|
لماذا صار الفقيد محمد بوكرين معتقل الملوك الثلاثة؟
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 8306 - 2025 / 4 / 8 - 08:23
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
إهداء:
إلى روح الفقيد محمد بوكرين.
أملا في أن نتمسك بمنهجه الاشتراكي العلمي، في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، حتى تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، في هذا الوطن، الذي لا يستقيم فيه الأمر إلا بسيادة الشعب على نفسه.
محمد الحنفي
إن شخصية الفقيد محمد بوكرين، شخصية متميزة، على جميع المستويات، التي تجعل منه إنسانا فوق العادة، في فكره، وفي ممارسته. وهذه الشخصية المناضلة بامتياز، ذات أبعاد متعددة، لا يمكن الاستهانة بها أبدا، على مستوى الفكر، وعلى مستوى الممارسة، وعلى مستوى الأمل، وعلى مستوى استيعاب مختلف الظواهر: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، بأبعادها المختلفة، مما يجعل منه ظاهرة متميزة، بين مختلف الظواهر، الأمر الذي يقتضي منا: أن نعمل على التمسك بخطه النضالي الديمقراطي، وباقتناعه، في حياته، كل حياته، بالاشتراكية العلمية، وبالمركزية الديمقراطية، وبأيديولوجية الطبقة العاملة، أو أيديولوجية الكادحين، أو أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، نظرا؛ لأن الاقتناع بالاشتراكية العلمية، وبالمركزية الديمقراطية، وبأيديولوجية الطبقة العاملة، هي الثوابت، أو الأمهات، كما كان يسميها الفقيد أحمد بنجلون، التي تجعل الحركة تستمر على نفس النهج، إلى أن تتحقق جميع الأهداف المسطرة، ودون تغيير يذكر، لا على مستوى الاشتراكية العلمية، ولا على مستوى المركزية الديمقراطية، ولا على مستوى أيديولوجية الطبقة العاملة، خاصة، وأن هذه المستويات جميعا، هي التي تحدد الحركة المناضلة، وغير المناضلة، حتى وإن كانت تنتمي إلى اليسار، واليسار، ليس كله مقتنعا بالاشتراكية العلمية، وليس كله مقتنعا بالمركزية الديمقراطية، وليس كله مقتنعا بأيديولوجية الطبقة العاملة، أو أيديولوجية الكادحين، أو أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
والفقيد محمد بوكرين، كان من أشد المدافعين عن الحركة الاتحادية الأصيلة، وعن حركة التحرير الشعبية، وعن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، باعتباره امتدادا للحركة الاتحادية الأصيلة، ولحركة التحرير الشعبية، ومن منطلق اقتناعه بالاشتراكية العلمية، وبالمركزية الديمقراطية، وبأيديولوجية الطبقة العاملة، أو أيديولوجية الكادحين، أو أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
ولأن الفقيد محمد بوكرين، كان يدرك، جيدا، الانحراف الذي تسرب إلى الحزب، عن طريق أشخاص معينين، من أعضاء الكتابة الوطنية، وأعضاء اللجنة المركزية للحزب، الذي كان يسعى إلى أن يصير حزبا ثوريا، قائما على أسس ثورية صحيحة. وكان يسمي المنحرفين، الذين فرطوا في الحزب، وانسحبوا منه / انقلبوا عنه، بعد تأسيس الحزب البديل، أو حزب (الاندماج)، يوم، أو ليلة 18 دجنبر 2022، الذي التحقوا به، ولا أقول اندمجوا فيه، لأن الاندماج، يكون في الفكر، ويكون في الممارسة.
والتقارير الصادرة عن المؤتمر التأسيسي، لا وجود فيها لشيء، اسمه: (الاندماج)؛ لأن التقارير، لا تعكس ذلك أبدا: (الاندماج)، لا في الفكر، ولا في الممارسة. وحتى الاشتراكية، عندما ذكرت في التقرير التنظيمي، ذكرت مرتبطة بالأيكولوجية، ليتحول الحزب المؤسس، إلى مجرد جمعية، تناضل من أجل الحفاظ على استفادة الإنسان، من الطبيعة، التي تحقق الاشتراكية الطبيعية، التي تحقق مفهوم الحديث الذي يقول: (الناس شركاء في ثلاث: الماء، والهواء، والكلأ). وهو ما ليس له أية علاقة، لا بالاشتراكية العلمية، ولا هم يحزنون. أما المركزية الديمقراطية، وايديولوجية الطبقة العاملة، فلا وجود لهما أبدا، ولا وجود للتفكير فيهما؛ لأنهما غير وازنين، في فكر، وفي ممارسة الحزب المؤسس، ضدا على قرارات المجلس الوطني لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، المنعقد في مدينة فاس، الذي اشترط شروطا معينة، للاندماج، فإذا قبلت تلك الشروط، كان الاندماج، وإلا، فإننا سنحافظ على حزبنا، وعلى اقتناعه بالاشتراكية العلمية، وعلى اقتناعه بالمركزية الديمقراطية، وعلى اقتناعه بأيديولوجية الطبقة العاملة، أو بأيديولوجية الكادحين، أو بأيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ليكون الإخلاص للحزب، أولى من الإخلاص ل (الاندماج)، وليصير (الاندماج)، في ذمة التاريخ، ليبقى الحزب، حزبا كبيرا، باقتناعاته التي تكسبه هويته.
فلماذا كان الفقيد محمد بوكرين، متميزا عن غيره من المناضلين الأفذاذ؟
ولماذا كان يشك في إخلاص البعض، دون البعض الآخر، من المناضلين في أيامه؟
ما موقفه من الاشتراكية العلمية: كفلسفة، وكعلم، وكمنهج؟
ما موقفه من المركزية الديمقراطية؟
ما موقفه من أيديولوجية الطبقة العاملة، أو أيديولوجية الكادحين، أو أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟
لماذا كان الفقيد محمد بوكرين، يركز على مراقبة الممارسة، قبل التركيز على القول؟
أليس التركيز على القول، كافيا لدعم الموقف من شخص معين، إذا كان يدعي أنه يناضل؟
ألا نعتبر أن اختيارات الفقيد محمد بوكرين، اختيارات اشتراكية علمية، واختيارات ديمقراطية، واختيارات أيديولوجية صرفة؟
ألا يمكن القول: بأن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كحزب للطبقة العاملة، أو كحزب للكادحين، أو كحزب للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، هو حزب، يقتضي: الحرص على حماية الحزب من التحريف من الداخل، الذي يهدف إلى جعل الحزب منخورا من الداخل، حتى يسهل الانقضاض عليه؟
ألا نعتبر أن الفقيد محمد بوكرين، كان يحرص على أن لا يصير الحزب منخورا من الداخل؟
أليس ما كان يقوم به الفقيد محمد بوكرين، جعله يعتبر مثقفا ثوريا؟
ألا نعتبر الفقيد محمد بوكرين، مثقفا ثوريا، وعضويا في نفس الوقت، نظرا لانسحاقه الطبقي؟
فلماذا كان يرفض الاستفادة من تعويضات سنوات الرصاص، التي قرصنها من قرصنها، لحسابه الخاص؟
ألا يعتبر رفضه ذاك، إخلاصا للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وإخلاصا للجماهير الشعبية الكادحة، وإخلاصا للشعب المغربي الكادح؟
أليست قرصنة تعويضات سنوات الرصاص، غير ممارسة الفقيد محمد بوكرين؟
ألا نعتبر أن ما صرح به الفقيد محمد بوكرين، أنه لم يناضل من أجل أخذ التعويضات من الحكم، عن عذاباته، في سنوات الرصاص، تعبيرا عن إخلاصه للشعب؟
أليست قيادته للنضال، لا من أجل الاستفادة من تعويضات سنوات الرصاص، بل من أجل تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية؟
أليس المقرصن لتعويضات سنوات الرصاص، ممارسة لخيانة ثلاثية الأبعاد: خيانة الفقيد محمد بوكرين، وخيانة شهداء الحركة الاتحادية الأصيلة، وخيانة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، في مساره النضالي، الذي جعله يتخذ قرارا بعدم تقديم مناضلي الحزب، طلبات التعويض عن سنوات الرصاص؟
أليس الفقيد محمد بوكرين، مثالا للمناضلين الحزبيين، وقدوتهم في كل مكان من المغرب، وخارج المغرب؟
أليس استمراره على نفس النهج، في عهود الملوك الثلاثة، جعلت منه مناضلا صامدا، في عهود الملوك الثلاثة؟
أليس ذلك فخرا له، ليرفع ناصيته، عندما كان حيا، بين رفاقه في النضال، وليزداد ترسيخ كونه قدوة، لجميع المناضلات والمناضلين، في جميع أنحاء المغرب؟
إننا عندما نطرح هذه الأسئلة التي لها علاقة بشخصية الفقيد محمد بوكرين لا نجانب الصواب، بقدر ما نصيب الهدف المقصود، الذي نعمل على تحقيقه، سواء تعلق الأمر بهذا الموضوع، أو تعلق بمواضيع أخرى، تهدف إلى إبراز شخصية الفقيد محمد بوكرين، الذي قضى سنوات طوالا في معتقلات الملوك الثلاثة، أملا في جعل الشعب المغربي متحررا، وديمقراطيا من الشعب، وإلى الشعب، كما كان يقول الفقيد أحمد بنجلون، ويحرص على التمتع بالعدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في أفق الاشتراكية.
فنضال الفقيد محمد بوكرين: محليا، وإقليميا، وجهويا، ووطنيا، لا يمكن أن تمحوه الخيانة، حتى وإن كان ممارس الخيانة في حقه مقرصنا.
والفقيد محمد بوكرين، كان متميزا عن غيره من المناضلين الأفذاذ، على المستوى الوطني، برؤياه الثاقبة، وبقدرته الفائقة على الاستيعاب، وبتحليله الذي يتميز به عن غيره من المناضلين، الذي يجعل أبسط الناس قادرا على استيعاب تحليله، في مختلف المحطات، التي كان يلقي فيها عروضه في مختلف الجامعات المغربية، الأمر الذي يترتب عنه: أن الفقيد محمد بوكرين، يصير ماثلا في مختلف الأبعاد، مهما كانت، وكيفما كانت، إلى درجة أن السعي إلى التحرر، وإلى الديمقراطية من الشعب، وإلى الشعب، وإلى تحقيق العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في أفق إقامة الدولة الاشتراكية، لا يكون إلا على نهج وممارسة الفقيد محمد بوكرين، كقدوة للمناضلين الأوفياء، لفكر، وممارسة من فقدناهم، ومن استشهدوا على طريق السعي إلى التحرر، والديمقراطية، والاشتراكية، كما سطرها الشهيد عمر بنجلون، في تقديم التقرير الأيديولوجي، أمام المؤتمر الاستثنائي المنعقد في يناير 1975.
ونظرا لتمسك الفقيد محمد بوكرين، بنهج الحركة الاتحادية الأصيلة، وبحركة التحرير الشعبية، وبحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كاستمرار للحركة الاتحادية الأصيلة، ولحركة التحرير الشعبية، كان يقرأ بعيدا، فكر، وممارسة، أي عضو من الأعضاء الحزبيين، فكان يصف العديد منهم، بالتحريفيين، وقد أثبتت تجربة ما سمي بالمؤتمر الاستثنائي للحزب، يوم 17 دجنبر 2022، وما سمي بتأسيس حزب (الاندماج)، الذي التحق به المنسحبون من / المنقلبون عن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، صحة ما كان يقوله الفقيد محمد بوكرين، في حق الذين كانوا يدعون النضال، والنضال منهم براء، وإن كانوا يعتقلون، فما ذلك، إلا لكونهم كانوا يسعون إلى اكتساب بطاقة مناضلي الحزب، الذين كانوا يحتكون بهم في حياتهم، ومع ذلك، فالشك مشروع، من أجل الوصول إلى اليقين الإيجابي، أو السلبي، فيما يخص المناضلين، الذين تحوم حولهم تساؤلات حول هويتهم الحزبية:
هل هي هوية سليمة؟
أم أنها غير سليمة؟
وهل يستحق فلان، أن يكون في الحزب؟
أم أنه يجب أن يصير خارج الحزب؟
وهل يقتنع فعلا بالاشتراكية العلمية؟
أم أن اقتناعه غير قائم أصلا؟
وهل نعتبر أن ما يصدر عن فلان أو علان، من ممارسة يستحق عليها الفصل من الحزب مهما كان؟
لأن المحافظة على اقتناع حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كامتداد للحركة الاتحادية الأصيلة، ولحركة التحرير الشعبية، بالاشتراكية العلمية، وبالمركزية الديمقراطية، وبأيديولوجية الطبقة العاملة، أو بأيديولوجية الكادحين، أو بأيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يقتضي: نهج الصرامة، مع كل بادرة يظهر أنها تحريفية، مهما كان ممارسها، حتى وإن كان كاتبا عاما للحزب.
والفقيد محمد بوكرين، كان يقتنع بالاشتراكية العلمية، كفلسفة، وكعلم، وكمنهج علمي، خاصة، وأن فكره، وممارسته، نابعان، معا، عن ذلك الاقتناع.
فاقتناعه بالفلسفة الاشتراكية العلمية، نابع من تشبث الفقيد محمد بوكرين، نظرا للشروط الموضوعية، بالفكر الاشتراكي العلمي، وتمسكه به، وحرصه على تتبع ما يجري في الواقع، انطلاقا من الاقتناع بالفلسفة الاشتراكية العلمية.
أما اقتناعه بالاشتراكية العلمية، كعلم، فيتضح من خلال معالجته لمختلف القضايا: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. التي كان يبسطها في مختلف العروض، التي كان يلقيها في مختلف المقرات الحزبية، وفي القاعات العمومية، وفي الجامعات المختلفة.
أما المنهج الاشتراكي العلمي، الذي كان يوظفه الفقيد محمد بوكرين، توظيفا إيجابيا، في التعاطي مع الواقع، الذي يتناوله بالتحليل الملموس، للواقع الملموس، تناولا علميا دقيقا، يجيب على مختلف الأسئلة، التي تطرح، أو يمكن أن تطرح، مما يدل على أن العلم الاشتراكي، حاضر في التحليل الملموس، للواقع الملموس. والذين عاشروا الفقيد محمد بوكرين، معاشرة فكرية، وعلمية، ومنهجية، ومعرفية، يعرفون ذلك، سواء كانوا من الشمال، أو من الجنوب، أو من الشرق، أو من الغرب. والذين كان يشير إليهم، بممارستهم للتحريف، هم الذين قادوا عملية الانسحاب، من / أو الانقلاب عن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والالتحاق بالحزب المؤسس، ليلة 18 دجنبر 2022، الذي تم تأسيسه، من أجل (الاندماج) فيه.
أما اقتناعه بالاشتراكية العلمية، كمنهج، فيظهر من خلال التزامه بالمنهج الاشتراكي العلمي، في تناوله لمختلف المواضيع، التي كان يتناولها، في العروض المختلفة، وفي مختلف الندوات، التي كان يشارك فيها. وهو ما يضفي على شخصية الفقيد محمد بوكرين، نكهة خاصة، تجعل التفاعل معه إيجابيا باستمرار.
ولأنه يقتنع بالاشتراكية العلمية، كفلسفة، وكعلم، وكمنهج علمي، فلا بد أن يقتنع كذلك بالمركزية الديمقراطية، التي لا يمكن أن تكون إلا تتويجا للممارسة الديمقراطية، للإطار الذي يقتنع مناضلوه: بالمركزية الديمقراطية، خاصة، وأن الديمقراطية الداخلية، تساهم بشكل كبير، في التربية على احترام الممارسة الداخلية، باعتبارها الوسيلة، التي تجعل جميع أعضاء الإطار، يساهمون في التقرير، ثم بعد ذلك، تأتي المركزية، التي تعطي للقيادة الحزبية، بالخصوص، تحمل مسؤوليتها في الإشراف على التنفيذ، ولا علاقة لها بالتحكم، الذي يمارسه الجهاز البيروقراطي. فقبل اتخاذ القرار، نجد أن الديمقراطية، سارية بين أعضاء أي إطار حزبي: فرعي، أو إقليمي، أو جهوي، أو وطني. وعندما يتم اتخاذ القرار، يصير الأمر إلى القيادة الحزبية، التي تتحمل مسؤوليتها، في الإشراف على تنفيذ أي قرار، على المستوى الوطني، لتصير، بذلك، المركزية الديمقراطية، سارية المفعول، كما هو الشأن بالنسبة لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذي تخلى عنه المنحرفون، المنسحبون من / المنقلبون عن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.
ولأن الفقيد محمد بوكرين، كان يقتنع بالاشتراكية العلمية، وبالمركزية الديمقراطية، فإنه كان يقتنع، كذلك، بأيديولوجية الطبقة العاملة، أو أيديولوجية الكادحين، أو أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وهذا الاقتناع، هو الذي يجعله يعتبر: أن كل من يشكك في كون حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، يقتنع بأيديولوجية الطبقة العاملة، أو أيديولوجية الكادحين، أو أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يعتبر تحريفيا، لأن اقتناع حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بالاشتراكية العلمية، وبالمركزية الديمقراطية، وبأيديولوجية الطبقة العاملة، أو بأيديولوجية الكادحين، أو بأيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من الثوابث الحزبية، التي لا يرقى الشك إليها. وإلا، فإن كل من لا يقتنع بها، يجد نفسه خارج الحزب، كما فعل المنسحبون من / المنقلبون عن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بهويته: الاشتراكية العلمية، والمركزية الديمقراطية، وأيديولوجية الكادحين، والتحقوا بالحزب المؤسس، يوم 18 دجنبر سنة ،2022 الذي لا هوية له.
وحتى الاشتراكية ذكرت مرتبطة بالأيكولوجية، من أجل تكريس التضليل، بكل تلاوينه: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ليصير المنحرفون: جملة، وتفصيلا، بدون هوية، ليستمر حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بهويته المعروفة، رافعا راية الوضوح الأيديولوجي، والسياسي، بقيادة الرفيقة حكيمة الشاوي، بصفتها: نائبة الكاتب العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذي خان المسؤولية، التي تقود عملية إعادة الهيكلة بنجاح، وتساهم في إعداد الحزب، ليقود عملية التغيير، في أفق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.
والفقيد محمد بوكرين، كان يركز على مراقبة الممارسة، قبل التركيز على القول، من منطلق: أن الممارسة، تعكس الاقتناع بتوجه معين، معاد للاشتراكية العلمية، ولأيديولوجية الكادحين، وللمركزية الديمقراطية، بخلاف القول، الذي قد يكون مجرد ادعاء، ليس إلا، إن لم يكن متناقضا مع ما تقتنع به الحركة.
فما يمارسه الإنسان، أي إنسان، هو اقتناعه، وما يقوله، قد يكون منسجما مع الممارسة، وقد لا يكون كذلك، وقد يكون القول مطابقا للممارسة؛ لأن الفقيد محمد بوكرين، كان حريصا على التزام الحركة بالاشتراكية العلمية، وبالمركزية الديمقراطية، وبأيديولوجية الطبقة العاملة، أو بأيديولوجية الكادحين، أو بأيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وكل الذين كان يرمز إليهم الفقيد محمد بوكرين، تبين أنهم صاروا من زعماء التحريف، الذين لا داعي للعمل معهم، أو للاهتمام بما يقولون. وقد تخلص منهم الحزب، بانسحابهم من، أو بانقلابهم عن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والتحاقهم بالحزب المؤسس، ليلة 18 دجنبر 2022، الموافق لذكرى اغتيال الشهيد عمر بنجلون، وهو ما أثبت، أن الفقيد محمد بوكرين، كان على حق، فيما كان يقوله، في حق بعض الأشخاص، الذين لا داعي لذكر أسمائهم.
والتركيز على القول وحده، ليس كافيا، لدعم الموقف من شخص معين، خاصة، إذا كان يدعي أنه يناضل، بل إن ربط القول بالممارسة، صار ضروريا، للتأكد من أن ما يقوله أي مناضل، يمارسه لصالح الحركة، والتزاما بالفكر الاشتراكي العلمي، وبالمركزية الديمقراطية، وبأيديولوجية الطبقة العاملة، أو بأيديولوجية الكادحين، أو بأيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، خاصة وأن جدلية القول، والممارسة، دليل على الصدق النضالي، وعدم مطابقة القول للممارسة، دليل على ممارسة التحريف.
فممارسة التحريف، يتبين من خلال الممارسة، التي يتجسد فيها التحريف، الخاص بشخص معين، أتت به ظروف معينة إلى الحركة، واستطاع الوصول إلى القيادة، نظرا لحربائيته.
فالمناضل الصادق، هو الذي يربط بين الفكر، والممارسة، أما مدعي النضال، فسرعان ما ينكشف التحريف الذي يمارسه، شاء، من شاء، وكره، من كره، ولا داعي لأن نقول للمحرف، إنك تحريفي، بل يجب أن يتم اتخاذ قرار صائب في حقه، بعد أن يتم كشف كل التحريفات التي مارسها في حق حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.
ولأن محمد بوكرين، يدافع عن الاختيارات الاشتراكية العلمية، وعن الاختيارات الديمقراطية، وعن الاختيارات الأيديولوجية، التي يقتنع بها حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، هو الذي جعله يتصدى للتحريفيين، مهما كانوا، وكيفما كانوا، خاصة، وأن الدفاع عن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذي يعتبر نفسه حزبا للطبقة العاملة، أو حزبا للكادحين، أو حزبا للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذي تعيقه البورجوازية الصغرى، وتعاديه البورجوازية، ويعاديه الإقطاع، ويعاديه التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف. وهذه العداوة سارية، نظرا للتناقض القائم بين هؤلاء جميعا، الذين تتناقض مصالحهم، مع مصالح الطبقة العاملة، أو مصالح الكادحين، أو مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وهو ما يترتب عنه: أن المناضل الملتزم، لا يكون إلا منحازا للطبقة العاملة، أو للكادحين، أو للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
ونظرا لأن الفقيد محمد بوكرين، كان منحازا إلى الطبقة العاملة، أو للكادحين، أو للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، فإنه كان يحرص على حماية حزبهم من تسرب التحريف، إلى تنظيماته المختلفة، كما حصل بعد المؤتمر الوطني الثامن، حتى تفشى التحريف في صفوف مناضلي حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، مما جعل المحرفين، وأتباعهم، ينسحبون من / ينقلبون عن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، إلى غير رجعة، حتى، وإن انتهى بهم الأمر إلى الضياع.
ويمكن القول: بأن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كحزب للطبقة العاملة، أو كحزب للكادحين، أو كحزب للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، هو حزب يقتضي حماية نفسه من التحريف، الذي يمارس من الداخل، لجعل الحزب منخورا من الداخل، حتى يسهل الانقضاض عليه، كما حصل، فعلا، بقيادة الحزب التحريفية، بعد المؤتمر الوطني الثامن، الذي، منذ انتخاب كتابته الوطنية، وهو يعرف تراجعا إلى الوراء، بسبب سيادة التحريف، الذي يعمل على نشره النافذون في الحزب، الذين يشيعون التحريف، في صفوف أعضائه، في الشمال، وفي الجنوب، وفي الشرق، وفي الغرب، وفي باقي الجهات المتفرعة عنها، حتى صار كل من لم يصر تحريفيا، يطرد من الحزب، سواء كان ذلك على مستوى القيادة، أو على مستوى الفروع، والأقاليم، والجهات. ومن تحريفاتهم:
1) أن الحزب صار مؤسسا، حتى لا يصير استمرارا للحركة الاتحادية الأصيلة، ولحركة التحرير الشعبية، مع أن الوقائع كلها توضح: أن الحزب ليس مؤسسا، ومن ذلك: أن الحزب، كاستمرار للحركة الاتحادية الأصيلة، عقد مؤتمره الرابع سنة 1993، ولم يعرف قط أنه عقد مؤتمره التأسيسي، وقيادته بعد 08 ماي سنة 1983، كانت من أعضاء اللجنة الإدارية، الذين انتخبهم المؤتمر الوطني الثالث، للحركة الاتحادية الأصيلة، الذي انعقد سنة 1978.
2) أن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ليس حزبا للطبقة العاملة، التي لا ترقى، أبدا، إلى أن يكون لها حزب، لأنها ليست مؤهلة لأن يكون لها حزب، كما كان التحريفيون، يصرحون بذلك، في الإطارات التنظيمية، وفي غيرها.
3) أن الاشتراكية العلمية، أصبحت متجاوزة؛ لأنها لم تعد صالحة لتوجيه عمل المناضلين الحزبيين، لا فلسفيا، ولا منفعيا، وبالتالي: فإن على التحريفيين، أن يعملوا على إيجاد بديل للاشتراكية العلمية، ووجدوه، فعلا، في التقرير التنظيمي للحزب الذي تم تأسيسه، ليلة 18 دجنبر 2022، وهي مناسبة ذكرى اغتيال الشهيد عمر بنجلون. وما وجدوه من بديل للاشتراكية العلمية، يجعل اسم الاشتراكية الأيكولوجية، المستمدة من الحديث الشريف: (الناس شركاء في ثلاث: الماء، والهواء، والكلأ)، ولتذهب، بعد ذلك، الاشتراكية العلمية، إلى الجحيم.
4) أن المركزية الديمقراطية، كتعبير علمي، عن منهجية الديمقراطية الداخلية، التي يتمسك بها حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ويمارسها، لم تعد صالحة، لأنها تعرقل العمل الديمقراطي، حسب فهم العناصر التحريفية للديمقراطية، التي لا تتجاوز أن تكون ديمقراطية الواجهة، أو الديمقراطية المخزنية.
وأغلب التحريفيين، كانوا، ولا زالوا في أقاليمهمـ مقربين من السلطات المخزنية: المحلية، أو الإقليمية، أو الجهوية. ومنهم من صار يتمتع بامتيازات الريع المخزني، كما تدل على ذلك وضعيته المادية.
5) التنكر الصريح لأيديولوجية الطبقة العاملة، كما تسمى في أدبيات الاشتراكية العلمية، أو أيديولوجية الكادحين، كما سماها الشهيد عمر بنجلون، أو أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، كما نسميها نحن؛ لأنها لم تعد صالحة، خاصة، وأن الطبقة العاملة غير منظمة في الحزب، كما يدعي التحريفيون.
ويمكن أن نعتبر: أن أن الفقيد محمد بوكرين، كان يحرص على أن لا يصير الحزب منخورا من الداخل، ليعيث فيه التحريفيون فسادا، وليجعلوا منه مصدرا لجعل كافة فصائل اليسار منحرفة، مع العلم: أن مهمة حماية الحزب من التحريف، ومن التحريفيين، هي مهمة جميع المناضلين، والمناضلات الأوفياء، والوفيات للحزب، وللطبقة العاملة، أو للكادحين، أو للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولشهداء الطبقة العاملة، ولشهداء حركة التحرير الشعبية، ولشهداء الوطن، ولشهداء القضية الفلسطينية، وفي مقدمتهم الفقيد محمد كرينة. وحرص الفقيد محمد بوكرين، على أن حماية الحزب من التحريف، ناتج عن إخلاصه للحزب القائم على تضحيات مناضليه.
وما كان الفقيد محمد بوكرين يقوم به، كان في مصلحة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كحزب ثوري، أو كمشروع للحزب الثوري، تشكل أساسا صلبا، لبناء الحزب الثوري، خاصة، وأن المحافظة على هوية الحزب الثوري، جزء لا يتجزأ من ممارسة، ومن فكر المناضل، لأن ممارسة الثورة، ليست عملا سهلا، بل لا بد فيها من التمرس على الثورة، والمحافظة على هوية الحزب الثوري، جزء لا يتجزأ من التمرس على الثورة، وهو ما كان يقوم به، ويمارسه الفقيد محمد بوكرين، حتى لا يتحول حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كحزب ثوري، أو كمشروع للحزب الثوري، إلى إطار أجوف، لا مضمون له؛ لأن التخلي عن الاشتراكية العلمية، وعن المركزية الديمقراطية، يحول الحزب إلى حزب أجوف.
ويمكن أن نعتبر الفقيد محمد بوكرين، مثقفا ثوريا، ومثقفا عضويا، في نفس الوقت، خاصة، وأنه كان، وعاش منسحقا طبقيا، وقد كان في إمكانه، أن يصير جزءا لا يتجزأ من الطبقة الحاكمة، إلا أن قناعته بالانحياز إلى الطبقة العاملة، أو إلى الكادحين، أو إلى العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، جعله يختار أن يصير مثقفا ثوريا، ونظرا لانسحاقه المستمر، طوال حياته، ونظرا لشظف عيش أسرته، فإنه يمكن اعتباره مثقفا عضويا، حسب تسمية غرامشي؛ لأن الواقع الذي عاشه، هو الذي أفرزه كمثقف عضوي. ولذلك، نجد أنه ساهم في تأسيس الك.د.ش، كإطار نقابي مبدئي مبادئي، قبل أن ينحرف عن تنظيم العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، حتى تصير نقابة لجميع العمال المغاربة، ولجميع الأجراء المغاربة، ولجميع الكادحين المغاربة، وفي أي مكان من المغرب، مهما كانوا، وكيفما كانوا.
ومعلوم أن دور المثقف الثوري، أو دور المثقف العضوي، منبثق عن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، حتى يكون في مستوى اللحظة، وفي مستوى العمل على تغيير الأوضاع، الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، في أفق تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية. وهو ما كان يسعى إلى تحقيقه الشهيد عمر بنجلون، كما جاء ذلك في تقديمه للتقرير الأيديولوجي، أمام المؤتمر الاستثنائي، سنة 1975.
وتبعا لذلك، نحد أن الفقيد محمد بوكرين، كان يرفض الاستفادة من تعويضات سنوات الرصاص، والتي تقدر بمئات الملايين، خاصة، وأنه كان معتقل الملوك الثلاثة. وهذه التعويضات تمت قرصنتها بعد وفاته، خاصة، وأنه كان يرفض تلك التعويضات، التي تمت قرصنتها من أجل أن يتمتع بها المقرصن، ومن أجل أن تتمتع به البورجوازية، والإقطاع، والتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، لينخرط على حساب الفقيد محمد بوكرين، في إحدى هذه الطبقات.
والفقيد، كمثقف ثوري، أو كمثقف عضوي، كان يرفض تلك التعويضات، ولم ينتبه إلى أنها ستقرضن من بعد وفاته ليتمتع بها المقرصن، الذي لم يراع قط احترام اختيار الفقيد محمد بوكرين، كمناضل ثوري، وكمثقف ثوري، أو عضوي، لأن الفقيد محمد بوكرين، عندما اختار النضال الثوري، لم يختره من اجل تعويضات سنوات الرصاص، بل اختاره من أجل التحرير، ومن أجل الديمقراطية، ومن أجل الاشتراكية.
ويمكن أن نعتبر: أن رفضه ذاك، نابع عن إخلاصه للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وإخلاصا للجماهير الشعبية الكادحة، وإخلاصا للشعب المغربي الكادح. خاصة، وأن الفقيد محمد بوكرين، كان في حياته، يستميت دفاعا عن هؤلاء جميعا، أملا في تحريرهم، وسعيا إلى تحقيق الديمقراطية لصالحهم، وحرصا منه على تحقيق الاشتراكية لصالحهم، كذلك، التزاما بمقولة الشهيد عمر بنجلون:
تحرير ـ ديمقراطية ـ اشتراكية.
التي لا يكون النضال إلا من أجل تحقيقها جميعا، على أساس المساواة فيما بينها؛ لأن النضال من أجل التحرير، هو، في نفس الوقت، نضال من أجل الديمقراطية، والنضال من أجل الاشتراكية، ولأن النضال من أجل الديمقراطية، هو، في نفس الوقت، نضال من أجل التحرير، ومن أجل الاشتراكية، ولأن النضال من أجل الاشتراكية، هو، في نفس الوقت، نضال من أجل التحرير، ومن أجل الديمقراطية. وهذا هو الفهم، الذي كان حاضرا عند الفقيد محمد بوكرين، الثابت على المبادئ، التي اقتنع بهاـ منذ كان يافعا، ومنذ بلوغه مرحلة الشباب، ليستمر كذلك، إلى فقدانه، نظرا لانعدام سبل الإنقاذ في المستشفى، الذي حمل إليه، لينقذه من النوبة القلبية، التي ألمت به، يوم 5 أبريل 2010.
وقرصنة تعويضات سنوات الرصاص، متناقضة مع ممارسة الفقيد محمد بوكرين، المنضبط دائما للقرارات الحزبية، التي لا يتجاوزها، ولو بقيد أنملة، لأن الفقيد محمد بوكرين، لم يناضل من اجل التعويض عن سنوات الرصاص، بل كان يناضل من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، خاصة، وأن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وأن الجماهير الشعبية الكادحة، وأن الشعب المغربي الكادح، كلهم جميعا، يعانون من العبودية، ومن الاستبداد، ومن الاستغلال، وفي حاجة إلى التحرير، والديمقراطية، والاشتراكيةـ من أجل التخلص من العبودية المستدامة، والاستبداد المستمر، ومن الاستغلال الذي صار يتخذ طابع الهمجية.
ويمكن أن نعتبر: أن ما صرح به الفقيد محمد بوكرين، أنه لم يناضل من أجل أخذ التعويضات من الحكم، عن سنوات الرصاص، التي ذاق فيها كل أشكال العذاب، في سحون النظام المخزني، في عهد محمد الخامس، وفي عهد الحسن الثاني، وفي عهد محمد السادس، مما جعله، بحق، معتقل الملوك الثلاثة، كما جاء على لسان الفقيد أحمد بنجلون، كمحام، وامام المحكمة في بني ملال، بعد اعتقاله، ومحاكمته، في أخر مرة. وهو أمر يجب الوقوف عنده، من أجل القول: بأن ممارسة المقرصن للقرصنة، تعتبر جزءا لا يتجزأ من الخيانة، التي تمت ممارستها في حق الحزب، بعد الانسحاب منه، والانقلاب عليه، والالتحاق بالحزب المؤسس، ليلة 18 دجنبر سنة 2022، وهي ليلة الذكرى الخاصة باغتيال الشهيد عمر بنجلون، على يد الظلاميين، وتحت إشراف ممثل الحكم في المغرب، لتصير الخيانة ثلاثية الأبعاد، بعد خيانة الشهيد عمر بنجلون، وبعد خيانة الفقيد محمد بوكرين، وبعد خيانة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.
وقيادة الفقيد محمد بوكرين، ليس من أجل الاستفادة من تعويضات سنوات الرصاص، بل من أجل تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية. فالفقيد محمد بوكرين، لم يعرف عنه قط، أنه كان يلتفت إلى نفسه، بل إنه كان دائما يتتبع الجهة التي يتواجد فيها العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، كما كان يتتبع الجهة، التي كانت تتواجد فيها الجماهير الشعبية الكادحةـ كما كان يتتبع الجهة التي يتواجد فيها الشغب المغربي الكادح، من أجل رصد معاناة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن أجل رصد معاناة الجماهير الشعبية الكادحة، ومن أجل رصد معاناة الشعب المغربي الكادح، واتخاذ ما يجب اتخاذه من قرارات، يشرع في تنفيذها عن طريق الحزب، سعيا إلى رفع تلك المعاناة. أما تعويضات سنوات الرصاص، التي لم يفكر فيها أبدا، مع أنه كان في حاجة إليها، فلتذهب إلى الجحيم.
وأخذ مقرصن تعويضات الفقيد محمد بوكرين، تلك التعويضات عن سنوات الرصاص، ممارسة لخيانة ثلاثية الأبعاد، كما أشرنا إلى ذلك، خيانة الفقيد محمد بوكرين، وخيانة الشهيد عمر بنجلون، وخيانة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، في مساره النضالي، الذي جعله يتخذ قرارا بعدم تقديم مناضلي الحزب، طلبات التعويض عن سنوات الرصاص. والفقيد محمد بوكرين، انضبط للقرار الحزبي، وامتنع عن تقديم طلب التعويض المدعوم بالوثائق المثبتة للحيف المرتكب في حقه، خاصة، وأنه كان حريصا على سريان أي قرار حزبي، مهما كان وكيفما كان خاصة وأن الحزب يقود الصراع الذي لا يمكن أن يكون إلا طبقيا، في أفق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية. والفقيد محمد بوكرين، قائد ثوري، لا يمكن أن يقود الصراع إلا في اتجاه التغيير المنشود، في إطار جزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.
والفقيد محمد بوكرين، مثال للمناضلين الحزبيين، وقدوة لهم، في كل مكان من المغرب. والقائد الثوري، لا يمكن أن يكون إلا مثالا للمناضلين الثوريين، الذين ينتمون إلى الحزب الثوري، لا يتوانى، ولا يمسك عن النضال، مهما كان، وكيفما كانت عواقبه، ولا يتسامح أبدا مع المنحرفين، الذين تعتبر الخيانة عندهم، ممارسة عادية، بينما نجد أن الخيانة في حق القائد الفقيد محمد بوكرين، ليست ممارسة عادية، والخيانة في حق حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ليست ممارسة عادية، والخيانة في حق الفكر الاشتراكي العلمي، وفي حق المنهج العلمي، وفي حق الأهداف الكبرى، المتمثلة في التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، ليست ممارسة عادية؛ لأنها خيانة للتاريخ النضالي، وخيانة للشهداء، من أمثال عريس الشهداء المهدي بنبركة، والشهيد عمر بنجلون، والشهيد عمر دهكون، والشهيد محمد بنونة، وشهيد القضية الفلسطينية: محمد كرينة.
وهذه الخيانة الثلاثية الأبعاد، التي ارتكبها المنسحبون من، المنقلبون عن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، في حق من فقدناهم، وفي حق الشهداء، الذين استشهدوا على طريق النضال من أجل التحرير، ومن أجل الديمقراطية، ومن أجل الاشتراكية.
واستمرار الفقيد بوكرين، على نفس النهج، في عهد الملوك الثلاثة: محمد الخامس، والحسن الثاني، ومحمد السادس، مما جعل منه معتقلا في عهد الملوك الثلاثة، وفاء للشهداء، وللحركة الاتحادية الأصيلة، ولحركة التحرير الشعبية، ولحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، خاصة، وأن ضريبة الوفاء، المؤداة في عهد أي ملك، من الملوك الثلاثة، هي الاعتقال، الذي قوبل بالخيانة، وبتحقيق التطلعات الطبقية، التي اقتضت ممارسة الخيانة المذكورة، من قبل كل الخونة، المتنكرين لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.
ويعتبر التمسك بالنضال، من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، في إطار، وباسم حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، فخرا للفقيد محمد بوكرين، على نفس النهج النضالي، مدى عمره، في عهد الملوك الثلاثة، الذين كانوا يرعون نفس الممارسة المخزنية، التي كان يواجهها الفقيد محمد بوكرين، والتي كانت تعتمد إمكانية إفراز البورجوازية، والإقطاع، والتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، الأمر الذي جعل السلطة المخزنية، التي رعاها الملوك الثلاثة، تنحاز إلى البورجوازية، وإلى الإقطاع، وإلى التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، الذي تصنعه. ولم تكتف بذلك، بل عملت السلطات المخزنية، على صناعة أحزاب تنتظم فيها الطبقات الاجتماعية، التي صنعتها السلطات المخزنية، كما هو الشأن بالنسبة للأحزاب الإدارية، وحزب الدولة، بالإضافة إلى الأحزاب الرجعية التاريخية، والأحزاب المحسوبة على اليسار، مما جعل معظم الأحزاب المخزنية، أحزابا محسوبة على المخزن، وليست محسوبة على الشعب، ولا تدافع، أبدا، عن مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومصالح الجماهير الشعبية الكادحة، ومصالح الشعب المغربي الكادح.
وبذلك نكون قد تناولنا موضوع:
لماذا صار الفقيد محمد بوكرين معتقل الملوك الثلاثة؟
الذي تناولنا، فيه، مختلف الجوانب، التي لها علاقة بشخصيته النضالية، التي صارت مثالا، وقدوة للمناضلين الأوفياء، على المستوى الوطني، وعلى المستوى الجهوي، وعلى المستوى الإقليمي، وعلى المستوى الفرعي، مما يجعل فقدانه، فقدانا لقامة كبرى، عز نظيرها: وطنيا، وجهويا، وإقليميا، وفرعيا.
وقد تناولنا في هذا الموضوع: تميز الفقيد محمد بوكرين، عن غيره من المناضلين الأفذاذ، وممارسته لمنهجية الشك، تجاه إخلاص البعض، دون البعض الآخر، من المحسوبين على حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كما تناولنا موقفه من الاشتراكية العلمية، كفلسفة، وكعلم، وكمنهج علمي، وموقفه من المركزية الديمقراطية، وموقفه من أيديولوجية الطبقة العاملة، أو أيديولوجية الكادحين، أو أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، كما تناولنا تركيز الفقيد محمد بوكرين، على الممارسة، بدل التركيز على القول، الذي ليس كافيا، لدعم الموقف من شخص معين، خاصة، إذا كان يدعي أنه يناضل، ولأن اختيارات الفقيد محمد بوكرين، كانت اختيارات اشتراكية علمية، واختيارات ديمقراطية، واختيارات أيديولوجية، وانطلاقا من التزام الفقيد محمد بوكرين، فإنه يمكن القول، بأن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كحزب للطبقة العاملة، وكحزب للكادحين، وكحزب للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، هو حزب يقتضي: الحرص على حماية نفسه من التحريف، الذي يمارس من الداخل، لجعل الحزب منخورا من الداخل، حتى يسهل الانقضاض عليه. ويمكن أن نعتبر الفقيد محمد بوكرين، كان يحرص على أن لا يصير الحزب منخورا من الداخل، وما كان يقوم به في مصلحة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كحزب ثوري، أو كمشروع للحزب الثوري، الأمر الذي يقتضي منا: أن نعتبر الفقيد محمد بوكرين: مثقفا ثوريا / عضويا، في نفس الوقت، نظرا لانسحاقه الطبقي، وبما أنه كذلك، كان يرفض الاستفادة من تعويضات سنوات الرصاص، التي قرصنها، من قرصنها لحسابه الخاص، ويعتبر رفضه إخلاصا للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وإخلاصا للجماهير الشعبية الكادحة، وإخلاصا للشعب المغربي الكادح.
ومن قرصن تعويضات سنوات الرصاص، لحسابه الخاص، خان ممارسة الفقيد محمد بوكرين، الذي كان يرفض ذلك، التزاما بقرار حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، خاصة، وأنه صرح في حياته:
(أنه لم يناضل من أجل هذه التعويضات من الحكم، عن عذاباته في سنوات الرصاص، وقيادته للنضال، ليس من أجل الاستفادة من تعويضات سنوات الرصاص، بل من أجل تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية).
ومن قرصن تعويضات سنوات الجمر والرصاص، لحسابه الخاص، لم يعر أي اعتبار لانضباط محمد بوكرين للقرارات الحزبية، بل إن خيانته، كانت ثلاثية الأبعاد: خيانة الفقيد محمد بوكرين، وخيانة الشهداء، وفي مقدمتهم الشهيد عمر بنجلون، شهيد الطبقة العاملة، وخيانة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، في مساره النضالي، وقد صار الفقيد محمد بوكرين، مثالا، وقدوة للمناضلين الأوفياء، لحزب الطبقة العاملة، وللجماهير الشعبية الكادحة، وللشعب المغربي الكادح.
والفقيد محمد بوكرين، استمر على نفس النهج، في عهود الملوك الثلاثة، الذين اعتقلوه في عهودهم جميعا، وهو ما يعتبر فخرا له، ليرفع ناصيته إلى السماء في حياته، وليزداد ترسيخ كونه مثالا، وقدوة لجميع المناضلين، الذين استمروا في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، في جميع أنحاء المغرب، واستمروا على وفائهم له.
فهل وفينا الفقيد محمد بوكرين، حقه، في ذكراه الخامس عشرة، حتى تبقى روحه فاعلة في الواقع، بعد وفاته، كما كان فاعلا فيه، في حياته؟
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....19
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....18
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....17
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....16
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....15
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....14
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....13
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....12
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....11
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....10
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....9
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....8
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....7
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....6
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....5
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....4
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....3
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....2
-
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان: تاريخ مشرف ونضال هادف.....1
-
الفقيد أحمد بنجلون الإنسان...
المزيد.....
-
لا لإرهاب الدولة: العدالة لأبناء مطروح
-
فنلندا.. فوز الحزب الاشتراكي المعارض يبعثر أوراق الحكومة
-
مبادرات نوعية في قطر لحماية البيئة ومكافحة تغير المناخ
-
وقفات احتجاجية للمحامين غدًا.. احتجاجًا على زيادة رسوم التقا
...
-
ذكرى تحرير السوفييت لفيننا من النازيين
-
كلمة الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد ال
...
-
الأسبوع في صور: جنون البورصات العالمية، مظاهرات اليمين المتط
...
-
هل ينتحر حزب الشعب الجمهوري بدعم إمام أوغلو؟
-
-واشنطن بوست-: إيران دربت مسلحي البوليساريو
-
تونس.. ذكرى نزع السوفييت ألغام الاستعمار
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|