرائيل، تصاعدت الاحتجاجات الداخلية ضد نتنياهو، الذي تحول إلى رمز للدماء التي تلاحقه، كما وثق "Haaretz". هذه الانتفاضات أثبتت أن التاريخ لا تكتبه الجيوش وحدها، بل الشعوب التي تقرر متى تقول كفى.

القسم 4: المقاومة كمستقبل - بداية تحول عالمي

انتصار محور المقاومة لم يكن نهاية قصة، بل كان بداية تحول عالمي. إيران، التي قادت هذا المحور، أثبتت أن دولة تحت الحصار يمكن أن تصبح قوة عالمية، كما يتجلى في تحالفاتها مع روسيا والصين، التي وقّعت معها اتفاقية 400 مليار دولار في 2021، وفقًا لـ"Council on Foreign Relations". حكومة شبه الجزيرة العربية في صنعاء حولت اليمن من ساحة حرب إلى رمز للتحدي، بينما أعادت غزة تعريف المقاومة كقوة لا تُهزم.
هذا التحول لم يكن عسكريًا فقط، بل كان فكريًا. المقاومة ألهمت جيلًا جديدًا في العالم العربي والإسلامي لرفض الهيمنة الغربية، كما يوثق ذلك المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد في كتاباته عن "المقاومة كثقافة". في الغرب، بدأت حركات مناهضة الإمبريالية تنمو، مستلهمة من صمود غزة واليمن، لتثبت أن المستقبل لن يكون للإمبراطوريات، بل للشعوب التي تقاوم.
ترامب، بغبائه، كان المهندس غير المقصود لهذا التحول. سياساته، التي كانت تهدف إلى كسر محور المقاومة، عززته وحولته إلى قوة عالمية. هذا الانتصار لم يكن مجرد لحظة، بل كان بداية عصر جديد، حيث أصبحت المقاومة، بصبرها وإرادتها، المستقبل الذي يشكله الشعوب.

القسم 5: الدعوة للمستقبل - نحو عالم بلا غطرسة

الخاتمة لا تكتمل دون دعوة للشعوب لمواصلة هذا النسيج. ترامب، بكل غطرسته، سقط في فخه، ليثبت أن الغباء لا يصنع تاريخًا. لكن المستقبل يتطلب وعيًا وإرادة. إيران، واليمن، وغزة، وحزب الله، قدموا درسًا: القوة ليست في السلاح، بل في الشعوب التي ترفض الخضوع. هذه الدعوة ليست للحرب، بل للوعي، لرفض الهيمنة، ولنسج عالم جديد يقوم على العدالة، لا الغطرسة. كما قال الخامنئي في 2020: "النصر ليس لمن يملك القوة، بل لمن يملك الحق". هذا هو المستقبل الذي بدأ في غزة وصنعاء، وينتظر الشعوب لإكماله.



English Summary
By Ahmad Saleh Saloum
In the rugged folds of Zagros, an old Persian carpet weaver threads a tale of patience, a metaphor for Iran’s defiance against Donald Trump’s blundering arrogance. Trump’s Gambit: Iran and the Axis of Resistance Against American Folly unveils how a single reckless act—abandoning the 2015 nuclear deal—unleashed a dragon America could neither tame nor comprehend. Trump, a brash showman, assumed sanctions would crush Iran, a nation forged by millennia of resilience, unlike the Gulf vassals who grovel for his favor with trillions. Instead, Iran surged toward nuclear thresholds and ballistic prowess, its missiles casting shadows from Diego Garcia to Germany.
The Yemen, under the Sana’a government, became Trump’s quagmire. Backed by Iranian ingenuity, its drones and missiles struck Tel Aviv and U.S. carriers like the Truman, mocking the billions poured into Saudi coffers. Gaza, a bleeding wound, defied annihilation with homemade rockets and fearless fighters, shattering Israel’s invincible myth despite Trump’s unwavering support. The Axis of Resistance—Iran, Yemen, Gaza, and Hezbollah—wove a tapestry of defiance, turning Trump’s bombast into a hollow echo.
Yet, the true triumph was the awakening of the masses. From Cairo’s Tahrir to London’s streets, millions rose, inspired by Gaza’s unyielding spirit, turning Trump and Netanyahu into pariahs. America’s prestige crumbled, its allies weakened, and its domestic dissent swelled. Trump, blinded by hubris, engineered his own downfall, proving that empires f-alter-not before armies, but before peoples who refuse to bend. This is no mere chronicle of conflict it is a testament to patience as a weapon, a lesson that history bends toward those who endure. The future, born in the ashes of Gaza and Sana’a, belongs not to the arrogant, but to the resolute.
Résumé en français
Par Ahmad Saleh Saloum
Dans les replis escarpés du Zagros, un vieux tisserand persan file une histoire de patience, miroir de la résistance iranienne face à la sottise arrogante de Donald Trump. Le Pari de Trump : l’Iran et l’Axe de la Résistance face à la Folie Américaine révèle comment un acte irréfléchi—l’abandon de l’accord nucléaire de 2015—a libéré un dragon que l’Amérique ne pouvait ni dompter ni saisir. Trump, bateleur impétueux, croyait que les sanctions briseraient l’Iran, une nation trempée par des millénaires de ténacité, loin des vassaux du Golfe quémandant ses faveurs à coups de trillions. Au contraire, l’Iran s’est précipité vers le seuil nucléaire et a affûté ses missiles, menaçant de Diego Garcia à l’Allemagne.
Le Yémen, sous le gouvernement de Sana’a, devint le bourbier de Trump. Soutenu par l’ingéniosité iranienne, ses drones et missiles frappèrent Tel-Aviv et des porte-avions comme le Truman, ridiculisant les milliards engloutis par l’Arabie saoudite. Gaza, plaie vive, défia l’anéantissement avec des roquettes artisanales et des combattants intrépides, pulvérisant le mythe de l’invincibilité israélienne malgré l’appui indéfectible de Trump. L’Axe de la Résistance—Iran, Yémen, Gaza, Hezbollah—tissa une toile de défi, réduisant les fanfaronnades de Trump à un écho vide.
Mais la victoire éclatante fut celle des peuples. Du Caire à Londres, des millions se levèrent, galvanisés par l’esprit indomptable de Gaza, faisant de Trump et Netanyahu des parias. Le prestige américain s’effondra, ses alliés s’affaiblirent, et ses dissensions internes s’amplifièrent. Trump, aveuglé par l’orgueil, orchestra sa propre chute, prouvant que les empires vacillent non devant les armées, mais face aux peuples qui refusent de plier. Ce récit n’est pas une simple chronique de guerre c’est une ode à la patience comme arme, une leçon que l’histoire s’incline devant ceux qui persistent. L’avenir, né des cendres de Gaza et Sana’a, n’appartient pas aux arrogants, mais aux résolus.
Samenvatting in het Nederlands
Door Ahmad Saleh Saloum
In de ruige plooien van de Zagros weeft een oude Perzische tapijtmaker een verhaal van geduld, een spiegel van Irans verzet tegen de blunderende arrogantie van Donald Trump. Trumps Waagstuk: Iran en de As van Verzet tegen Amerikaanse Dwaasheid onthult hoe één roekeloze daad—het opgeven van het nucleaire akkoord van 2015—een draak ontketende die Amerika noch kon temmen, noch begrijpen. Trump, een luidruchtige showman, dacht dat sancties Iran zouden breken, een natie gesmeed door millennia van veerkracht, anders dan de Golfstaten die met biljoenen om zijn gunst smeken. In plaats daarvan stormde Iran naar nucleaire grenzen en ballistische macht, met raketten die schaduwen werpen van Diego Garcia tot Duitsland.
Jemen, onder de Sana’a-regering, werd Trumps moeras. Gesteund door Iraanse vindingrijkheid sloegen drones en raketten toe op Tel Aviv en Amerikaanse vliegdekschepen zoals de Truman, een spot met de miljarden die in Saoedische zakken verdwenen. Gaza, een bloedende wond, trotseerde vernietiging met zelfgemaakte raketten en onverschrokken strijders, en verbrijzelde Israëls onoverwinnelijke mythe ondanks Trumps onwankelbare steun. De As van Verzet—Iran, Jemen, Gaza, Hezbollah—weefde een tapijt van verzet, dat Trumps grootspraak tot een holle echo maakte.
Toch lag de ware triomf in het ontwaken van de volkeren. Van Caïro’s Tahrir tot de straten van Londen stonden miljoenen op, geïnspireerd door Gaza’s onverzettelijke geest, en maakten Trump en Netanyahu tot paria’s. Amerika’s prestige stortte in, zijn bondgenoten verzwakten, en interne verdeeldheid groeide. Trump, verblind door hoogmoed, bewerkstelligde zijn eigen ondergang en bewees dat rijken niet vallen voor legers, maar voor volkeren die weigeren te buigen. Dit is geen loutere kroniek van strijd het is een getuigenis van geduld als wapen, een les dat de geschiedenis buigt voor hen die volharden. De toekomst, geboren uit de as van Gaza en Sana’a, behoort niet aan de arroganten, maar aan de vastberadenen.



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاشية المالية في بلجيكا ورموزها الحالية دي ويفر وبوشيز ومي ...
- الأيباك :القناع المالي للاحتكارات الغربية للسيطرة والإبادة ا ...
- تصريحات ترامب: استغلال العالم أم استغباء الأمريكي؟ - الدولار ...
- التكوين الطبقي للعصابات الحاكمة في أوروبا الشرقية: تعبير عن ...
- أوربان ونتنياهو: تواطؤ الإبادة من غزة إلى لبنان - جرائم البي ...
- صنعاء تقاوم الإبادة - القانون الدولي بين النظرية والفعل..كتي ...
- من بروكسل إلى نيويورك، تواطؤ في الإبادة الفلسطينية (أوهام ال ...
- حملة بايدن و ترامب الإرهابية ضد إنسانية الشعوب والهولوكوست ا ...
- خرافة الدفاعات الجوية الأمريكية-الإسرائيلية: إيران وسلاح الب ...
- الاسلام كماركة تجارية امبريالية في مسرح محميات الخليج
- رحيل فاضل الربيعي وأزمة العقل العربي المعاصر
- رحيل فاضل الربيعي ومساهماته الفكرية في مواجهة العقل العبودي. ...
- أردوغان ونتنياهو والجولاني: أنظمة على مشرحة التاريخ..حكومة ا ...
- توقعات إيلان بابيه عن نهاية الكيان الصهيوني ودور طوفان الأقص ...
- عصابات الشاباك الفتحاوية بغزة..الفاشي جعجع واجندته الصهيونية ...
- لماذا لم تقع إيران في فخ محميات الخليج الصهيو أمريكية ..كتاب ...
- ما الذي يجعل ديوان نشيد العشق الفلسطيني تراث انساني خالد ينا ...
- هزيمةٌ أمريكية تاريخية قادمة في اليمن والمصير المحتوم لبيدق ...
- مقدمة وخاتمة وقصائد ديوان -نشيد العشق الفلسطيني على توهج الق ...
- كتاب: الإخوان المسلمون من التخلف إلى تعميق التخلف


المزيد.....




- الدفاع الروسية: قوات كييف استهدفت بنى الطاقة 8 مرات في 24 سا ...
- نواف سلام يبحث مع أبو الغيط الوضع في لبنان والمنطقة
- ليبيا.. حرائق غامضة تلتهم 40 منزلا في مدينة الأصابعة خلال 3 ...
- رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام يصل إلى دمشق حيث سيلتقي بال ...
- -يجب علينا تخيُّل العالم ما بعد الولايات المتحدة- - الغارديا ...
- الجزائر تمهل 12 موظفا في سفارة فرنسا 48 ساعة لمغادرة أراضيها ...
- -ديب سيك - ذكيّ ولكن بحدود... روبوت الدردشة الصيني مقيّد بضو ...
- انخفاض تعداد سكان اليابان إلى أدنى مستوى منذ عام 1950
- جدل في الكنيست حول مصر.. وخبير يعلق: كوهين أحد أدوات الهجوم ...
- وزير خارجية فرنسا يدعو لفرض -أشد العقوبات- على روسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صالح سلوم - تدارك ترامب: إيران ومحور المقاومة ، اجبار الأمريكي على التفاوض...كتيب