أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - الرعب في ظل التزلزل














المزيد.....

الرعب في ظل التزلزل


مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

(Mehdioghbai)


الحوار المتمدن-العدد: 8306 - 2025 / 4 / 8 - 01:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نظرة إلى الخلافات الداخلية وهلع النظام الإيراني في مواجهة الضغوط الخارجية
في السنوات الأخيرة، وبخاصة مع بدء الولاية الثانية لدونالد ترامب في الولايات المتحدة، وجد الحاکم في إيران نفسه محاصرًا بمأزق متعدد الأبعاد، لا يهدده من الخارج فحسب، بل يعاني من انقسامات داخلية تضع بقاءه على المحك. تناولت وسائل الإعلام الإيرانية، مما تسمي تيارات الإصلاحيين والمحافظين والمعتدلين، هذا الوضع من زوايا مختلفة، لكنها تشترك في انعكاس خوف مشترك يتردد في تحليلاتها: الرعب من انفجار غضب الشعب وانهيار النظام من الداخل أكثر من أي تهديد خارجي. يستعرض هذا المقال الخلافات الداخلية والهلع الكامن لدى النظام الإيراني، ويكشف كيف تتشابك هذه العوامل لتغرق مستقبله في ضباب كثيف من الغموض.
الاختلاف في الرواية: دبلوماسية أم مواجهة؟
تكشف وسائل الإعلام الإيرانية عن انقسام حاد في النظرة إلى السياسة الخارجية أمام الإشارات المتضاربة من واشنطن. فقد أشارت صحيفة هم‌میهن إلى تبادل إشارات إيجابية بين طهران وواشنطن لاستئناف المحادثات النووية، متسائلة "مباشرة أم غير مباشرة؟"، ما يعكس رغبة تيارمایسمی بالإصلاحيين في إحياء الدبلوماسية. وفي السياق ذاته، تبدي آرمان ملی تفاؤلاً حذرًا بعناوين مثل "إيران وأمريكا في ماراثون التفاوض؟" و"ثلاثة أسابيع حتى بدء المفاوضات الرسمية"، كأنها تنتظر انفراجًا دبلوماسيًا. كذلك، تلمح جهان صنعت في "على طريق الاتفاق" إلى إمكانية التسوية، لكنها تحذر في "اتفاق أو حرب؛ تكاليف مدمرة" من العواقب الوخيمة لكلا السيناريوهين.
في المقابل، تتبنى وسائل إعلام المحافظين موقفًا مغايرًا تمامًا. فصحيفة کیهان، بعناوين مثل "أمريكا ترامب تبتلع نفسها؟" و"التهديد والابتسامة: سياسة أمريكية بالية!"، ترفض أي حوار وتصور أمريكا كقوة ضعيفة متهاوية. وتصف جوان سياسة ترامب بـ"البلطجة المباشرة في الدبلوماسية!"، معتبرة أنها تهديد فارغ لا يستحق ردًا تفاوضيًا. أما سیاست روز فتتحدث عن "ضربة مضادة قوية"، مؤكدة على استراتيجية المواجهة. هذا التناقض الصارخ بين التيارات الداخلية يكشف عن غياب توافق في السياسات والحيرة إزاء الضغوط الخارجية.
الخوف من الداخل: رعب الشعب يتجاوز الحرب
رغم التباين في التعاطي مع أمريكا، هناك نقطة تلاقٍ بين كل هذه الوسائل: الخوف من الانفجار الداخلي. تحذر ستاره صبح في "خطر الحرب" و"الأزمة عند نقطة الغليان" من تهديد خارجي، لكنها تشير ضمنًا إلى أزمة داخلية وصلت حدها الأقصى. وفي تقريرها "الفضاء المبهم للعلاقات بين إيران وأمريكا" وتحليل "العقلانية الاستراتيجية في الخليج الفارسي"، تلفت شرق الانتباه إلى ابتعاد الدول العربية عن حرب محتملة بين إيران وأمريكا، لكنها تتطرق بين السطور إلى هشاشة النظام الداخلية وعجزه عن إدارة الأزمات.
ترمي اعتماد في "الكرة في ملعب ترامب" المسؤولية إلى الخارج، لكنها لا تستطيع إخفاء القلق من الاضطرابات الداخلية. وتصرخ آرمان ملی بـ"نحن في أحلك الظروف التاريخية"، مشيرة بوضوح إلى وضع متهاوٍ قد ينهار في أي لحظة. هذا الخوف المشترك ينبع من تجارب الانتفاضات السابقة، خاصة في 2019 و2022، التي أثبتت أن غضب الشعب هو التهديد الأخطر للنظام. حتى کیهان، رغم خطابها الهجومي ضد أمريكا، لا تستطيع إنكار أن الانفجار الداخلي يرعب النظام أكثر من أي قصف خارجي.
الاقتصاد والمجتمع: كعب أخيل النظام
تبرز الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة كعامل رئيسي في تحليلات الإعلام، وتُعد محفزًا لهذا الرعب. تحاول ایران في "انتهاك القانون الدولي في وضح النهار" و"الولاية الثانية لترامب: تحدٍ كبير للقانون الدولي" إبراز التهديد الخارجي، لكنها لا تستطيع التغطية على الضغوط الداخلية الناجمة عن الفقر والتضخم والبطالة. وتصيغ جهان صنعت في "اتفاق أو حرب؛ تكاليف مدمرة" تحذيرًا صريحًا من التكاليف الاقتصادية لكلا الخيارين، مشيرة ضمنًا إلى عجز النظام عن مواجهة هذه الأزمات.
تفاقم هذا الوضع الانقسامات الداخلية. فالإصلاحيون والمعتدلون، كما يظهر في ابتکار بعناوين مثل "أيام حساسة للعلاقة بين إيران وأمريكا" و"سياسة ترامب الخارجية بين الكبرياء والغريزة"، يبحثون عن مخرج دبلوماسي لتخفيف الضغوط الخارجية ومنع الانهيار الداخلي. لكن المحافظين، متمسكين بأيديولوجية المواجهة، يرون أي تسوية ضعفًا ويصرون على القمع الداخلي كسبيل وحيد للبقاء. هذا التناقض يضع النظام في موقف محير: لا يستطيع اللجوء إلى الدبلوماسية دون أن يفقد هيبته، ولا يمكنه مواصلة المواجهة دون إشعال غضب الشعب.
الخلاصة: نظام على وشك التهاوي
ما يكشفه هذا التحليل هو صورة نظام محاصر بالتشتت الداخلي ومضغوط من الخارج بتهديدات لا يستطيع السيطرة عليها بالكامل. الخلافات بين التيارات السياسية، من تفاؤل حذر بالتفاوض إلى إصرار على المواجهة العنيدة، تظهر غياب استراتيجية موحدة. لكن ما يتجاوز هذه الخلافات هو الرعب من الشعب ومن انتفاضة قد تنبثق من رحم الفقر والقمع واليأس، لتكون القوة الحاسمة في هذا الوضع.
النظام الإيراني، في هذه النقطة التاريخية الحرجة، لا يواجه عدوًا خارجيًا مثل أمريكا فحسب، بل يصطدم بعدو داخلي أشد فتكًا من أي قنبلة أو عقوبات. هذا الهلع، المتسرب بين سطور وسائل إعلامه، يؤكد أن التحدي الأكبر ليس في واشنطن، بل في شوارع طهران ومدن إيران الأخرى. مستقبل هذا النظام، أكثر من ارتباطه بقرارات ترامب أو الدبلوماسية العالمية، مرهون بقدرته على كبح جماح هذا الحريق الكامن تحت الرماد؛ حريق قد يشتعل في أي لحظة ليحيل كل شيء إلى رماد.
لقد اندلعت الحرب في شوارع طهران وسائر المدن الإيرانية، وهي ذات الحرب التي طالما زعم خامنئي وسائر قادة النظام أنهم يخوضونها في سوريا والعراق ولبنان وغزة على حساب الشعوب المقهورة، كي لا تدقّ أبوابهم. لكن ها هي اليوم، شاءوا أم أبوا، قد وصلت إلى عقر دارهم، وقرعت الأجراس، وآن أوان الحساب.



#مهدي_عقبائي (هاشتاغ)       Mehdioghbai#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاسل الولاية المتزلزلة: اعتراف خامنئي بحافة الانهيار
- ثوران الشعب: سقوط النظام
- تحذيرات أمريكا والرعب الحقيقي للنظام الإيراني
- إيران تحطم رقماً قياسياً في الإعدامات عام 1403 الإيراني: 115 ...
- ولاية الفقيه في مهب السقوط: هزائم النظام الإيراني في العام ا ...
- النظام الإيراني في مأزق: هجمات أمريكا على الحوثيين وتهديدات ...
- خامنئي محاصر بالأزمات.. هل تقترب ولاية الفقيه من نهايتها؟
- إيران: الأزمة الشاملة والمخاوف من انفجار الغضب الشعبي
- إيران على صفيح ساخن: خيارات خامنئي بين تجرع كأس السم والانفج ...
- أفق جديد للنضال: رحلة المقاومة الإيرانية الداخلية والدولية
- مريم رجوي خلال أمسية رمضانية: سقوط نظام الملالي حتمي والبديل ...
- مسيرة في واشنطن: دعم للمقاومة الإيرانية
- تهريب الوقود واختلال توازن الطاقة في نظام ولاية الفقيه
- نساء إيران: قوة التغيير نحو مستقبل حر في مؤتمر باريس 2025
- مؤتمر يوم المرأة العالمي في باريس: المرأة، قوة التغيير
- رسالة تظاهرة إيرانية في باريس: البديل الديمقراطي قادم
- مظاهرة 8 فبراير في باريس: صرخة إيرانية من أجل الحرية والديمق ...
- السباق النووي الإيراني.. بين السرية والتصعيد الدولي
- حملة -ثلاثاء لا للإعدام- ضد عقوبة الإعدام في إيران تدخل عامه ...
- قناة الحرية: صوت المقاومة الإيرانية ورمز الاستقلال المالي في ...


المزيد.....




- لأول مرة.. مصر تصدر ترخيصا لـ-شقق الإجازات- لإقامة السياح.. ...
- إيران تعلن عن محادثات رفيعة المستوى مع الولايات المتحدة
- كيف بنى الاتحاد السوفياتي أقوى قنبلة نووية في التاريخ؟
- أول تصريح لإيران بشأن المحادثات النووية بعد إعلان ترامب عن - ...
- عراقجي يعلن عن موعد لقاء وفدي إيران والولايات المتحدة في بلد ...
- الحرس الثوري الإيراني يعلن تفكيك خلية إرهابية تابعة لتنظيم - ...
- -تجريم التطبيع-.. نائب تونسي: أقول لعموم شعبنا لا تعولوا كثي ...
- السفارة الروسية في لندن تنفي صحة الأنباء حول التهديد الروسي ...
- السفير الصيني عن الولايات المتحدة: أكبر -إمبراطورية قراصنة- ...
- -صورة احتراقه هزت العالم-.. نهاية مأساوية لصحفي فلسطيني من غ ...


المزيد.....

- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي عقبائي - الرعب في ظل التزلزل