أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - علي ماذا تتفاوض حماس بالضبط؟!















المزيد.....

علي ماذا تتفاوض حماس بالضبط؟!


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8306 - 2025 / 4 / 8 - 08:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل يعقل ان رجلا يري بيته تلتهمه النيران من أركانه الأربعة وكل جهده لاطفاء الحريق ان يأخذ كوبا من الماء ليطفأ به النيران المشتعلة من كل جانب؟!!

القضية الفلسطينية تتعرض للتصفية، وأهل قطاع غزة يتعرضون للقتل بالمئات يوميا، والشعب الفلسطيني يواجه خطر التهجير من بلاده ومع ذلك حماس تفاوض اسرائيل علي كم أسير اسرائيلي يجب أن تطلق سراحه ، وكم أسير فلسطيني يجب أن تطلق اسرائيل سراحه في المقابل حتي تتوقف هذه المذابح وتلك الخطط...
مع أن اسرائيل اعتقلت ألافا جدد من الفلسطنيين بعد ٧ أكتوبر غير من كان في سجونها من قبل ، والذين تتفاوض حماس علي اخراجهم !!!!

والسؤال المحير فعلا.... ألم تفهم حماس بعد أن ورقة المخطوفين الاسرائيليين لديها لم تعد لها الأهمية التي تتصورها حماس ، وان هؤلاء المخطوفين لدي حركة حماس لم يمنعوا اسرائيل من تدمير قطاع غزة وقتل اكثر من ٥٠ الفا من أبناءه ، ومحاولة تهجير شعب غزة بالقوة او بالحيلة....

فما فائدة تلك الورقة ضعيفة المفعول وقد ثبت مرارا أنها بلا جدوي حقيقية علي أرض الواقع ، وأنها لم تمنع عدوانا أو توقف خططا...

وهل يمكن عقلا المقامرة بالدم الفلسطيني والمستقبل الفلسطيني في ألعاب صغيرة ومفاوضات تافهة كهذه...
ان كثيرين ــ يزدادون كل يوم عددا ــ أصبحوا مقتعنين أن حماس بأفعالها تلك لا تدافع عن الدم الفلسطيني ولا عن المستقبل الفلسطيني بل أنها تعطي المبررات المجانية لاسرائيل لقتل المزيد من أهل غزة واستكمال خططها بتهجيرهم من ديارهم...

وإلا لماذا لا توقف حماس هذا الهزل كله، وتسلم الاسري لجهة ثالثة.. تركيا مثلا أو قطر أو مصر لتفاوض اسرائيل عليهم وتنزع أقوي مبررات الاسرائيليين في حرب الابادة الحالية ضد أهل فلسطين والمحاولات التي لا تتوقف لطردهم من بلادهم...
فهل ما بقي من مخطوفين اسرائيليين لدي حماس يساوي التضحيات الهائلة والعذاب الرهيب الذي يتعرض له أهل القطاع يوميا....

أفهم ان تكون لتلك الورقة أهمية لو كانت حماس تفاوض عليها من أجل انسحاب اسرائيلي من كل الاراضي المحتلة مثلا وأن اسرائيل تستجيب ، أو من أجل قيام الدولة الفلسطينية أو غيرها من أهداف كبري...
أما ان يكون التفاوض علي مجرد إيقاف القتال وعلي تسليم مجموعة من الفلسطنيين في سجون الاحتلال ــ سرعان ما تعتقل اسرائيل غيرهم ــ وعلي إدخال خيام أو كرافانات لأهل غزة فهذا هو الجنون بعينه...
مادامت اهداف التفاوض تواضعت الي هذا المستوي... فما مبرر احتفاظ حماس بهؤلاء المختطفين وتعريض اهل غزة لهذه المحنة الرهيبة....

ان الخطط الأمريكية الاسرائيلية ــ وهي خطط معلنة وليست فيها سر ــ خطيرة ، وهي تستهدف القضية الفلسطينية عند الجذور ، ولابد لإفشالها من عقول كبيرة وفهم للأهداف الحقيقية ــ وليست الدعائية ــ لأمريكا واسرائيل...

قد يقول قائل... وما الذي يضمن ألا تستبيح اسرائيل قطاع غزة وتفعل به ما تشاء قتلا وتدميرا إذا سلمت حماس الرهائن؟!
والجواب.. وماذا تفعل اسرائيل اليوم في قطاع غزة بدون تسليم حماس للرهائن؟!
هل تأخذ الفلسطينيين بالأحضان مثلا؟!
او تعاملهم بإنسانية وتحضر مثلا ؟!

ان في يد اسرائيل وأمريكا " مجموعة مبررات " لأفعالهم الهمجية ضد اهل فلسطين، واذا اخذنا من ايديهم هذه المبررات ماذا يتبقي لهم...
ربما لا يوقف نيتنياهو الحرب... ولكن القوة الدافعة والمحرك لكل أفعاله يكون قد سحب منه ، والتمادي في أفعاله تلك بدون مبرر وبدون غطاء من حركة حماس أمامه حدود لابد ان يقف عندها....

خلاصة ما أريد قوله.... ان حماس تمسك في يدها كوبا صغيرا من الماء ، ولكن الحريق يكاد يحرق البيت كله ، وحماس مصممة أن ما في يدها من الماء هو ما سيمنع النار... مع أن النار مشتعلة بالفعل ولسعتها محسوسة وأتونها يلتهم كل يوم شيئا غاليا من البيت....
فهل تفهم حماس ان الامر يحتاج اكثر من مجرد كوب الماء الذي تتمسك به وتتوهم أن ما في يدها هو ترياق الحل ...

ان حماس تقول أنها حركة مقاومة وأنها تقاوم اسرائيل... وبافتراض حسن النية فيبدو أن حماس اصبحت أسيرة لخطابها ولا تستطيع منه فكاكا .. ولكن يجب تذكير حماس وأنصارها أن المقاومة وسيلة وليست غاية في حد ذاتها... وسيلة تصل بها الشعوب الي تحقيق شئ من التقدم لقضيتها ولشعبها... وإذا تحولت تلك الوسيلة الي عبء وخسارة صافية فما المانع في التوقف والتبين... وجرد حسابات الربح والخسارة... ربما اكتشف ان ما أقاتل من اجله ضاع أصلا...

فهل تفهم حماس ان الأمر أكبر الف مرة من هذه الألعاب الصغيرة التي تمارسها ... والتي أوردت القضية الفلسطينية موارد التهلكة...

قد يسأل أحد سؤالا...
انت تلوم الضعيف ولا تلوم القوي.. وتهاجم الضحية وتترك المجرم... فهل هذا من العدل ؟!
والجواب ان القوي والمجرم في يده وسائل هائلة لتحقيق أهدافه وليس علي الساحة الدولية من يستطيع ان يوقف قوته وان يحد من إجرامه... وهو معروف امام الجميع بأنه طرف مجرم وطالما استباح شعوبا بلا عدد... القي قنابل نووية علي اليابان... وقتل ملايين الكوريين والفيتناميين... واحتل دولا واغتصب حقوقا ودمر بلادا....

وكل ذلك اصبح معروفا... بل هي قصة العالم كل يوم مع ذلك الطرف القوي والمجرم....
وأن اعطي لهذا الطرف القوي والمجرم اسبابا ومبررات تجعلني تحت رحمته ــ وهو بلا رحمة ــ فذلك هو الغباء بعينه... واستخدام السياسة مع هذا الطرف القوي والمجرم واجب في هذه المرحلة من صراعي معه... وأقول " في هذه المرحلة " لأن القوة ليست مخلدة في يد طرف ما ، ولا هي دائمة لأحد ...

أي ان استخدم العقل في إدارة صراع طويل ومعقد وشرس ومع عدو قوي ومجرم... وألا اضع في يد ذلك العدو القوي والمجرم من الاسباب ما يجعله يخترق معي حتي تلك الحدود الشكلية التي يلتزم بها أمام العالم....

في هذه الحالة فلوم القوي والمجرم مفهوم وليس فيه مشكلة ، ولكن لوم الطرف الضعيف والضحية يصبح أقسي ، لأنه وضع نفسه في المكان الذي جعل عدوه يفعل به ما يريد... وبدون اي تكاليف أو أي ضرر....



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة....وهل تتدخل في الفنون أم لا ؟!
- لقد هزمنا....
- أسباب للتشاؤم ... وأسباب للأمل ...
- دمشق.. وما رمتها به الليالي...
- الدين... والدولة البريطانية العميقة..
- الدين... والدولة الامريكية العميقة !!
- قراءات في القطار... أيام في أمريكا..
- عمرو موسي .... وحماس !!
- القلق الحقيقي ...
- كيف تخطط اسرائيل لقتل عبد الفتاح السيسي ...
- وسائل متجددة للمقاومة... والحياة...
- دروس المأساة السورية (4) الاسلاميين والديموقراطية ...
- دروس المأساة السورية (3) تنشيط الحياة السياسية...
- دروس المأساة السورية (2) التوازن في العلاقات الاقليمية والدو ...
- دروس المأساة السورية (1) طول بقاء الحاكم في مقعده ....
- الألهة التي تفشل دائما ...
- هل كان استخدام القوة افضل الخيارات العربية في هذه المرحلة ؟!
- وقف الحرب في غزة...
- الجندول....
- أعطني الناي ... وغني.


المزيد.....




- الدفاع الروسية: قوات كييف استهدفت بنى الطاقة 8 مرات في 24 سا ...
- نواف سلام يبحث مع أبو الغيط الوضع في لبنان والمنطقة
- ليبيا.. حرائق غامضة تلتهم 40 منزلا في مدينة الأصابعة خلال 3 ...
- رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام يصل إلى دمشق حيث سيلتقي بال ...
- -يجب علينا تخيُّل العالم ما بعد الولايات المتحدة- - الغارديا ...
- الجزائر تمهل 12 موظفا في سفارة فرنسا 48 ساعة لمغادرة أراضيها ...
- -ديب سيك - ذكيّ ولكن بحدود... روبوت الدردشة الصيني مقيّد بضو ...
- انخفاض تعداد سكان اليابان إلى أدنى مستوى منذ عام 1950
- جدل في الكنيست حول مصر.. وخبير يعلق: كوهين أحد أدوات الهجوم ...
- وزير خارجية فرنسا يدعو لفرض -أشد العقوبات- على روسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - علي ماذا تتفاوض حماس بالضبط؟!